عبدالله باسودان : لا تشد الرحال إلا إلى أربعة مساجد ومنها تريم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

يقول الشيخ الصوفي الحضرمي "عبدالله بأسودان" في كتابه " جواهر الأنفاس ودخائر الألماس بذكر زواهر الأيناس من مناقب العاطاس" مانصة :
(( وفي المشرع الروي في مناقب السادة بني علوي قال تفاضل الناس بعضهم على بعض اظهر من أن يحتاج إلى دليل وتفاوتهم ولو بالسعي والأجتهاد غني عن التعليل وليس ذلك الا بقدر تحصيلهم للعلوم والمعارف كما يظهر ذلك للمتأمل العارف انتهى .
ومن هذا المعنى نص كثير من سادتنا آل باعلوي رضي الله عنهم على ماورد في رواية انه لا يرحل إلا إلى أربعة مساجد مكة والأقصى ومسجدي هذا والرابع على أنه تريم أخذا مما اجتمع فيها من الفضائل والخصوصية التي أختصت بها من مظهر السادة آل باعلوي ومن التحق بهم وممن نص على ذلك سيدي البحر الزاخر الحبيب عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه في قصيدته التي سماها عمدة المحقق سمعت ذلك عن أعظم الأخذين عنه علماً وتحقيقاً الأمام الحبيب علي بن شيخ بن شهاب الدين فانه قرأ المنظومة المذكورة عليه سيدي وشيخي الحبيب عيدروس بن عبدالرحمن البار ولما وصل إلى قوله رضي الله عنه فيها تفصيل التفضيل والخلق في الأصل اشياء وفضل بالتوفيق والأحول أو عدلا والفضل والقرب والتقوى لدى الله والأعراض ترفع أو يدنوا بها العمل فمكة البيت والأرض مكة تتلوها المدينة والأرض السماء فضل وزمزم الماء والقبر الرضي البيت والأرض المساجد تتلو الأربع الرحلا فلما وصل إلى قوله و الأربع الرحلا قال له الحبيب عيدروس ما الرابع فقال له أن الحبيب عبدالرحمن يعني صاحب المنظومة نفع الله بهم يقول الرابع تريم.
ومن المعلوم انه ليس وجد على ذلك نص من النبي صلى الله عليه وسلم على أن الرابع تريم وإنما هو أخذا مما مر عن أبن عربي وعن أبن عبدالسلام والمشرع الرؤي وربما يقول بعض العلماء أن الرابع مصر لما يعلم مافيها من كثرة العلم والعلماء والأولياء وانتشار شعائر الإسلام والأيمان والأحسان وقال بعضهم المراد بالرابع مسجد الخيف ))..[ 229- 230 ]..!!

أقـول وبالله التوفيق :

أولاً : لا توجد رواية بهذه الصيغة التي أوردها عبدالله باسودان والتي أراد أن يزج بمدينتهم المقدسة (( تريم ))(1) ، في الرواية ليحيطها بهالة من التقديس ليشد لها الرحال ، بل الروايات الصحيحة التي جاءت في كتب الحديث كما رواها البخاري ومسلم وغيرهما ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، ومسجد الحرام ومسجد الأقصى )..!!

لكن مشايخ التصوف لا يتحرجون من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من أجل نصرة باطلهم والترويج له ، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ( لا تكذِبوا عليّ، فإنه من كَذَبَ عليّ فَلْيَلِجِ النارَ) متفق عليه ..!!
وقال النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( مَن كَذَب عليّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار ) متفق عليه ..!!

ثانياً : عبدالله باسودان في هذه الرواية وقع في أمر خطير ، فقد أراد هو ومشايخه أن يخرجوا من حرج الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا بما هو أخطر منه فقوله (( ومن المعلوم انه ليس وجد على ذلك نص من النبي صلى الله عليه وسلم على أن الرابع تريم ، وإنما هو أخذا مما مر عن أبن عربي وعن أبن عبدالسلام والمشرع الرؤي )) فهذا النص يعد بمثابة استدراك مشايخ التصوف على النبي صلى الله عليه وسلم والمخالفة له وإتهامه بالتقصير ، فإذا قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة فليس لقائل أن يقول : أربعة ، إلا أن كانوا من المتصوفة ..؟؟!!

ختاماً : كلا الأمرين مر على صوفية حضرموت أما الكذب على النبي عليه الصلاة والسلام وأما الإستدراك عليه ، والله المستعان وعليه التكلان..!!

لقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين على الله ورسوله عليه الصلاه والسلام ،، الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ، ولبّسوا بها على خفافيش البصر نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. .!!

للمزيد حول ترجمة وعقيدة الشيخ الصوفي "عبدالله بن أحمد باسودان" :
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7366

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين ..!!
كتب في الجمعة 20 ربيع الثاني 1432 ..!!
شبكة صوفية حضرموت

___________
(1) تريم : مدينة تقع في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت وهي المعقل الرئيسي للصوفية القبورية في اليمن .