تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 86

الموضوع: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    بــــلاد الشــــام
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    شكر الله لكم إخواني الأفاضل

    وأخصّ بالذكر الفاضلين :

    أسامة وأبو نسيبة
    وفقكما الله لكل خير

    وجزى الله خيرا جميع الإخوة الذين أفادوا فأجادوا

    وأما من اعترض على أصل الموضوع فقد كنت أجبته سلفا في خاتمته فلا داعي لكثرة التهريج والتهويش ..!!

    ولأصحاب العواطف أقول : لو كان حبك صادقا لأطعته، فليست المحبة بمجرّد الادّعاء، بل هي بصدق قولك وفعلك في الاتباع والامتثال، وهذا عين ماعنيته بعنواني : بين زيف الادعاء وحقيقة الاقتداء، فأين أنتم منها يامن أنكرتم مانقلتُ ..!!

    وأخبروني هل إنكاركم هذا مقتصر عليّ ـ الأثري الفراتي ـ أم هو أيضا على من نقلت عنهم من كبار العلماء وأئمة السلف ..!!

    ورحم الله ناصر الدين والسنة، الألباني، حينما قال :
    وأنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي - عفا الله عنا وعنه - في بعض رسائله، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبهم إياه، فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم كما أخبر هو نفسه عنهما، فكأنهم أشفق عليهما منه صلى الله عليه وسلم . . . " من السلسلة الصحيحة، تحت الحديث رقم 2592 .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اتهام من يطلب عدم التعرض لهكذا مواضيع حساسة وخلافية بالتهريج والتهويش كما صدر منك دليل على مبلغ علمك وادبك في الرد علينا واترك الحكم لمن يقرأ كلامك وكلامنا،نحن لم نسئ اليك لا انا ولا ابو عائشة حتى تقابلنا بهذه الكلمات النابية والى الله الشكوى
    ولكن اسألك سؤلا واحدا لا ثاني له هل تعلم ان العلماء يحكمون بأن المتولد من ابوين كافرين كافر؟وان التزامك بذلك في حق ابوي النبي يجرك الى الحكم بكفره - والعياذ بالله -قبل زمان البعثة؟أو ترضى بذلك؟ ولا حول ولاقوة الا بالله
    وهذا اخر كلامي لي معك في هكذا موضوع والله المستعان

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    296

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    هل تعلم ان العلماء يحكمون بأن المتولد من ابوين كافرين كافر
    ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين

  4. #24

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    السلام عليك أخى إسامة رأيت أنك طلبت من الأخوة
    عدم التحدث في مسألة قبل الوقوف على أقوال أهل العلم فيها بشكل جيد، وتحرير المسألة وتحري الصحة في الحكم.أ.هـ


    وهذه تذكرة طيبة من أخى الحبيب إسامة الذى يعلم الله أنى أتكلم فى حقه بخير وأحبه حباً عظيماً لكثرة ردوده على المبتدعة وإنشغاله بهذه القضية .

    والآن أود أن أذكر نفسى وأخوانى بهذه الكلمات
    الإجماع في عدم نجاة الوالدين.

    الإجماع على في عدم نجاة الوالدين.

    وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة،وكذلك العلامة الحنفي الملا علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في شرح الفقه الأكبر، وفي ‏رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا ‏الحديث وعدم نجاة والدي الرسول عليه أتمّ الصلاة والتسليم. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة ‏والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلاف لما هنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو ‏صنف الموافق».‏

    وأيضاً الإجماع على كفر أهل الجاهلية ينقله القرافى
    قال القرافي في شرح تنقيح الفصول ص 297( فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا، ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع) انتهى
    أيضاً كفرأهل الجاهلية وأنهم فى النار هو قول ابن القيم :قال ابن القيم(
    وقوله حيثما مررت بقبر كافر فقل أرسلني إليك محمد هذا إرسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ أمر ونهي وفيه دليل على سماع أصحاب أهل القبور كلام الأحياء(قلت ابن خليفة :وهذا على تصفيل ) وخطابهم لهم ودليل على أن مات مشركا فهو في النار وإن مات قبل البعثة لأن المشركين كانوا قد غيروا الحنيفية دين إبراهيم واستبدلوا بها الشرك وارتكبوه وليس معهم حجة من
    الله به وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم من اولهم إلى آخرهم وأخبارعقوبات الله لأهله متداولة بين الأمم قرنا بعد قرن فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت ولو لم يكن إلا ما فطر عباده عليه من توحيد ربوبيته المستلزم لتوحيد إلهيته وأنه يستحيل في كل فطرة وعقل أن يكون معه إله آخر وإن كان سبحانه لا يعذب بمقتضى هذه الفطرة وحدها فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل والله أعلم )




    .
    الإمام النووي رحمهالله تعالى :
    وقد بوب في شرحه لصحيح مسلم عند حديث " أبي وأباك في النار " بقوله " باب : بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ، ولا تناله شفاعته ، ولاتنفعه قرابة المقربين " .
    وقال في شرحه " وفيه أن من مات في الفترة على ما كانتعليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ؛ فإنالدعوة كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامهعليهم " انتهى .

    وقال رحمه الله عند شرحه لحديث " استأذنت ربي أن أستنغفرلأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي " .
    قال " فيه جواز زيارةالمشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة ؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففيالحياة أولى ، وقد قال الله تعالى ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ، وفيه النهي عنالاستغفار للكفار ، قال القاضي عياض رحمه الله : سبب زيارته قبرها أنه قصد قوةالموعضة والذكرى بمشاهدة قبرها ؛ ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : فزوروا القبور ؛ فإنها تذكركم بالآخرة " انتهى .

    وقال أيضاً رحمه الله " قوله : فبكى وأبكى من حوله ، قال القاضي : بكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاتهامن إدراك أيامه والإيمان به " انتهى .

    2/
    البيهقي :
    قال في كتابه دلائلالنبوة (1/192، 193) بعد تخريجه لحديث " أبي وأباك في النار " : (وكيف لا يكونأبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة ، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوادين عيسى ابن مريم عليه السلام " انتهى .
    وقال أيضا في سننه(7: 190): " وأبواهكانا مشركين, بدليل ما أخبرنا.." ثم ساق حديث أنس " أبي وأباك في النار " .
    وقال في الدلائل (1/192, 193) : " وكفرُهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى اللهعليه وسلم ؛ لأن أنكحة الكفار صحيحة ، ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم ، فلا يلزمهمتجديد العقد ، ولا مفارقتهن ؛ إذ كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق " انتهى .


    فيذكر بعض أقوال العلماء المجتهدين وغيرهم من أصحاب المذاهب.


    1-
    الإماممسلم:
    حيث رواه في صحيحه وعنون عليه: باب بيان أن من مات على الكفر فهو فيالنار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين.

    2-
    أبو داود صاحب السنن:
    حيث روى حديث أنس مع أحاديث أخرى وعنون عليها: باب في ذراري- أي أبناء- المشركين.

    3-
    النسائي, :
    حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبيهريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرهافأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنهقد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبرالمشرك.

    ابن ماجة:
    حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان(1572), وعنونعليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.

    5-
    ابن الجوزي :
    إذ قال فيالموضوعات(1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي(صلىالله عليه وسلم) ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليلالفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعدالرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهوكافر", وقوله(صلى الله عليه وسلم).. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان..].



  5. #25

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    بلوغ الدعوة إلى أهل مكة قبل الإسلام لا يجب أن يكون عن طريق رسول مباشرة ولازال أهل العلم يقيمون الحجة على الناس فى ظل غياب الأنبياء .
    ومن الأدلة على بلوغ الدعوة إليهم
    وجود من كانوا على التوحيد بينهم بل الأعظم من ذلك وجود من يقول لهم فى أكثر أماكن تواجدهم (الكعبة )أنهم ليسوا على ملة التوحيد
    وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع ، وقد جاء عند البيهقي بإسنادصحيح عن أسماء أنها قالت : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة ،وهو يقول : ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري ، وكان يقول : إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم ، قال : وذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" يبعث يومالقيامة أمة وحده بيني وبين عيسى"
    وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها ،كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار ، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرةمرفوعاً : " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيبالسوائب" وأيضاً وجود التصاوير لسيدنا إبراهيم فى الكعبة دليل معرفتهم به.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    802

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادق صادق صادق مشاهدة المشاركة
    ولكن اسألك سؤلا واحدا لا ثاني له هل تعلم ان العلماء يحكمون بأن المتولد من ابوين كافرين كافر؟وان التزامك بذلك في حق ابوي النبي يجرك الى الحكم بكفره - والعياذ بالله -قبل زمان البعثة؟أو ترضى بذلك؟ ولا حول ولاقوة الا بالله
    بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا .
    هذا من تشغيب الرافضة على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية , و المهم الأ نغالي في محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم فنصل لدرجة رفض إعتقاد أو تصديق ما أخبر به , والظاهر أن الطفل المولود لأبوين كافرين كافر في أحكام الدنيا يعني فقهيًا لا عقديًا .
    عنْ عُمر - رضي الله عَنْهُ - قَالَ : نُهينَا عنِ التَّكلُّفِ .رواه البُخاري .

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    296

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    والظاهر أن الطفل المولود لأبوين كافرين كافر في أحكام الدنيا يعني فقهيًا لا عقديًا .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)) رواه مسلم

    هذا من جهة

    سؤال : ما حكم الذي يريد أن يسلم وأبواه مشركَين ، هل يجوز له أن يسلم أم ينتظرهما ، وكيف يحق للأبوين الإسلام وأبويهما ماتا على الكفر ؟

    إذا تأملت السؤال ستعلم أنّا لم نسمع بهذا الإلزام في آبائنا الأولين

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    802

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن أبي الحسن مشاهدة المشاركة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)) رواه مسلم

    هذا من جهة

    سؤال : ما حكم الذي يريد أن يسلم وأبواه مشركَين ، هل يجوز له أن يسلم أم ينتظرهما ، وكيف يحق للأبوين الإسلام وأبويهما ماتا على الكفر ؟

    إذا تأملت السؤال ستعلم أنّا لم نسمع بهذا الإلزام في آبائنا الأولين
    لم أفهم وجه الإعتراض .
    عنْ عُمر - رضي الله عَنْهُ - قَالَ : نُهينَا عنِ التَّكلُّفِ .رواه البُخاري .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    بارك الله فيكم أيها الفضلاء. وأشكر الإخوة الذين أحسنوا الظن بأخيهم.. جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

