بارك الله فيكم و نفع الله بكم شيخنا علي أحمد
جزاكم الله خيرا , و لكن انا قد ذكرت سابقا :
فميزت بين الجنس و النوعفكما أن آحاد حوادث نعيم أهل الجنة له آخر ، فإن نوعها باقٍ سرمدي , و مع ذلك لم يكن ذلك منافيا ان الله تعالى هو الآخر الذي لا شيء بعده
و كلامي هنا نفس كلامك شيخنا الفاضل فأنا قلت : " فممكن أن يخلق وممكن أن لايخلق و ذلك راجع لمشيئته " اي ان المشيئة تتعلق بصفات الله تعالى الاختيارية كالكلام و غيره و لهذا كان ائمة السلف يقولون ان الله يتكلم كما يشاء اذا شاء
و انت قلتَ : " فالله عز وجل إذا شاء خلق الناس وإذا شاء لم يخلقهم "
الا ان كان هناك أمر غاب عني فأرجو توضيحه
معذرة شيخنا الكريم لم أفهم وجه الاعتراض هنا :فرق بين كون الحادث المعين له أول ، وبين كون جنس المخلوقات له أول ، فشيخ الإسلام يقول بأن المخلوقات جميعًا حادثة وليس قديمة لكن يقول إنها متسلسلة لا إلى أول ولتقريب المسألة .
نحن نقول الجنة أزلية ، لكن الله آخر ليس بعده شيء فهل نقول هناك مخلوق آخر المخلوقات ، لو قلنا بهذا لزم القول بفناء الجنة والنار .
لكن نقول المخلوقات حادثة متسلسلة لا إلى أول . والله أعلم .
المخلوقات نوعًا وجنسًا مسبوقة بعدمها ومسبوقة بخالقها ، لذلك فالعالم حادث وليس قديم.
لكن كل مخلوق يسبقه غيره لا إلى أول ، وكذلك كل مخلوق يعقبه مخلوق لا إلى آخر ، والله أعلم .
هل تقصد ان الحادث المعين لا أول له ؟ بمعنى ان كل مخلوق لا اول له ؟
و لكن الامام ابن القيم في شفاء العليل ذكر إجابة طائفة من اهل السنة التزموا بالتسلسل فقالوا في معرض ردهم على المخالفين :
" وأما التسلسل الممكن فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف ، كما يتسلسل في طرف الأبد ، فإنه إذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً ، وذلك من لوازم ذاته ، فالفعل ممكن له بوجوب هذه الصفات له ، وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل ، ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه ، فإنه سبحانه متقدم على كل فرد فرد من مخلوقاته تقدماً لا أول له ، فلكل مخلوق أول ، والخالق سبحانه لا أول له ، فهو وحده الخالق ، وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن . "
اما ان كان هناك أمر آخر لم أفهمه فأرجو التوضيح جزاكم الله خيرا
تأخر المعلول عن العلة عند أهل السنة تأخر رتبة بلا فاصل زمني ، لذلك غير ممكن في العقول أن يكون الله ولا خلق فمعنى أن الله لم يزل يخلق أنه لم يخلو أبدًا عن صفة الخلق لكن المخلوقات متأخرة عن الله تعالى تأخر المعلول عن العلة.
لذلك قولك بأن الخلق على التخيير وليس الوجوب هذا في آحاد المخلوقات بينما هو على الوجوب في جنسها ، فلا يمكن أن نتصور الله عز وجل معطلا عن الخلق ، قال تعالى : { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}:
نعم - أحسن الله إليكم - و انا لم اخالف في ذلك و أصل مسألة حوادث لا أول لها التي قررها شيخ الاسلام انها جائزة لا واجبة و هذا كله في آحادها
و لكن يظهر انني لم اعبّر بشكل جيد عن كلامي فحصل بعض القصور و الله المستعان
و جزاكم الله خيرا