تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب (كاملة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب (كاملة)

    سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة 162









    عقد الشيطان
    و فكها
    كما في السنة و الكتاب








    بقلم
    علي سعد سليم
    صفر 1426 الموافق ايار2005





    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.



    (يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)



    (يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")



    (يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")

    أما بعد:

    فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.

    و بعد:

    فعن ابي هريرة رضي الله و ارضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
    (يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم اذا هو نام ثلاث عقد, يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد: فان اسيقظ و ذكر الله تعالى انحلّت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)

    هذا الحديث مما اتفق الشيخان على تخريجه عن نفس الراوي و لا يخفى مكانة الشيخان عندما يتفقان على حديث ما و يخرجانه في صحيحيهما مع حرص البخاري على شرطه الشديد....
    و للمتأمل في هذا الحديث العظيم ليجده يعلاج مرضا روحيّا معنويّا جسديّا في عصر كثُرت فيه الامراض المستعصية....

    كما انه يبين مدى ارتباط القلب بالجوارح و تأثّره به تأثيرا" ايجابيا و هذا كثير في كلام نبينا صلى الله عليه و سلم كقوله(سوّوا صفوفكم او ليخالفنّ الله بين قلوبكم )وغيرها ...فصلاح الظاهر مرتبط بصلاح الباطن و العكس صحيح...

    فمن كانت مضغته صالحة فصلاحها يتعدى الى الجوارح و الاّ فاسدة مهما سوّغت نفس صاحبها و تمنّت عليه الامانيّ....
    (الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد و اذا فسدت فسد سائر الجسد الا و هي القلب) الحديث
    كما انه يعالج جانبا هاما مما يلزم الاعتقاد به و الانقياد له الا و هو( ان الذين آمنوا) لا ينفك عنها بحال من الاحول(و عملوا الصالحات)فلا ايمان من دون عمل كما انه لا عمل من دون ايمان....

    و للحديث مزايا اخرى لا تقل شأنا مما ذكرنا بعضا منها و هذا و ذاك سوف و بعون الله تعالى نمر عليه مرور الكرام و ربما احتجنا راحة للمسافر لتفنيد شبهات العوام نسأل الله تعالى التوفيق و السداد و المزيد من العلم و الرشاد انه ولي ذلك سبحانه صاحب الكمال و صفاته حسنى و جمال فعلم لم يسبقه جهل و لن يلحقه نسيان و ما عدا ذلك فهو علم الانسان....

    مدخل:
    (يعقد) و هذا ديدن الشيطان اللعين و عقده هنا يشابه عقده هناك في سورة الفلق( من شر نفاثات في العقد) و نفثه هنا(فارقد عليك ليل طويل ) تعمل عمل نفثه هناك فتأمل...

    و لصعوبة المقام لم يعدل صلوات ربي و سلامه عليه عن العقد بغيرها من الالفاظ....

    و بيد ان هناك عقدا يعني انه هناك حلّا" لها و من رحمة ديننا الحنيف دين ارحم الراحمين ( ان الدين عند الله الاسلام ) و دين افضل العالمين (و ارسلناك رحمة للعالمين ) فكان حل هذه العقد من ضمن التليغ( بلّغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته) فسبحان الخالق في الاولين و الآخرين...


    و قافية كل شيء آخره و منه قيل قافية الشعر و هنا قافية الرأس اي مؤخره ....قاله ابن منظور بتصرف...
    و قافية رأس احدى مواضع تجمع الدّم الفاسد و لذا كانت من مواضع الحجامة الشافية باذن الله تعالى...
    و يدل هذا الحديث على حرص اللعين للحيلولة دون وقوع ما يقرّب الى الله تعالى من عمل صالح و لهذا السبب اعمل يديه الملونتين في ابرام مثل هذه العقد ....
    و نزوله عند رغبته التي منحه الله ايّاها و لحِكَمٍ عديدة ( قال فبما اغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم) الاعراف 16
    و قال ( قال ربي بما اغويتني لأزيننّ لهم في الارض و لأغوينّهم أجمعين)(الا عبادك منهم المخلصين) و هذا من عجزه( قال هذا صراط عليّ مستقيم)(ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين) الحجر 39-42
    و حيث كان قيام الليل مما يقضّ مضجع الشرّ و اهله و على رأسهم ابليس اللعين فكان حريّ به ان يضع على الطريق بعض العوائق و السدود و منها عقده الثلاث....
    فلا ( اذا هو استيقظ ) و لا ( اذا هو نام ) تنساه عيون الغاوين ففي النهار الوساوس تعمل عملها و تثمر ثمارا كالهشيم المحتضر فهي اشبه بثمار العصف المأكول...

