الصيام
(منقول من كتاب حكمة الدعوة )
ويشترك مع التهجد في معالجة الإرادة ولكن من حيث الأصل.
إذ أن أصل الإرادة في الإنسان هي إرادة امتناع بدليل أن تجربة الإرادة والعزم التي خاضها آدم في الجنة كانت إرادة امتناع: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ) [سورة البقرة الآية: 35].
وإرادة الامتناع في الإنسان إرادة مطلقة ولهذا تقوم الأحكام الشرعية على أن يكون (الأمر) بقدر الاستطاعة أما (النهي) فهو مطلق في وجوب الانتهاء عنه.
بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)(1)
وبهذا يصير الامتناع (النهي) مقياساً مطلقاً للإرادة غير (الأمر) المقيد بحد الاستطاعة.
1- البخاري (251/13) ومسلم (1337) عن أبي هريرة.