تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مقتطفات من كتاب : لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟ لأمير البيان ( مع النص كاملاً )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    656

    افتراضي مقتطفات من كتاب : لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟ لأمير البيان ( مع النص كاملاً )

    الكتاب جدير بالقراءة كاملاً ، وبعض كلماته تكتب بماء الذهب ، وفي هذه الأيام أعدت قراءته ، وبحثت عنه في الشبكة فلم أجده ، واستخرجته من ( مجلة المنار ) ووضعتُ أصله في المرفقات ؛ أما المقتطفات فهي بين يديك :

    1 – [ هل يكفي الدعاء للنصر على الأعداء ؟ ]
    ولكنَّ الأمم الإسلامية تريد حفظ استقلالها بدون مفاداة ولا تضحية ، ولا بيع أنفس ولا مسابقة إلى الموت ، ولا مجاهدة بالمال ، وتُطَالِب الله بالنصر على غير الشرط الذي اشترطه في النصر ، فإنَّ اللهَ – سبحانه – يقول : " ولينصرن الله من ينصره " ويقول : " إنْ تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " .
    ومن المعلوم أن الله – تعالى – غير محتاجٍ إلى نصرةِ أحد ، وإنما يريد بنصرتِهِ – تعالى – إطاعةَ أوامرِهِ واجتناب نواهيه . ولكنَّ المسلمين أهملوا جميع ما أمرهم به كتابهم في ذلك أو أكثره ، واعتمدوا في استحقاق النصرة على كونهم مسلمين موحِّدين ، وظنوا أنَّ هذا يغنيهم عن الجهاد بالأنفس والأموال ، ومنهم مَنِ اعتمد على الدعاء والابتهال لربِّ العزة لأنه يجده أيسر عليه من القتل والبذل ، ولو كان مجرَّد الدعاء يُغْنِي عن الجهاد لاستغنى به النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته وسلف هذه الأمة ، فإنهم الطبقة التي هي أولى بأنْ يسمع الله دعاءها ، ولو كانت الآمال تُبْلَغ بالأدعية والأذكار ، دون الأعمال والآثار ، لانتُقِضت سنن الكون ، وَبَطَل التشريع ... لقد ظنَّ كثيرٌ من المسلمين أنهم مسلمون بمجردِ الصلاة والصيام وكل ما لا يكلفهم بذلَ دمٍ ولا مال ، وانتظروا على ذلك النصرَ من الله ...

    2 – [ المقاطعة الاقتصادية ] .
    لماذا سادت الأمة الإنكليزية هذه السيادة كلها في العالم ؟ نجيبهم : إنها سادت بالأخلاق وبالمبادئ .
    حدثني رجل ثقة أنه يعرف إنكليزيًّا ذا منصب في الشرق كان يأمر خادمه أن يشتري له الحوائج اللازمة لبيته يوميًّا من دكان رجل إنكليزي في البلدة التي هم فيها .
    فجاءه الخادم مرة بجدول حساب وفر عليه به 20 جنيهًا في مدة شهر .
    فسأله الإنكليزي : كيف أمكنك هذا التوفير ؟
    فقال الخادم : تركنا دكان الإنكليزي الذي كنا نشتري منه وصرنا نشتري من دكان أحد الأهالي العرب .
    فقال له الإنكليزي : ارجع إلى دكان الإنكليزي الذي كنا نشتري منه .
    فقال الخادم : أو لو كان ذلك يستلزم إنفاق 20 جنيهًا زيادة ؟
    قال الإنكليزي : ولو كان يستلزم 20 جنيهًا زيادة .
    وسمعت أن كثيرين من الإنكليز الذين في الأقطار لا يشترون شيئًا ذا قيمة إلا من بلادهم ويرسلون إلى لندرة فيوصون على كل ما يحتاجون إليه حتى لا يذهب مالهم إلى الخارج .
    أَفَنَقِيس هذا بأعمال المسلمين الذين مهما أوصيتهم بالشراء من أبناء جلدتهم أو أوطانهم وعلموا أنهم يقدرون أن يوفروا في السلعة الواحدة نصف قرش إذا أخذوها من الإفرنجي تركوا ابن جلدتهم أو ملتهم ورجحوا الإفرنجي ؟ ! أفلم يكن سبب حبوط مقاطعة العرب لليهود في فلسطين أشياء كهذه ؟ حرموا أنفسهم أمضى سلاح في يدهم وهو المقاطعة في الأخذ والعطاء مع اليهود من أجل فروق تافهة مؤقتة ونسوا أن الضرر الذي يصيبهم من الأخذ والعطاء مع اليهود هو أعظم ألف مرة من ضرر هاتيك الفروق الزهيدة ! .

