السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أشارككم هذه الفائدة اللطيفة.

قال الله تعالى:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) [التحريم / 6]

يتبين من هذه الآية الكريمة أن وقودَ نارِ جهنم هو الناس والحجارة، و في اللغةِ الوقودُ هو الحطب . يقول ابن كثير في تفسير الآية: "{ وَقُودُهَا } أي: حطبها الذي يلقى فيها جُثث بني آدم."

وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى على لسان الجن الذين آمنوا بربهم:
(( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا )) [الجن / 15]

ويظهر من هذه الآية الكريمة أن القاسطين من الجن هم حطبٌ لجهنم أيضاً.

إن الآية التي في سورة التحريم لم تذكر سوى الناس والحجارة، ولكن هذا لا يعني حصر جميع أنواع وقود جهنم، إنما اكتفى رب العالمين بذكر أخفها (الناس) وأثقلها (الحجارة) وأن ما بينهما هو وقود للنار أيضاً.

ولقد وجدت هذا في تفسير البقاعي-رحمه الله- حيث قال : "{ وقودها } أي الذي توقد به { الناس والحجارة } أي ألين الأشياء وأصلبها ، فما بين ذلك هو لها وقود بطريق الأولى." [نظم الدرر]

بارك الله فيكم ونفع المسلمين بعلمكم.