بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
بادئ ذي بدأ أرقتني تلك القضية ولا زالت ، فقلت أعرض خواطري عليكم في استراحة المجلس ، ولن أطيل في مقدمات بل أدلف لموضوعي مباشرة ، أكون محبا لعالم من العلماء ولا أعلم حقيقة سبب حبي له وإعجابه به أي لم أبحث في نفسي عن سبب هذا الإعجاب والحب ولكني اجد نفسي محبا له مرددا آرائه ، وقد يدور حديث بيني وبين الأصدقاء يذكر كل واحد منا شيخه المفضل وقد نختلف فأرى أن شيخي هو الأكثر علما وفهما ، ولو خالف شيخي الإجماع مثلا في مسألة من المسائل أجد نفسي مدافعا عن رأيه باحثا عن الأدلة المؤيدة لقوله مثلا .
ذكرت ما سبق على سبيل ضرب المثل لا أكثر ، والسؤال الذي يلح علي الآن ؛ ما الذي يدفعنا نحن _ لتبني الآراء هل الدليل الذي اقتنعنا به بعقولنا ؟أم حبنا لمشايخنا الذي أيدوا ورجحوا هذا الرأي على ما عداه؟! ولنتحدث بوضوح أكثر ؛ كيف نتجرد عمليا من الهوى عند البحث ؟ أحيانا يكون البحث منطلقه الهوى فمثلا قد يعجب ناقد بشعر شاعر فيكتب كتابا يبين فيه مزايا شعره وعبقريته ، ولدينا في تراثنا كتبا كثيرة ككتاب معجز أحمد لأبي العلاء المعري الذي امتدح فيه شعر المتنبي وعقب على قول المتنبي
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أنا الأعمى الذي نظر إلى أدبه .أو كتاب تعريف الأحياء بفضائل الإحياء مثلا ؛ لا أريد ان يساء فهمي فأنا لا أتهم العلماء الأفاضل ولكني أريد أن أعرف كيف جردوا هواهم عند البحث الذي حركه هواهم وحبهم .
فهل هذا يتوقف على نوع الهوى والحب ؟ فمثلا نحن نحب الصحابة ويدفعنا حبنا إلى الدفاع عنهم ودفع الشبه التي تثار حولهم ، فهل هذا الدافع يكون محمودا ؟