تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    19

    افتراضي هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    من المعلوم ان الاخلاص و المتابعة هما شرطا صحت العبادة و لكن هل المحبة هي ايضا شرط لصحة العبادة اي : هل تمام عبادة الله هي الذل (العبودية ) مع حبه اذا كان هذا ؟
    فان في الحياة اناس ليس لحياتهم من معنى حقيقي كالمريض المصاب بمرض لا شفاء منه يضل طول عمره يتعطى الدواء و هو ينتظر الموت من دون أمل في الشفاء
    و الفقير الذي يعيش حياته في مهانة و ذل و حقارة رغم مكابدته معانات العمل المضني و الشقى من دون ان يحقق اي طائل من وراء هذا العمل القاسي و الذي يجعله كالبهيمة بيد من هو اعلى منه رغم بذل الاسباب و الاجتهاد لكن دون طائل
    و هناك اناس دائما مايكون الاخفاق و الفشل النتيجة الحتمية لاعمالهم من الدراسة او كسب القوت رغم توفير الاسباب و بذل الجهد العظيم و السهر الدائم و التفريط في كل شيئ من اجل تحقيق هذا الهدف
    هذه حكمة من الله جلا في علاه فهو فعال لمايرد و لكن تقبل الفشل و الاخفاق مع بذل الاسباب و الجهد و العناء و رؤية شخص آخر ينجح دون بذل كل تلك السباب و الجهد كما ان الفقر الشديد الذي يجعل الانسان في محل الحقير البائس و الذليل المبعد و الجائع الذي ياكل من فتات الاغنياء و يعيش على صدقاتهم و الوقوف على بابهم رجاء قضاء بعض الحاجيات رغم مايبذله من الاسباب و مكابدة الاعمال الشاقة من اجل الخروج من المهانة و دائرة السوء و لكن من دون جدوى لان الحكمة تريد هذا و نصيبه هو الذل و الاهانة و الحقارة و الابتذال و العجز
    مع كل هذا فقد يعبد الانسان الله مخلصا لانه يعلم انه هو الاله الوحيد و كذلك من اجل اجتباب الهلاك في الاخرة(اي عبادة مكره مذلول مقهور لا عبادة محب مشتاق مأديا العبادة بالجوارح تأدية الواجب )فهل يفترض على من هو هذا حاله ان يحب الله و يعظمه في قلبه المتعب من كل هاته الهموم التي اورثتها المتاعب و المهالك التي كانت رغما عنه لا من كسبه كما يحبه الذي سلم من هاته العهات و الشقى لان الحكمة و سير الامور تقتصي ذالك
    فهل يكفي من هو هذا حاله ان يؤدي العبادة تأدية واجب دون خصوع القلب
    افيدونا سلمكم الله و اعانكم

  2. #2

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    أخي الكريم مصطفى الجزائر بارك الله فيك ورزقني الله واياك الفهم, أخي الكريم لاشك أن مسألة الحياة الدنيا ورفع الناس بعضهم على بعض هي تابعة لحكمة الله في خلقه وعلمه بهم, قال تعالى (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ), فكما ذكرت قد يجد الأنسان في هذه الحياة لكنه لاينال الا ماقسم الله له من الأرزاق المادية, لكن اذا سعى الأنسان في طاعة الله وتحصيل مرضاته لابد أن يفتح له الباب وانت لاشك تعلم أن كثير من الفقراء عندهم من الدين مالايملكه كثير من الأغنياء, أهل العلم ذكروا أن الصبر ينقسم الى ثلاثة أقسام:
    1: صبر على طاعة الله.
    2: صبر عن معصية الله.
    3: صبر على أقدار الله المؤلمة.
    قد يتسخط الأنسان ويقول أن رزقه مقدر عليه وعنده دين بسيط من صلاة وصيام, ولكنه لايدري أن الدنيا اذا فتحت عليه قد يهلك فيترك هذا البسيط الذي يقوم به, والحياة مليئة بأمثال هؤلاء قال الله تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ), الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من أنفسهم فان الله قد يمنع عن عبده مايظن العبد أن فيه خير له والله يعلم أنه شر له فيمنعه منه. نحتاج أن ننظر في كتاب الله وسنة النبي وكيف كان بعيدا عن الدنيا حتى أن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما تقول توفي رسول الله وما وضع لبنة على لبنة, نعم أخي الكريم المحبة متعلقة بالعبادة فأهل العلم يقولون أن العبادة يجب أن تكون مع الذل والمحبة لله سبحانه وتعالى, ويظن العبد الفقيرالمعدم أنه لامنة لله عليه ولافضل بل فضل الله ومنته عليه عظيمة ولكنه قد غشي على بصره, اخي الكريم جاء في الحديث أنه يؤتى بأبأس أهل الدنيا فيغمس في الجنة غمسة ويسأل هل رأيت بؤسا قط فيقول مارأيت بؤسا قط, ويؤتى بأنعم أهل الدنيا فيغمس في النار غمسة فيقال هل رأيت نعيما قط فيقول مارأيت نعيما قط, نحتاج الى الصبر واحتساب الأجر والله أعلم.