    3 – [ خيانة الخواص ] .
    فإنَّ الموتَ موتان : أحدهما : الموت لأجل الحياة ، وهو الموت الذي حثَّ عليه القرآن الكريم المؤمنين إذا مَدَّ العدو يَدَهُ إليهم ..
    وأما الموت الثاني : فهو الموت لأجل استمرار الموت ، وهو الموت الذي يموته المسلمون في خدمة الدول التي استولت على بلادهم ! وذلك أنهم يموتون حتى ينصروها على أعدائها ...
    ولو انحصرت هذه الأمور في العوام والجهلاء لعذرناهم بجهلهم ، وقلنا إنهم لا يدرون الكتاب ولا السنة ولا السياسة الدنيوية ولا الأحوال العصرية ، وإنهم إنما يُساقون كما تُساق بهيمة الأنعام إلى الذبح ، ولكن الأنكى هو خيانة الخواص ! ... وكلٌ من هؤلاء الخونة المارقين – أخزاهم الله – قد بلغ من الكبر عتيًا ، وانتهى من أموال الأمة شِبَعًا ورِيًّا ، وهو لا يزال حريصًا على الزلفى إلى فرنسة ، وإثبات صداقته لها ولو بضياع دينه ودنياه حتى تُبقي على منصبه وحظوظه في هذه البقية الباقية من حياته التاعسة ...
    ولا شك أنَّ المسلمين الذين يبلغون هذه الدرجات من الانحطاط ، وتتركهم الأمة الإسلامية وشأنهم يلعبون بحقوقها ، يستحقون للإسلام التمحيص الذي هو فيه ، فإنما سمح الله بأن يستولي الأجانب على ديار المسلمين ويجعلهم خولاً ، ويغتصبوا جميع حقوقهم تعليمًا لهم وتهذيبًا ، وتصفيةً وتطهيرًا كما يُصَفَّى الذهب الإبريز بالنار .
    لقد أصبح الفساد إلى حدِّ أنَّ أكبر أعداء المسلمين هم المسلمون ..
    فإنهم اكتفوا من الإسلام بالركوع والسجود والأوراد والأذكار وإطالة السبحة والتلوم في السجدة ، وظنوا أنَّ هذا الإسلام ؛ ولو كان هذا كافيًا في إسلام المرء وفوزه في الدنيا والآخرة لَمَا كان القرآن ملآن بالتحريض على الجهاد ، والإيثار على النفس ، والصدق ، والصبر ، ونجدة المؤمن لأخيه ، والعدل والإحسان ، وجميع مكارم الأخلاق ..

    4 – [ أهم أسباب تأخر المسلمين ]
    1 – الجهل .
    2 – العلم الناقص .
    3 – فساد الأخلاق .
    4 – فساد أخلاق الأمراء بنوع خاص .
    5 – الجبن والهلع .
    6 – اليأس والقنوط من رحمة الله .
    7 – الجمود على القديم .
    8 – فقدهم كل ثقة في أنفسهم .

