بسم الله الرحمن الرحيم
الطليعة...
قد كنت سللت من غمدي السيوف والصياقل والمرهفات والهندونيات واليمانيات والمشرفيات وغير ذلك...
ونصبت المنجنيق ووترت أقواسي وأشعلت شهبي الثاقبة وجمعت جيوشي الإسلامية ونحو ذلك...
وأعلنت التعبئة العامة والنفير وأسرجت الخيول المضمرة ...
وارتجزت قائلا
فإما حياة تسر الصديق&وإما ممات يغيض العدا
كل هذا للقاء أحد فرسان الحديث يدعونه بالمسعودي؟؟؟
لكنني لما رأيت من تودده في عباراته وكأن بين السطور استعطافا لا أقدر على تجاهله...استعذت بالله وقلت في نفسي...ياهذا...
ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى:
(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)
فكان مني ماهو آت...
العود الكمبودي....في مناقشة الشيخ أبي عبد الإله المسعودي
إلى أخي الشيخ الأديب صاحاب المقامات الأدبية(كالمقامة الأنترناتية) وغيرها ...
أبو عبد الإله المسعودي...حياكم الله...ورزقني الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل...
ومثلكم أبا عبد الإله لا يسأل مثلي...
وأحيكم على الآلية التي اتبعتموها في فهم نص المعلمي...
وهكذا يكون الفهم السديد...
فمراعاة سياق النص وإرجاع متشابه قول العالم إلى محكمه ونحو ذلك =هي السبيل الأمثل لمن رام أن يكون دقيقا في فهم كلام العلماء...
كما أنه في المقابل ينبغي ألا نحمل كلام العلماء مالا يطيق...فننزله منزلة كلام الله ورسوله؟؟؟
فهم بشر قد يعتري بعض كلامهم إطلاق في الوقت الذي ينبغي التقييد أو التقييد في وقت الإطلاق وما إلى ذلك...
فالقصد القصد...
قال المعلمي رحمه الله تعالى في التنكيل:
عليّ بن صدقة تقدّم الإشارة إلى روايته في الذيقبله.قال الأستاذ ص 111: "كثير الإغراب" أقول: ذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يغرب" وابن حبان قد يقول مثل هذا لمن يستغرب له حديثاواحدا أو زيادة في حديث.فقول الأستاذ "كثير الإغراب" من تصرفاته ، والحكاية التيذكرها الخطيب بهذا السند معروفة جاءت من عدة طرق" انتهى
السؤال المهم؟؟
ما الذي كان متقررا عند المعلمي حيال لفظة(يغرب) من حيث القلة والكثرة عند ابن حبان قبل أن يكتب المعلمي بقلمه((ذكره ابن حبان في الثقات وقال:"يغرب" وابن حبان قد يقول مثل هذا لمن يستغرب له حديثاواحدا أو زيادة في حديث))
وذلك لفهم كلامه؟؟
لو كان المتقرر عند المعلمي والقاعدة عنده هو ما ذكرته أبا عبد الإله
القاعدة في إطلاق ابن حبان لهذه العبارة عند المعلمي :
أنه إذا قال "يغرب" فتساوي "يغرب" كما يُفهم من معنى هذاالفعل المطلق عربياً، غير مقيّد بالكثرة ولا بالقلّة
لا تساوي "يغرب كثيرا" ولا "يغرب قليلا"
أي أنك أبا عبد الإله ترى أن المتقرر عند المعلمي هو أن الإغراب عند ابن حبان متأرجح بين القلة والكثرة
إذا كان هذا هو المتقرر عند المعلمي فكيف يقول:( وابن حبان قد يقول مثل هذا لمن يستغرب له حديثاواحدا أو زيادة في حديث)؟؟؟فتأمل
نعم كلامك هذا في محله:
قلتُ:
لاحظ (قد) هذه.. التي جاءت قبل (يقول) في كلام المعلمي ..
هيحرفٌ إذا دخلت على الفعل المضارع تفيدالتقليل
لو قال المعلمي: "وابن حبان يقولُ مثلهذا لمن يستغرب له حديثا..."
لكانك ما استنتَجْتَهُ صواباً..
لكنه صدّر قِيلَهُ لهذه اللّفظةبـ(قد)فـمعنى كلامه رحمه الله:
أنّ ابنحبانأحيانا قليلة،يقولُ في وصف راوٍ: "يغرب" وهي تساوي "قد يغرب" أو" يغرب قليلا " أو "أغرب في حديثٍ واحد، أو زيادة في حديث"
و هو ما أردته وقلته في مشاركتي السابقة أعلاه:
(هل لها ارتباط عنده بالكثرة أما أنه يقولها حتى في الرواة المقلين من الإغراب)
والجميل في كلامكم أبا عبد الإله هو أنكم ترون أن المتقرر والقاعدة عند المعلمي حيال يغرب عند ابن حبان هو أنه(( أحيانا قليلة،يقولُ في وصف راوٍ: "يغرب" وهي تساوي "قد يغرب" أو" يغرب قليلا " أو "أغرب في حديثٍ واحد، أو زيادة في حديث"))
ويلزم من كلامكم أن المعلمي يرى أن ابن حبان أحيانا كثيرة يقولها في من هو مكثر من الإغراب بالنسبة لمروياته .
وعليه فالقاعدة من لازم كلام أبي عبد الإله ومن صريح كلامه أيضا كالتالي:
القاعدة في إطلاق ابن حبان لهذه العبارة عند المعلمي :
(وهي الأحيان الكثيرة) يقولها في من هو مكثر من الإغراب بالنسبة لمروياته،ولذلك قلت في ملخص جوابك على أبي عصام التميمي (وابن حبان يقول أحيانا كثيرة مثل هذا، لمن يستغربُ له أحاديثه) هذه هي القاعدة ، والإستثناء من القاعدة(أحيانا قليلة) يقولُ في وصف راوٍ: "يغرب" وهي تساوي "قد يغرب" أو" يغرب قليلا " أو "أغرب في حديثٍ واحد، أو زيادة في حديث"
لكن وقع التناقض في كلام أبي عبد الإله فيما أزعم هنا
فالقاعدة في إطلاق ابن حبان لهذه العبارة عند المعلمي :
أنه إذا قال "يغرب" فتساوي "يغرب" كما يُفهم من معنى هذا الفعل المطلق عربياً، غير مقيّد بالكثرة ولا بالقلّة
لا تساوي "يغرب كثيرا" ولا "يغرب قليلا"
والاستثناء من القاعدة هو:
أنها تساوي "قد يغرب" أو" يغرب أحيانا" أو "يغرب قليلا"
#فلا أدري كيف جعلت يا أبا عبد الإله المتقرر عند المعلمي أن يغرب متأرجحة عند ابن حبان بين القلةوالكثرة ثم استثنيت القلة؟؟؟
وسأضرب مثالا على ذلك...
لو قال قائل عن لفظة(ليس بشي)عند ابن معين= إن هذه اللفظة ُيفهم من معناها ما يفهم عربيا فهي نفي عام لأن النكرة في سياق النفي تعم؟؟؟فلا تساوي الجرح الشديد أو قلة الحديث
والاستثناء من القاعدة هو:
أنها تساوي قلة الحديث"
فإذا وجدنا ابنَ معين يقول في راو: "ليس بشيء"
ما يُدريناَ أن مقصودَه منها الجرح الشديد أو قلة الحديث؟؟؟
مادام أنه قدْ يُطْلِقُها على من هُم كذلك ؟؟
فالجوابُ:
يرجع ذلك للقرائن؛ كأن يقول ابن معين عن هذا الراوي في رواية أخرى(ثقة) وباقي النقاد على توثيقه فنحمل (ليس بشيء)على قصدة قلة المرويات،ونحو ذلك من القرائن؟؟؟)))
والعجيب أنك أبا عبد الإله فرغت دلالة يغرب الإصطلاحية وجعلت دلالتها لغوية؟؟؟فما السبب في ذلك؟؟؟
ألا ترى أن لـ(يغرب) و(أغرب) و(الإغراب) دلالة اصطلاحية عند النقاد؟؟؟كما لـ(ثقة)؟؟؟
أليس كلمة(ثقة) موجودة في كلام العرب وأشعارهم فأخذها المحدثون وجعلوا شرط تحققها في الراوي تحقق الضبط والعدالة؟؟؟
أنا لا أنكر أن تفريغ الدلالة العرفية للمصطلح يلجأ إليه الباحث أحيانا وهو قرينة من القرائن في سياقات ليس هذا محل ذكرها
والعجيب أنك تقول:
(تلك المقالة يقولها ابن حبان في بعض الرواة، ووجد الأئمة لا يستغربون له إلا الحديث والحديثين)
فهل ابن حبان وغيره من الأئمة يريدون من قولهم في الراوي "يغرب" كما يُفهم من معنى هذا الفعل المطلق عربياً؟؟؟
فهل تعامل أهل الحديث مع (يغرب) كتعامل أهل اللغة مع (يغرب)؟؟
وأخيرا:
أخوكم لا شأن له أبا عبد الإله فيما بينكم وبين أبي عصام ومشاركتي يا رعاكم الله لم تشر إلى أي واحد منكما؟؟
وإن كنت أوفقكم أبا عبد الإله في جميع ماقلتم مع أبي عصام لا سيما قبل مشاركتي السابقة؟؟؟
والله يرعاكم