    و اذا اراد هذه الانسان ان ينام و يرتاح من عناء كدّ النهار و قسوته ذهب اللعين ليعقد ما شاء له ان يعقد من العقد ليجعل نومه لا طاعة فيه....
    و كان من ديننا الحنيف ذكر كل ما يقرّب الى الجنة و الحثّ عليه و بالمقابل ذكر كل ما يقرّب الى النار و النهي عنه و من هذه و تلك سبل فك العقد و حلّها....


    ثم قوله صلى الله عليه و سلم(احدكم ) تشير ان اتباعه هم المرادون لا غير....
    فابليس لم يتعهد بالجلوس الا على الطريق المستقيم حيث اتباع محمد صلى الله عليه و سلم يسلكونه في غدوتهم و روحتهم ذهابا وايابا....

    اذا هذه العقد لا تنفك عن احد شهد للخالق بربوبيته و عبوديته و لرسوله صلى الله عليه و سلم بالنقياد و التسليم...
    فمن تبع المبعوث رحمة للعالمين و تخلّق بسننه وآدابه له تبعية الاتّباع و حظه من هذه العقد لا محالة الا رجلا ذكر الله كثيرا فامتنّ الله عليه و رفع ذكره اليه فاجابه و اصبح من عباده المخلصين حيث لا سبيل للشيطان اليه...
    يتحقق هذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال:
    (من عجز منكم عن الليل ان يكابده....فليكثر ذكر الله) صحيح الترغيب و الترهيب
    و الا فيلزمه حلّ هذه العقد وفق ما جاء عن لسان المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه على الترييب التالي:

    اولا:الاستيقاظ مع ذكر الله تعالى....
    و من اراد الاسيقاظ فعليه ان يطلب مظانه و يأخذ باسبابه و من ثم يذكر الله تعالى بعدُ وِفقَ ما جاء عن معلّم البشرية عليه افضل الصلاة و اتمّ التسليم....

    و قبل هذا و ذاك عليه باذكار المساء و الصباح ليَسُدَّ منافذ عدوّه و عدوّ آدم عليه السلام ثم يترك قبول ذلك الى الله تعالى فمن قبل منه حفظه و الا فردّه اليه لخلل فيه او لمحض الابتلاء....
    و من هذه الاذكار على سبيل المثال لا الحصر:
    قوله صلى الله عليه و سلم( من قال اذا اصبح: لا اله الا الله وحده لا شريك له له المللك و له الحمد و هو على كل شيء قدير,كان له عدل رقبة من ولد اسماعيل و كتب له عشر حسنات و حط عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و كان في حرز من الشيطان حتى يمسي و ان قالها اذا امسى كان له مثل ذلك حتى يصبح)ابو داود ,ابن ماجه.احمد,و هو صحيح...

    ثم يقول ما صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم اثناء خلوده الى النوم كقوله فيما رواه ابو زهير الانماري ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا اخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي,اللهم اغفر ذنبي و اخسئ شيطاني و فكّ رهاني و ثقل ميزاني و اجعلني في الندى الاعلى)ابو داود.

    و في ثنايا هذا الحديث العظيم ندرك مدى عذوبة لسان الحاقد الحاسد وأمانيه الداحضة الكاشفة لمن وفقه الله تعالى....
    فهو مذ طرده تعهّد بغواية البشرية كما تعهد بفتح باب التوبة ربّ البرية...
    واجابه الله تعالى لقوله(انظرني الى يوم الدين ) فقال (انك من المنظرين) لما فيه شر محض و اغلق دونه باب التوبة فهو رجيم حيث لم تغلق امام منتحل ( انا ربكم الاعلى ) و دونها من الفاظ....
    و لذا قال صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عنه ابن مسعود رضي الله عنه و ارضاه ( ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله اليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر باربع كلامات:
    بكتب رزقه و عمله و اجله و شقيّ او سعيد فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها و ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخله ) متفق عليه

    عود على بدء:
    فما كان من هذا الحاسد الماكر الا الوسوسة و لغة( فراش ذليل )و( ليل طويل...)
    و يشير هذا الحديث الى مجاهدة النفس و حثها على مكارها و غيرها من النكت سنتطرق لذكرها في مظانها ان شاء الله تعالى....

    و اعلم_يا رعاك الله_ ان هذه العقد الثلاث لا تنفك الا بالترتيب فالذكر اولا و الوضوء ثانيا و الصلاة آخرا و هذا ما ثبت من قوله صلى الله عليه و سلم و فعله....

    و من ترك فك هذه العقد الثلاث فقد بال الشيطان في اذنه لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى يصبح ما قام الى الصلاة فقال:
    (بال الشيطان في اذنه)
    ثم استدركت فقلت: فالبول مما يشعر بتقصير النائم فتأمل...

    و ما جاء من فعله صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه صلى الله عليه و سلم اسيقظ فتسوك و توضأ و هو يقول(ان في خلق السموات و الارض...) فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام و الركوع و السجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك و يتوضأ و يقرأ هولاء الايات)
    فبداية الحديث توضأ و هو يقول الايات....فلا ينقض هذا كلامنا الاول و الذي عليه بنينا الترتيب النبوي فلربما كان شروعه صلى الله عليه و سلم عقب بداية ذكره هذا اولا....
    ثم صح عنه التلفظ بداية و قبيل وضوئه بالبسملة و هي من ذكر الله تعالى( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ) و قد بينت السنة النبوية كيفية ذكر الله كما من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال( اذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله و عند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم و لا عشاء) مسلم.
    و ذكر الله عند الطعام (يا غلام سم بالله و كل بيمينك...)
    و على هذا و ذاك كان الترتيب توقفيّا...
    وليحذر المسلم العدول عن سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و عليه المجاهدة و المتابعة فلا يفك هذه العقد الا كما فكها افضل الخلق صلى الله عليه و سلم...
    و كن على علم من تنويع المصطفى فهو تشريع فلا تتجرأ على ضمّ ما فرّقه صلى الله عليه و سلم فلو كان الخير في جمعه لكان صلى الله عليه و سلم من اول العابدين ثم الدّاعين....
    هذا و قد استهلت كلامها عن التنويع ,فتاة في سن العشرين, حوت بضا من علم الاولين, و اوتيت فصاحة التمكين, لكنها وقعت في شباك اللعين...
    فكان كلامها عن غسل الاعضاء و تنويع المصطفى صلى الله عليه و سلم فيها كما في الصحيح ,فكان وضؤوه تارة مرة مرة و تارة مرتين مرتين و اخرى ثلاثا ثلاثا لكل عضو و من زاد فقد طغى و ظلم...
    و الاول من حديث ابن عباس و الثاني لعبد الله بن زيد الانصاري و الثالث لعثمان بن عفان و على هذا كان تبويب البخاري رحمه الله تعالى..
    و هذه الصيغ الثلاث لا رابع لها فمن حرصها و حرص الشيطان على غوايتها آتاها من قِبل جهلها( و هذا الجهل لا ينفك عن كائن من كان فله حظه منه لا محالة ) فهوت عفا الله عنا و عنها ...فقالت:
    و لكي نحظى بفضل التنويع فلنأتِ بصيغه جميعها فنغسل اليدين مرة و الوجه مرتين و القدم ثلاثا...
    و هذه الكيفية الرابعة لا اصل لها في شرعنا القويم و انما هو من تلبيس ابليس و ما هكذا تورد يا سعد الابل....
    و كأني بها تيممت من غبار الاذكار الطاهر للنووي الماهر رحمه الله تعالى فقد كرر ذلك في كتابه القيم و العصمة من عصمه الله تعالى....
    و من جملة ما قال رحمه الله:

