تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الشعر بمعزل عن الدين !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مراكش، المملكة المغربية
    المشاركات
    47

    Question الشعر بمعزل عن الدين !!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني وأحبائي
    قال الجرجاني صاحب كتاب " الوساطة بين المتنبي و خصومه" : و الشعر بمعزل عن الدين !!!
    فهل نحاكم النصوص الإبداعية بالمعيار الأخلاقي؟ أم المعيار الديني ؟وما هي الحدود
    التي يجب أن نقف عندها؟

    من يفيدني جزاه الله خيرا؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    107

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    - لي تعليق من نقاط :-

    - النقطة الأولى : لقد جاء الدين بالأخلاق ، فليس هناك انفصام بين الأخلاق من جانب ، وبين الدين من جانب آخر ، حتى نضطر إلى القول :" بأيهما تحاكم النصوص الإبداعية ، أبالمعيار الأخلاقي أم بالمعيار الديني "؟، فالدين بين وأوضح ماهية الأخلاق المحمود التخلق بها ، كالصدق ، والوفاء ، والسخاء ، والكرم ، والرفق والأناة ، والتواضع ، وغوث الملهوف ، ومساعدة الناس ، وإعانتهم ، وغيرها من أخلاق قررها الشرع الحنيف ، وحث عليها ، ورتب على التخلق بها الجزاء والمثوبة .

    - وقد صنف بعض العلماء في باب مكارم الأخلاق ، وأورد الأحاديث الدالة على ذلك ، ومنهم الإمام أبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، الذي صنف كتابا سماه (( مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ))، وعليه فلا انفصام بين الأخلاق وبين الدين ، بل الدين جاء بالأخلاق المحمودة ، ونهى عن الأخلاق المذمومة ، وقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد ، والإمام أحمد في المسند ، وغيرهما ، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة 1 / 112 .

    - وعليه فما نهى عنه الشارع الحكيم فهو يندرج في المحظور من الأخلاق ، أي يحرم على المسلم التخلق به ، كالكذب ، والغش ، والخيانة ، والخديعة ، والخبث ، وسوء الظن ، والغيبة ، والنميمة ، والحسد ، والحقد ، والإستطالة في عرض المسلم ، والتشبيب بالنساء ، وغيرها من أخلاق مذمومة ، نهى الشارع الحكيم عنها .

    - النقطة الثانية : أما ما هي حدود الشعر ؟، فهو كل ما نهى عنه الشارع الحكيم ، فلا يحل للمسلم أن يقترف مناهي الله تعالى بحجة قول الشعر ونحت القوافي ، كأن يشيع الفاحشة في المؤمنين ، من حث على الفجور ، وشرب الخمور ، وانتهاك الأعراض ، وإشاعة الرذائل ، وتخذيل المسلمين عن الجهاد في سبيل الله تعالى ، وما إلى ذلك من سيء الأفعال والأقوال .

    - النقطة الثالثة : قول الجرجاني :"والشعر بمعزل عن الدين "، ليس بقول معصوم ، وكل يؤخذ من قوله ويترك ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان الجرجاني يريد بقوله الآنف ، أن الشاعر له أن يقول ما شآء ، حتى وإن تضمن اقتراف مناهي الله تعالى فهذا باطل ، ولا يسلم له قوله ، فالله تعالى لم يبح كلمة الكفر إلا في حال الإكراه ، فأي عذر هذا يجيز للشاعر أن ينحت القوافي المتضمنة الوقوع في معاصي الله تعالى ؟، وإن كان الجرجاني يريد أن الشعر لا حكم له في الشرع الحنيف ، فهو باطل أيضا ، إذ لا تخلو حادثة عن حكم شرعي تكليفي كما قرر علماء أصول الفقه .