  3. #3
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ع كل هذا فقد يعبد الانسان الله مخلصا لانه يعلم انه هو الاله الوحيد و كذلك من اجل اجتباب الهلاك في الاخرة(اي عبادة مكره مذلول مقهور لا عبادة محب مشتاق مأديا العبادة بالجوارح تأدية الواجب )فهل يفترض على من هو هذا حاله ان يحب الله و يعظمه في قلبه المتعب من كل هاته الهموم التي اورثتها المتاعب و المهالك التي كانت رغما عنه لا من كسبه كما يحبه الذي سلم من هاته العهات و الشقى لان الحكمة و سير الامور تقتصي ذالك
    فهل يكفي من هو هذا حاله ان يؤدي العبادة تأدية واجب دون خصوع القلب
    افيدونا سلمكم الله و اعانكم
    بارك الله فيك قال العلماء أن الخوف والرجاء والمحبة هي ركائز العبودية، هذا معناه أن العبادة لا يمكن أن تقوم أصلا بدون هذه الثلاثة

    ولكن قد يُغَلب المرء جانبا على آخر، ولا يمكن أن يعبد شخصٌ، اللهَ عز وجل بالخوف منفصلا عن المحبة والرجاء ولكنه غلبه عليهما.

    أما قول بعض السلف من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري فإنما يعني الخوف كحكم شرعي (الترهيب) وليس الخوف القلبي، لأن المشاعر لا تنفك إلا في الذهن أما في الواقع فلا...

    الأب الذي يضرب ابنه فهو يجمع في قلبه بين الحب والغيظ والشفقة مثلا، وهذه المشاعر لا تضارب بينها في القلوب رغم أنها تتعارض في المعاني المجردة.
    والابن الذي يبغض أباه لأنه ضربه لن ينتفي عنه الحب تماما...وهكذا يجتمع في القلوب المشاعر وأضداها لأنها مشاعر وليست معاني مجردة.

    فان في الحياة اناس ليس لحياتهم من معنى حقيقي كالمريض المصاب بمرض لا شفاء منه يضل طول عمره يتعطى الدواء و هو ينتظر الموت من دون أمل في الشفاء
    و الفقير الذي يعيش حياته في مهانة و ذل و حقارة رغم مكابدته معانات العمل المضني و الشقى من دون ان يحقق اي طائل من وراء هذا العمل القاسي و الذي يجعله كالبهيمة بيد من هو اعلى منه رغم بذل الاسباب و الاجتهاد لكن دون طائل
    هؤلاء صنفين

    صنف يثور على القدر ويبغض الله فينتقل إلى الكفر المخرج من الملة أو كفر النعمة فقط بحسب ما يقع فيه من تسخط.

    وصنف يشهد مشهد الحكمة والأجر فيزول كل هذا عنه وهو مأجور.

    وكثير من الناس رأيتهم يعانون ولكنهم يؤملون في الله وفي أجر الله وثوابه ويستشعرون الرضى، بل ورأيت كثير منهم دائما راض بحاله يعلم أن الله أعطاه نعم كثيرة رغم كل ما يكابده.

    هذه حكمة من الله جلا في علاه فهو فعال لمايرد و لكن تقبل الفشل و الاخفاق مع بذل الاسباب و الجهد و العناء و رؤية شخص آخر ينجح دون بذل كل تلك السباب
    هذه نظرة البعض بالفعل ولكن للأسف الشديد هي نظرة قاصرة، لا ترى إلا بعين واحدة...