    و لكن الافضل ان يجمع بين هذه الاذكار كلها ان تمكن من ذلك بحيث لا يشق على غيره و يقدم التسبيح منه....
    و قال ايضا عند حديثه عن اذكار القيام من الركوع:
    (اعلم انه يستحب ان يجمع بين هذه الاذكار كلها على ما قدمناه في اذكار الركوع...)
    و قد ذكر قبل ذلك حديث حذيفة من صحيح مسلم انه قال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في ركوعه الطويل الذي كان قريبا من قراءة البقرة و النساء و العمران : سبحان ربي العظيم)
    و قال معناه: كرر سبحان ربي العظيم فيه كما جاء مبينا في سنن ابي داود و غيره.

    قلت: و نص الحديث كما في صحيح سنن ابو داود للالباني 818
    عن حذيفة : انه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل فكان يقول:
    الله اكبر ثلاثا ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ثم استفتح فقرأ سورة البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه و كان يقول في ركوعه(سبحان ربي العظيم)(سبحان ربي العظيم) ثم يرفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول( لربي الحمد ) ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده( سبحان ربي الاعلى ) ثم رفع رأسه من السجود و كان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده و كان يقول ( رب اغفر لي, رب اغفر لي)
    فصل اربع ركعات فقرأ فيهن البقرة و العمران و النساء و المائدة او الانعام شك شعبة.


    و كذلك ذكر النووي رحمه الله دعاء الصديق (قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني انك انت الغفور الرحيم)
    قال: هكذا ضبطناه(ظلما كثيرا ( بالثاء المثلثة في معظم الرويات و في بعض روايات مسلم)كبيرا ( بالباء الموحدة و كلاهما حسن فينبغي ان يجمع بينهما فيقال: ظلما كثيرا كبيرا)

    و كذلك قوله: و وقع في رواية ابي داود و غيره ( و بمحمد رسولا ) و في رواية الترمذي( نبيا ) فيستحب ان يجمع الانسان بينهما فيقول ( نبيا و رسولا )و لو اقتصر على احدهما كان عاملا بالحديث (من قال حين يمسي:رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد نبيا كان حقا على الله تعالى ان يرضيه)


    عود على بدء:
    اذا ذكر الله تعالى عقب الاستيقاظ اول ابواب حل عقد الشيطان ثم يليها الوضوء فقد قال صلى الله عليه و سلم(اذا اسيقظ احدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه )البخاري و مسلم
    و في هذا الحديث نكتة يلزم مراعاتها الا وهي ان مبيت الشيطان يكون عند الخيشوم بمعنى ان الوضوء من دون استنثار لا ينفع لحلّ هذه العقد....
    و هذا هو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فلم يعدل يوما ما على ترك الاستنثار و هو القائل صلوات ربي و سلامه عليه كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
    (من توضأ فليستنثر و من استجمر فليوتر)
    و لذا بوّب البخاري الفقيه فوق هذا الحديث بباب الاستنثار....
    و هذا هو احسن الوضوء من دون منازع و اذ كان ذلك كذلك فقد قال ابو الدرداء رضي الله عنه و ارضاه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال:
    (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين يحسن فيها الذكر و الخشوع ثم استغفر الله غفر له)احمد
    فلا تعدل اخي الكريم عن الاحسن الى المشكوك فيه و دعك من الذين قسّموا اعضاء الوضوء الى سنن و فرائض مستدلين بآية الوضوء كما في سورة المائدة من قوله تعالى: يايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين.....) فهذا مثل قوله تعالى (و اقيموا الصلاة....) ( حرمت عليكم الميتة و الدم....) فلم يذكر تعالى تحريم الصلاة و هو من اوكد اركانها فقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة(تحريمها التكبير و تحليلها التسليم) و كلاهما ركن من اركانها و لا صلاة بدونهما اجماعا....
    كما انه تعالى لم يذكر حلّ الكبد و الطحال و هما من الدم اجماعا ...
    فافعال المصطفى و اقواله و تقريراته من تبينه لشرع الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا...)
    و الذي يهمني من هذه الاسطر ان اقول ان السنة تخصصُ عموم الكتاب و تقيّد مطلقه...و بالسنة يفهم الكتاب و بهما معا يتحقق الفلاح و بارشاد سلفنا الصالح النجاة كل النجاة من الزيغ و الضلال....

    عود على بدء:
    ثم اعمال الشارع في ميزانه لهو الحكم العدل...و من خلاله تحكم على نفسك اولا و على الآخرين ثانيا وانتفاء الموانع و تحقق المطالب له حظه مع الاخرين فكن على علم ...
    فمن بات و العقد معقودة على قافيته و الشيطان عند خيشومه و البول على اذنه فنفسه خبيثة و الا فهي طيبة...
    و الخبث و الكسل توأمان كما انه الطيب و النشاط قرينان و ذلك قوله صلى الله عليه و سلم:
    (فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
    هذا و للحديث مزايا اخرى تركتها خشية الاطالة و لولا تلك المواضيع المتراكمة فوق ناصيتي لأسهبت له متونا و فروعا...
    و اسأل الله تعالى التوفيق و السداد و الثبات و ان يقبل جهد المقلّ فله الفضل اولا و آخرا و ان يكن صوابا فمنه وحده و الا فمني و الشيطان و الله و رسوله منه براء....



    تَََََََّمت بفضل َالله تعالى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    510

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي علي سليم، ونفع بما كتبته، وجعله ذخرا لك يوم المعاد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    و فيك بارك المولى مشرفنا الفاضل....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    61

    افتراضي

    موضوعك ممتع ومفيد حفظك الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    و اياك اخي حفظك الباري....

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    بارك الله فيك أخي علي.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم مشاهدة المشاركة
    و كن على علم من تنويع المصطفى فهو تشريع فلا تتجرأ على ضمّ ما فرّقه صلى الله عليه و سلم فلو كان الخير في جمعه لكان صلى الله عليه و سلم من اول العابدين ثم الدّاعين....
    هذا و قد استهلت كلامها عن التنويع ,فتاة في سن العشرين, حوت بضا من علم الاولين, و اوتيت فصاحة التمكين, لكنها وقعت في شباك اللعين...
    فكان كلامها عن غسل الاعضاء و تنويع المصطفى صلى الله عليه و سلم فيها كما في الصحيح ,فكان وضؤوه تارة مرة مرة و تارة مرتين مرتين و اخرى ثلاثا ثلاثا لكل عضو و من زاد فقد طغى و ظلم...
    و الاول من حديث ابن عباس و الثاني لعبد الله بن زيد الانصاري و الثالث لعثمان بن عفان و على هذا كان تبويب البخاري رحمه الله تعالى..
    و هذه الصيغ الثلاث لا رابع لها فمن حرصها و حرص الشيطان على غوايتها آتاها من قِبل جهلها( و هذا الجهل لا ينفك عن كائن من كان فله حظه منه لا محالة ) فهوت عفا الله عنا و عنها ...فقالت:
    و لكي نحظى بفضل التنويع فلنأتِ بصيغه جميعها فنغسل اليدين مرة و الوجه مرتين و القدم ثلاثا...
    و هذه الكيفية الرابعة لا اصل لها في شرعنا القويم و انما هو من تلبيس ابليس و ما هكذا تورد يا سعد الابل....


    بل هي صفةٌ ثابتة صحيحة، وليست خارجة عن شرعنا كما ذكرت وفقك الله
    بل هي منه، وقد أخرج الحديث الدال عليها البخاري ومسلم في صحيحيهما.
    فانظر وفقك الله حديث عبدالله بن زيد فيهما.
    وانظر كلام ابن القيم في زاد المعاد عند كلامه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء.
    أنا لا أوافق الأخت على قصد التلفيق بالترتيب الذي ذكرت دون سواه، ولكني قصدت إلى بيان خطأ نفي ورود صفة رابعة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم مشاهدة المشاركة
    و دعك من الذين قسّموا اعضاء الوضوء الى سنن و فرائض مستدلين بآية الوضوء كما في سورة المائدة من قوله تعالى: يايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين.....) فهذا مثل قوله تعالى (و اقيموا الصلاة....) ( حرمت عليكم الميتة و الدم....) فلم يذكر تعالى تحريم الصلاة و هو من اوكد اركانها فقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة(تحريمها التكبير و تحليلها التسليم) و كلاهما ركن من اركانها و لا صلاة بدونهما اجماعا....
    كما انه تعالى لم يذكر حلّ الكبد و الطحال و هما من الدم اجماعا ...
    فافعال المصطفى و اقواله و تقريراته من تبينه لشرع الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا...)


    الذين قسموا أفعال الوضوء والصلاة وغيرهما إلى فرائض وسنن هم أهل العلم، ومرادهم بالتقسيم ليس التهوينَ من شأن هذه الأفعال، وإنما بيان الأحكام، ومعرفة ما يترتب على ترك الواجب أو الركن أو الشرط، وما يترتب على ترك السنن والنوافل
    وكلها من شرع الله.
    ولا يلزم الترغيب في تحسين الوضوء أن ننتقد تقسيم أهل العلم أفعال الوضوء -أو غيره من العبادات- إلى فرائض وسنن ونحو ذلك
    فإن لهذه التقسيمات أثراً ظاهراً.

    وبالمقابل لا ينبغي تزهيد الناس في إتقان العبادة وتحسينها بأنَّ هذا الفعل ليس واجباً، فإنَّ هذا مخالفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

    وقولك وفقك الله:
    أن التكبير والتسليم من شرع الله ولاصلاة بدونهما إجماعاً،،
    أولاً/ في التسليم خلافٌ، والحنفية لا يجعلون التسليم فرضاً، بل يمكن الخروج من الصلاة عندهم بدون التسليم.
    ثانياً/ هذا الذي ذكرتَ هو من باب الإيراد على القاعدة السابقة –وهي تقسيم أفعال الوضوء والصلاة إلى فرائض وسنن- فأنت تريد أن التكبير والتسليم ليسا مذكورين في الآية ومع هذا هما من فرائض الصلاة إجماعاً، ولا تصح الصلاة بدونهما إجماعاً
    وهذا إيرادٌ في غير موضعه، فإن كثيراً من صفة الصلاة غير مذكورة في القرآن، ولم يذكر فيها عدد الركعات ولا الجلوس.
    فآية الأمر بالصلاة من المجمل الذي يفتقر إلى بيان؛ وقد جاء البيان في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ بتحديد أوقات الصلوات على وجه الدقة، وبيان عدد الركعات، وصفة الصلاة إلى آخره.
    بينما آية الوضوء ليست من المجمل المفتقر إلى بيان عند جمه من أهل العلم؛ ولذا عدَّ بعضهم كل ما جاء في الأحاديث ولم يُذكر في آية الوضوء من السنن.

    وفقك الله ونفع بما تكتب.



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    أخي الحمادي أسأل الله أن يبارك لك في علمك ، ووقتك ، وعمرك على هذا التعقيب .
    وأنت أخي علي جزاك الله خيرا على ماكتبت ، وأسأل الله أن يثيبك على مانويت من نشر للعلم والفائدة .
    ثم أقول ما أجمل العلم حينما يتدارس فقد تكون لدى الآخر معلومة لايعرف خللا بها إلا حينما يتدارسها مع إخوانه ،ويبثها بينهم ، فيتبين له مالم يكون يتصوره لأنه قد إن قدح في ذهنه أمر مع المدارسة يدرك خطئه .

    ونحن في انتظار فوائدكم نفع الله بكم ، وأيدكم بتوفيقه ، وسدد أمركم .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    و فيك بارك المولى مشرفنا الحمادي و اسال الله ان يتقبل مني و منك و من بقية الاخوة....
    و الانسان كما ذكرت سابقا لا ينفك عن الجهل....فان اخطأتُ فهذا جهل اسال الله العفو و الاجر....
    ثم كنت اود وضع الصفة الرابعة لانني منذ سنوات و انا بعيد عن مكتبتي و اكتب ما رقد في ذاكرتي....
    فالذي اعرفه ان صفات الوضوء ثلاثة....
    اولاهما غسل الاعضاء غسلا واحدا...
    و ثانيها غسلها مرتان مرتان...
    و ثالثها ثلاثا ثلاثا...
    و الاخت وضعت صفة رابعة...بمعنى ان يكون غسل الوجه مرة و اليدان مرتان و القدمان ثلاثا...و هذا الذي انكرته....
    وارجو منك وضع الصفة الرابعة المشروعة...
    _______________