    - النقطة الرابعة : هذه فتوى علها تفيدك في الموضوع المذكور ، ونص سؤالها وجوابها كالآتي :
    - سؤال (( حُكْمِ تَعَلُّمِ الشِّعْرِ وَإِنْشَائِهِ وَإِنْشَادِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِهِ ))
    - الجواب :
    - ( الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ ) : اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ تَعَلُّمِ الشِّعْرِ وَإِنْشَائِهِ وَإِنْشَادِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِهِ عَلَى التَّفْصِيلِ التَّالِي :
    - أَوَّلًا : إنْشَاءُ الشِّعْرِ وَإِنْشَادُهُ وَاسْتِمَاعُهُ : قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ : لَيْسَ فِي إبَاحَةِ الشِّعْرِ خِلَافٌ، وَقَدْ قَالَهُ الصَّحَابَةُ وَالْعُلَمَاءُ، وَالْحَاجَةُ تَدْعُو إلَيْهِ لِمَعْرِفَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَالِاسْتِشْهَا دِ بِهِ فِي التَّفْسِيرِ، وَتَعَرُّفِ مَعَانِي كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَلَامِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُسْتَدَلُّ بِهِ أَيْضًا عَلَى النَّسَبِ وَالتَّارِيخِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ، يُقَالُ : الشِّعْرُ دِيوَانُ الْعَرَبِ. وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: الشِّعْرُ نَوْعٌ مِنْ الْكَلَامِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِهِ: يَعْنِي أَنَّ الشِّعْرَ لَيْسَ يُكْرَهُ لِذَاتِهِ وَإِنَّمَا يُكْرَهُ لِمُتَضَمَّنَات ِهِ.
    - وَقَالَ النَّوَوِيُّ: قَالَ الْعُلَمَاءُ كَافَّةً: الشِّعْرُ مُبَاحٌ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ فُحْشٌ وَنَحْوُهُ، وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنُهُ حَسَنٌ وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ، وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، فَقَدْ { سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ وَاسْتَنْشَدَهُ ، وَأَمَرَ بِهِ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ ، وَأَنْشَدَهُ أَصْحَابُهُ بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَسْفَارِ وَغَيْرِهَا }، وَأَنْشَدَهُ الْخُلَفَاءُ وَأَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَاءُ السَّلَفِ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى إطْلَاقِهِ، وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا الْمَذْمُومَ مِنْهُ وَهُوَ الْفُحْشُ وَنَحْوُهُ.
    - وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: الَّذِي يَتَحَصَّلُ مِنْ كَلَامِ الْعُلَمَاءِ فِي حَدِّ الشِّعْرِ الْجَائِزِ أَنَّهُ إذَا لَمْ يُكْثَرْ مِنْهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَخَلَا عَنْ هَجْوٍ وَعَنْ الْإِغْرَاقِ فِي الْمَدْحِ وَالْكَذِبِ الْمَحْضِ وَالْغَزَلِ الْحَرَامِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ جَائِزًا. وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى جَوَازِهِ إذَا كَانَ كَذَلِكَ، وَاسْتَدَلَّ بِأَحَادِيثَ وَبِمَا أُنْشِدَ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ اسْتَنْشَدَهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ، وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ مُجَلَّدًا فِي أَسْمَاءِ مَنْ نُقِلَ عَنْهُ مِنْ الصَّحَابَةِ شَيْءٌ مِنْ شِعْرٍ مُتَعَلِّقٍ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً.
    - وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: الشِّعْرُ مِنْهُ حَسَنٌ وَمِنْهُ قَبِيحٌ، خُذْ الْحَسَنَ وَدَعْ الْقَبِيحَ، وَلَقَدْ رَوَيْت مِنْ شِعْرِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَشْعَارًا مِنْهَا الْقَصِيدَةُ فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا، وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: { الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلَامِ، حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلَامِ }.
    - وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدَفْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ مَعَك مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ ؟ قُلْت: نَعَمْ، قَالَ: هِيهِ فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ: هِيهِ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ: هِيهِ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ } قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى حِفْظِ الْأَشْعَارِ وَالِاعْتِنَاءِ بِهَا إذَا تَضَمَّنَتْ الْحِكَمَ وَالْمَعَانِيَ الْمُسْتَحْسَنَ ةَ شَرْعًا وَطَبْعًا. وَإِنَّمَا اسْتَكْثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ لِأَنَّهُ كَانَ حَكِيمًا، { وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ }.
    - وَلَمَّا { أَرَادَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مَدْحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبْيَاتٍ مِنْ الشِّعْرِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: هَاتِ، لَا يَفْضُضْ اللَّهُ فَاك }. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَمْشِي وَهُوَ يَقُولُ:
    خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ .......... الْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
    ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مُقِيلِهِ ............ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
    فَقَالَ عُمَرُ : يَا ابْنَ رَوَاحَةَ ، فِي حَرَمِ اللَّهِ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ } .

    - وَرَوَى أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً }، وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ لَا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ حَرَّمَ الشِّعْرَ مُطْلَقًا أَوْ قَالَ بِكَرَاهَتِهِ.
    - قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ: فَقَدْ يَكُونُ فَرْضًا كَمَا نَقَلَ ابْنُ عَابِدِينَ عَنْ الشِّهَابِ الْخَفَاجِيِّ قَالَ: مَعْرِفَةُ شِعْرِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُخَضْرَمِ ينَ ( وَهُمْ مَنْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ ) وَالْإِسْلَامِي ِّينَ رِوَايَةً وَدِرَايَةً فَرْضُ كِفَايَةٍ عِنْدَ فُقَهَاءِ الْإِسْلَامِ؛ لِأَنَّ بِهِ تَثْبُتُ قَوَاعِدُ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي بِهَا يُعْلَمُ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ الْمُتَوَقِّفُ عَلَى مَعْرِفَتِهِمَا الْأَحْكَامُ الَّتِي يَتَمَيَّزُ بِهَا الْحَلَالُ مِنْ الْحَرَامِ، وَكَلَامُهُمْ وَإِنْ جَازَ فِيهِ الْخَطَأُ فِي الْمَعَانِي فَلَا يَجُوزُ فِيهِ الْخَطَأُ فِي الْأَلْفَاظِ وَتَرْكِيبِ الْمَبَانِي.
    - وَقَدْ يَكُونُ مَنْدُوبًا، وَذَلِكَ إذَا تَضَمَّنَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ حَمْدَهُ أَوْ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ، أَوْ ذِكْرَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ أَوْ مَدْحَهُ أَوْ الذَّبَّ عَنْهُ، أَوْ ذِكْرَ أَصْحَابِهِ أَوْ مَدْحَهُمْ، أَوْ ذِكْرَ الْمُتَّقِينَ وَصِفَاتِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ ، أَوْ كَانَ فِي الْوَعْظِ وَالْحِكَمِ أَوْ التَّحْذِيرِ مِنْ الْمَعَاصِي أَوْ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَاتِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ.
    - وَقَدْ يَكُونُ الشِّعْرُ حَرَامًا إذَا كَانَ فِي لَفْظِهِ مَا لَا يَحِلُّ كَوَصْفِ الْخَمْرِ الْمُهَيِّجِ لَهَا، أَوْ هِجَاءِ مُسْلِمٍ أَوْ ذِمِّيٍّ، أَوْ مُجَاوَزَةِ الْحَدِّ وَالْكَذِبِ فِي الشِّعْرِ، بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، أَوْ التَّشْبِيبِ بِمُعَيَّنٍ مِنْ أَمْرَدَ أَوْ امْرَأَةٍ غَيْرِ حَلِيلَةٍ، أَوْ كَانَ مِمَّا يُقَالُ عَلَى الْمَلَاهِي.
    - وَقَدْ يَكُونُ الشِّعْرُ مَكْرُوهًا ، وَلِلْمَذَاهِبِ فِي ذَلِكَ تَفْصِيلٌ: فَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ الْمَكْرُوهَ مِنْ الشِّعْرِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الشَّخْصُ وَجَعَلَهُ صِنَاعَةً لَهُ حَتَّى غَلَبَ عَلَيْهِ وَشَغَلَهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَنْ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ، وَمَا كَانَ مِنْ الشِّعْرِ فِي وَصْفِ الْخُدُودِ وَالْقُدُودِ وَالشُّعُورِ، وَكَذَلِكَ تُكْرَهُ قِرَاءَةُ مَا كَانَ فِيهِ ذِكْرُ الْفِسْقِ وَالْخَمْرِ.
    - وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ : يُكْرَهُ الْإِكْثَارُ مِنْ الشِّعْرِ غَيْرِ الْمُحْتَاجِ إلَيْهِ لِقِلَّةِ سَلَامَةِ فَاعِلِهِ مِنْ التَّجَاوُزِ فِي الْكَلَامِ لِأَنَّ غَالِبَهُ مُشْتَمِلٌ عَلَى مُبَالَغَاتٍ، رَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ إنْشَادِ الشِّعْرِ فَقَالَ: لَا تُكْثِرَنَّ مِنْهُ فَمِنْ عَيْبِهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ }، قَالَ : وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ اجْمَعْ الشُّعَرَاءَ قِبَلَك، وَسَلْهُمْ عَنْ الشِّعْرِ، وَهَلْ بَقِيَ مَعَهُمْ مَعْرِفَةٌ، وَأَحْضِرْ لَبِيدًا ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: إنَّا لَنَعْرِفُهُ وَنَقُولُهُ، وَسَأَلَ لَبِيدًا فَقَالَ: مَا قُلْت بَيْتَ شِعْرٍ مُنْذُ سَمِعْت اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : { الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ }.
    - وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: مِنْ الْمَذْمُومِ فِي الشِّعْرِ التَّكَلُّمُ مِنْ الْبَاطِلِ بِمَا لَمْ يَفْعَلْهُ الْمَرْءُ رَغْبَةً فِي تَسْلِيَةِ النَّفْسِ وَتَحْسِينِ الْقَوْلِ ، وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ : يُكْرَهُ أَنْ يُشَبِّبَ مِنْ حَلِيلَتِهِ بِمَا حَقُّهُ الْإِخْفَاءُ، وَذَلِكَ مَا لَمْ تَتَأَذَّ بِإِظْهَارِهِ وَإِلَّا حَرُمَ. وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: يُكْرَهُ مِنْ الشِّعْرِ الْهِجَاءُ وَالشِّعْرُ الرَّقِيقُ الَّذِي يُشَبِّبُ بِالنِّسَاءِ.
    - وَقَدْ يَكُونُ الشِّعْرُ مُبَاحًا وَهُوَ الْأَصْلُ فِي الشِّعْرِ. وَنُصُوصُ فُقَهَاءِ الْمَذَاهِبِ فِي ذَلِكَ الْحُكْمِ مُتَقَارِبَةٌ: قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: الْيَسِيرُ مِنْ الشِّعْرِ لَا بَأْسَ بِهِ إذَا قُصِدَ بِهِ إظْهَارُ النِّكَاتِ وَالتَّشَابِيهِ الْفَائِقَةِ وَالْمَعَانِي الرَّائِقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ الشِّعْرِ فِي ذِكْرِ الْأَطْلَالِ وَالْأَزْمَانِ وَالْأُمَمِ فَمُبَاحٌ. وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ : يُبَاحُ إنْشَادُ الشِّعْرِ وَإِنْشَاؤُهُ مَا لَمْ يُكْثِرْ مِنْهُ فَيُكْرَهُ، إلَّا فِي الْأَشْعَارِ الَّتِي يُحْتَاجُ إلَيْهَا فِي الِاسْتِدْلَالِ .

    - وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ : يُبَاحُ إنْشَاءُ الشِّعْرِ وَإِنْشَادُهُ وَاسْتِمَاعُهُ - مَا لَمْ يَتَضَمَّنْ مَا يَمْنَعُهُ أَوْ يَقْتَضِيهِ اتِّبَاعًا لِلسَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ شُعَرَاءُ يُصْغِي إلَيْهِمْ كَحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، { وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنْشَدَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ ابْنِ أَبِي الصَّلْتِ مِائَةَ بَيْتٍ }، أَيْ لِأَنَّ أَكْثَرَ شِعْرِهِ حِكَمٌ وَأَمْثَالٌ وَتَذْكِيرٌ بِالْبَعْثِ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { كَادَ أَنْ يُسْلِمَ } وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً }. وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: لَيْسَ فِي إبَاحَةِ الشِّعْرِ خِلَافٌ، وَقَدْ قَالَهُ الصَّحَابَةُ وَالْعُلَمَاءُ، وَالْحَاجَةُ تَدْعُو إلَيْهِ )) انتهت الفتوى .

    - وللفائدة فلتنظر :
    - كتاب (( الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته )) د. عدنان علي النحوي ، فقد ضمن كتابه ، ص 43 ، ضوابط الأدب ، ولا شك أن الشعر من علوم الأدب .
    - وكتاب (( القباني في ميزان الإسلام )) د. شكري محمد سمارة ، ص 17 وبعدها فقد تحدث عن موقف الإسلام من الشعر .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مراكش، المملكة المغربية
    المشاركات
    47

    Arrow رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    لا إله إلا الله، لقد أثلجت صدري أخي الحبيب بجوابك عن سؤالي،ووالله كانت هذه إجابتي قبل أن أسألكم،وتقدمت بها إلى أستاذ تاريخ الأدب العربي بالمشرق،لكنه أورد لي أمثلة يندى لها الجبين،تطاولت على الإسلام والنبي ،بل وتعدت إلى السخرية من رب العزة جل جلاله،وتدعو إلى المجون ونشر الرذيلة في أوساط المجتمع،خصوصا المراهقين منهم والشباب،كما هو الشأن في بلادي المغرب والله المستعان،فقد تم تقرير قصائد مخلة بالحياء وتبيح شرب الخمر،والطامة الكبرى أنها مقررة للمراهقين في المرحلتين الإعدادية و الثانوية.


    وقال لي الأستاذ الدكتور عندما سألته لم لا يحاكم هؤلاء؟


    لم لايحاكم موسى حوامدة من الأردن على قصيدته:


    يا عبد الله من علمك العربية


    من أعطاك القرآن وأهداك الكعبة


    يا عبد الله


    إن الله لم يخترك لتحصيل الجزية


    أو سفك دم الصوفية


    واستئصال الحرية


    ......


    عبد الله الآن سجين


    سجنته البلدية


    إذ كان يبيع الناس حصى الجنة


    وعصى موسى السحرية


    أقول: لماذا لايدق عنق هذا الماجن الذي تعرض لسب النبي والتنقيص منه،حتى وإن تاب،فتوبته ستنفعه عند ربه،لكن لابد من استئصال رأسه الدنس،والمصيبة أن الأردن بلاد إسلامية؟؟


    ولماذا لايحاكم حلمي سالم المصري في تجربته الخبيثة "شرفة ليلى مراد"...والله أستحي أن أكتب هذا الكلام وأرجو أن يعفو عني ربي لكتابة هذا الكلام الوسخ،لكن لابد من كتابته وإظهاره حتى نتخذ موقفا جادا من هؤلاء الكفرة الخبثاء...


    يقول حلمي سالم المصري:


    الرب ليس شرطيا


    حتى يمسك الجناة من قفاهم،


    إنما هو قروي يزغط البط،


    ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحاً:


    وافر هذا اللبن


    الجناة أحرار لأنهم امتحاننا الذي يضعه الرب آخر كل فصل


    قبل أن يؤلف سورة البقرة


    .....


    ويقول أيضا:


    الرب ليس عسكري مرور


    إن هو إلا طائر،


    وعلى كل واحد منا تجهيز العنق


    لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟


    هل تريدين منه


    أن يمشي بعصاه


    في شارع زكريا أحمد


    ينظم السير


    ويعذب المرسيدس


    أقول: أستغفر الله أستغفر الله ستغفر الله


    قال لي الدكتور المحاضر أن نخبة من الغيورين في مصر الحبيبة حرسها الله ولطف بأهلها،أنهم قامو برفع دعوى قضائية ضد هذا الماجن،لكنه زعم أن شعره كان مجازيا وبذلك ربح القضية،هذا مع العلم بأن هناك قانونا في مصر يحرم المس بالمقدسات والثوابت الدينية،فتأملوا بارك الله فيكم


    وأريد أن ألفت انتباه إخواني الأحباء إلى أن الأديب الفرنسي شارل بودلير قد حوكم لا لشيئ إلا لأنه أخل بالحياء المتعارف عليه في فرنسا آنذاك في القرن 19، فتأمل!!!!!


