( العلم ) شريف ويحمله من الأمة الشرفاء ، وإذا حمله غيرُ أهله أفسدوه ،وأفسدوا الناس ..
وفي زماننا هذا حين انتشرت المدارس النظامية كان من ضمنها مدارس وجامعات تدرِّس العلوم الشريعة التي كانت تدرَّسُ في المساجد والأربطة ، ودخل في هذه المدارس والجامعات راغب العلم وطالب الدنيا الأمر الذي أخرج في النهاية جموعاً من المخلِّطين ..
ولستُ هنا في معرض وصف الأدواء التي اعترتْ أهل العلم في زماننا مما لم يكن موجوداً في الزمن الأول ، ولستُ في معرض تتبع زلةٍ زل بها عالم خشية أن يقلده الناس فيها فيهلكون لأن زلة العالِم يزل بها عالَم ..
إنما أنا بصدد سل ( خيزرانتي ) لأجلد بها ( صبياً ) ما يلبث بين كل فترة وأخرى إلا ويستنسخ ما كتبه أهل الزيغ فيعيده باسمه ! ، ويوهم نفسه حين يكتب هذا ( الخَبَل ) أنه الآتي بما لم تستطعه الأوائل ..
وبما أن هذا ( الشيء ) ، أو هذا ( الصبي ) دُفِع بتشجيع ممن حوله ، وأعطوه قدراً من الثقة بنفسه ، وهو الذي فيه صفة ( الجـراءة ) كما عرفته ، وغدا يثب على كل شيءٍ أردتُ هنا أن أصليه بـ ( خيزرانتي ) لعله يتأدب مع الله ورسوله وأهل العلم ، فلا يجرؤ يكتب شيئاً إلا وقد أحس بأن ثمة من ينتظره بالعصا !! ..
والعبد يقرع بالعصاء ،،، والحر تكفيه الملامة
لقد قرأت المقالة التي كتبها هذا ( الصبي ) وما توصل إليه من قوله والنتيجة من هذا الكلام ، ثم ذكر خمس نقاط هي النتيجة التي كتب المقالة لأجلها ! .
ولا أخفيكم أني حمدتُ الله على العافية ..
في بداية تعليقي على كتابته أقول له : إن النتيجة التي توصل إليها هذا ( الصبي ) من عدم قتل المرتد لأجل ردته ، هو الكلام بعينه الذي قاله الترابي !! قبل عشرين سنة ! .
وقد ذهب إلى قتل المرتد لأجل الردة فقط جماعة من أهل العلم بل حكي إجماعاً واختلفوا هل يستتاب أو لا ؟ .
وممن ذهب إلى قتله لأجل الردة فقط الخلفاء الأربعة ، ومعاذ بن جبل ، وأبو موسى ، وعبد الله ابن عباس ، وعبد الله ابن مسعود ، ومن التابعين الحسن البصري ، والزهري ، ومكحول ، وإبراهيم النخعي ، والليث بن سعد ، والأوزاعي ، وإسحاق بن راهويه ، وسواهم ، وهو قول فقهاء المذاهب ، ولم ينقل عن واحد من الصحابة والتابعين القول بعدم قتل المرتد ممن ثبتت ردته ..
وخالف هذا ( الصبي ) هؤلاء الأئمة ، والعمل الذي عليه أهل الإسلام فقال :
في الدين الإسلامي لا إكراه في الدين ولا يجوز قتل المغير لدينه لمجرد تغيير دينه .
والعجيب أن الذي جعله لا يقول بقول هؤلاء الأئمة هو قول الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) ثم يقول : وكان السؤال المركزي : ما دام أن الإسلام هو القائم على حرية التدين منذ بزوغه .. ما معنى قتل المغير لدينه ؟! .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..
وليس يخفى أن هذه الآية إنما هي للكافر بالأصالة ؛ فلا يجوز لنا إكراهه على الدين ، وليست هي لمن دخل في الإسلام الذي هو الدين الحق ثم نكص عنه ، فهذا بابه : من بدل دينه فاقتلوه ..
حينما يعبث الصبيان بالعلم ، فلا بد من سَل الخيزران !! ..
رد مع اقتباس
رد: حينما يعبث الصبيان بالعلم ، فلا بد من سَل الخيزران !! ..