    طبعا الذي قسموا افعال الشارع هم اهل العلماء و كان قصدهم رضا الله...و لذا كان الاجر و الاجران....
    ثم لا يعني هذا ان اقوالهم مجتمعة صحيحة و الا سيقع التناقض....
    و اقرب مثال على هذا...فالذين اعتبروا غسل الفم واجبا ابطلوا صلاة من تركها عمدا و الذين اعتبروه نافلة فصلاة التارك صحيحة....
    و لا يصح ان يكون كلا القولين صوابا و الا فهذا عين التناقض....فهو ظاهر و لله الحمد....
    و نحن عندما نبين حكما ما ليس انتقاصا لحق من سبقنا بل لولاهم بعد الله تعالى لما وصل الينا العلم ندا طريا.....
    ثم اخي الفاضل لو امعنت النظر لوجدتني بداية اقرر ان القرآن بحاجة الى تبيين و لهذا كان خاتم الرسل مبينا...و ضربنا على ذلك امثلة منها احل لكم ميتتان و دمان...علما ان القرآن اتى في ذكر الدم (حرمت عليكم الميتة و الدم....)
    فلولا السنة لبقي العام على عمومه....

    و اخير اجدد شكري الخالص لمشرفنا الفاضل....

    و كذلك اشكر اخونا الفاضل ال عامر....

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي

    وفقكم الله وأعانكم
    ومن هنا أنصح نفسي وإخواني بالتأني وعدم الجزم برأي إلا بعد التثبُّت

    روى الشيخان في صحيحيهما من طريق عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال: شهدتُ عمرو بنَ أبى حسن سألَ عبدَ الله بن زيد عن وضوء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم، فكَفَأ على يديه فغَسَلَهما ثلاثاً، ثم أدخلَ يدَه فى الإناء، فمضمضَ واستنشقَ واستنثرَ ثلاثاً بثلاث غَرَفاتٍ من ماء، ثم أدخلَ يدَه في الإناء، فغسلَ وجهَه ثلاثاً، ثم أدخلَ يدَه في الإناء، فغسلَ يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده في الإناء، فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر بهما، ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه.


    مسألةٌ أخرى:
    لاشك أنَّ أهل العلم اختلفوا في بعض أركان الصلاة وواجباتها وسننها، وكذا الوضوء؛ وغيرهما من العبادات، وهم بين الأجر والأجرين كما ذكرت
    إلا أنَّ تعقيبي السابق متعلق بالتهوين من تقسيمهم أفعالَ العبادات إلى سنن وواجبات
    وأنا أدرك جيداً أن القصدَ عدم التهاون بالسنن والتزهيد فيها كما يحصل من بعض الإخوة
    ولكن ليس من الصواب مقابلة الخطأ بمثله.
    وعلى هذا يحمل ما جاء عن بعض الأئمة في الكلام في مثل هذه التقسيمات، فمرادهم فيما يبدو لي الحرص على الاقتداء بهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعدم الاستهانة بالسنن، وليس إنكاراً لمبدأ التقسيم.



  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    510

    افتراضي

    نقاش جميل، والأجمل منه هو الرجوع للحق والانصياع للدليل، أحسنت صنعاً أخانا علي سليم، وبارك الله في جهود الشيخ الحمادي ووفقكما لكل خير.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    مشرفنا الفاضل....
    اسال الله ان يجمعنا و اياكم و بقية الاخوة في الفردوس الاعلى....
    اذا اصبحت الصيغ اربع....و نستطيع ان ننفي صيغة خامسة و ما نفينا الا على حدّ علمنا و من احصى العلم و اوتي بجميعه!!!
    و لذا كان للامام الشافعي مذهبان و لاحمد عدة اقوال.....
    و اجدد شكري لك ايها الفاضل....

    و تعقيبك الاخير لست اخالفك فيه البتة و هذا الذي انتصر له دوما...

    ______________________
    و اشكر ايضا مشرفنا ابو حماد.....

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •