السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قبل البدء , لابدّ لي من أن أعبّر عن إمتناني للفرصة التي جاءت بي إلى هنا عندكم . في جعبتي أسئلة عديدة , وبالكاد أجد في المنتديات الأخرى (الأدبيّة) متخصّصين أو دارسين حتّى أسأل مطمئنا بإجباباتهم .
سؤالي هو : الأشاعرة , هل هُم من أهل السُنّة ؟ -أريد تصريحا بذلك إذ أنّني أعرف بوجود إختلافاتٍ في أفكارهم , لكن هل هي مُخرجة من دائرة أهل السُنة والجماعة ؟- .
سبب سؤال هو مادرسته بالمناهج الثانويّة وللأمانة لاأذكر مادرسته كلّه خاصة مادة "التوحيد" لكنّني أتذكّر جيّدا ذلك التعتيم - حسبما أرى وقد أكون مخطئا- اتّجاه كلّ المذاهب الأخرى , لدرجة أذكر جيّدا كلام مدرّس تلك المادة : المذاهب الإسلاميّة أربعة وأصحّها المذهب الحنبلي!. وعند ذكر أسماء الفرق , نسيناها من كثرتها لكنّنا لم ننسى أبدا عباراتٍ وصمت بها وبشكلٍ قاطع : ضالة , منحرفة , إلـخ . تخرّجت وبعد التفكير وبعد الاطلاع قليلا على بقيّة المذاهب , بالإضافة إلى المذهب الظاهريّ , أتاني انطباع بأنّ ماكنت أدرسه في المنهج لم يكن إلا إملاءً وترسيخا لمذهب واحدٍ - قد اكون مبالغا- وكذلك كنت أجد أن الفكر العام (المأخوذ من مدرّسي الدين الذين كنت أناقشهم) يميل إلى تحييد كلّ من هُم ليسوا على مذهبنا , المذهب الحنبلي , وقد يُقال الوهّابي , مع أنّي لاأجده كذلك ؛ لأنّني اجد الحركة الوهّابيّة حركة سياسّة ذات غاية إصلاحيّة وإن كانت بطريقة شديدة , لكنّها أبدا ليست مذهبا , إنّما الاختلاف بين أبناء المذهب الواحد (الحنبليّ) يكون طبيعيّا في الأمور الثانويّة باختلاف البلدان . مايثير تساؤلي أكثر , لماذا أحسست بأنّنا كنّا نجد أنفسنا على حقٍّ وغيرنا على ضلالة لدرجة كان الكثير يقول (في المدرسة أو أثناء النقاش) : "خَل عنك الشيخ هذا من الجنسيّة الفلانيّة" أو "شدّراهم بالدين" وماإلى ذلك . وكنت قد تعرّفت على : الأشاعرة , المعتزلة والجهميّة , أكثر عن طريق الكتب وماإلى ذلك , متحاشيا مقالات الصُحف وكتّاب الكتب الجديدة المليئة بالعناوين المطليّة بما هو جميل وهي بداخلها ليست كذلك. ولفت انتباهي موضوعٌ هنا دار حول "الأشاعرة" وانتماؤهم إلى السُنة , ومافهمته هو أنّ هذه الفرقة لها ممثلّين ولهم منتديات وعدوانيين , مع العلم بأنّ الأشاعرة ليسوا على مذهب واحد , وقد لايجب لنا أن نعتبر "الأشعريّة" مذهبا , ففيهم :الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي , كما هو الحال مع المعتزلة , قد تجد من يصف معتزليّا بالرافضي .
أعود إلى سؤالي الأوّل , لاأعني أشاعرة هذا العصر , أو من تسمّوا بإسمهم , لكنّني أريد أن أعرف , ماهو رأي علماء اهل السُنة والجماعة بالأشاعرة , الأشاعرة القدماء؟ , ومنهم أشخاصٌ لاأجرؤ على التكفير بأنّهم : منحرفون أو ضالون , وهم : (أبوحامد الغزالي , العزّ بن عبدالسلام). هل سنعتبرهم منّا (أهل السنّة والجماعة) أو نقصيهم من دائرتنا؟.
تحيّتي.