كلام الإخوان هاهنا مفيد وجميل جداً وخصوصاً كلام الفاضل (ابن الشاطيء الحقيقي)، ولكني أود أضيف بعض الأمور:
1- فكرة الزهد في الإسلام: فكرة سامية إذا ما فُهِمت بشكلها الصحيح، سامة إذا استخدمت في غير وجهها!! والزهد بشكل عام هو عدم المبالاة بالشيء إن جاء أو ذهب، ولا يعني ذلك رفض الخير أو المرح البريء أو الاستمتاع بالأمور المباحة، وكثيراً ما يأتي الخطأ عند الزهّاد من هذا الباب وهو الرفض! فلذا لا ترفضي المباح من زوجك بحجة الزهد، فإن ذلك كفيل بابتعاده عنك.
2- احذري من الزهد بزوجك خصوصاً وأنكِ أم لأطفال، وزهدك به قد يعني شتاتهم ومعاناتهم في المستقبل لا سمح الله. وأنا ممن عمل سابقاً بالتعليم ولفت نظري أن أكثر الطلاب تردياً في المستوى الأخلاقي والتعليمي هم ضحايا المشاكل الأسرية وخصوصاً الطلاق, فاحذري يا رعاك الله.
3- حاولي التقرب أكثر من الزوج، وشاركيه بعض ما يحب هو كالسفر المباح، والمشاهدة المباحة، وأبعدي عن مخيلتك أن ذلك مخالف للزهد، فالزهد مستحب، وحفظ رابط الزواج ضرورة، والضرورة مقدمة على غيرها.
4- أكثري من القراءة والإطلاع في بعض الأمور المباحة التي يحبها الزوج وتفوقي عليه فيها، بحيث يحسُ بأنك مميزة فيها، مما يجعله كثيراً ما يتردد عليك ويسألك ويناقشك فيها؛ مما يوجد بينكم قواسم مشتركة واهتمامات موحدة، وهذا هو الباب الحقيقي للدخول لقلبه وقلب الطاولة لصالحك، ولكن احذري من أن تحسسيه بالتفوق عليه أو انتقاصه.
5- إن قمتِ بفعل ما ذكرتُه لك من قبل ولم ينجح، فجربي أن تجلسي معه جلسة مصارحة تبثين له فيها همومك وما تجدينه في نفسك من تصرفاته تلك، وإسأليه: هل يرضى هو على نفسه أن يكون في مكانك؟ أو يرضاه لأخته؟ أو لابنته؟ وحاولي أن تحسسيه بما تجدين في نفسك بكل صدق وعاطفة، ولكن احذري كل الحذر من الشدّ ورفع الصوت في هذا الجلسة، بل ينبغي أن يكون الكلام عاطفياً مؤثراً ولو مع شيء من الدموع.
واحرصي على إظهار تأثرك من تعامله معك وإهماله لك وعدم مبالاته في استعراض الصور الخادشة أمامك، وأتمنى أن لا تعترضي على مباح حتى ولو كنتِ ترينه لهواً، واجعلي هذه الجلسة خاصة بما ترينه محرماً أو يضركُ في نفسيتك أو مشاعرك.
وفقكِ الله وشرح صدرك ويسر أمرك وأصلح زوجك.