بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ*
بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ مُّهِين *ٌ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*)
91\89 سورة البقرة الايات \
الحمد لله \
هذه الايات ايضا نزلت بحق اليهود من بني اسرائيل وقد بين الله تعالى فيها ان القران الكريم نزل مصدقا للكتابين المقدسين التوراة والانجيل ولا خلاف فيما بينهما وبين ما انزل فيه وان بني اسرائيل يعلمون ذلك ويعرفون حق المعرفة انه منزل من ربهم لكنهم كفروا بذلك حسدا فلعنهم الله تعالى شر لعنة فهم الملعونون في القران الكريم وغضب عليهم فهم المغضوب عليهم و فيهما من صفةالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وينكرون ذلك وهم عليهم فيه واعد لهم عذابا مهينا لاستمرارهم في غيهم فاذا قيل لهم امنوا بالقران الكريم الذي انزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قالوا لا نؤمن الا بما انزل الينا من التوراة رغم جحودهم بما جاء
و يكفرون بالكتب المنزلة بعد التوراة كالانجيل والقران وقد بين القران الكريم في هذه الايات اصرار اليهود على عنادهم وكرههم وحقدهم على كل ماخلق الله تعالى من البشر الا انفسهم وتلك صفة توارثوها جيلا بعد جيل وستبقى في نفوسهم الحاقدة الى يوم القيامة ان بني اسرائيل هم اولاد يعقوب بن اسحاق واسرائيل هذا هو نبي الله يقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل صلوات الله عليهم واسرائيل هو والد يرسف واخوته وهم الاسباط والنبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذرية اسماعيل بن ابراهيم الخليل وقد ذكر في التوراة الصحيحة غير المحرفة ان نبيا يبعث من العرب و فيهم فكان اليهود يتمنون ان يكون من بني اسرائيل فلما اختار الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وهو من ذرية اسماعيل وليس من ذرية اسرائيل وبعثه نبيا ورسولا ثارت ثائرة نفوسهم الحاقدة وقطع الحقد امعاءهم والحسد قلوبهم فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وكانوا بها كثير اقاموا كل العراقيل في وجه الدعوة الاسلامية المحمدية وكادوا لها اشد الكيد وبثوا كل انواع الفتن وكل الدسائس والعداوة العلنية والمخفية وبالدهاء الماكر وكان على راسهم احبارهم يبغون القضاء على االاسلام الذي انتشر رغما عنهم وما فعلوه من شر اثار غضب الله تعالى عليهم فلعنهم ولا يزال الحقد على كل ما هو عربي يجري في دمائهم حتى يومنا هذا وربما سيبقى في نفوسهم الحاقدة الماكرة الى مدى بعيد لايعلمه الا
الله سبحانه وتعالى
----