    لا يوجد في هذه الدنيا من ينجح هكذا دائما دون بذل أسباب أبدا

    ولكن هناك من نراه من الخارج سعيدا لا يتشكى راض عن حاله، فيبدو لنا أنه ناجح دائما ومعافى دائما ...وفي الواقع لا يوجد إنسان معافى من كل داء وبلاء لأن الدنيا دار ابتلاء واختبار وليست دار جزاء.

    وإذا أخذ الإنسان بنفس الأسباب الذي أخذ بها آخر فلم يوفق فلا يعني هذا أنه فاشل ولكن قد يعني أنه لم يستعن بالله كما يجب أو أنه سلك طريقا خاطئا واستعمل الأسباب بصورة غير صحيحة أو أن هذا الشيء ليس مقدرا له، وعسى أن يكره المرء شيئا وهو خير له وعسى أن يحب شيئا وهو شر له..
    و نصيبه هو الذل و الاهانة و الحقارة و الابتذال و العجز
    لو استحضرنا معنى هذا الحديث فهو يفرج عنه كثيرا
    قال النبي صلى الله عليه وسلم:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  4. #4

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    و هناك اناس دائما مايكون الاخفاق و الفشل النتيجة الحتمية لاعمالهم من الدراسة او كسب القوت رغم توفير الاسباب و بذل الجهد العظيم و السهر الدائم و التفريط في كل شيئ من اجل تحقيق هذا الهدف
    كانك تتكلم عنى

    لا اظن ان احدا سيفهم ما تريد الا من عاش تلك الحياة

    ولكن لاخفف عنى وعن كل من فى مثل ظروفى
    اعلم ان الله سيحاسبنا على سعينا لا على فشلنا او نجاحنا
    وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)

    وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)

    وفى الحديث
    " إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء

    فلو نظرت لحقيقة الامر فعند المذكور من الرزق مالم يعطه الكثير
    الا وهو العلم والنية الصالحة والقدرة على السعى
    وعلم بان الله لن يخيب كل وان كان الظاهر منه وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)

    وقد سعى من هو افضل من الجميع ولم يثمر سعيه مثل ما فىالحديث
    «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ رَهْطٌ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ رَجُلٌ، وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ،

    فهؤلاء يقينا لم يقصروا فى السعى ولم يبلغوا مرادهم
    وجزاؤهم معلوم عند الجميع

  5. #5

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    اعلم ان الله سيحاسبنا على سعينا لا على فشلنا او نجاحنا
    وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)

    وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)

    وفى الحديث
    " إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء

    فلو نظرت لحقيقة الامر فعند المذكور من الرزق مالم يعطه الكثير
    الا وهو العلم والنية الصالحة والقدرة على السعى
    وعلم بان الله لن يخيب كل وان كان الظاهر منه وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
    وهذا يجعلنى احبه فله الحمد كما ينبغى

    وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    بوركت على الرد اخي لكن اذا ذهب السعي و الكد و بذل الاسباب و التعب من اجل اكرام الانسان نفسه و تجنيبها المذلة و الدناءة و الاحتياج للاخرين و الوقوف منكسرا بين ايديهم
    فهذا اعجزه القدر و اذلته الايام من دون جرم و لاذنب ارتكبه
    اخوتي هل تقسيم الله لناس تقسيم عيني ام هو على وجه العموم اي ان الله قدر الفقر و الغناء و الشرف و الحقارة و العفة و المهانه فكان اناس فقراء و اخرون اغنياء و اناس متحضرين و اخرون بربر جاهلون من دون تحديد هوياتهم و من هم
    وهل الحكمة هي المنشا الوحيد لهذا ام هي المشيئة ام هو امر حتمي لاستمرار الحياة البشرية لابد منه فهو كالموازنه في الحياة البرية
    و اخرا هل تقبل العباة من انسان يكره الله لما يجد من الانكسار و الذل على يد الناس و مرارة الحياة و عدم فلاح كده و اجتهاده في العمل

