بسم الله،
منذ سنوات شاهدت فيلما وثائقيا عن نمرين صغيرين وُلِدا في حديقة للحيوانات أو ماتت أمهم في البراري فحملا إلى الحديقة، لا أذكر بالضبط.
لكن أراد مدير البرنامج أن يستوحشهما من جديد، فعمل برنامجا لإعادة تكييفهم مع حياة البراري و المكان الذي اختير لهذا الغرض كانت قارة إفريقيا و ليس قارة آسيا.
و قد استفدت من مشاهدة الشريط الوثائقي عبرا كثيرة.
في البداية أراد أن يعلمهما الصيد، فكان يتركهما جائعين بين الدجاج و انتهى بهم الأمر أن هجما على الدجاج بعد تردد كبير.
و بعدها أراد أن يرتقي بهما، فاختار لهما النعامة كصيد، لكن المدهش في الأمر أن النمرين أصابهما الرعب منها. فرفضا الهجوم، ثم بدأ يجرهما بالسلاسل تجاه النعامات و كانا يبديان مقاومة شديدة من شدة الخوف، الأمر مدهش، نمر ترتعد فرائسه من نعامة.
فأراد أن يكسر لديهما حاجز الخوف، فألقى إليهما فخذ نعامة ميتة و بعد تردد أكلا منها. في النهاية زال الخوف من النعامة بعد أن فهما أنها تؤكل.
بعدها أحضر مجموعة من الغزلان في مساحة كبيرة نوعا ما، و ترك النمرين بينها للقيام بعملية الصيد، و كم كانت خيبة أمله كبيرة حينما اتضح أن النمرين قتلا عددا هائلا من الغزلان لغير ضرورة، فالنمر يقتل عادة فريسة واحدة و يكتفي بها، بل على العكس اتضح أن قتلهم لفرائسهم كان من باب المتعة و اللعب.
لا أتذكر بالضبط كيف تغلب على هذا السلوك ـ لأن الشريط مرت عليه سنوات ـ لكن في النهاية ضبط حالهم و وضع في عنقهم ربطة مع مرسل لاسلكي و تركهما في البراري، و لا أدري هل عاشا أم لا.
لكن أعجبني تعليقه على سلوكهم الغريب حينما قال: الأصل أن النمر يتعلم سلوك الصيد من أمه!
و بسبب فقدانهم لأمهم ضاع منهم هذا السلوك. انتهى.
قلت في نفسي: ما أشبه سلوك البشر بالحيوانات.
النمر حينما فقد القدوة أصبح يخاف من النعامة و إذا استعمل قوته خرّب..