السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فوالله لا الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم " متفق عليه
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" رواه مسلم
قال النووي في شرح صحيح مسلم : "قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ) قد قدمنا أن الحسد تمني زوال النعمة ، وأما المنافسة والتنافس فمعناهما الرغبة في الشيء ، وفي الانفراد به ، ونافسته منافسة إذا رغبت فيما رغب فيه . وقيل : معنى الحديث التباري في الرغبة في الدنيا وأسبابها وحظوظها . "
الأسئلة :
وقفت على ما يلي :
- قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : " والتنافس ليس مذمومًا مطلقًا، بل هو محمود في الخير، قال تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ. تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ. يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ. خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُو نَ } [المطففين: 22 26].
فأمر المنافس أن ينافس في هذا النعيم، لا ينافس في نعيم الدنيا الزائل"
- قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه ، والحرص على هذا يسمى منافسة ، فإن كان في الطاعة فهو محمود ، ومنه - فليتنافس المتنافسون . وإن كان في المعصية فهو مذموم ، ومنه : " ولا تنافسوا " . وإن كان في الجائزات فهو مباح"
1) فهل القسمة في كلام ابن تيمية ثنائية أما في كلام ابن حجر ثلاثية ؟
2) و قد كنت قرأت قديما بأنّ ابن تيمية رحمه الله قال : "بل لا يجوز أن يحب شيء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره لا لذاته والرب تعالى هو الذي يجب أن يحب لنفسه"
فهل مجرد حبي أن أتفوق على آخر في علم دنيوي بنية دنيوية مما يدخل في كلام ابن تيمية رحمه الله ؟ و هل يدخل ذلك في التنافس المنهي عليه كما في حديث مسلم ؟
وفقكم الله