  7. #7
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    اخوتي هل تقسيم الله لناس تقسيم عيني ام هو على وجه العموم اي ان الله قدر الفقر و الغناء و الشرف و الحقارة و العفة و المهانه فكان اناس فقراء و اخرون اغنياء و اناس متحضرين و اخرون بربر جاهلون من دون تحديد هوياتهم و من هم
    قال تعالى :"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ "
    وقال تعالى:"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ"
    وقال تعالى :"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)"
    وقال تعالى :" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) "

    فالله عز وجل لم يخلق السماوات والأرض عبثا ولا صدفة بل قال عز وجل :" اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)" وقال عز وجل :"وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)" وقال تعالى:" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) "

    فالخلق لم يكن بغير تقدير ولم يكن بانتقاءات عشوائية غفر الله لنا ولك
    وهل الحكمة هي المنشا الوحيد لهذا ام هي المشيئة ام هو امر حتمي لاستمرار الحياة البشرية لابد منه فهو كالموازنه في الحياة البرية
    يا أخي
    رب العزة تعالى عما يصفون به مطلق الإرادة مطلق الحكمة، كل أفعاله حكمة وهو سبحانه فعال لما يريد لا تنفك مشئيته عن حكمته لعظم قدرته وتمام علمه
    و اخرا هل تقبل العباة من انسان يكره الله لما يجد من الانكسار و الذل على يد الناس و مرارة الحياة و عدم فلاح كده و اجتهاده في العمل
    ما تقوله أمر ذهني مستحيل
    لا يمكن أن يعبد شخص ربه وهو يكرهه هذه لا تسمى عبادة أصلا، وفإذا وجدت العبادة صدقا فلازمها أن هذا الشخص في قلبه محبة ولو حدا أدنى، وهذه الكراهية المزعومة ما هي إلا وساوس أو افتراض جدلي غير صحيح.

    أما لو قام بقلب إنسان بغض الله فإنه لا بعيده أبدا أبدا ولا تسمى أفعاله عبادة أصلا ولا يمكن أن تجده يصلي ويصوم ويتقرب لله!!! فمن أبغض الله حارب دين الله ولم يخضع له أبدا إلا كرها بحكم قدري أو نفاقا خوف بطش السلطان الذي يحكم بما أنزل الله.
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    هذا الامر ليس ذهني كما تضنين فانا قصدت ان العبد في خظم هاته المهالك الدائمة (الفقر .العوز . المرض المزمن .الاخفاق .العجز عن كسب الرزق ...الخ) قد ينكسر ويتعب و يكره حاله و بالاستقراء سيكره هذا الذي يدمره و ينغس علية حياته وان كانت هذه النعم ملك لله فهو مالكها و مالك هذا الكون يعطي ويمنع كيفما احب فهو الحاكم لكن ان يكون العطاء و المنع تابع للمشيئة الآهية دون ان يكون للعبد فيه اي كسب فهو امر مر غير مستساغ
    الاحزان و الهموم المستمرة و الدائمة و العجز الى متى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: هل المحبة الله شرط في قبول العبادة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآل محمد
    قال الله تبارك وتعالى:-
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران:31].
    الحَمْدُ لله رَبِّ العّاْلمَيِن والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَشْرَفِ الأنبياء والمُرْسَلِيْن وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أَمَّا بَعْد:
    في هذه الآية أوجب الله تبارك وتعالى بفعل الأمر{فَاتَّبِع ونِي} الواقع جوابًا للشرط في قوله{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} اتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل هذا الواجب دليلاً على تحقق في فعل الشرط، فدل ذلك على أن محبة العبد ربه تبارك وتعالى هي أول الواجبات التي أوجبها الله عليه
    قوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله،
    أنه لا ريب أن الله سبحانه - على ما ينادي به كلامه - إنما يدعو عبده إلى الإيمان به و عبادته بالإخلاص له و الاجتناب عن الشرك كما قال تعالى: «ألا لله الدين الخالص»: الزمر - 3، و قال تعالى: «و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين»: البينة - 5، و قال تعالى: «فادعوا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون»: المؤمن - 14، إلى غير ذلك من الآيات.

