نصوص السنة وأقوال العلماء مصرحة بأفضلية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع .
فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة .أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 1530 ) 4 / 43 – 45 وصححه .
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك .أخرجه البزار في مسنده رقم ( 1425 ) 4 / 254 – 255 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 162 ، وقال : نعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم وبقية رجاله رجال الصحيح ، وذكره الألباني شاهداً في السلسلة الصحيحة 4 / 44 – 45 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " . أخرجه أبو داوود في كتاب المناسك ، باب زيارة القبور رقم ( 2041 ) 2 / 534 ، وأحمد 2 / 527 ، والطبراني في الأوسط رقـم ( 3092 ) 3 / 262 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5 / 245 ، وشعب الإيمان رقم ( 1581 ) 2 / 217 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 2041 ) 1 / 570 ، وفي مشكاة المصابيح رقم ( 925 ) 1 / 291 .
قال النووي رحمه الله : اعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي . المجموع شرح المهذب للنووي 8 / 201 – 203 .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدباً لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب . فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 3 / 65 – 66 .
قال عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : اتفق علماء السلف والخلف على أن السفر إلى مسجده والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه أنه سفر مشروع باتفاق المسلمين ، وقال :ومراد العلماء الذين قالوا: إنه يستحب السفر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم هو السفر إلى مسجده . الدرر السنية في الأجوبة النجدية 3 / 405 - 406 .