بسم الله الرحمن الرحيم
معلوم أن مختار الصحاح مختار ومختصر من الصحاح للجوهري
وقد انفرد الرازي بأمور ميَّزها في مقدمته، فقال:
(قال العبد المفتقر إلى رحمة ربه ومغفرته محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي رحمه الله تعالى: هذا مختصر في علم اللغة جمعته من كتاب الصحاح للإمام العالم العلامة أبي نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري رحمه الله تعالى، لما رأيته أحسن أصول اللغة ترتيباً وأوفرها تهذيباً وأسهلها تناولاً وأكثرها تداولاً وسميته مختار الصحاح واقتصرت فيه على ما لا بد لكل عالم فقيه، أو حافظ، أو محدث، أو أديب من معرفته وحفظه: لكثرة استعماله وجريانه على الألسن مما هو الأهم فالأهم خصوصاً ألفاظ القرآن العزيز والأحاديث النبوية، واجتنبت فيه عويص اللغة وغريبها طلباً للاختصار وتسهيلاً للحفظ. وضممت إليه فوائد كثيرة من تهذيب الأزهري وغيره من أصول اللغة والموثوق بها ومما فتح الله تعالى به علي فكل موضع مكتوب فيه قلت فإنه من الفوائد التي زدتها على الأصل. وكل ما أهمله الجوهري من أوزان مصادر الأفعال الثلاثية التي ذكر أفعالها ومن أوزان الأفعال الثلاثية التي ذكر مصادرها فأنى ذكرته إما بالنص على حركاته أو برده إلى واحد من الموازين العشرين التي أذكرها الآن إن شاء الله تعالى. إلا ما لم أجده من هذين النوعين في أصول اللغة الموثوق بها والمعتمد عليها فأنى قفوت أثره رحمه الله تعالى في ذكره مهملاً لئلا أكون زائداً على الأصل شيئاً بطريق القياس بل كل ما زدته فيه نقلته من أصول اللغة الموثوق بها ...).اهـ إلخ من نسخة إليكترونية، دون مراجعة
وعليه:
فلا يُلجأ إلى كتاب الرازي إذا كان الكلام موجودا في الأصل .. ويُلجأ إليه عند انفراده أو تقييده أو بسطه ... إلخ على ما في الأصل .. ويبنغي عند النقل من الرازي مراجعة الجوهري أولا للمقارنة ..
والله أعلم