نُكبتْ عروسُ البحرِ في أبنائِها
وبكتْ دما مرا على أشلائها

خرجتْ لتستسقي الغمامَ منيبةً
لمغيثها وتلحُّ في استسقائِها

فأجابـها من لا يُرد نوالُه
وسقى قُلوبًا أيقنتْ بدعائِها

فتفجرتْ مزن السحابِ عنيفةً
مدَّته أفواهُ السماء بـمائها

وانصبَّ من فوقِ الغيومِ وتحتها
متدفقًا وأمامِها وورائها

وتجاوز السيلُ الزبى لكنه
فقدَ الطريقَ فعاثَ في أحيائِها

وطغتْ مياهُ السيلِ في طرقاتِـها
فتحطمتْ وتلونتْ بدمائها

طرقاته سُدتْ فهاج مزمـجرًا
وأباد يابسَها على خضرائها

وتفاجأتْ تلك العروسُ بأنـها
فقدتْ ملامحَ حُسنها وبـهائها

فتصاعدتْ زفراتُـها مكبوتةً
مـحمومةً بسهادِها وبكائها

أين العروسُ وحسنُها وجـمالـُها
ذهبتْ ولا يبقى سوى أسـمائهاكانتْ

كنورِ الشمسِ يسطعُ في الضحى
فاستبدلتْ ضراءَها برخائها

ما كانتِ الأمطارُ إلا رحـمةً
والـخيرُ كلُّ الـخيرِ في أثنائها

إن الأمانةَ لا تليقُ بعاجزٍ
لم يستطعْ صبرًا على أعبائِها

نامتْ على رغمِ النذيرِ ضمائرٌ
لكنها لم تصحُ من إغفائها

أتُباعُ في الوديانِ أرضٌ للبنا
فمن الذي أغراهمو بشرائها ؟

وتقامُ في مـجرى السيولِ عمائرٌ
كثرٌ ، فمن أذنوا لهم ببنائها ؟

يا خادمَ الحرمين أنت لـمثلها
كفءٌ وبينَ يديك َكلُّ رجائها

فلأنتَ بعدَ الله جابرُ كسرِها
ومعينُها لتفيقَ من بلوائِها

فامسحْ بكفكَ جرحَها وارفقْ بهِ
فعلى يديكَ شفاؤها من دائها

هذي البلادُ عزيزةٌ ومنيعةٌ
فالـحزمُ والإنصافُ من سيمائها

من كان يرجو أن يـُحاذيَ قدرَها
لكفاهُ فخرًا أن يُرى بـحذائها

فأعانـها الله الكريمُ بفضله
وأمدَّها نصرًا على أعدائها