الموضوع: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب... ومعركة طواحين الهواء؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس من الغريب أن تناتب الأوهام آحاد الناس جراء بعض العوامل المؤدية إلى ذلك فتنخرط تلك الأوهام في عقد منظومة التصورات لتصبح بعد ذلك حقيقة في الذهن ومسلمة لا تقبل التزحزح، وتسلل الأوهام وتصورها على أنها حقائق ليس محصوراً في العامة والدهماء بل قد تجد بعض من ينسب للعلم والدعوة من يعيش بعض الأوهام الفكرية على أنها حقائق ينبغي الدعوة إليها والتمسك بها...
ومن هذا الأوهام وهم(شيطنة دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب) الذي طرحه بعض المنتسبين للعلم في أيامنا هذه ، وهو وهم قديم صاحب الدعوة منذ نشأتها، والعجب من أصحاب هذا الوهم الكبير لا ينقضي ...فليتهم عاشوا وهمهم في عالمهم الإفتراضي وتركوا أصحاب الحقيقية ومشاريعهم النهضوية بل سفهوا الشيخ وحطوا من شأنه ومن شأن مدرسته...
وهذا الوهم الكبير الطنين الصغير المحتوى لم يلقّ قبولاً بحمد الله بين أبناء مدرسة الشيخ التي هي امتداد لمدرسة السلف الصالح رضوان الله عليهم، مع العلم أن هذه الدعوة المناوئة لمدرسة الشيخ قد غلفها وعلبها بعض الواهمين بلغة الإشفاق الممزوج بالتوجع ، ولكنها ومع هذه الزخرفة الرخيصة لم تلقّ آذاناً صاغية وذلك لأن أبناء المدرسة يعلمون حقيقة الدعوة وأنها ترتكز على الوحيين في الطرح ولا أدلَّ على هذا من كتاب التوحيد للشيخ رحمه الله تعالى فهو الرؤية التصحيحة التي تبناها وأرخص حياتها من أجلها وتبناها من بعده أبنائه الكرام وأحفاده النجباء رحم الله الجميع،فقلي بربك ما عساك ترى في هذا السفر النفيس ،أتراه كتاب خواطر وجدانية أو مذكرات داعية؟؟ أم أنك لا ترى إلا طاقة سلفية مكونة من عنصري الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة،تأمل فيه وأقرأه وستعلم حينها وزن الأوهام التي يشيعها ويعيشها الواهمون المناوئون لدعوة الشيخ هنا وهناك،وأنا لا أدعي وحاشا أن يفهم أحد من كلامي هذا أني أقول إن أصحاب هذا الوهم الكبير هم الوحيدون الذين عاشوا الوهم حقيقة... بل قد شاركهم في هذا كثير في القديم والحديث ومن هؤلاء الفارس (دون كيشوت) وذلك في معركته الرهيبة الشهيرة مع طواحين الهواء؟؟؟ إذ توهم أنها كائنات نذلة وخسيسة وأن أجنحتها أذرعة شريرة، فدارت المعركة بينه وبينها وانتهت برميه في الحقل وهو في حالة سيئة للغاية؟؟؟
على أصحاب هذا الوهم أن يفيقوا ويستيقظوا وأن يجروا عملية جراحية مستعجلة لعقولهم لانتزاع ورم شيطنة الدعوة، وأنصحهم كذلك ألا يتعبوا أنفسهم بمعارك وهمية هلامية ليجعلوا من أنفسهم أمام بعض من شايعهم على هذا الوهم=أبطالا وفرسانا على غرار صاحب الطواحين؟؟
وأنصحهم إن كان لديهم بعض الإضطرابات ويعانون من أزمات وجدانية أن يتركوا دعوة الشيخ وشأنها و أن يفرغوا شحناتهم النفسية في أزمة الطماطم مثلا؟؟ أو يتناولوا ولو ببعض القسوة والشدة الأثر المترتب على بقاء ذبابة(التسي تسي) في أفريقيا؟؟ وما إلى ذلك من المواضيع الشائكة والدقيقة والتي تستحق العناية؟؟؟ أم أن يفرغوا شحانتهم النفسية في دعوة الشيخ ويتهموه بما هو منه بريءٌ = فأمر لا داعي له ومرفوض جملة وتفصيلا ومعركة وهمية معلومة النتائج سلفا.
والله من وراء القصد
الخميس24/1/1432هـ

يرفع