قال الدكتور عبد العزيز الكبيسي في كتابه الإمام ابن خزيمة ومنهجةفي كتابه الصحيح (1/106-107-108)للإمام ابن خزيمة موقف من الصفات دونه في كتاب التوحيد وقد ذكر بعض العلماء أنه رجع عنه ....
وقد تناول الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد آيات الصفات الخبرية وأحاديثها وعلق عليها حسب منهجة - وهو الإثبات- زكان مغاليا فيه - كما وصفه بذلك الإمام الذهبي حيث قال عنه : (وهو من غلاة المثبته)(مختصر العلو 226) ...
وقد وقع الإمام ابن خزيمة - رحمه الله- عن غير قصد منه فيما يقرب من التشبيه والتجسيم حين أثبت كل ما جاء في القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ، وأجراه على ظاهره - أي أخذ اللفظ كما ورد في اللغة دون تأويل من فوقية وتحتيه واستواء على العرش ويد ووجه وغيرها . كما يلاحظ على الإمام ابن خزيمة - رحمه الله- هجومه الشديد في كتابه التوحيد وفي عبارات أثرت عنه على كل من لم يقل بالإثبات ونسبه إلى البدعة والزيغ والانحراف والضلال . كما غالى - رحمه الله تعالى- في الإثبات وتضليل المخالفين لمذهبه حتى ربما قال بتكفيرهم في بعض الأحيان ....
ولا شك أن هذا الكلام فيه تحامل شديد جدا ، وتسرع لا مبرر له في تكفير المخالفين لمذهبه المغالي في الإثبات علما أن المسلمين في مسألة الصفات الخبرية فرق شتى منهم المفوض ومنهم المؤول ومنهم من يقول بالإثبات وهذه مذاهب متكاملة لكل واحد منها أصوله ومنهجه ودعاته....
ومن هنا كان لابد من نظرة حيادية متجردة تأخذ المصيب صوابه ، وتعذر المخطيء في خطئة وقد كانت هذه النظرة بالفعل ماثلة في بحوث الأئة الكبار كالخطابي والبيهقي والنووي وابن حجر عليهم رحمة الله تعالى جميعا ....
إن من الثابت أن الإمام ابن خزيمة كان في كتابه التوحيد وقبل أن يرجع عنه يجري صفات الله تعالى على ظاهرها دون تأويل لمتشابهها أو تحريف لظاهرها ....وهذا يعني أن منهجه كان هو الإثبات.....وتقوم أصول هذا المذهب على ما يأتي ......وهذه الأصول هي السبب الأول في تعميق الهوة بين مذاهب أهل السنة والجماعة ......ونستطيع أن نلاحظ بوضوح عمق الهوة بين المثبتة والأشاعرة من خلال قول السبكي : (والذي أفتي به أنه لا يجوز الاعتماد على كلام شيخنا الذهبي - وهو من المثبته - في ذم أشعري ولا شكر حنبلي). ورحم الله الإمام السبكي إذ يقول: إن الرجل بريء عما ينسبه إليه المشبهة وتفتريه عليه الملحدة وبراءة الرجل منهم ظاهرة في كتبه وكلامه ولكن القوم يخبطون خبط عشواء ويمارون سفها .
بقي علينا أن نقول : إن ما كاد أن يقع فيه الإمام ابن خزيمة من تشبيه وتجسيم عن غير قصد منه يمكن أن يُعتذر عنه بما يأتي : ........3- ......قد رجع عما ورد فيه إلى مذهب السلف .....
ثم ذكر كلاما خطيرا جدا للإمام البيهقي في الأسماء والصفات يؤيد رجوع ابن خزيمة إلى مذهب السلف - بحسب زعم البيهقي رحمه الله- من ص 115 وما بعدها .
أرجو من إخواني قراءة هذا الكلام وإفادتي جزاكم الله خيرا