بسم الله الرحمن الرحيم
من نوادر التخريج في كتب المذهب الحنبلي :
هذه فائدة لطيفة لاحظتها في كتب المذهب الحنبلي ، وأعني بالتخريج هنا : فن التخريج المعروف لدينا ، لا التخريج الفقهي المصطلح عليه عند الفقهاء .
وغالب كتب التخريج المشتهرة بيننا هي من تأليف أتباع المذهب الحنفي ، أو من تأليف أتباع المذهب الشافعي ، فمن الأول : نصب الراية وتخريج أحاديث الكشاف ، كلاهما للزيلعي الحنفي ، ومن الثاني : كتُب ابن النحوي - المعروف بابن الملقن - ، وكتب العراقي ، وكتب ابن حجر ، وكتب السخاوي ، وكتب السيوطي ، وغيرهم .
أما المنتسبون للمذهب الحنبلي فقلما تجِد لهم كتابًا في هذا الفن ، ولا أعلم لهم كتابًا فيه سوى ما ألفه الإمام الحافظ العلَم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي العدوي العُمَرِي (705-744) في كتابه الفذ : (تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق) وهو حاشية فقهية ، وإن كانت الصنعة الحديثية فيها ظاهرة وغالبة .
ولندخل في صلب الموضوع ، ففي كتب المذهب الحنبلي ترى تخريجًا لأحاديث مرفوعة وعزوًا إلى كتب الإمام أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبري (ت:387) رحمه الله .
فله رحمه الله مؤلفاتٍ يروي فيها بإسناده ، وإلى نماذجٍ من هذه الروايات :
{روى ابن عمر أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام، فليصل مع الإمام، فإذا فرغ من صلاته، فليعد التي نسي ثم ليعد الصلاة التي صلاها مع الإمام» رواه أبو حفص العكبري وأبو يعلى الموصلي} [الكافي لابن قدامة 1 : 197] .
{وقد روى أبو حفص عمر بن المسلم العكبري في الخبر زيادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: « فإن أدخلها قبل الغسل أراق الماء » } [المغني 1 : 74] .
{روى أبو حفص بإسناده عن ابن عمر، أنه كان إذا بعث مؤذنا يقول له: اضمم أصابعك مع كفيك، واجعلها مضمومة على أذنيك } [المغني 1 : 307] .
{قد روى أبو حفص عن عبد الله بن مسعود خلافه، قال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} [النور: 31] . قال: الثياب } [المغني لابن قدامة 1 : 431] .
{وقد روى أبو حفص، بإسناده عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه أجاب عبد المغيرة وهو صائم، فقال: إني صائم، ولكني أحببت أن أجيب الداعي، فأدعو بالبركة } [المغني 7 : 279] .
{وروى أبو حفص، بإسناده عن علي قال: المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة } [المغني (1 : 302] .
{وروى أبو هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم من يجهر بالقراءة في صلاة النهار فارجموه بالبعر » . رواه أبو حفص، بإسناده} [المغني 1 : 408] .
{كتب عمر إلى أبي موسى، أن اقرأ في الصبح بطوال المفصل، وأقرأ في الظهر بأواسط المفصل، واقرأ في المغرب بقصار المفصل. رواه أبو حفص بإسناده } [المغني 1 : 409] .
{روى أبو حفص بإسناده عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام فليصل مع الإمام، فإذا فرغ من صلاته فليعد الصلاة التي نسي، ثم ليعد الصلاة التي صلاها مع الإمام» . رواه أبو يعلى الموصلي، في مسنده، بإسناد حسن } [المغني 1 : 435] .
{روى أبو حفص، بإسناده، عن أم سلمة، قالت: كان فراشي حيال مصلى النبي - صلى الله عليه وسلم} [المغني 2 : 179] .
{روى المقدام بن شريح، عن عائشة، قالت: «كن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإخراجهن من المسجد، وأن يضربن الأخبية في رحبة المسجد، حتى يطهرن» . رواه أبو حفص بإسناده } [المغني 3 : 206] .
{وروى أبو حفص، في (شرحه) بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف، «أنه طاف وعليه خفان، فقال له عمر: والخفان مع القباء، فقال: قد لبستهما مع من هو خير منك. يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.» } [المغني 3 : 282] .
{روى أبو حفص بإسناده، أن عمر كان لا يدع أمة تقنع في خلافته، وقال: إنما القناع للحرائر } [المغني 7 : 103] .
= {وقد روي عن الشعبي قال: «قدم وفد عبد القيس على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيهم غلام أمرد، ظاهر الوضاءة، فأجلسه النبي - صلى الله عليه وسلم - وراء ظهره» رواه أبو حفص } [المغني 7 : 105] .
{روي عن ابن أبي ليلى عن أبيه قال: «كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فجاء الحسن فجعل يتمرغ عليه فوقع مقدم قميصه، أراه قال: فقبل زبيبته» رواه أبو حفص. } [المغني 7 : 105] .
{روى عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تزوج امرأة فطلقها قبل أن دخل بها، فلا بأس أن يتزوج ربيبته ولا يحل له أن يتزوج أمها» رواه أبو حفص بإسناده } [المغني 7 : 111] .
{وروى أبو حفص بإسناده عن عيسى بن طلحة، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تزوج المرأة على ذي قرابتها، كراهية القطيعة } [المغني 7 : 116] .
{روى أبو حفص، بإسناده عن محمد بن سيرين، قال: قدم مكة رجل، ومعه إخوة له صغار، وعليه إزار، من بين يديه رقعة، ومن خلفه رقعة، فسأل عمر، فلم يعطه شيئا، فبينما هو كذلك إذ نزغ الشيطان بين رجل من قريش وبين امرأته فطلقها، فقال لها: هل لك أن تعطي ذا الرقعتين شيئا، ويحلك لي؟ قالت: نعم إن شئت فأخبروه بذلك. قال: نعم، وتزوجها، ودخل بها. فلما أصبحت أدخلت إخوته الدار. فجاء القرشي يحوم حول الدار، ويقول: يا ويله، غلب على امرأته، فأتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، غلبت على امرأتي. قال: من غلبك؟ قال: ذو الرقعتين. قال: أرسلوا إليه. فلما جاء الرسول، قالت له المرأة: كيف موضعك من قومك؟ قال: ليس بموضعي بأس. قالت: إن أمير المؤمنين يقول لك: طلق امرأتك. فقل: لا، والله لا أطلقها. فإنه لا يكرهك. وألبسته حلة، فلما رآه عمر من بعيد قال: الحمد لله الذي رزق ذا الرقعتين. فدخل عليه، فقال: أتطلق امرأتك؟ قال: لا، والله لا أطلقها. قال عمر: لو طلقتها لأوجعت رأسك بالسوط. ورواه سعيد، عن هشيم، عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين نحوا من هذا } [المغني 7 : 181] .
{روي أن عمر - رضي الله عنه - أجل العنين سنة. وروى ذلك الدارقطني، بإسناده عن عمر وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة ولا مخالف لهم. ورواه أبو حفص عن علي} [المغني 7 / 200] .
{وروى أبو حفص بإسناده، أن عمر أصدق أم كلثوم ابنة علي أربعين ألفا } [المغني 7 : 211] .
وقال ابن قدمة في « فصل آداب الجماع » : {وروى أحاديث هذا الفصل كلها أبو حفص العكبري} [المغني 7 : 300] .
{قول ابن عمر "أرأيتكم قيامكم بعد فراغ الإمام من القراءة هذا القنوت إنه والله لبدعة ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شهرا ثم تركه" رواه أبو حفص العكبري بإسناده} . [المحرر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل 1 : 90 ]
{وروى الدارمي، وأبو بكر النجاد وأبو حفص العكبري وغيرهم من رواية يحيى الحماني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا « يصلي المريض قاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنبه، فإن لم يستطع فمستلقيا، فإن لم يستطع فالله أولى بالعذر » وإسناده ضعيف } [الفروع وتصحيح الفروع 3 : 71] .
{روى ابن بطة: حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا زهير بن محمد وأحمد بن منصور, قال ابن بطة: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قالا: حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: كن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهن عن المسجد وأن يضربن الأخبية في رحبة المسجد حتى يطهرن, إسناد جيد, ورواه أبو حفص العكبري أيضا} [الفروع وتصحيح الفروع 5 : 167] .
{وطاف عبد الرحمن بخفين فقال له عمر: والخفان مع القباء؟ قال: لبستهما مع من هو خير منك يعني: النبي صلى الله عليه وسلم, رواه أبو حفص العكبري } [الفروع وتصحيح الفروع 5 : 423] .
{وروى أبو حفص العكبري في الأدب عن أبي هريرة مرفوعا « من حق الجار على الجار أن لا يرفع البنيان على جاره ليسد عليه الريح» } [الفروع وتصحيح الفروع 6 : 450] .
{روى أنس بن مالك مرفوعا قال: «إذا جامع الرجل أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها» رواه أبو حفص العكبري } [المبدع في شرح المقنع 6 : 250] .
{فإن أبا حفص روى بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مسوا بالإملاك، فإنه أعظم للبركة.» } [المغني 7 : 84] .