    وسؤالي هو كالتالي:


    إذا كنا نحن مسلمين،وإذا كانت هناك قوانين تحرم وتجرم المس بأعراض الناس فضلا عن المساس بأعراض الأنبياء فضلا عن المساس بالذات الإلهية، إذا كان الأمر كذلك،فلماذا لا يتعرض المنتهكون للمحاكمة بدعوى حرية التعبير وأن الدين والشعر منفصلان،وأن الإسلام يحد من إبداع الفنان والأديب؟


    فهل الإبداع يا ترى-عندهم-هو الدعوة إلى الرذيلة والمساس بالمقدسات؟


    ولماذا هذا الصمت الرهيب في الأوساط الثقافية والإعلامية؟


    هل يا ترى الناس راضون عن هذا؟


    وما الفائدة من سن القوانين والرقابة إذا كان خرقها من قبيل حرية الإبداع؟


    أسئلة كثيرة تدور بخلدي،وأقف عاجزا عن الإجابة،وقد أنزلت بكم حيرتي عسى أن ألقى إجابة شافية من إخواني وأحبائي الشيوخ والدكاترة وطلبة العلم راجيا من العلي القدير أن تولوا هذا الموضوع أهمية قصوى لما له من الأثر والأهمية بمكان، سامحوني إن أطلت عليكم أحبابي، فظني أني وسط أهلي وأحبابي وأساتذتي،والله المستعان


    إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله


    سبحانك اللهم وحمدك،أشهد أن لاإله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    بارك الله فيكم ، وجعل إجابتكم في موازين حسناتكم ، أفدتنا جزاك الله خيرا
    نعم والله إذا لم نحتكم للدين في جميع ما نقوم به ولا نزن ما نفعل ونقول بميزان الإسلام ، فسنترك أشياااء كثيرة .
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    107

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    - أخي الكريم / أبو سعيد المراكشي
    - سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    - لي تعليق على ما أوردته في نقاط :
    - النقطة الأولى : الإشكالية تكمن في أن بعض المجتمعات المسلمة تسلط عليها من لا يرقب فيها إلا ولا ذمة ، وأن الأمر أسند إلى غير أهله ، ومن علامات الساعة على ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم إسناد الأمر إلى غير أهله ، فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (( بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم : بل لم يسمع ، حتى إذ قضى حديثه ، قال : أين أراه السائل عن الساعة ، قال : ها أنا يا رسول الله ، قال : فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )).
    - ومن تضييع الأمانة أن ما يسمى بوزارة التربية والتعليم أو الجهة المنوط بها تثقيف المجتمع - في بعض ديار الأمة - تجدها قد تولاها أقوام لا خلاق لهم في الآخرة ، ممن تشبعوا بالعلمانية واللادينية ، فلذلك تجد هذا الانفلات اللاثقافي واللاديني في بعض مجتمعات أمتنا المسلمة ، والمصيبة تعظم حين يوضع للكفر قوانين وضعية تحاد شرعة الله تعالى ، أو حين يلزم الطلاب بتعلم الكفر على أنه ثقافة واستنارة وغير ذلك من دعاوى لا تساوي المداد الذي تكتب فيه ، وأذكر في النهاية أن الأمر يتعلق بتضييع الأمانة ، وذلك حين أسند الأمر إلى غير أهله ، فلذلك تجد الغربان تنعق ، والفاحشة تزين على أنها ثقافة وعلم ، والله المستعان .

    النقطة الثانية : هناك بعض الكتب التي تعرضت لما ذكرته في مشاركتك ، فمنها :
    1 - الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها ، د . سعيد الغامدي .
    2 - الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته ، د. عدنان علي النحوي .
    3 - القباني في ميزان الإسلام ، د. شكري محمد سمارة .
    - فانظرها غير مأمور لعلها تشفي حرقتك ، وتجد فيها ما ينفعك ، والله الموفق .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    للفائدة في موضوع ( الشعر بمعزل عن الدين) يُنظر كتاب الالتزام الإسلامي في الشعر للدكتور ناصر الخنين: ص293-ص333
    فقد أجاد وأفاد مؤلفه حفظه الله, والكتاب لا يستغني عنه كل مهتم بالأدب عامة وبالشعر خاصة.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مراكش، المملكة المغربية
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    أخي الحبيب صالح الجسار بارك الله فيك
    هلا رفعت لنا هذا الكتاب وسأكون ممتنا لك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: الشعر بمعزل عن الدين !!!

    الشعر كما قال الجرجاني بمعزل عن الدين،فمن أراد تذوق الشعر أو نقده تلزمه معرفة تستمد من نظريات الشعر والبلاغة،
    أما النظر الى الشعر من زاوية الدين ،فهو مسلك لا يخدم الابداع الشعري بل على العكس من ذلك يضيق من مجال حرية المبدع اذ يطالبه ان يمارس الدعاية بدل ان يمارس الفن.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •