من الدهاء الغربي الذي استطاع به الغرب أن يُّحجِّم قدرَ إداركنا لخططه المعقَّّدة و سياساته البعيدة
أن كبَّل العقل العربي المتلقِّي بوِزرِ الاعتقاد " بنظريةالمؤامرة"
فيكفي لإخماد أيِّ بادرة تأمُّل أو تحليل أو ربط بين الأحداث أوالمشاريع
التي يُدشِّن لها الغرب أن يصِمَ الإعلام صاحبَها باعتقاده " بنظرية المؤامرة"
حتى تتوقَّف قٌواه التحليلية ... و يسير مع الركب
*********
فما ظنُّك بأُمَّةٍ يتحتلُ منها دولتان في وضَح النهار
بتبريرات و أعذار سُرعان ما تبرَّأ منها الغرب بعد أن وصل إلى أهدافه
ومع ذلك لا ترى هذه الأمَّة أنَّها هَدَفٌ للمؤامرة
أو موضِعٌ للمكائد السياسية
و كأنَّها لا تقف على خلفية ثقافية مغايِرة للغرب .
و لا على ثروات عالميَّة هي محلُّ تنازُع الأمم منذ الحرب العالميةالأولى
بل و قبل ذلك ..
*********
أمَّا بالنسبة لنظرية المؤامرة
فالمؤامرات بدأت منذ أن أقسم الشيطان أعاذنا الله و إياكم منه على أن يُّغوِيَ بني آدم
و بالنسبة للبشر فيما بينهم فقد بدأت عندما قتل قابيل أخاه هابيل
و الحملات الصليبيه الثمانيه خير شاهد على هذه الحقيقة
وبالنسبة للعصور المتأخرة فقد شهدت العديد من المؤامرات
بدءً بمعاهدة سايس بيكو 1916،
فوعد بلفور 1917.
فإلغاء الخلافة العثمانية1923،
فاستعمار الدول العربية....الخ ..
و لذلك فإنَّ الحديث حول إثبات المؤامرة على لإسلام و المسلمين هوتحصيل حاصل
لولا تلك المطرقة التي تقفُ راصِدة لأيَّ محاولةٍ للتفكير أو التقييم أو تحليل الأحداث
بمعنى أنَّ الحديث عن المؤامرة على العالم الإسلامي
بصفتها نظرية هي مؤامرة"إعلامية" في حدِّ ذاتها ..
و كان الأولى التعبير بوصف "جدلية المؤامرة على الإسلام و المسلمين"
*********
و قد أخبر الله عز و جل عنهم بذلك في أكثر من موضع قال تعالى :
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) .
كما أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة على قصعتها ) ...الحديث
والأدلَّة على إثبات ذلك من الكتاب و السنَّة أشهر من أن تُذكر
و أكثر من أن تُحصر .
و الله أعلم وأحكم ...