    5 – [ فساد الحكام والعلماء ]
    ومن أكبر عوامل تقهقر المسلمين : فساد أخلاق أمرائهم بنوع خاص ، وظن هؤلاء - إلا مَن رحم ربك - أن الأمة خُلقت لهم ، وأن لهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون ، وقد رسخ فيهم هذا الفكر حتى إذا حاول محاول أن يقيمهم على الجادة بطشوا به عبرة لغيره .
    وجاء العلماء المتزلفون لأولئك الأمراء المتقلبون في نعمائهم ، الضاربون بالملاعق في حلوائهم ، وأفتوا لهم بجواز قتل ذلك الناصح بحجة أنه شقَّ عصا الطاعة ، وخرج عن الجماعة .
    ولقد عهد الإسلام إلى العلماء بتقويم أَوَد الأمراء .
    وكانوا في الدول الإسلامية الفاضلة بمثابة المجالس النيابية في هذا العصر ، يسيطرون على الأمة ، ويسددون خطوات الملك ، ويرفعون أصواتهم عند طغيان الدولة ، ويهيبون بالخليفة فمن بعده إلى الصواب .
    وهكذا كانت تستقيم الأمور ؛ لأن أكثر أولئك العلماء كانوا متحققين بالزهد ، متحلين بالورع ، متخلين عن حظوظ الدنيا ، لا يهمهم أغضِب الملك الظالم الجبار أو رضي .
    فكان الخلائف والملوك يرهبونهم ويخشون مخالفتهم لما يعلمون من انقياد العامة لهم ، واعتقاد الأمة بهم ، إلا أنه بمرور الأيام خلف من بعد هؤلاء خَلْف اتخذوا العلم مهنة للتعيُّش ، وجعلوا الدين مصيدة للدنيا ، فسوغوا للفاسقين من الأمراء أشنع موبقاتهم ، وأباحوا لهم باسم الدين خرق حدود الدين ، هذا والعامة المساكين مخدوعون بعظمة عمائم هؤلاء العلماء ، وعلو مناصبهم ، يظنون فُتياهم صحيحة ، وآراءهم موافقة للشريعة ، والفساد بذلك يعظم ، ومصالح الأمة تذهب ، والإسلام يتقهقر ، والعدو يعلو ويتنمَّر . وكل هذا إثمه في رقاب هؤلاء العلماء .

    6 – [ هل حارب علماء نجد المخترعات الحديثة ؟ ]
    أفلا ترى علماء نجد أبعد المسلمين عن الإفرنج والتفرنُج ، وأنْآهم عن مراكز الاختراعات العصرية ، كيف كان جوابهم عندما استفتاهم الملك عبد العزيز بن سعود - أيده الله - في قضية اللاسلكي والتليفون والسيارة الكهربائية ؟ أجابوه أنها محدَثات نافعة مفيدة ، وأنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله - لا بالمنطوق ولا بالمفهوم - ما يمنعها .
    أفليس الأدنى لمصلحة الأمة أن تقدر الدولة على معرفة أي حادث يحدث بمجرد وقوعه حتى تتلافى أمره ؟ أفليس الأنفع للمسلمين أن يتمكن الحاج ببضع ساعات من اجتياز المسافات التي كانت تأخذ أيامًا وليالي ؟ لقد سألت الشيخ محمد بن علي بن تركي من العلماء النجديين الذين بمكة عن رأيه في التليفون واللاسلكي فقال لي : هذه مسألة مفروغ منها ، وأمر جوازها شرعًا هو من الوضوح بحيث لا يستحق الأخذ والرد .
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    وهكذا الواقع في الحقيقة : أنه ما اتهم أحد دليلا للدين إلا وكان المتهم هو الفاسد الذهن ، المأفون في عقله وذهنه ؛ فالآفة من الذهن العليل لا في نفس الدليل .
    وإذا رأيت من أدلة الدين ما يشكل عليك ، وينبو فهمك عنه ؛ فاعلم أنه لعظمته وشرفه استعصى عليك ، وأن تحته كنزًا من كنوز العلم ولم تؤت مفتاحه بعد - هذا في حق نفسك - .
    وأما بالنسبة إلى غيرك : فاتهم آراء الرجال على نصوص الوحي ، وليكن ردها أيسر شيء عليك للنصوص ؛ فما لم تفعل ذلك فلست على شيء ولو .. ولو ..
    مدارج السالكين 2 / 334

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •