السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد طول غياب , أحييكم بتحية الإسلام وأبث لكم فائق الاحترام والاشتياق, والأمر كان تغربا في الديار طلبا للعلا, في ديار المغرب الأقصى وبلاد ماليزيا ومصر الحبيبة كانت الرحلة , ولي معها وقفات وخواطر, منها ما يفرح ويسعد ومنها ما يحزن ويبكي , أبثها لكم في مشاركات لاحقة راجيا من المولى الأجر والتوفيق والسداد .
أما بعد :
أخت فاضلة تشكو همها وحزنها قائلة :
أنا امرأة متزوجة من فترة ليست بالقصيرة من رجل تتمنى كل امرأة لو كان زوجها. وله في الإلتزام سنوات طويلة , حسن خلق , وعفة نفس, وطيبة قلب ..
صلاة في المسجد , قيام بالليل وطلب للعلم بالنهار , بر بالوالدين و صلة للرحم, لعب مع الزوجة والعيال, ومساعدة للإخوان والجيران.
المشكلة أن هدا الرجل لايعيش معنا إلا أياما لا تعدو الشهر حتى يأتي رجل آخر : تارك للصلاة فضلا عن القيام ,يغضب فيضرب, حتى الرضيع لا يسلم من ضربه ,يسب ويشتم, ضعيف , أي شيء هما كان أو غيره يؤثر فيه , يجعله طريح الفراش , لا يخرج من البيت - وهنا رأيت لطف الله به حيث لا يستطيع ممارسة ما يتغنى به في تلك اللحظات المشؤومة -, وتستمر به هذه الحالة أياما لا تعدو الشهر أيضا .ليعود مصدوما باكيا على ما كان منه , مقهورا حزينا على تفريطه .وهذا ما أثر ايضا في علاقته مع إخوانه وأصحابه وأهله , حتى إنهم ليعجبون أحيانا من مواقفه وتصرفاته. واختلطت عليه الأمور بين اتهامه لنفسه بضعف التدين والإلتزام , وبين كونه مريضا مرضا نفسيا وهو ما أكده أحد كبار الأطباء النفسانيين , وهنا وجدت المشكلة في أمرين :
الأول : إقناعه بالمرض النفسي , فهو لا يرى ذلك .
الثاني : وهنا بيت القصيد من كل ما مضى , هل هو مؤاخذ على كل ما كان منه , وهل هذا المرض النفسي يجعله عند الله تعالى ممن رفع عنهم القلم . وهذا ما أردت منكم موافاتي به , لإقناعه بالأمر .
هذه قصة أخت فاضلة أرسلتها لي طالبة النصح والإرشاد فما قول مشائخنا وطلاب العلم في أمرها ؟
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم .