الحكم على بعض الأحاديث المشتهرة بين الناس. الحلقة الرابعة
جمع وإعداد/
صاحب الفضيلة الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى
هذه هي المجموعة الرابعة من الحكم على أحاديث قد يتداوله بعض الناس خصوصا طلبة العلم والدعاة، فيختلط عليهم الصحيح منها مع السقيم، مثل حديث: «دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى فِيهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ، وَبَسَطَ عَبْقَرَيْهِ»، وحديث: "يُسَاقُ إِلَى مِصْرَ أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا"، وحديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين! لا يضرهم من خالفهم إلا أصابهم من لأواء وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك،" قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وإليكم أحكام العلماء عليها وبالله التوفيق:
1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى فِيهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ، وَبَسَطَ عَبْقَرَيْهِ ([1])». قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 60): [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ، وَقَالَ فِيهِ: «فَطَرَدُوهُ حَتَّى بَلَغَ بَيسَانَ». مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ].
أخرجه الطبرانى (12/340، رقم 13290) ، وأبو الشيخ فى العظمة (5/1687) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (6/286، رقم 6431) .
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص: 433) ح(11): [رواه الأزدي عن ابن عمر مرفوعًا، وفي إسناده: ضعفاء، وفيه أحمد بن عبد الرحمن أخي ابن وهب.
قال ابن الجوزي: كذاب، وأدخل الحديث في الموضوعات، وقال في اللآلىء: كلا، بل أحمد ثقة، روى له مسلم، وقد تابعه حرملة، كما رواه الطبراني].
وفي السلسلة الضعيفة والموضوعة (12/ 27) ح(5520): [ضعيف؛ أخرجه يعقوب الفسوي في (المعرفة) (2/ 748- 749)، وأبو الشيخ في (العظمة) (12/ 28/ 2)، والطبراني في (الكبير) (12/ 340/ 13290) من طريق ابن شهاب عن يعقوب بن عبد الله بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر مَرْفُوعًا....].
وقال الألباني: [هذا؛ ولعلَّ أصلَ الحديثِ موقوفٌ، وَهِمَ بعضُ الرواةِ فرفعه؛ فقد قال أبو عذبة: قدِمتُ على عمرَ بنِ الخطاب رابعَ أربعة من الشام ونحن حجاج، فبينا نحن عنده؛ أتاه آت من قبل العراق، فأخبرَ أنهم قد حَصَبوا إمامَهم، وقد كان عمرُ عوَّضهم منه مكان إمامٍ كانَ قبله فحصَبوه، فخرج إلى الصلاة مغضباً، فسها في صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: مَن ههنا من أهل الشام؟ فقمت أنا وأصحابي، فقال:
(يا أهل الشام! تجهزوا لأهل العراق؛ فإن الشيطان قد باضَ فيهم وفرَّخ. ثم قال: اللهم! إنهم قد لبَّسوا عليَّ، فلبِّس عليهم، وعجِّل لهم الغلام الثقفي؛ يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم!)
أخرجه يعقوب الفسوي في (المعرفة) (2/ 529، 754) عن شريح بن عبيد، و(2/ 755) عن عبد الرحمن بن ميسرة؛ كلاهما عنه.
قلت =الألباني=: وهذا إسناد حسن: أبو عذبة؛ أورده ابن أبي حاتم برواية شريح عنه، ولم يذكر فيه جَرْحًا ولا تَعْدِيلاً؛ لكن قد روى عنه أَيْضًا عبدُ الرحمن بن ميسرة؛ كما ترى، وذكره الفسوي في ثقات التابعين المصريين. والله أعلم]. ([2])
2) عَنْ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ فَانْتَجِعُوا خَيْرَهَا، وَلَا تَتَّخِذُوهَا دَارًا ; فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا» ".
قال الهيثهمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 64) ح(16682): [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ =(5/74، رقم 4625)=، وَفِيهِ مُطَهِّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ].
وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة) (ص: 740) ح(1341) حَدِيث: "يُسَاقُ إِلَى مِصْرَ كُلُّ قَصِيرِ الْعُمُرِ"، أبو نُعيم في الطب، والطبراني في الكبير، وابن شاهين وابن السكن في الصحابة، وابن يونس وغيرهم، كلهم من طريق موسى بن عُلَيّ بن رباح عن أبيه عن جده رباح رفعه: "إن مصر ستفتح بعدي، فانتجعوا خيرها، ولا تتخذوها دارا، فإنه يساق إليها أقلُّ الناس أعمارا"، لفظ الأولين، وكذا الثالث لكنه قال: "إن مصرا" وقال: "خيرا"، وقال: "سيساق"، وأما ابن يونس فلفظه: "إن مصر ستفتح بعدي، فانتزعوا خيرها، ولا تتخذوها قرارا"، والباقي مثله، وقال عقبه: إنه منكر، وقد أعاذ اللَّه موسى أن يحدِّثَ بمثل هذا، فهو كان أتقى للَّه من ذلك، وتبعه ابن الجوزي فأورده في الموضوعات، وقال البخاري: إنه لا يصح].
وقال الشوكاني في (الفوائد المجموعة) (ص: 433) ح(10) [حديث: "إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ بَعْدِي، فَانَتَجِعُوا خَيْرَهَا، وَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا، فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا".
رواه أبو سعيد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده.
وقال: منكر جدًا، وفي إسناده: مطهر بن الهيثم، وهو متروك.
قال في اللآلىء: روى له ابن ماجه، والحديث أخرجه البخاري في تاريخه وقال: لا يصح، وأخرجه ابن شاهين، وابن السكن في الصحابة، وابن السُّنِّيِّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الطِّبِّ].
وحكم الألباني عليه بأنه (موضوع) انظر حديث رقم: 1978 في ضعيف الجامع.
وفي السلسلة الضعيفة (12/ 799) ح(5879) قال الألباني:
[ضعيف جدا. رواه ابن منده في (المعرفة) (14/ 2) عن مطهر بن الهيثم الكتاني قال: نا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده مرفوعا. وقال: (حديث غريب، تفرد به مطهر). قلت: قال الحافظ في (التقريب): (متروك).
وفي السلسلة الضعيفة نفسها (14/ 1217) ح(7119) "إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ فَانْتَجِعُوا خَيْرَهَا، وَلا تَتَّخِذُوهَا دَارًا؛ إِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا".
موضوع. أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (5/74/ 4625)، وابن الجوزي في (الموضوعات) (2/ 57) -من طريق أبي سعيد بن يونس-؛ كلاهما عن مطهر بن الهيثم: حدثنا موسى بن عُلَيّ عن أبيه عن جده مرفوعاً. وقال ابن الجوزي:
(قال أبو سعيد بن يونس: وهذا حديث منكر جداً، وقد أعاذ الله أبا عبد الرحمن موسى بن عُلَيّ أن يحدث بمثل هذا، ولم يحدث به إلا مطهر بن الهيثم، ومطهر: متروك الحديث).
وذكر السيوطي في (اللآلي) (2/ 464) : ((أن الحديث أخرجه البخاري في (تاريخه)، وقال =أي البخاريُّ=: لا يصح، وأخرجه ابن شاهين وابن السكن في (الصحابة) وابن السني وأبو نعيم في (الطب). والله أعلم)).
قلت: وإطلاقه العزو لـ (تاريخ البخاري) يشعر عند العلماء أنه يعني: (التاريخ الكبير) له، وليس فيه إلا اسم مطهر بن الهيثم ولم يذكر فيه شيئاً، وأورده ابن أبي حاتم برواية محمد بن مرزوق عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكر في (التاريخ الصغير) -في فصل من مات ما بين التسعين إلى المئة- إسناداً من طريق موسى بن عُلَيّ بن رباح ... في إسلام جَدِّ موسى بن علي في زمن أبي بكر، ثم أتبعه بقوله:

(وروى بعضهم عن موسى عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يصح). فلم يسمِّ البعض؛ فيحتمل أن يكون هو مطهر بن الهيثم، كما يحتمل أن يكون الحديث الذي لم يسقه هو حديث الترجمة، فلعله صرح بذلك في (التاريخ الأوسط)، وإلا لم يجز الجزم بأنه في (التاريخ) بهذا الإسناد؛ لاحتمال أن يكون الراوي (مطهر) والحديث غير ما هنا]. انتهى كلام الألباني.
3) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَالَفَهُمْ؛ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَائِهِمْ كَالإِنَاءِ بَيْنَ الأَكَلَةِ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَفْنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ». ([3])
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ يَغْزُوهُمْ، قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمَرُ اللهِ، وَهُمْ كَذَلِكَ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ». ([4])

عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ». ([5])

قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) (7/ 288) ح(12248): [رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وِجَادَةً عَنْ خَطِّ أَبِيهِ، وَالطَّبَرَانِي ُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ].

وفي (كنـز العمال) (12/ 283) ح(35053): ["لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم، كالإناء بين الأكلة، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، قيل: وأين هم؟ قال: "بأكناف بيت المقدس". (طب - عن مرة البهزي).

وح(35054) "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها، وعلى أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب الطالقان وما حولها؛ ظاهرين على الحق، لا يبالون من خذلهم، ولا من نصرهم، حتى يخرج الله كنـزه من الطالقان، فيحي بهم دينه كما أميت من قبل". (كر - عن أبي هريرة، وقال: إسناده غريب وألفاظه غريبة جدا).

وفي (كنـز العمال (14/ 42) ح(37884) [عن كريب عن مُرَّةَ البهزي؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناواهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، فقلنا: يا رسول الله! من هم وأين هم؟ قال: "بأكناف بيت المقدس". قال: وحدثني؛ أن الرملة هي الربوة، وذلك أنها تسيل مغربة ومشرقة.(كر)].

وفيه أيضا (14/ 46) ح(37893) [عن أبي أمامة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين! لا يضرهم من خالفهم إلا أصابهم من لأواء وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس". (ابن جرير)].

وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 599):

[" لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"، قالوا: وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس ". رواه عبد الله بن الإمام أحمد في (المسند) (5/ 269) فقال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني مهدي بن جعفر الرملي: حدثنا ضمرة عن الشيباني -واسمه يحيى بن أبي عمرو- عن عمرو بن عبد الله

الحضرمي، عن أبي أمامة مرفوعا. ورواه الطبراني في (الكبير) (7643) من طريق

أخرى عن ضمرة بن ربيعة به. وهذا سند ضعيف؛ لجهالة عمرو بن عبد الله الحضرمي،

قال الذهبي في (الميزان): (ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو الشيباني).

وذكره ابن حبان في (الثقات) على قاعدته التي لم يأخذ بها جمهور العلماء، ولذلك لم يوثقه الحافظ في (التقريب) وإنما قال: (مقبول) أي لين الحديث. وبقية رجال الإسناد ثقات، وفي (المجمع) (7 / 288): (رواه عبد الله وجادة عن خط أبيه، والطبراني، ورجاله ثقات). كذا قال؛ وفيه وما علمت عن حال الحضرمي.

وفي السلسلة الضعيفة (12/ 763) ح(5849): ["لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء؛ حتى يأتيهم

أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس". منكر بهذا التمام. أخرجه أحمد (5/ 269)].

وقال الألباني في موضع آخر من السلسلة الضعيفة (12/ 764):

[واعلم أنني إنما أخرجت الحديث هنا لجهالة إسناده، ونكارة الاستثناء الذي فيه، وإلا؛ فالشطر الأول صحيح بل متواتر، وقد رواه جمع كبير من الصحابة، وخرجت أحاديث بعضهم في (الصحيحة) تحت عنوان: (الطائفة المنصورة) ؛ فانظر الأحاديث (1955- 1962)].

وخرجه في موضع ثالث من السلسلة الضعيفة (13/ 875) ح(6390) [:لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالإِنَاءِ بَيْنَ الأَكَلَةِ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". قَالَ: وَحَدَّثَنِي: أَنَّ (الرَّمْلَةَ) هِيَ (الرَّبْوةُ)، ذَلِكَ أَنَّهَا مُغَرِّبَةٌ وَمُشَرِّقَةٌ).

منكر بهذا السياق. أخرجه يعقوب الفسوي في (التاريخ) (2/ 298)، والطبراني في (المعجم الكبير) (20/317- 318)،...

وأخرجه ابن عساكر (1/199)...

وقد خولف في إسناده ومتنه، فرواه أحمد (5/269) ، والطبراني (8/ 171، 7643) من طريقين عن ضَمْرَةُ بن ربيعة عَنِ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السيْبَانِيِّ عَنْ عَمْرو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي مرفوعاً ... نحوه مختصراً، دون جملة الإناء، والربوة، ولفظ أحمد: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
وليس عند الطبراني "وأكناف ... ". وإسناده أصح من إسناد أحمد،..].

([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 173): العبقري قيلَ: هُوَ الدِّيَباج. وَقِيلَ: البُسُط المَوْشِيَّة. وَقِيلَ: الطَّنافِس الثِّخانُ.

([2]) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (12/ 28، 29).

([3]) أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع (ص: 424) ح(499) قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، ثنا السَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ..

([4]) المعجم الكبير للطبراني (8/ 145) ح(7643) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْأَذَنِيُّ، ثنا أَبُو عُمَيْرٍعِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّحَّاسُ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ..

([5]) جامع المسانيد والسنن (8/ 564) ح(11006) قال أبو عبد الرحمن: وجدت فى كتاب أبى بخط يده، حدثنى مهدى بن جعفر الرملى، حدثنا ضمرة، عن الشيبانى واسمه يحيى بن أبى عمرو بن عبد الله الحضرمى، عن أبى أمامة..، مسند أحمد (5/269).