1- الشعر في العصر المغولي




استولى التتار المغول على البلاد وجثموا على رقاب الناس بعد اذاقوهم العذاب الشديد فقيد هذا الاستيلاء السنتهم واسكتها و جمد عقولهم و قرائحهم جمودا شديدا فلم ينبغ من الشعراء من يستحق الذكر في داخل مملكة التتار الاخارجها وخاصة في مصر وسوريا اذ لاتخلو البلاد الاخرى من شعراء مجيدين الاانه بالاجمال يمكن القول ان حالة الشعر اصابها الخمول او الجمود وان وجدت في شخصية معينة اوفي بلد ما فقد اصبح الشعر صناعة لفظية
من سمات هذا العصر ان اختلط الشعر بالادب وقلما ظهر شاعر الا جمع الشعر والادب لذا فقد الفت الكتب في الادب وجمع الشعر والنكات والحكم والمواعظ وابتذلت الصناعة الشعرية وانتشرت بين الناس فتبارى الناس بينهم على قول الشعرالمصنوع وحشرت الكلمات حشرا في قوالب الشعر وموازينه حتى اصبح الشعر يقال لقتل ساعات الفراغ وكثر الناظمون من اصحاب الحرف كالنجارين والخياطين والدهانين والعطارين وما اليهم وعلى العموم كان الشعر كاسدا ويقال للتسلية فقط فاذا نبغ شاعر ممن يقولون الشعر فلايجد اذنا صاغية اليه ولا يوجد من يشجعه اويسمعه من الخلفاء والامراء فيشحذ قريحته وليهجر مهنته لذا يبقى في مهنته وسبيل عيشه اضافة الى قوله الشعر اوقل نظمه الشعر واذا ظهر وان قرب احد الخلفاء او الملوك او الامراء شاعرا فانهم يقربونه ليؤلف لهم الكتب في التاريخ او الادب او العلوم الاسلامية وليست يقرب لشعره لذا فقد كسدت سوق الشعر
وفي هذا العصر ونتيجة للظروف القاسية التي المت بالشعراء فقد وجد ضرب من الشعر اقتضته تلك الظروف ونشأ من فساد اللغة الفصحى الذي استشرى نتيجة اختلاط اهل البلاد بالاعاجم فتولدت طبقة من الشعراء نستطيع ان نطلق عليهم المستعجمة عن اللغة العربية الفصحى لدخول الالفاظ العامية في شعرهم وبخلوه من الاعراب
في المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب اشتهرت طوائف من هؤلاء ويسمون قصائدهم الاصمعيات واهل مصر والشام يسمونها البدويات ومنها هذين البيتين \

تقول فتاة الحي سعدى وهاضها
لها في ظعون الباكين عويل

ايا سائلي عن قبر الزناتي خليفه
خذ النعت منى لا تكون هبيل

وقد تولدت ضروب من الشعر كثير ة منها المربع والمخمس الذي يلتزم فيه القافية الرابعة في المربع والخامسة في المخمس وكذلك ظهر ما يسمى عروض البلد وهو ضرب من الموشح كقول ابن عمير الاندلسي الذي هاجرالى المغرب وسكن مدينة فاس ونشر شعره \

ابكاني بشاطي النهر نوح الحمام
على الغصن في البستان قرب الصباح

وكف السحر يمحوا مداد الظلام
وماء الندى يجري بثغر الاقا ح

فاستحسنه اهل فاس ونظموا على طريقته مع اغفال الاعراب او قواعد اللغة في نظمهم واختلفت الاسماء فيه مثل الكاري والملعبة والغزل ومن المزدوج قول شاعرهم ابن شجاع وهو من فحول شعرائهم \

المال زينة الدنيا وعز النفوس
يبهي وجوها ليس هي باهيا

فها كل هو كثير الفلو س
ولوه الكلا م والرتب العالية


وهذ النظم كثير الشيه بنظم العامة في الشام ومنها انتقل الى مصر ويقال له المواليا ومنها القوما والكان كان وغيره من الاسماء الاخرى و مثل الدوبيت ومنه قول الشاعر

طرقت باب الخبا قالت من الطارق
فقلت مفتون لا ناهب ولا سارق

تبسمت لاح لي من ثغرها بارق
رجعت حيران في بحر ادمعي غارق


وكذلك ظهر التاريخ الشعري وهو ضبط تاريخ معين لواقعة او حادثة معينة يريد الشاعر ان يثبت تاريخها وخاصة في القرون المتاخرة من هذا العصر واستمر في العهد العثماني وكثر وهو اتخاذ من حساب الجمل والحروف اساسا في قيمةهذه الحروف الحسابية اذ وضع السريان والعبريون لحروفهم اقياما حسابية ونتيجة جمع هذه الحروف يظهر التاريخ المطلوب وهذا ما استخد مه اهل الحسا ب في صدرالاسلام كانوا يستخدمون الحروف العربية ويرموزون لكل حرف عدد معينا وهو ما استخدمه المنجمون بكثره في زمن الدولة العباسية ولاءيضاح ذلك - فان حرف الهمزة ا اتبتواله قيمة حسابية \ 1 والباء \2 والتاء\3
وهكذا ومنهم من استخدم حساب الجمل الصغير وحساب الجمل الكبير وهذا ما استخدمه اصحاب التنجيم والحظ والابراج والسحرة وغبرهم
ولايزال لحد هذا التاريخ موجودا فاذا ا ردت ان تعرف برجك فما عليك الاان تقيد اسمك واسم امك وتحسب قيمة احرفهما جمعا ثم تقسم مجموع قيمة الحروف على 12 والباقي من خارج القسمة هو برجك واعتذر ان خرجت عن الموضوع قليلا فهوفقط للتسلية او الاستراحة

-------------------------------