بسم الله الرحمن الرحيم



. يا أخي الكريم إذا أردت التدبر الأمثل للقرآن أو أردت السعادة بمعناها الحقيقي فعليك بالمعادلة التالية وطبقها بعد تأمل معانيها وعدم الإخلال بفهمها فهي معنى قرآني عظيم أشار الله إليه :




ولعل البداية تكون في بيان إجمـــــال ( القاعدة - المعادلة - ):




[ إيمان صافي / + / قلب مدرك واعي يقظ / + / ذكر الله ، / النتيجة / = تدبر أمثل للقرآن ثم اطمأنان وفلاح وسعادة ] .




# ملحظ :
من إكرام الله لنا أن جعل القلب هو منبع الفهم والإدراك والعلم فيتحصل له الـ ( تدبر ) من جهته لا من جهة قوة الفهم أو الحفظ فقط بل إن القلب هو الأساس بشرط حضوره ووجوده عند التلاوة ، وهذا القلب كذلك هو أصل الاطمأنان فيتحصل له الـ ( سعادة ) من جهته لا من جهة غيره من الأعضاء كمن يُسعد جسده أو سمعه بالغناء أو بصره بالنظر ويظن أنه سعيد كلا بل السعادة تنبع منه ؛ لذا أَمْرُ القلب وشأنه عظيم لمن يبحث عن الخير، ولا بد عند البحث عن التدبر والسعادة أن يُتوجَّه إلى هذه المضغة اللطيفة الفريدة لا إلى غيرها ، فما عليك إذن إلا إدراك معنى المعادلة .





التفصيــــل :



لعل التفصيل يكون في بيان معاني تلك الكلمات الواردة سابقا .



الإيمان :
إن العبد المسلم حين يمتليء قلبه بالإيمان الحقيقي الذي يحس في قرارة نفسه أن الله أكرمه وفضله بهذا الإيمان الذي أصبح قلبه الضعيف - وبإذنٍ من الله - مكانا للخير والفلاح،


ثم بعد ذلك التكريم يقر إقرارا حقيقيا فينفي الشرك عنه سبحانه وتعالى نفيا عاما لكل أنواع الشرك الأصغر والأكبر ، ويثبت الألوهية الحقة لله عز وجل وأنه لا معبود بحق إلا الله ، فتجده قد جرد توحيده وتخلص من كل ما يخدش هذا الإقرار ويوحد الله توحيدا خالصا مع كمال الحب والرجاء والخوف له تعالى ، ويمتثل قول الله تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء ".





القلب :
إذا صادف هذا الإيمان المؤثر والصافي قلبا مدركا عارفا جلال الله وعظيم سلطانه، يعلم الخشوع والخضوع بل ويعلم كل المعاني التي يحبها الله فتجد عنده قدرا من المعرفة تجاهها تجاه المعاني الشرعية قبل قراءة وتلاوة القرآن ، فيهديه هذا العلم بتوفيقٍ من الله أولاً : إلى ضرورة إدراك مقاصد النص القرآني واستحضار المعنى الكلي للآية قبل البدء والاستعاذة لقراءة القرآن ، ويعلم أنه بقوة العلم في قلبه تقوى النتيجة .
ويهديه هذا العلم ثانيا: إلى ضرورة تطهير خارجه ومظهره ويستن بسنن التلاوة والتي أرشد إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها عدم قطع القراءة وعدم الإلتفات إلى غير الله والتلاوة بترتيل ومحاولة تطويل أمد القراءة ليستميل قلبه إذ أن القلب قاسي في بداية الترقي في سلم التدبر والسعادة و ... .





ذكر الله:
ويأتي في الدرجة العليا من الذكر، القرآن المجيد إذ أن القرآن له حلاوة في ألفاظه يصل أثرها إلى الجوارح فتجده يا أخي المبارك يكرر الآية مرات ومرات ولا يمل بل يزداد بهجة وسرورا لا يشبع من تلاوته والجلوس معه والاستئناس به قد كفته التلاوة والتدبر كل أمر من أموره فلا تسأل عن جمع شمل قلبه واطمأنانه وبهجته عندئذ .


بعض ثمار التدبر :


# إذا أرت معرفة القوم بآثارهم فاعمد إلى العمل فتجده عند المؤمن ، واعمد إلى القول تجد المنافق .قال الحق تبارك وتعالى : " ولتعرفنهم في لحن القول " " تعرفهم بسيماهم ".


# تأمل اصطفاف الطير في السماء من يمسكها ؟ وتأمل قيام السماء والأرض العظيمتين من تقوم بأمره . فإذا كان هذا كذلك أليس قلبك الحي المتقلب المتدلي أحوج في مطالبة الثبات من ربه .


# قراءة القرآن بتدبر يمنع البسل والرهن والحبس في النار والمعاصي ، ويجعل النفس والقلب طليقين حرين في هذه الحياة . قال الحق " وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت " .


...
..
وكتبه العبد الضعيف : أبو عبد الله