قال عبد الرحمن الشريف فرج الله همه :
أيحيط بالجيل الأصيل المنطق =وهداه في كل البرايا يشرق

جيل الصحابة فاق في احسانه= وبفضله ذكر المهيمن ينطق

أثنى عليه الله في آياته =فغدا له فخرا وذكرا يعبق

من بينهم بعث النبي محمد= فتدافعوا في نصره وتدفقوا

بذلوا لنصرة دينه ما مُلَّكوا =فالروح ترخص كي يعز وتخلق

مزج الهدى بدمائهم ولحومهم = فغدت نفوسهم الهداية تعشق

ومضوا لنصرة دينهم لم يجبنوا = كالشهب تتبع ماردا وتحرَّق

سلوا سيوفهم على أعدائهم =فأتاهم النصر المبين الريق

وعدوهم ذاق المهانة كلها = ما عاد يرفع رأسه أو يحدق

وسموا مكانا عاليا أضحى إلى =أعتابه المجد اشتياقا يرهق

خضعوا لربهم فعز مقامهم = إن التذلل رفعة وتأنق

حفظوا كتاب الله من عبث الورى = صانوه عما قد يروم الأخرق

حملوه في أعماقهم وسطورهم = فغدوا شموسا للهداية تشرق

يسعون في نشل الورى من جهلهم =وكأنهم أنها رعلم دفق

فتحوا الممالك والقلوب وأودعوا = فيها غراس العلم دوما تورق

تركوا زخارف عيشهم ولو أنهم = طلبوا لذاذة عيشهم لم يسبقوا

لكن افئدة الرجال تعلقت = بجنان خلد عيشها متألق

منهم ابو بكر إمام عادل = متورع في كل بر يسبق

صديق أمتنا وافضل صاحب = وبحبه متسابق من يصدق

أوليس قد صحب النبي حياته = وبفضله آيات ربك تنطق

ما زال يهديه النبي ثناؤه= وكذاك يفعل مسلم متحقق

إن الفضائل جمعت أفرادها = وأتت تقول بأنها به أليق

فحوى الفضائل كلها فزهت به = ومضى بها يعلوا السماء ويسمق

وأعاد عز الدين لما سار في = جل القبائل ردة وتمزق

فأعاد وحدتهم وجمع شملهم= وكأنهم من قبل لم يتفرقوا

ومضى إلى المولى ليسكن جنة = فيها السعادة و النعيم الغيدق

ولي الخلافة بعده رجل له = في كل صالحة مقام أسبق

العدل فيه سجية أعني بها = من جاء بعد فلا أراه سيلحق

ملأ البلاد بعدله أمنا به = أعيى الأساس وحار فيه المنطق

ما زال يلهم بالصواب فحكمه = عدل يوافقه الحكيم الأرفق

إن مر في فج يفر عدوه = إبلبيس من ذاك الطريق ويفرق

فتح البلاد فغربها فرح به= وسما اختيالا أن حواه المشرق

هذا أبو حفص فلا تك جاحدا = إن الحسود بكل سوء ينعق

عثمان يأتي بعده في فضله = وكانه نهر الحيا يتدفق

جبل أشم ثابت في دينه = ما زال يبذل كي يعز وينفق

منه الملائكة الكرام لتستحي =سبحان من يهب الجلال ويغدق

ومقامه عند النبي لسامق = فإلى حماه الص لا يتطرق

ومن العجائب أن ترى متفرقا = متطاولا يسطو عليه ويحمق

أوما درى ان الجبال ثباتها = يعي الرجال فما عساه الخرنق

ويليه في الفضل منطبق له = في قلب من ببغي النجاة تعلق

صهر الرسول وحبه ونسيبه= وهو التقي الثابت المتحقق

هو فارس الفرسان ذو السيف الذي = ما زال رأس الكفر منه يفلق

يا من سموتم فوق كل فضيلة = قلبي لذكراكم يحن ويخفق

غن كانت الأيام حالت بيننا = فالروح يأسرها هوى وتشوق

ومقتمكم في القلب حاز مكانه = تعيي البيان وسرها مستغلق

إني ليعجبني الثناء عليكم = هذا السبيل بكل حر أليق

لله دنت بحبكم وببغض من = نصب العداء لكم وراح يلفق