    عزيزي/ صادق
    لي عدة ملاحظات على مشاركتك، وأجوبة على اعتراضاتك. فأرجو أن يتسع لها صدرك.
    أي مسألة تعرض لها الشرع، أصبحت مسألة شرعية، ومباحثة المسائل الشرعية من الأمور المباحة في عمومها.
    كونها مسألة خلافية، فالخلاف على درجات كما سبق الإشارة إلى ذلك، وإن تركنا المسائل الخلافية لترك كثير من مسائل الشرع بهذه الحجة الواهية.
    الفاضل الأثري الفراتي من الإخوة الفضلاء ذوي الخلق، فإن كنت ترى اللوم من الأشياء المشينة، فاعلم أن الشرع قد أتى به، وأمثلة ذلك كثيرة.
    وأما مسألة: المولود الذي ولد من أبوين كافرين فهو كافر بإجماع المسلمين، فأظن أننا قد تحدثنا في هذه المسألة من قبل، وأضيف الآتي:
    - الراجح في أبوي النبي أنهما من أهل الفترة لعدم إداركهما النذارة. والقياس على أبي إبراهيم الخليل قياس مع الفارق، لأنه قد بلغ النذارة، لقوله تعالى: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [مريم: 43].
    - فإن لم يبلغهما النذارة فيكون ابنهما التابع لهما له نفس الحكم من باب أولى.
    - حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتفق عليه: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه)) يتعرض لمسألة الولادة والتبعية، وعلى القول بأن الفطرة هي الإسلام.
    فيكون الصحيح أنه كان على الفطرة، ثم على الفترة حتى مجيء الوحي.
    ولهذا يقال: من أدرك النذارة فتقع عليه الأحكام، وإلا فلا.
    - على افتراض صحة القول بأنهما كانا على الكفر، وحكمه حكم الصبي التابع لأبويه من أحكام التبعية.
    فيقال: أحكام التبعية لم تنشأ إلا في الإسلام، وأما ما قبله فلا يسري عليه الحكم، لأنه لم يدركه.
    ومثال ذلك: لا يقول عاقل بكفر قوم هود شرعا، والعلة: لأنهم لم يتبعوا شرعة نبي الله عيسى -صلى الله عليه وسلم-. فهذا من السخافة العقلية والاضطراب الفكري.
    - عدم مشروعية قتل أولاد المشركين، لأنهم ليسوا كفارا أصليين، وإنما حكمهم بالتبعية. ومتى رفعت التبعية، هل تثبت لهم الفطرة التي هي الإسلام؟ في هذا خلاف واعتراضات.
    والراجح أن الحديث لم يثبت ذلك إلا للمولود ومتى بلغ سن التكليف انتقل حكمه، أو ينتقل بالتبعية كما في ظاهر الحديث.
    - بقاء رسالة الإسلام إلى أن يرفع الله -عز وجل- العلم، لا يقاس عليها أهل الفترة لعدم بلوغهم العلم الذي يقام به الحجة عليهم.

    الفاضل/ ابن خليفة المصري
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أحبك الذي أحببتنا له، أدام الله بيننا المحبة وأعزنا بالإسلام جميعا. آمين.
    - أدلة الباب التي تثبت عدم إدراكهما النذارة في القرآن صريحة كثيرة، وأصحاب القول الأول كالنووي وغيره، فهموا أن هذا النص مخصص للأدلة المجملة.
    وهناك بعض الغلاة الذين طعنوا في أحاديث الإمام مسلم وحرفوها، وتمسكوا فقط بالأدلة الإجمالية.
    والصحيح هو الجمع بين النصوص.
    وكما هو ظاهر من تعليق العلامة الألباني على قول الحافظ ابن كثير، وكأنه وجد ضالته في هذا الجمع الموفق.
    إلا أن أكثر الأقوال من ناحية الصحة -حسب الترتيب-:
    1- قول ابن كثير.
    2- قول الشنقيطي.
    3- قول النووي.
    وتقديم قول ابن كثير، ثم قول الشنقيطي لأنهما قد جمعا بين الأدلة التي توهم التعارض. وهما من أصحاب هذه الصنعة وأعلم الناس بها من غيرهما، بالإضافة إلى اطلاعهما على المنقول والمعقول وأقوال العلماء والإجماع.
    ويبقى قول النووي وغيره مبنيا على الحتم بأن أهل الجاهلية أدركوا النذارة، وهو قول أهوى من إسقاطه.
    لذا.. فإنه وإن كان من الأقوال المعتمدة في الخلاف.. لموافقته ظاهر النص، إلا أنه قول ضعيف لتعارضه مع أصول أخرى.
    والله أعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  10. #30

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وأضيف الآتي:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    - الراجح في أبوي النبي أنهما من أهل الفترة لعدم إداركهما النذارة. والقياس على أبي إبراهيم الخليل قياس مع الفارق، لأنه قد بلغ النذارة، لقوله تعالى: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [مريم: 43]..
    أولاً يجب التفرقة بأن هناك أهل فترة لا يعذرون وهم الذين بلغتهم النذارة بوسيلة ما ولا يشترط أن تكون من رسول والتفرقة بين أهل الفترة المعذورين الذين لم يسمعوا أصلاً بالرسالة .
    فليس كل من وقع عليه إسم أهل الفترة يكون معذوراً
    ثانياً :لقد نقلت لك الإجماع على عدم نجاة الأبوين .
    ثالثاً كلام النووى والألبانى والحافظ ابن كثير لا يتعارض بل يوافق بعضه بعضاً لذلك يتبنى الألبانى كلام النووى فى السلسلة الصحيحة كما سأذكر فلا تعارض أصلاً

    كلام الشيخ ناصر الدين الألبانى فى السلسلة الصحيحة(1 _158 (بترقيم الشاملة يدعم قول النووى بصراحة فقال الألبانى:
    إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة و السلام معذبون بشركهم
    و كفرهم ، و ذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي ،خلافا لما يظنه بعض المتأخرين . إذ لو كانوا كذلك لم يستحقوا العذاب لقوله تعالى : ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) و قد قال النووي في شرح حديث
    مسلم : " أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي ؟ قال : في النار ... " الحديث .
    قال النووي ( 1 / 114 طبع الهند ) :
    " فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ، و لا تنفعه قرابة المقربين ، و فيه
    أن من مات على الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل
    النار ، و ليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة
    إبراهيم و غيره من الأنبياء صلوات الله تعالى و سلامه عليهم " .أ.هـ من السلسلة الصحيحة
    أيضاً أخى الكريم أريد أن أوضح شيئاً
    أنى عندما أتكلم عن أهل الفترة غير المعذورين أعنى أهل مكة بإثتثناء (المجنون وما شابهه كما فى الحديث ) ولا أعنى بذلك أن كل البلاد الأخرى فى الدنيا فقد يوجد من لم يسمع برسالة أصلاً لا من نبى ولا من عالم وهذا ليس بممتنع لا شرعاً ولا عقلاً .

    رابعاً: أخى الفاضل أهل مكة بلغتهم النذارة فهم أهل فترة من حيث إنقطاع الرسل وليسوا من أهل الفترة من حيث إنقطاع البلاغ والأدلة على ذلك كثيرة وقد سوقت بعضها وليس كلها فى مشاركة سابقة .
    خامساً : لقد نقلت إجماعاً أخر أن أهل الجاهلية كانوا على الكفر وأنهم سيعذبون .

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خليفة المصرى مشاهدة المشاركة
    أولاً يجب التفرقة بأن هناك أهل فترة لا يعذرون وهم الذين بلغتهم النذارة
    بارك الله فيك، ونفع بك.
    أهل الفترة أهل فترة. والدعوى بأن بعضهم بلغتهم النذارة والبعض الآخر لم تبلغهم، دعوى مخالفة لصريح القرآن.
    لقوله الله تعالى: لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ الآية [يس: 6]
    ولقوله تعالى:
    وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ الآية [القصص: 46]
    ولقوله تعالى:
    وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ الآية [سبأ: 44]
    ولقوله تعالى:
    بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ الآية [السجدة: 3]

    دعوى الإجماع متأخرة، والإجماع المتأخر لا يمكن الاعتضاد به.

    تعليقات الشيخ الألباني بالموافقة على هذا أو ذاك، فالأقرب هو فرحه الشديد بجمع الحافظ ابن كثير، والشيخ الألباني له كلام آخر في رده على أبي زهرة لرده الأحاديث الصحيحة المروية في هذا الباب. وعلى كل فالمسألة مرجعها للأدلة.

    استثناء أهل مكة تحديدًا دون غيرهم، فيه من التحكم ما لا يمكن التدليل عليه.

    أهل الجاهلية على درجات، فمنهم من بلغته النذارة وآمن، ومنهم من ظل على ضلاله وشركه بعد بلوغه النذارة، ومنهم من قارع المشركين قبل الإسلام، ومنهم من لجأ إلى أهل الكتاب ليتعلم ما عندهم، ومنهم من كان مشركا غليظ الشرك. وهم على درجات.
    وتلك أمة قد خلت.
    والجزم بأي حكم فيه نوع من أنواع التحكم، فالمسألة ما بين راجح ومرجوح حسب وضوح الدليل والنظر فيه.
    والله أعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  12. #32

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    أولاً : أنت تعتقد بأن قول الحافظ بن كثير يعارض قول النووى وأنا أقول لك ليس هناك معارضة البته لا بين قول النووى ولا ابن كثير ولا قول الألبانى بل كلهم قول واحد فراجعهم .
    ثانياً :أهل الجاهلية فى مكة بلغتهم جميعاً الرسالة والأدلة على ذلك كثيرة منها .
    والصريحة في أن بعض مشركي العرب في النار، وأنهم كانوا كفارا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم،
    وهي نصوص كثيرة صريحة، ليس لها مدفع،
    ومن ذلك:
    - قوله تعالى( وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) (آل عمران: 103)
    - وقوله تعالى ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى........)(البنية: 1-2)
    - وقوله تعالى( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا)(البقرة: 89)
    أي: أن اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا، وهم العرب ، بنبي يأتي من اليهود،
    - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث وفاة أبي طالب: أن آخر ما قال : (أنه على ملة عبد المطلب)
    فدل على أن عبد المطلب مات على الشرك، وذلك قبل البعثة
    - عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، ابن جدعان، كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي بوم الدين
    - وعن أنس، رضي الله عنه، أن رجلا قال : يارسول الله، أين أبي؟ قال:( في النار)، فلما قفًّى دعاه فقال: ( إن أبي وأباك في النار).
    - وعن أبي هريرة، رضي الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي.
    - ومنها، وهو من أصرحها، ما جاء في حديث لقيط بن عامر الطويل وفيه: قال:
    فقلت: يا رسول الله، هل لأحد مما مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: فقال رجل من عرض قريش: والله، إن أباك المنتفق لفي النار، فكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ فإذا الأخرى أجمل، فقلت: وأهلك يا رسول الله؟ قال: وأهلي، لعمر الله، ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك فقل: أرسلني إليك محمد، يبشرك بما يسوؤك، تجر على وجهك وبطنك في النار .


    والذي يعنينا هنا أن هذه النصوص دالة على أن أغلب العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كفار معذبون في النار، فطعن قوم في هذه النصوص بأنها أحاديث آحاد، تعارض النصوص القطعية في أنه لا يعذب أحد حتى تبلغه الحجة الرسالية، وهؤلاء لم تبلغهم،
    وممن ذهب إلى هذا السيوطي، رحمه الله، وأفرط فرتب على هذا القول بنجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم من النار، ثم غلا فقال: إن الله بعثهما من موتهما فآمنا به، وصحح حديثا في ذلك عن طريق الكشف والمنام. وهذا مما عابه عليه العلماء.
    وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيميه عن هذا كما في " مجموع الفتاوى"(4/324):
    هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله تبارك وتعالى أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم ماتا بعد ذلك؟
    فأجاب:
    لم يصح ذلك عن أحد من أهل الحديث، بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق، وإن كان قد روي في ذلك أبو بكر- يعني: الخطيب- في كتابه" السابق واللاحق"، وذكره أبو القاسم الهيلي في " شرح السيرة" بإسناد فيه مجاهيل، وذكره أبو عبد الله القرطبي في " التذكرة" وأمثال هذه المواضع،
    فلا نزاع بين أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات، كذبا كما نص عليه أهل العلم، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث، لا في الصحيح، ولا في السنن، ولا في المسند، ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة، ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا قد يروون الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين،فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقا للعادة........ انتهى
    فقد ثبت مما سبق:
    أنه لا يدخل النار إلا من بلغته دعوة رسول، ولكن لا يلزم أن يكون الرسول هو: محمد صلى الله عليه وسلم، فالقول بأن مشركي العرب لم تبلغهم الحجة الرسالية ؛ لكونهم ماتوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو قول غير صحيح، فقد قامت عليهم الحجة الرسالية بدين إبراهيم، عليه السلام، وإن دخله التحريف، إلا أنه كان فيهم من يعرف التوحيد، ويحتج عليهم به، ومنهم: زيد بن عمرو بن نفيل؛ الذي كان يقول لكفار قريش: ( يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري) . وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد، إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله ، إنكارا لذلك وإعظاما له.
    وزيد هذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم، كما في هذا الحديث، غير أنه مات قبل البعثة، وعمل بما أمكنه معرفته من دين إبراهيم الحق، وكان كفار قريش يؤذونه على ذلك.

    فالحجة كانت قائمة على العرب قبل البعثة بدين إبراهيم، وكان منهم من هو على بقية من الدين الحق، وهم الحنفاء، ومنهم زيد بن عمرو، وكانت قريش تفخر على العرب بأنهم نسل إبراهيم، ويسمون أنفسهم: الحُمْس، كما ورد في أول سيرة ابن هشام.
    ولهذا قال الإمام النووي في"شرح مسلم" (3/79) في شرح حديث (إن أبي وأباك في النار): فيه: أن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين،
    وفيه: أن من مات فيالفترةعلى ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة؛ فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم، وغيره من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى
    وهذا من أبين التحقيق وأظهره،
    ولا يشكل على هذا الضابط آية سورة القصص، وهو قوله تعالى( لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبل......) (46)
    فتدل هذه على أن العرب لم يأتهم نذير قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يعارضها قوله تعالى(وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) (فاطر:24)
    فمقتضاه: أنه جاءهم نذير، وهو: إبراهيم، عليه السلام، كما ثبت بالنصوص السالفة الذكر.
    وعلى هذا، فإن آية القصص، ونحوها لا تشكل على أن العرب كانوا محجوجين بدين إبراهيم، عليه السلام، وأن الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم في النار، ممن ماتوا قبل بعثته، قامت عليهم الحجة الرسالية بدين إبراهيم، عليه السلام، وبهذا يظل الضابط الفقهي في هذا الباب صحيحا غير منخرم، وهو: أنه لا يدخل النار إلا من قامت عليه الحجة الرسالية؛ إما بدعوة رسول في الدنيا، وإما باختبار في عرصات يوم القيامة، ولله الأمر من قبل ومن بعد
    وأيضاً القول بأن أهل الجاهلية فى مكة من الكفار المعذبين قول ابن القيم :أيضاً كفرأهل الجاهلية وأنهم فى النار هو قول ابن القيم :قال ابن القيم(
    وقوله حيثما مررت بقبر كافر فقل أرسلني إليك محمد هذا إرسال تقريع وتوبيخ لا تبليغ أمر ونهي وفيه دليل على سماع أصحاب أهل القبور كلام الأحياء(قلت ابن خليفة :وهذا على تصفيل ) وخطابهم لهم ودليل على أن مات مشركا فهو في النار وإن مات قبل البعثة لأن المشركين كانوا قد غيروا الحنيفية دين إبراهيم واستبدلوا بها الشرك وارتكبوه وليس معهم حجة من
    الله به وقبحه والوعيد عليه بالنار لم يزل معلوما من دين الرسل كلهم من اولهم إلى آخرهم وأخبارعقوبات الله لأهله متداولة بين الأمم قرنا بعد قرن فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت ولو لم يكن إلا ما فطر عباده عليه من توحيد ربوبيته المستلزم لتوحيد إلهيته وأنه يستحيل في كل فطرة وعقل أن يكون معه إله آخر وإن كان سبحانه لا يعذب بمقتضى هذه الفطرة وحدها فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل والله أعلم )
    وقد سبق نقل القرافى الإجماع عليه وهذا من القوة بمكان حتى وإن كان غير منعقد .

    وأيضاً تأمل فى قوله تعالى
    وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)


    قال الحافظ ابن كثير :
    وَقَوْله تَعَالَى " وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْن قُلُوبكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " إِلَى آخِر الْآيَة وَهَذَا السِّيَاق فِي شَأْن الْأَوْس وَالْخَزْرَج فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ بَيْنهمْ حُرُوب كَثِيرَة فِي الْجَاهِلِيّ وَعَدَاوَة شَدِيدَة وَضَغَائِن وَإِحَن وَذُحُول طَالَ بِسَبَبِهَا قِتَالهمْ وَالْوَقَائِع بَيْنهمْ فَلَمَّا جَاءَ اللَّه بِالْإِسْلَامِ فَدَخَلَ فِيهِ مَنْ دَخَلَ مِنْهُمْ صَارُوا إِخْوَانًا مُتَحَابِّينَ بِجَلَالِ اللَّه مُتَوَاصِلِينَ فِي ذَات اللَّه مُتَعَاوِنِينَ عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى قَالَ اللَّه تَعَالَى " هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِ ينَ وَأَلَّفَ بَيْن قُلُوبهمْ لَوْ أَنْفَقْت مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا مَا أَلَّفْت بَيْن قُلُوبهمْ وَلَكِنَّ اللَّه أَلَّفَ بَيْنهمْ " إِلَى آخِر الْآيَة وَكَانُوا عَلَى شَفَا حُفْرَة مِنْ النَّار بِسَبَبِ كُفْرهمْ فَأَنْقَذَهُمْ اللَّه مِنْهَا أَنْ هَدَاهُمْ لِلْإِيمَانِ.
    وَقَدْ اِمْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم قَسَمَ غَنَائِم حُنَيْن فَعَتَبَ مَنْ عَتَبَ مِنْهُمْ بِمَا فَضَّلَ عَلَيْهِمْ فِي الْقِسْمَة بِمَا أَرَاهُ اللَّه فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ " يَا مَعْشَر الْأَنْصَار أَلَمْ أَجِدكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّه بِي وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمْ اللَّه بِي وَعَالَة فَأَغْنَاكُمْ اللَّه بِي ؟ " فَكُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا : اللَّه وَرَسُوله أَمَنَّ .

    فيظهر جلياً أنهم لو ماتوا قبل بعثته لكانوا من أهل النار .
    وأيضاً ذكر الحافظ ابن كثير قائلاً:
    وَرَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث اِبْن أَبِي زَائِدَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْوَائِدَة وَالْمَوْءُودَة فِي النَّار " ثُمَّ قَالَ الشَّعْبِيّ حَدَّثَنِي بِهِ عَلْقَمَة عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ اِبْن مَسْعُود وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَة عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هِنْد عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ عَلْقَمَة عَنْ سَلَمَة بْن قَيْس الْأَشْجَعِيّ قَالَ : أَتَيْت أَنَا وَأَخِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا إِنَّ أُمّنَا مَاتَتْ فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَتْ تَقْرِي الضَّيْف وَتَصِل الرَّحِم وَأَنَّهَا وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّة لَمْ تَبْلُغ الْحِنْث فَقَالَ " الْوَائِدَة وَالْمَوْءُودَة فِي النَّار إِلَّا أَنْ تُدْرِك الْوَائِدَة الْإِسْلَام فَتُسْلِم " وَهَذَا إِسْنَاد حَسَن .أ.هـ (م8 ص684بترقيم الشاملة )
    فقد أشترط النبى لنجاتها من النار أن تسلم ولم يقل أن تتوب من فعلها لأنه لا تنجيها التوبة بدون الإسلام .

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    بــــلاد الشــــام
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    الأخ الفاضل المكرّم أسامة

    بارك الله فيك وشكر لك وجزاك من كل خير

    وفي الحقيقة فليس لمثلي أن يهمس ببنت شفة بوجودك،،، زادك الله من فضله ورفع قدرك في الدارين .