    و لا شك أن الإخلاص في الدين إنما يتم على الحقيقة إذا لم يتعلق قلب الإنسان - الذي لا يريد شيئا و لا يقصد أمرا إلا عن حب نفسي و تعلق قلبي - بغيره تعالى من معبود أو مطلوب كصنم أو ند أو غاية دنيوية بل و لا مطلوب أخروي كفوز بالجنة أو خلاص من النار و إنما يكون متعلق قلبه هو الله تعالى في معبوديته، فالإخلاص لله في دينه إنما يكون بحبه تعالى.

    ثم الحب الذي هو بحسب الحقيقة الوسيلة الوحيدة لارتباط كل طالب بمطلوبه و كل مريد بمراده إنما يجذب المحب إلى محبوبه ليجده و يتم بالمحبوب ما للمحب من النقص و لا بشرى للمحب أعظم من أن يبشر أن محبوبه يحبه، و عند ذلك يتلاقى حبان، و يتعاكس دلالان.



    فالعبد المخلص لله بالحب لا بغية له إلا أن يحبه الله سبحانه كما أنه يحب الله و يكون الله له كما يكون هو لله عز اسمه فهذا هو حقيقة الأمر غير أن الله سبحانه لا يعد في كلامه كل حب له حبا و الحب في الحقيقة هو العلقة الرابطة التي تربط أحد الشيئين بالآخر على ما يقضي به ناموس الحب الحاكم في الوجود فإن حب الشيء يقتضي حب جميع ما يتعلق به، و يوجب الخضوع و التسليم لكل ما هو في جانبه، و الله سبحانه هو الله الواحد الأحد الذي يعتمد عليه كل شيء في جميع شئون وجوده و يبتغي إليه الوسيلة و يصير إليه كل ما دق و جل، فمن الواجب أن يكون حبه و الإخلاص له بالتدين له بدين التوحيد و طريق الإسلام على قدر ما يطيقه إدراك الإنسان و شعوره، و إن الدين عند الله الإسلام، و هذا هو الدين الذي يندب إليه سفراؤه، و يدعو إليه أنبياؤه و رسله، و خاصة دين الإسلام الذي فيه من الإخلاص ما لا إخلاص فوقه، و هو الدين الفطري الذي يختم به الشرائع و طرق النبوة كما يختم بصادعه الأنبياء (عليهم السلام)، و هذا الذي ذكرناه مما لا يرتاب فيه المتدبر في كلامه تعالى.

    و قد عرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبيله الذي سلكه بسبيل التوحيد، و طريقة الإخلاص على ما أمره الله سبحانه حيث قال: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين»: يوسف - 108، فذكر أن سبيله الدعوة إلى الله على بصيرة و الإخلاص لله من غير شرك فسبيله دعوة و إخلاص، و اتباعه و اقتفاء أثره إنما هو في ذلك فهو صفة من اتبعه.

    ثم ذكر الله سبحانه أن الشريعة التي شرعها له (صلى الله عليه وآله وسلم) هي الممثلة لهذا السبيل سبيل الدعوة و الإخلاص فقال: «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها»: الجاثية - 18، و ذكر أيضا أنه إسلام لله حيث قال: «فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله و من اتبعن»: آل عمران - 20، ثم نسبه إلى نفسه و بين أنه صراطه المستقيم فقال: «و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه»: الأنعام - 153، فتبين بذلك كله أن الإسلام و هو الشريعة المشرعة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو مجموع المعارف الأصلية و الخلقية و العملية و سيرته في الحيوة هو سبيل الإخلاص عند الله سبحانه الذي يعتمد و يبتني على الحب، فهو دين الإخلاص، و هو دين الحب.

    و من جميع ما تقدم على طوله يظهر معنى الآية التي نحن بصدد ها، أعني قوله: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فالمراد - و الله أعلم - إن كنتم تريدون أن تخلصوا لله في عبوديتكم بالبناء على الحب حقيقة فاتبعوا هذه الشريعة التي هي مبنية على الحب الذي ممثله الإخلاص و الإسلام و هو صراط الله المستقيم الذي يسلك بسالكه إليه تعالى، فإن اتبعتموني في سبيلي و شأنه هذا الشأن أحبكم الله و هو أعظم البشارة للمحب، و عند ذلك تجدون ما تريدون، و هذا هو الذي يبتغيه محب بحبه، هذا هو الذي تقتضيه الآية الكريمة بإطلاقها.
    اللهم صلي على محمد وآل محمد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •