الموضوع: صفحة ثانية لانفرادات القراء والرواة المعروفين

الدكتور المقرئ / محمد غوث الندوي.
محقق كتاب التبصرة في القراءات السبع للإمام المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب ت 437.
قال عنه الداعي الكبير أبو الحسن الندوي في معرض تقدمته لكتاب التبصرة:
هنالك قيَّض الله أخانا الأستاذ محمد غوث الندوي، وله باع طويل في حفظ القرآن وتجويده، وقد نال جائزة التفوق في المباراة العالمية لتلاوة القرآن الكريم في كولالمبور "ماليزيا"، وقد اختبر من الحكام في مباريات القراءات في عاصمة الهند مرارًا، شهد له أهل هذا الفن بالبراعة والتفوق، وله صبر طويل على قراءة المخطوطات ومراجعتها مع الأصول، أعانه على ذلك اشتغاله في دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد، التي هي كبرى المؤسسات العلمية في تحقيق المخطوطات ونشر الكتب النادرة الخطية للمؤلفين القدامى .... اهـ

قال الدكتور محمد غوث الندوي:
وذِكْر الاختلافات يبتدئ من القراء قارئًا بعد قارئ، وبعد ذلك نذكر اختلافاتِ رواتِهم على الترتيب الماضي، واستحداثًا لذكرى أسمائهم فنقدِّم أسماء القُرَّاء ورواتهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي.
ومن أشهر رواة نافع: قالون وورْش.
ومن أشهر رواة ابن كثير: البزّيّ وقنبل.
ومن أشهر رواة أبي عمرو: الدّوري والسّوسي.
ومن أشهر رواة ابن عامر: هشام وابن ذكوان.
ومن أشهر رواة عاصم: شعبة وحفص.
ومن أشهر رواة حَمزة: خلف وخلاد.
ومن أشهر رواة الكسائي: أبو الحارث وحفْص الدوري.
وتفرُّداتهم كما يأتي:

تفردات نافع:
قوله تعالى في سورة البقرة: ((وقولوا حطَّةٌ نغفِر لكم))، فتفرد نافع بياء الغيبة في "نغفر" فقراءته هنا: ((يُغفَر)).
وقوله تعالى فيها: ((بلى مَن كسب سيِّئة وأحاطَتْ به خطيئته))، فتفرَّد هنا نافع بالجمع؛ فقراءته هنا: "خطيئاته".
وقوله تعالى فيها: ((ولا تُسألُ عن أصحاب الجحيم))، فتفرد هنا نافع بصيغة النهي؛ فقراءته هنا: "ولا تَسأَلْ".
وقوله تعالى: ((حتى يقولَ الرَّسول))، فتفرد نافع بالرفع؛ فقراءته هنا: "يقولُ".
وقوله تعالى: ((قال هل عسَيتم))، هنا وفي سورة القتال، فتفرد نافع بكسر السين فيهما.
وقوله تعالى: ((ولولا دَفْع الله الناس بعضهم ببعض))، فتفرد نافع هنا وفي سورة الحج بكسر الدال وألف بعد الفاء؛ فقراءته في الموضعين: "دِفاع".

بارك الله فيكم

نتابع
وقوله تعالى في آل عمران: ((يَرونَهُم مِثلَيْهِم رأْيَ العيْن))، فتفرد نافع هنا بالخطاب؛ فقراءته: ((تَرونَهم)).
وقوله تعالى فيها: ((أني أخلق لكم من الطين))، فتفرَّد هنا نافع بكسر الألف في: "أني".
وقوله تعالى: ((لما آتيتُكم من كتاب))، فتفرَّد هنا نافعٌ بالجمع؛ فقراءته: "آتيْناكُم".
وقوله تعالى في سورة النساء: ((ونُدخِلْكم مُدخلا كريما))، فتفرد نافع بفتح الميم هنا وفي سورة الحج؛ فقراءته: ((مَدخلا)).
وقوله تعالى في سورة المائدة: ((قال الله هذا يومُ ينفع))، فتفرَّد هنا نافع بفتح اليوم.
وقوله تعالى في سورة الأنعام: ((ولتستبينَ سبيلُ المجرمين))، فتفرَّد هنا نافع بفتح السبيل.
وقوله تعالى في سورة الأعراف: ((خالصةً يومَ القيامة))، فتفرَّد هنا نافعٌ برفع خالصة.
وقوله تعالى: ((حقيق على أن لا أقول))، فتفرَّد نافعٌ هنا بقراءة: "عليَّ".
وقوله تعالى: ((يُقتِّلون أبناءَكم))، فتفرَّد هنا نافعٌ بقراءة التخفيف في: "يقتلون".
وقوله تعالى: ((نَغفِر لكُم خطيئاتِِكم))، فتفرَّد نافعٌ برفع التاء في: "خطيئاتكُم".
وقوله تعالى: ((وإخوانهم يَمدّونهم في الغي))، فتفرَّد هنا نافعٌ بالإفعال في: "يمدونهم".
انتهى من انفرادات سورة الأعراف.
- - -
ملاحظتان:
1- قوله: "وقوله تعالى: ((نَغفِر لكُم خطيئاتِِكم))، فتفرَّد نافعٌ برفع التاء في: "خطيئاتكُم" غير دقيق.
وبيانه أنَّ نافعًا وابنَ عامر الشامي يقرآن هنا: (تُغفَر) مبنيّا للمفعول وبالتاء.
ويقرأ ابن عامر (خطيئتُكم) بالرفع والإفراد، ويقرأ نافع (خطيئاتُكم) بالرفع والجمع.
فليس تفرُّد نافع في الرفع، وإنما تفرده في الرفع مع الجمع .. والله أعلم.
2- ترك الدكتور هنا في سورة الأعراف من انفرادات نافع:
التخفيف في "لا يتَّبِعوكم"، فقراءته لها: "لا يتْبَعوكم"، بإسكان التاء وفتح الباء.
ويضمّون إليها الحرف الذي في سورة الشعراء: (يتبعهم الغاوون) ... مثله.

وكان الدكتور قد ترك في انفرادات سورة البقرة (فنظِرة إلى ميسَرة) ... انفرد نافع بضم السين: (ميسُرة).
وفي آل عمران: (لا يَحزُنْك) وأمثالها ... انفرد نافعٌ بالإفعال (لا يُحزِنك) .. إلا موضع سورة الأنبياء (لا يَحزُنُهم الفزعُ الأكبر).