  14. #34

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    إكمال للموضوع

    قال تعالى:{وَاذْكُرُ وا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}آل عمران:103.
    فيقوله: {وكنتم على شفا حفرة من النار} قال ابن عباس: أي وكنتم على طرف حفرة من جهنم إذ لم يكن بينكم وبينها إلا الموت، {فأنقذكم منها} أي بمحمد -صلى الله عليهوسلم-[2].
    وقال ابن جرير الطبري: وكنتم على طرف جهنم بكفركم الذي كنتم عليه قبل أن ينعم الله عليكم بالإسلام، فتصيروا بائتلافكم عليه إخوانا، ليس بينكم وبينالوقوع فيها إلا أن تموتوا على ذلك من كفركم، فتكونوا من الخالدين فيها، فأنقذكم بالإيمان الذي هداكم له.
    وعن السُّدي: كنتم على طرف النار من مات منكم أوبق فيالنار، فبعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- فاستنقذكم به من تلك الحفرة[3].
    قال الشافعي رحمه الله: فكانوا قبل إنقاذه إياهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم-،أهل كفر في تفرقهم واجتماعهم، يجمعهم أعظم الأمور: الكفر بالله، وابتداع ما لم يأذنبه الله، تعالى عما يقولون علواً كبيراً، لا إله غيره، وسبحانه وبحمده رب كل شيءوخالقه، من حي منهم فكما وصف حاله حياً: عاملاً قائلاً بسخط ربه، مزداداً منمعصيته، ومن مات فكما وصف قوله وعمله: صار إلى عذابه[4] .
    قال ابن كثير: كانواعلى شفا حفرة من النار بسبب كفرهم فأنقذهم الله منها أن هداهم للإيمان[5].
    قلت: كونهم كانوا على الكفر قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن بينهم وبين دخولهم النار سوى الموت، لهو دليل كاف أن نذارة من تقدم من الرسل قد بلغتهم لأنه لايدخل النار إلا من قامت عليه حجة الرسل كما سبق أن بينا ذلك، وأن فترتهم كانت منجهة انقطاع الرسل، وليس من جهة عدم بلوغ نذارة الرسل إليهم.
    وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" فضَّل الله قريشاً بسبع خصال، فضلهم بأنهم عبدواالله عشر سنين، لا يعبد الله إلا قريش، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل وهم مشركون .."[6].
    دل أن قريشاً كانت قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الشرك المستوجب للنار،
    وفي الحديث القدسي كما في صحيحمسلم:" إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمتعليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلىأهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ..".
    والبقايا من أهلالكتاب هم الذين كانوا على التوحيد، وحافظوا على دينهم الحق ولم ينحرفوا مع المنحرفين عن جادة التوحيد. وقوله:" فمقتهم عربهم وعجمهم "، دليل أنهم كانوا مشركينالشرك الذي يستوجب المقت والعذاب .. وليسوا من أهل الفترة المعذورين.
    وفيالصحيح أيضاً، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت يا رسول الله، ابن جدعان كان فيالجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟
    قال:" لا ينفعه، إنه لم يقليوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
    قلت: كون ذلك لا ينفع ابن جدعان، لأنهلم يقل في حياته قط:" رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين "، دل على أمرين: أنه وقومهليسوا من أهل الفترة المعذورين .. وإن كانوا من أهل الفترة من جهة انقطاع الرسلعنهم.
    ثانياً: أن حجة ونذارة الرسل قبل نبينا -صلى الله عليه وسلم- ـ وبخاصةإبراهيم -عليه السلام- ـ قد بلغته؛ لأن هذه الكلمات التي ألزمه بها النبي -صلى اللهعليه وسلم- وعلل عذابه بسبب أنه لم يقلها لا يمكن لابن جدعان أن يعرفها إلا عن طريقالرسل.
    ولما افترض فيه أنه كان ينبغي أن يقول تلك الكلمات وأمثالها .. لكنه أبىوأعرض واستكبر .. فحق عليه العذاب بسبب ذلك.
    وفي الحديث الذي يرويه جابر قال:دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً نخلاً لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يُعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فزعاً، فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القبر.
    ومن رواية أنس -رضي الله عنه- مربنخل لبني النجار، فسمع صوتاً فقال:ما هذا قالوا:قبر رجل دفن في الجاهلية، فقالرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لولا أن تدافنوا لدعوت الله -عز وجل- أن يسمعكممن عذاب القبر ما أسمعني"[7].
    قال الشيخ ناصر: من فوائد الحديث أن أهل الجاهليةالذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم، وذلك يدل علىأنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي، خلافاً لما يظنه بعضالمتأخرين، إذ لو كانوا كذلك لم يستحقوا العذاب لقوله تعالى:{وَمَا كُنَّامُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [8].
    وكذلك الحديث الذي يرويه أنس، أنرجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال:" في النار " فلما قفا دعاه، فقال: إن أبيوأباك في النار"

    وفي الحديث القدسي كما في صحيحمسلم:" إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمتعليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلىأهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ..".
    والبقايا من أهل الكتاب هم الذين كانوا على التوحيد، وحافظوا على دينهم الحق ولم ينحرفوا معالمنحرفين عن جادة التوحيد. وقوله:" فمقتهم عربهم وعجمهم "، دليل أنهم كانوا مشركينالشرك الذي يستوجب المقت والعذاب .. وليسوا من أهل الفترة المعذورين.
    وفيالصحيح أيضاً، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت يا رسول الله، ابن جدعان كان فيالجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟
    قال:" لا ينفعه، إنه لم يقليوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
    قلت: كون ذلك لا ينفع ابن جدعان، لأنهلم يقل في حياته قط:" رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين "، دل على أمرين: أنه وقومه ليسوا من أهل الفترة المعذورين .. وإن كانوا من أهل الفترة من جهة انقطاع الرسلعنهم.
    ثانياً: أن حجة ونذارة الرسل قبل نبينا -صلى الله عليه وسلم- ـ وبخاصةإبراهيم -عليه السلام- ـ قد بلغته؛ لأن هذه الكلمات التي ألزمه بها النبي -صلى اللهعليه وسلم- وعلل عذابه بسبب أنه لم يقلها لا يمكن لابن جدعان أن يعرفها إلا عن طريقالرسل.
    ولما افترض فيه أنه كان ينبغي أن يقول تلك الكلمات وأمثالها .. لكنه أبىوأعرض واستكبر .. فحق عليه العذاب بسبب ذلك.
    وفي الحديث الذي يرويه جابر قال:دخلالنبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً نخلاً لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بنيالنجار ماتوا في الجاهلية يُعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فزعاً، فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القبر.
    ومن رواية أنس -رضي الله عنه- مربنخل لبني النجار، فسمع صوتاً فقال:ما هذا قالوا:قبر رجل دفن في الجاهلية، فقالرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لولا أن تدافنوا لدعوت الله -عز وجل- أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني"[7].
    قال الشيخ ناصر: من فوائد الحديث أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم، وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي، خلافاً لما يظنه بعضالمتأخرين، إذ لو كانوا كذلك لم يستحقوا العذاب

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    جزاك الله خيرًا أخي الكريم الأثري الفراتي على حسن خلقك، وحسن ظنك، وإن كنت لأعلم من نفسي ما لا يعلمه إلا الله، عفى الله عني وعنكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.

    ـــــــــــــ

    بارك الله فيك أخانا الفاضل ابن خليفة المصري.
    يمكنك التمسك بأي قول تراه صوابا. وأمرنا وأمرهم إلى الله.
    وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  16. #36

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أخي الكريم الأثري الفراتي على حسن خلقك، وحسن ظنك، وإن كنت لأعلم من نفسي ما لا يعلمه إلا الله، عفى الله عني وعنكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.

    ـــــــــــــ

    بارك الله فيك أخانا الفاضل ابن خليفة المصري.
    يمكنك التمسك بأي قول تراه صوابا. وأمرنا وأمرهم إلى الله.
    وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
    جمعنا الله وإياكم فى الفردوس الأعلى
    وأود منك أن تعطينى أسماء لبعض كتب الأشعرية التى ترد على كتب أهل السنةحتى أستطيع الإحاطة قدر الإمكان بشبههم .

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    اللهم آمين.
    لا جديد في الشبهات، مجرد تكرار مكرور لأقوال الجهم، وكتاب رد الإمام الدارمي على بشر المريسي.. من الكتب التي حفظت لنا أقوال الجهمية، والردود السلفية عليها، أصولا وفروعا.
    فمن أتقن هذا الكتاب، لم ينطلي عليه البدع الجهمية ومن وافقهم موافقة كلية أو جزئية.
    ومن أتى بعدهم بتقرير شبهة جديدة فقد ردها شيخ الإسلام والإمام ابن القيم، أصولا وفروعا. فغاية المعاصر أن يقف على شبهة قديمة، ويقدمها في قالب جديد. وأما الحق فلا يتغير. والحمد لله على نعمه.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    802

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    الأخ صادق وفقه الله .
    ما قلت بأنك رافضيّ وإن فُهم من كلامي في مشاركتي السابقة مثل هذا فيرجع لسوء بياني , و أعتذر عن تحزينك , و وفقنا الله و إياك لما فيه الخير و الصلاح.
    والسلام عليكم .
    عنْ عُمر - رضي الله عَنْهُ - قَالَ : نُهينَا عنِ التَّكلُّفِ .رواه البُخاري .

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    98

    افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام

    السلام عليكم و رحمة الله - تعالى - و بركاته....
    اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل ، و أرنا الحق -حقا - و ارزقنا اتباعه ،و أرنا الباطل - باطلا- و ارزقنا اجتنابه ، و ارزقنا العلم النافع و العمل الصالح .....
    أحببت أن أشير إلى بعض الأمور ؛ لتزيل بعض المستور :
    1- أمور العقيدة واضحة نقية بسيطة بعيدة عن التعقيد الكلامي و النظر الفلسفي ، فما أن تصادف فطرة سوية ، إلا أثمرت إيمانا لا يرتد .
    2- العرب - قبل مبعث النبي (صلِّّ الله عليه و آله و سلم) -كانوا في جاهلية وشَرٍّ ؛ إذ يسيئون الجوار و يقطعون الأرحام و يأكل القوي منهم الضعيف ، فنظر الله إليهم فمقتهم إنسهم و جنهم ؛ عربهم و عجمهم ،و الله لا يكره المؤمنين.
    3- لم يبعث لهم نذير مختص بهم ؛ بل بلغتهم دعاوى الرسل من قبلهم ، فأعرض أكثرهم و آمن النزر اليسير ؛ كروقة ابن نوفل فكان على دين موسى - عليه السلام- ، و زيد بن عمرو بن نفيل فكان على دين إبراهيم عليه السم ، و عدي بن حاتم و كان قد تنصر ،و سلمان الفارسي.
    4- أن عبد المطلب كان من الكافرين عباد الأصنام ؛ و الدليل أن آخر كلمة كانت لأبي طالب : " هو على ملة عبد المطلب ، و ما كان رسول الله - صل الله عليه و سلم- يدعوه إلا إلى الإيمان بالله الواحد.
    5- أن محل النزاع لا ينبغي أن يكون والدي النبي -صل الله عليه و آله وسلم -بل عمه ؛ فإن أبواه لم يؤثرا في حياته بطريقة فاعلة كما فعل عمه ؛ فعمه كفله بعد وفاة جده عبد المطلب و هو في سن الثامنة ، و ظل يحوطه برعايته و يدافع عنه و ينافح بل و يجوع من أجله محسورا ثلاث سنين في الشِّعْب ، و بالرغم من ذلك فهو في ضحضاح من النار .... يعذب !!!
    6- من بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه ؛ بل قالها - صريحة- :
    قال: يا معشر قريش _او كلمه نحوها _ اشترو أنفسكم , لا أغني لاعنكم من الله شيئاً .


    يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً

    ياعباس بن عبدالمطلب لا اغني عنك من الله شيئاً

    يا صفيه عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً

    7- زعم بعضهم أن المقصود بقوله - صل الله عليه و سلم-:"أبي و أبوك في النار" يقصد أبا لهب ؛ لقوله تعالى : تبت يا أبي لهب و تب". و هذا بعييييييييييييي ييد جدا لعداوة أبي لهب الظاهرة لمحمد - صل الله عليه و سلم- ، و إذا كان المقام مقام تطيب نفس السائل فلن يطيبه بذكر عدوه أبي لهب.
    8- إعمال النصوص جميعها خير من رد بعضها و هو صحيح ، فالجمع جائز ، لا كما فعل الشيخ الشنقيطي ، و لكن ذلك في لقاء قادم فالمغرب يؤذن له.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

  20. افتراضي رد: أقوال أئمة السلف في إثبات أنّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم لم يموتا على الإسلام


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •