الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين واله الطاهرين الطيبين وصحبه الغر الميامين وبعد.
فهذه قصيدة جميلة جدا سمعتها من شيخي المحدث المفضال ابو اسحاق الحويني –حفط الله ورعاه-اذ تفنًّن عالم من علماء الحديث في تصيير المادة العلمية الجامدة الجافة الى كائن حي أو محبوب يتغزَّل به ويتوجع من ألم الفراق وحرقة الشوق ويبين له أنَّه على العهد في المحبة بأرقَّ لفظ وامتع اسلوب و رب الكعبة انَّ هذا لأمر عجاب
ولا تعجبوا أبدا فهذا ما يفعله علم الحديث الماتع بعشاقه الذين يهيمون به
ورأيت ان اتحفكم بهذه القصيدة واضعها بين ايديكم
*
*
*
::::قصيدة غزلية فى عناوين علم الحديث::::
لشهاب الدين أحمد بن فرح الاشبيلي الاندلسي احد مشايخ الامام الذهبي-رحمهم الله-
( 625 - 699هـ )
=============
غرامى صحيح والرجا فيك معضل *
و دمعى و حزني مرسل ، ومسلسل
ووجدي فيك يشهد القلب أنَّه
ولاحسن إلا استماع حديثكم*
مشافهةيملى عليَّ فأنقل
وأمري موقوف عليك وليس لي*
على أحد إلا عليك المعوَّل
ولو كان أمري مرفوعا إليك لكنت لي*
على رغم عذَّالي ترق وتعذل .
وعذل عذولى منكر لا أسيغه *
وزور، وتدليس يرد ويهمل .
أقضَّي زمانى فيك متصل الأسى *
ومنقطعا عمَّا به أتوصل .
وها أنا فى أكفان هجرك مدرج *
تكلفنى ما لا أطيق فأ حمل .
وأجريت دمعي بالدماء مدبَّجا*
وما هى إلا مهجتى تتحلَّل .
فمتفق جفني وسهدى وعبرتى *
و مفترق صبري وقلبي المبلبل .
ومؤتلف وجدي وشجوي ولوعتي*
ومختلف حظي وما فيك آمل .
خذ الوجد عنَّي مسندا، ومعنعنا *
فغيرى بموضوع الهوى يتجمَّل .
وذي نبذ من مبهم الحب فأعتبر*
وغامضه إن رمت شرحا أطول .
غريب يقاسي البعد عنك وماله*
وحقك عن دار القلى متحول
عزيز بكم صبٌّ ذليل لعزكم*
ومشهورأوصاف المحب التذلل
فرفقا بمقطوع الوسائل ماله*
إليك سبيل لا ولا عنك معدل
أوري بسعدى والرَّباب وزينب
وأنت الذي تعنى وأنت المؤمل
فخذ أولا من آخر ثم أولا *
من النصف منه فهو فيه مكمَّل .
أبرُّ إذا أقسمت أني بحبه*
أهيمُ وقلبى بالصبابة مشعل.
ملاحظة هامة ..
وقد قام بشرحها شيخنا الكريم- حفظهُ الله وشفاه- أبو اسحاق الحويني أثناء شرحةُ لسلسلة الشرح النفيس لأختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير رحمهُ الله وذلك أثناء كلامهِ عن جهود اهل الحديث في هذا العلم ..، وملحوظه :
أصل القصيدة
في هذا الشطر من البيت
وحقك عن دار القلى متحول .
لكنّ اشار الشيخ الحوينى أثناء الشرح الى: أنَّه لا يجوز الحلف بغير الله كما نعلم
فأبدلها اهل العلم بدلاً من وحقكَ
الى وربكِ .
وقد ذكر العالم اسم من يحب في اخر القصيدة على طريقة الالغاز ألا وهو " ابرَّ" و "أهيم" أي (ابراهيم)
والله اعلى واعلم
ولا تنسوني ومن كانوا سببا في هدايتي بعد الله جل علاه من صالح دعائكن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته