السلام عليكم
عن حماد بن زيد قال:
اجتمع أيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون وثابت البناني في بيت، فقال ثابت:
يا هؤلاء كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه؟
قال ابن عون: يكون البلاء في نفسه.
قال ثابت: فانه يعرضه العجب بما صنع الله به.
فقال يونس بن عبيد: لا يكون العبد يعجب بصنع الله به إلا وهو مستدرج.
فقال أيوب: وما علامة المستدرج؟
قال: إن العبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها، وأبقى عليها، ثم شكر الله؛ أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى. وإذا هو ضيع الشكر استدرجه الله، وكان تضييعه للشكر استدراجا من الله له، وإن العبد المستدرج يكون له فيما بينه وبين الله تيسير وحبس، فعليه ينكر العجب عن معرفة الاستدراج، وإن العبد المستدرج إذا ألقى في قلبه شئ من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتى، فاذا عرف ذلك خضع، وإذا خضع أقال الله عثرته.
قال حماد: إن ابن عمر سئل عن الإستدراج فقال: ذاك مكره بالعباد المضيعين.
قال: فبكوا جميعا ثم رفع أيوب يده من بينهم وقال: يا عالم الغيب والشهادة لا توفيق لنا إن لم توفقنا ولا قوة لنا إن لم تقونا.
فقال يونس: به وجدنا طعم القوة من دعائك يا أبا بكر.
قال: وكان أيوب يعرفه أصحابه أن له دعوة مستجابة. ا.هـ. (1)
جزى الله خيرًا من يشرح لنا الجزء الذي تحته خط.
___________
(1) رواه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6 / 259) بسنده إلى حماد بن زيد.
.