إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّدًاً عَبْدُه وَرَسُوْلُه .
أَمَّا بَعـد :
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار .
الْلَّهُم صَلِّ عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد .
إخوتي في الله
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله ، وأسأل الله جل جلاه أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ،واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا.
قال الله تبارك تعالي : ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
أخرج البخاري في شرح كتاب العلم من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - في خطبته بيوم النحر - : « ليبلغ الشاهد الغائب ، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه » .
وفي زمن الفتنة وقلة الإقبال علي الله تتأكد أهمية الدعوة إلي الله والنصح لعباده علي كل فرد مسلم .
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا .وذاك إذا فات حصل العذاب . فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته إذهذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم . والطريق إلى ذلك الرواية والنقل . إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل . بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة فلهذا كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام . وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجبا على جميع الأنام .
بدأت بهذه المقدمة هذا الموضوع مذكراً نفسي وإياكم بأهمية الدعوة إلي الله وتبليغها للناس متمثلًا بقول ربي جل في علاه : ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ﴾
وأسأل الله تبارك وتعالي أن أكون موفقاً فيه وأن يكون نافعاً لكم بإذنه تعالي .
فإنه وبإذن الله تعالي ستقوم والدتنا الكريمة أم محمد الظن بوضع تفريغاتها لكلمات أبي حفظه الله ورعاه في هذا الموضوع مقرونة بالمادة صوتية ومرئية وسيكون هذا الموضوع متجددًا بإذن الله تعالي حتي تكمل الفائدة .
والله أسأل الله يجعل ما تقدمه في موازين حسناتها وأن يوفقها ويسددها في الدعوة إلي الله إنه علي بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .
مُحِبُّكُم بِلا رَيب ، الدّاعي لَكُم بِظَهرِ الغَيب :
أَبُو يَحيَى بن أَبِى إِسحَاقَ الحُوَينِيُّ الأثَرِيُّ
والسَّلّامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