حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ
ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــه ا للدِّيــــنِ طائـــفةٌ أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ
جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلا ً حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي
أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّا بٍ ونــــمَّامِ
نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ
حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي
أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ حَاربْتُــــها بإهـــانــــــا تي وإرْغـــــامي
نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيان ِ لافِـــــتةً فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي
لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ أيَّامـــــــــ ـــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي
أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي
فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـ ةً وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ
فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ
ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجد ِ الظَّامي
ولمْ أقـــــــــدِّم ْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ
فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرا مِ
إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي
هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي
إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ
فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي
الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي
*** *** **
أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــ لَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَل َ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