الموضوع: سير أعلام السفهاء

جزاكم الله خيرا.

حتى توسطت لهم (روكسلان) اليهودية[1] , زوجة الخليفة العثماني سليمان القانوني،

الحاشية التي تخص هذا الرقم غير موجودة بوركتم.

ثم هذه العبارة تستحق التوقف عندها ...

وفقك الله في الإكمال و الإفادة ، فالعنوان يحمل الكثير من الشخصيات ...
مهمة صعبة !! ، وفقك الله ..

رابعا: الخبيث: ياسر الحبيب

ضربوا مثلا فقالوا : أن نملة أحبَّتْ جملا ، فأخذت بخطامه فتبعها ، فلما وصلت إلى جُحرها دخلت فوقف، فأَطَلَّت عليه برأسها حزينة كئيبة، فقال لها: يا نملة، إما أن تتخذي بيتا يليق بمحبوبك، و إما أن تتخذي محبوبا يليق ببيتك.
على نفس السياق والمنوال أقول : إما أن نتخذ دينا يليق بدناءة ما نحن فيه ، وإما أن نرتقي إلى مستوى عظمة هذا الدين.
نعم، إما دينا يليق بحالنا ، وإما وثبة نحو عظمة هذا الدين.
ووجود مثل هذا اللعين في أمة تعلن الإسلام دينا ومحمد نبيا، دليل دناءة وتدني، ودليل قلة فهم لهذا الدين المبين.
أظل متسائلا: لما كل هذا العنت وهذا الانغماس في الضلال، حتى يأتي قوم إلى عرض نبي كريم هو خاتم الأنبياء والمرسلين بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين ، فيغلون فيه سبا وشتما وقدحا، ثم بعد ذلك تشهيرا.
ليأتي الجواب سريعا: أنهم قوم ولدتهم أمهاتهم من متعة، ولم يصرخوا بكاء كما عهدنا من أطفالنا، وأطفال العالم أجمع ، بل صرخوا لعنا وسبا، ففرح الشيطان بهم وطار سرورا، إذ علم أن من هذا حاله سيؤزه إلى الشر أزا، وبالفعل قد كان.
ياسر يحيى عبد الله الحبيب، أبو حيدرة، أحد أبرز العقليات الشيعية في زماننا،مفكر أديب، من مواليد (20 يناير1979) في الكويت، كان مؤذناً في مسجد ( النقي) و رادوداً حسينياً في عدد من الحسينيات، ودخل جامعة الكويت، وتخرج منها حاملا لشهادة العلوم السياسية، كما سبق له العمل في مجال السياسة والإعلام.
تقول بعض تراجمهم عنه:وكان لوالدته أثر كبير في تربيته الولائية وفي صنع شخصيته الدينية الصلبة، فيما اكتسب من والده طيبة القلب ولين المعاشرة.
قلت: لا ضير إذ وَلَدَتْهُ لاعنا سابا، أن يكون صلبا.
طوام الرجل:
يكفيه أنه اتهم عِرض محمد صلى الله عليه وسلم خير الأنبياء والمرسلين، بما قد برَّأها منه رب العالمين في كتابه المبين، فجمع بين الشرور كلها، أن كذَّب الله تعالى ، وآذى محمدا في عرضه، وطعن ولمز وكفَّر أصحابه من بعده،فهل بعد هذا الشر من الشر، وهل بعد هذه الردة الجامحة من ردة، كلا وربي.
موقف بعض رموز الشيعة المعاصرين منه:
بعد أن احتفل ياسر الحبيب في17 رمضان 1431بيوم وفاة السيدة المطهرة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر أصدر من يُلقب بمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي فتوى سياسية لا شرعية، بتحريم الإساءة لعائشة رضي الله عنه لأنها من أمهات المؤمنين، كما حرّم الإساءة إلى أي أحد من الصحابة، كما أن حسن نصر الله زعيم حزب اللات عدَّ ياسر الحبيب "شخص شيعي غير معروف عند الشيعة أساساً" وأكّد على أهمية فتوى خامنئي الموجّهة ضد ياسر الحبيب، وكل هذه الأمور منطلقها سياسي لا شرعي فالحذر منهم واجب، إذ الكذب عندهم عبادة.
أنشأ في لندن جريدة باللغة الإنجليزية اسمها shia newspaperوصدر منها ثلاثة أعداد وهو يشرف على تحريرها، كما أنه تمكن من إنشاء حوزة علمية لتدريس العلوم الدينية وأطلق عليها اسم حوزة العسكريين، كما قام بافتتاح مكتب له في لندن وهو المكتب الوحيد التابع له رسمياً في الوقت المعاصر، وسيكون هذا الخبيث مشرفًا على إحدى القنوات الفضائية الشيعية من لندن وهي قناة "فدك"، وقام بإنشاء موقعه الإلكتروني الرسمي (القطرة).
أقول: لقد كتب هذا الرجل كلماته بما يحزن قلب كل موحد صادق، مفرح لشياطين الإنس والجن، فلا أقل من أن يكتب التاريخ أمام كلماته اللعينة....... ولكن أبناء محمد صلى الله عليه وسلم قد ثأروا وما تركوها مرَّتْ له........

فالثأر هو الدواء حين لا دواء، وهو القوة حين تُخْذَل القوة.

الأخت أمة القادر: الهامش هو:

2: والمتأمل في هذا، يجد أن غالب الشر على المسلمين وحكامهم أتى من هذا الباب – الزواج من الكتابيات الماكرات - وصدق عمر رضي الله عنه حينما منعه عن حذيفة رضي الله عنهم أجمعين.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبثينة الجزائري

الأخت أمة القادر: الهامش هو:

2: والمتأمل في هذا، يجد أن غالب الشر على المسلمين وحكامهم أتى من هذا الباب – الزواج من الكتابيات الماكرات - وصدق عمر رضي الله عنه حينما منعه عن حذيفة رضي الله عنهم أجمعين.

جزاكم الله خيرا و وفقكم.

بارك الله فيك وأعانك على فضح الأعداء السفهاء.
تحية لك من أهلك وأبنائك ونحن فخورون جدا بما تقدمه لنصرة هذا الدين.
سدد الله خطاك.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بثينة الجزائرية

بارك الله فيك وأعانك على فضح الأعداء السفهاء.
تحية لك من أهلك وأبنائك ونحن فخورون جدا بما تقدمه لنصرة هذا الدين.
سدد الله خطاك.

ما شاء الله
بارك الله فيكم جميعا و جمعكم على الهدى.

جزاك الله خيرا أخي أبا بثينة ، نحن متابعون.

خامسا: عَضْرَفُوطٌ مَأفُون اسمه: خليدة تُومــــي

استوقفتني كما أحزنتني مقولة رعناء لأحد المفكرين الدُّروز قال فيها : أنتم – الإسلاميون- سُذَّج، لأنكم دائما في مشاريعكم الإسلامية التي تبذلون فيها الغالي والرخيص لا تقطفون الثمرة.
على حرارتها و قسوتها أقول : صدق وهو الكذاب الأشر.
فمن يُلقَّب عندنا بالإسلاميين، قد أريقت منهم الدماء ما أريق، وذاقوا من العذاب ما ذاقوا، أصنافا وأنواعا، ثم يُـــتَوج كل ذلك بعضرفوط اسمه خليدة تومي في الوزارة، وأي وزارة؟، وزارة الثقافة، تريد بذلك أن تقول لك: حتى المنبع أفسده عليكم، وحتى الأجيال أؤلبها ضدكم.
وقد صرَّحت أنها استطاعت مع خمسين امرأة من أمثالها، من إلغاء الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون سنة: 1992، إذا فالمرأة لا تلعب وهي حقا تعتقد، فتبَّا لها تـــبًّا.
ولدت خليدة تومي " مسعودي" سنة 1958 ، من أشد المناضلات المسترجلات للحركة النسوية في الجزائر، تخرجت من المدرسة العليا للأساتذة بالجزائر، درّست مادة الرياضيات في ثلات ثانويات بالعاصمة إلى غاية 1993.
في سنة 1980 و هي لا تزال طالبة بجامعة الجزائر أنشأت التجمع النسوي الأول بجامعة الجزائر، الذي طالب بسحب التعليمة الوزارية، التي يمنع بموجبها النساء الجزائريات الخروج أو المغادرة إلى خارج البلاد بدون رخصة من قبل رجل من نفس العائلة، أو أن تكون مرفوقة. وبالفعل قد كان لها ما أرادت.
من المؤسسات الأوائل و رئيسة الجمعية المستقلة الأولى للنساء الجزائريات، أي الجمعية التي تنادي بالمساواة إزاءالقانون بين النساء والرجال والتي كانت فعالة بشكل دائم إلى غاية1989 .
في سنة 1992 أنشأت ما يسمى بالفرع النسوي للجنة الوطنية لإنقاذ الجزائر، و كانت من بين أعضاء اللجنة التنظيمية للمظاهرات ضد تأسيس الدولة الإسلامية التي كان ينادي بها الإسلاميون.
في جوان 2002 عينت وزيرة للاتصال والثقافة ،ناطقة رسمية باسم الحكومة.
ثم وزيرة للاتصال والثقاقة في ماي 2004 ثم وزيرة للثقافة إلى يومنا هذا.
وقد تقلدت المرأة مجموعة كبيرة وعالية من المناصب،كم أنشأت العديد من الجمعيات النسوية التي تدعو في أساسها إلى إلغاء الحياء من المرأة وجعل التحرر والحرية شعارا لكل نساء الجزائر، بل لكل نساء العالمين.
كما تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات الأوروبية والصهيونية خاصة، اعترافا بمجهوداتها و إسهاماتها في تحرير الحركة النسوية في الجزائر- زعموا- .
محاربتها لله ولرسوله ولدينه:
يكفي المسلم في التدليل على علو شأن هذه المارقة في الشر والفساد والمحاربة لدين الله الكبير المتعال، أن يطلع على صفحات من كتابها "خليدة مسعودي جزائرية واقفة" تقول :
في الإسلام، قرَّرت ألا أصلي صلاة المسلمين، وحتى القرآن لا يوجد به ذكر للصلوات الخمس، ولأن وضع الرأس على الأرض يعتبر أكبر إهانة للإنسان، ولأن هذه الصلاة المجسدة للعبودية فكرة من ابتكار بدو السعودية النخاسين، ولقد قرَّرت أن أؤدي صلاة غير صلاة المسلمين، فقد طويت سجادتي ووضعتها في قفة، وقررت بذلك التخلص من الأكاذيب والنفاق.
أقول: وتمعن أخي الكريم في قولها " بدو السعودية النخاسين" لتعلم أنها تريد رسولك صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام الطيبين.
وتتكلم خليدة في كتابها هذا عن شهر رمضان الكريم، فتعترف أنها لا تصومه، وتتألم لكون الجزائريين المفطرين يضطرون إلى إخفاء ذلك خوفا من العدوان .
أما عن الحج فتقول: أنا أتأسف على الأموال التي تضيع هناك بالحج التي كان المفروض أن تنفق على بناء قاعات سينما.
وهي لا تؤمن بالزواج الشرعي، وتتعجب من أن الرجل والمرأة إذا كانا غير متزوجين لا يُسمح لهما بغرفة في فندق بالجزائر.
تقول مفتخرة ردا عن سؤال إحدى الصحفيات الصهيونيات :
هل أنت كافرة ؟فتجيبها : أنا لست كافرة، ولكن بصفة أخرى أنا داييزمdeiste ."وهو مذهب فلسفي يقر بوجود الله وينكر الوحي والعقائد".

ثم تسألها الصحفية الصهيونية : هل فكرتي لحظة ما في التحجب ؟ فتجيب : تضحكين ؟؟؟ المسألة لم تخطر ببالي على الإطلاق !!! هيهات، هيهات، هيهات !!! احتجب؟! لا... انتظري...أنا، نحن جزائريات التحرر والاستقلال: اللواتي أردن الدراسة واحتراف مهنة، وكسب قوتهن، والزواج والطلاق بحرية.
كل هذا فضلا عن ممارساتها العملية الدؤوبة في تقرير ما صرحت به، وجعله واقعا معاشا، وقد نجحت في ذك كثيرا.
حتى إنها رفعت أمر والي ولاية تلمسان إلى وزير الداخلية بأخرة، لعدم حضوره فعاليات اختتام المهرجان السنوي في الولاية، واتهمته أنه من الإسلاميين المتدينين.
أقول في ختام هذا كله، هذا صنيع حزب الشيطان وأهله، فما صنيع حزب الله وأهله؟
وإن أردت أخي العزيز أن تجرح قريحتك وتتألم من الآهات سريرتك، فأُعْلِمُكَ أنَّ من بيننا أقوام يتمسحون بمنهج السلف زورا، رأوا في هذه وحفيداتها أولياء أمور لهم علينا طاعة، وإن ضربت خليدة ظهري وأخذت مالي ومزقت ديني ودين آبائي.

سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.

موضوع جبار ما شاء الله ، نتابعك أخي الكريم أرجو ألا تتوقف ،

بسم الله و بعد
بارك الله فيكم و سددكم.

تريد بذلك أن تقول لك: حتى المنبع أفسده عليكم، وحتى الأجيال أؤلبها ضدكم

يأبى الله
و سيتم نوره و لو كره المبطلون
أرحام المؤمنات ليست عقيمة ....
عزائمهن تزيدها المآسي صلابة ...
و النجائب التي ستحمل عدة النصر سترسلها تلك النساء ...
و ان لم نكن منهن فطوبى لهن وحسرة علينا .

و بيننا و بينكم الايام يا عبّاد الدنيا ......

شكرا لك ... بارك الله فيك ...

الإخوة والأخوات:
صالح الجبرين ، أمة القادر، أبو مصعب الملالي، وكل إخواني، جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

واصل / وصلَكَ بحفظِه ورعايته أخي الحبيب أبا بُثينة ...

وإن أردت أخي العزيز أن تجرح قريحتك وتتألم من الآهات سريرتك، فأُعْلِمُكَ أنَّ من بيننا أقوام يتمسحون بمنهج السلف زورا، رأوا في هذه وحفيداتها أولياء أمور لهم علينا طاعة، وإن ضربت خليدة ظهري وأخذت مالي ومزقت ديني ودين آبائي.
نعم معك حقّ ولو حكموا بالتوراة والإنجيل بلهَ القانون الإفرنجي / فلا حرج / حتى أنتم أخي أبا بُثينة ابتليتم بهذه الطّائفة المنكوسة / والله إنّهم يوالون أعداء الله ويعادون أولياء الله ووقعوا فيما وقعت فيه الخوارج قديما : يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان ..والله المستعان
متابع لكم ...

نعمة الله الجزائري
الحمد الله أنه ليس من الجزائر
لأني أحترم الجزائريين كثييرا
واستبعدت ان يكون من أصل جزائري
والحمد الله أنه حتى لم يسكن الجزائر


ولنا في سير أعلام السفهاء عبرة
ابتداءا من نتن الفكر
وانتهاءا كقطعة حذاء ممزقة في قعر القمامة
:
:
أسجل متابعتي
وإعجابي
بوركت

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبثينة الجزائري

[font=lotus linotype]فإنه ولما كثر عباد الله الصالحون، العلماء الربانيون، المربون المتقون، في زمن الإمام الفاضل: شمس الدين الذهبي، صاحب "سيرأعلام النبلاء"، كان لزاما عليه أن يجمع سيرهم في مؤلف خاص لينال بذلك القربى و الزلفى عند الله عز وجل ...
أبو بثينة الجزائري

ولكن الملاحظ أن الكتاب فيه تراجم طبعا لأشخاص ليسوا "نبلاء" كالفارابي وابن رشد الحفيد ، وابن سينا وغيرهم من الفلاسفة ، والخلفاء العبيديين الخ...

سلام الله عليكم، وبعد فعادتي أن لا أكتب إلا للسؤال أو زيادة علم، لكني وجدت يدي تجرني إلى شكرك للشد من عزيمتك فأعانك الله وبارك فيك، وأتمنى -وأنت جزائري- أن تكثر الترجمة عن سفهاء الجزائر، وعسى أن يقتدي بك إخوانك فيترجموا لمن جاورهم، فبلدي الرجل أدرى به، وقبل ذلك أرجو ان تكون التراجم للمعاصرين والمغمورين من السابقين حتى يعم النفع ولا تكون كتابتك من الحديث المعاد.
هذا وإن في نفسي شيئا من هذه العبارة فتأمل: "إما أن نتخذ دينا يليق بدناءة ما نحن فيه".
والسلام عليكم

سادسا : قاسم أمين، وما كان بأمين.

أن تشتهر امرأة بأنها زعيمة لحركة نسوية تحررية، تدعو للانطلاق في أحضان الشياطين وبناء صداقة متينة مع أهل الحس الإفسادي والمفسدين، أمر قد يسوغ إن اسْتُصْحِب فيه أن الأصل في معاشر النساء، نقصان العقل والدين، أما أن يُـقلَّد هذا الوسام الأثيم، لرجل من رجالات الأدب- زعموا - والمصلحين، فذاك ما لا يستقيم و لا يرتضيه العاقلون، ذلك أن ما يُعجب الغيَّ يجب أن لا يرتضيه الراشدون.
وقاسم محمد أمين، أحد الرِّجالات الذين قُلِّدوا هذا الوسام الأثيم.
أديب من أدباء بلاد أرض الكنانة، ولد في بلدة طرّة بمصر سنة 1863، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "رأس التين" التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية، انتقل مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية، وحصل على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881، وكان أول متخرج، وعمل بعد تخرجه بفترة قصيرة بالمحاماة، ثم سافر في بعثة دراسية إلى أوروبا وبالضبط إلى فرنسا ( وهنا دوما يحدث الانحراف وتذهل الكرة في قدم اللاعب، فإن لم نأمن على أُدبائنا، أفنأمن بعد ذاك على أبنائنا وبناتنا من السفر إلى ديار الكفر) ودخل الجامعة، متخرجا منها بعد دراسة دامت أربع سنوات في الدراسات القانونية بتفوق، وذلك سنة 1885.
وتعرف على صديقة فرنسية تدعى "سلافا" ، فكانت تصحبه إلى المجتمعات الفرنسية، وتقرأ معه في كثير من الكتب، وكانت بريده إلى ما وقع فيه من التغريب و التأثر بالمنهج الأوروبي في الحياة.
عاد قاسم أمين من فرنسا بعد أن قضى فيها أربع سنوات يترنح كزميله عميد الأدب العربي من نشوة الفجور، الذي وجده في بلاد الكفر والحرية المشؤومة المزعومة، بعد أن اطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التي ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية، والتي تسمح لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء كيفما يشاء، فأقام مبدأ الحرية والتقدم وسارع لتطبيقه والدعوة إليه في بلاد مصر.
نشر سنة 1899 كتابه الآثم : "تحرير المرأة" ، الذي قام فيه بترجمة المبادئ والقيم التي استقاها من التجربة التي عاشها في أوروبا، وتمت الفرحة به من الإنجليز، فترجموه له وقاموا بنشره على أكبر صعيد، وربُّ العزة يقول: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.
ونُجْمِل ضلالات الرجل في هذا الكتاب بالقول:
زعم قاسم اللاأمين أن حجاب المرأة السائد اليوم ليس من الإسلام، وأن الدعوة للسفور والتبرج ليست خروجا عن الدين وشرائعه وأحكامه،وأن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة الإسلامية.
يقول: إن الإسلام دين خلقي لا يقل عن المجوسية ولاعن المسيحية، وإن روح القرآن لا تختلف عن الروح الإنجيلية!
يقول: ولهذا كان أمام مصر طريقان: العودة إلى تقاليد الإسلام، أو محاكاة أوروبا، وقد اختارت الطريق الثاني، إنها قد خطت اليوم بعيداً في هذا الطريق حتى ليصعب عليها الارتداد عنه، إن مصر تتحول إلى بلد أوروبي بطريقة تثير الدهشة، وقد أخذت إدارتها وأبنيتها وآثارها وشوارعها وعاداتها ولغتها وأدبها وذوقها وغذاءها وثيابها تتسم كلها بطابع أوروبي.
ويقول: الشريعة الإسلامية إنما هي كليات وحدود عامة، ولو كانت تعرضت إلى تقرير جزئيات الأحكام لما حُقَّ لها أن تكون شرعاً يُمكن أن يجد فيه كل زمان وكل أمة ما يوافق مصالحهما .
ويقول أيضاً: إن أقوال النبي - أقول: صلى الله عليه وسلم -لا تُشكّل كلها جزءاً من الدين، فمن الطبيعي أن نُنحّي من هذه الأقوال تلك المحادثات الأليفة والنصائح الخلقية والحِكم الفلسفية التي لا تشكل التزامات وواجبات دينية، كما يجب أن ننحي أيضاً كل ما لا علاقة له بالفقه والتشريع،وتبقى بعد ذلك الأحاديث القليلة التي تفسر أو تكمّل التوجيهات التي يتضمنها القرآن الكريم، بعد تحقق جاد من روايتها، أو بملاحظة مطابقتها مع نص القرآن أو روحه.
يقول قاسم أمين: في البلاد الحرة قد يجاهر الإنسان بأن لا وطن له،ويكفر بالله ورسله، ويطعن على شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم، ويقول ويكتب ما شاءالله في ذلك، ولا يفكر أحد أن ينقص شيئاً من احترامه لشخصه متى كان قوله صادراً عن نية حسنة واعتقاد صحيح.
فقام له من قام من رواد الصحوة الإسلامية وحماتها ردا وإفحاما ونصحا ، فزاد في الضلال والعمى، بل استكبر وعاند و أصدر كتابا ثانيا بعنوان:المرأة الجديدة سنة:1901، ردا على ناقديه، وتثبيتا من نفسه لضلالاته ودعواته التي لقي ربه بها بالفعل، بعد أن فارق الحياة في 23/أفريل/1908. وهو في الخامسة والأربعين عاما، وقد روي أنه انتحر، فالله أعلم بصحة ذلك، ولا عجب إن كان.
رحم الله شاعر الرسالة أحمد محرم حينما أفحم فأجاد فقال:
أغرك يا أسماء ما ظن قاســــــــــــ ــــم *** أقيمي وراء الخدر فالمرء واهــــــــــــ ــــــــم
ذكرتك إني إن تجلت غيابتــــــــــ ــي *** على ما نمى من ذكرك اليوم نــــــــــــاد م
تضيقين ذرعاً بالحجاب وما بـــــــه *** ســوى ما جنت تلك الرؤى والمزاعــم
سلامٌ على الأخلاق في الشرق كله*** إذا ما استبيحت في الخدور الكرائـــم
أقاسم لا تقذف بجيشك تبتغـــــــي *** بـقومك والإسلام ما الله عالــــــــــــ ـــــــــــــــ م
لنا من بناء الأولين بقـــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــية ٌ *** تلوذ بهـــــــــا أعراضنا والمـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــحارم
أسائل نفسي إذ دلفت تريــــــــــــ ــــــــده *** أأنــــــــــــ ــــــــت من البانين أم أنت هادم؟؟
أقول: لا شك أنه وربِّ الكعبة: هادم هادم هادم.


وإن أردت أمرا عجيبا في حاله، فاعلم أن زوجة قاسم أمين كانت مُنقَّبة، تغطي وجهها بالكامل، فهل كان يدعو لما لا يؤمن به على منهج: صَعِيْدِي باطنيا ، تحرري ظاهريا؟ أم أن زوجته قد استعصت عليه، وكانت منه كما كانت آسيا من فرعون؟

اللهَ نسأل السلامة.

أبو بثينة الجزائري

الإخوة الكرام: ربيع/شبل عمر بن الخطاب/ الحازمي/ الليث بن سراج.
شكر الله لكم، وجزاكم الله خيرا.