تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من طرائف التأليف (تعقيب وتصحيح وإضافة)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي من طرائف التأليف (تعقيب وتصحيح وإضافة)



    لا تفتأ (المجلة العربية) تتحفنا بين حين وآخر ببحوث ومقالات طريفة مفيدة للأخ الباحث الأستاذ أحمد العلاونة صاحب ((ذيل الأعلام))، تتصل بفني التراجم، والوِراقة، يتتبَّع فيها سِيَر العلماء والنابهين من الأعلام، وضروبَ التأليف والتصنيف ومناهج الكتب والمصنَّفات، تلك التي وصفها أبو الطيِّب بقوله: وخيرُ صديق في الأنام كتابُ.

    وفي العدد (401) من مجلتنا العربية، الصادر في مطلع جُمادى الآخرة 1431هـ، يطالعنا بحث جديد للأستاذ العلاونة بعنوان (من طرائف التأليف)، تقرَّى فيه ألوانًا من التصنيف، ليحدثنا عن ستة منها؛ وهي:
    1- من له شرحان وأكثر لكتاب.
    2- من جمع بين شرحين أوكتابين.
    3- من نُسب إلى كتبه.
    4- من ألفت كتابًا عن زوجها.
    5- من ذيَّل على كتاب فكان الذيل أكبر من المذيَّل عليه.
    6- من له كتابان بالاسم نفسه.

    وقد قرأت بحثه مستفيدًا ومستمتعًا، ودوَّنت في أثناء ذلك بعض الملاحظات والتصحيحات والإضافات، وذيلت عليه بما يمكن أن يُدرجَ في موضوعه، ورأيت أن أنشرَ ما كتبت؛ تنبيهًا للإخوة القراء وإفادة لهم.

    في الفقرة الأولى (من له شرحان وأكثر لكتاب) يضاف:
    الفيُّومي: أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحَمَوي (ت770هـ)، ألف معجمًا لتفسير غريب الشرح الكبير للرافعي، فتوسَّع فيه وأطال، حتى خشيَ الإملال، فعاد واختصره وأسماه: (المصباح المنير في غريب الشرح الكبير). و(الشرح الكبير) للرافعي هو شرحٌ لكتاب الإمام الغزالي (الوجيز) في فقه الشافعية. وانظر مقدمة الفيومي للمصباح.

    محمد محيي الدين عبدالحميد (ت1393هـ): وضع ثلاثة شروح وحواش على متن (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) لابن هشام، الأول مطوَّل، والثاني متوسط، والثالث وجيز.

    في الفقرة الثانية (من جمع بين شرحين أوكتابين):
    قال: [الشويكي: أحمد بن محمد (ت939هـ) صنف (التوضيح) في الفقه الحنبلي، جمع فيه بين (المقنع) لابن قدامة و(التنقيح) للعلاء المرادي]. قلت: الصواب في نسبة صاحب (التنقيح): الْمَرْداوي، نسبة إلى (مَردا) قرب نابُلُس. انظر الأعلام للزِّرِكْلي 4/ 292.

    ذكر ثلاثةَ مصنفين جمعوا بين صحيحي البخاري ومسلم، وهم: ابن الحدَّاد، وابن الخرَّاط، وابن عَمِيرة. قلت: أشهر من جمع بين الصحيحين هو الإمام الحُمَيدي في كتابه: (الجمع بين الصحيحين)، وهو محمد بن فتُّوح بن عبدالله الأزدي الحُمَيدي (ت488هـ). وقد اعتمد على هذا الكتاب ابن الأثير الجَزَري (ت606هـ) في كتابه (جامع الأصول).

    قال: [محمد فؤاد عبدالباقي (ت1388هـ) ألف (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان)]. قلت: هذا الكتاب لا يدخلُ في موضوعنا؛ فهو جمعٌ للأحاديث التي اتفق الشيخان البخاري ومسلم على إخراجها في صحيحيهما، وليس جمعًا لأحاديث الصحيحين كافة! أي إنه لا يذكر ما انفرد به البخاري دون مسلم، ولا ما انفرد به مسلم دون البخاري، ومن ثَم هو ليس جمعًا بين الكتابين.

    ويضاف إلى ما ذكره الكاتب:
    ابن النجَّار الفُتُوحي محمد بن أحمد (ت972هـ) ألف: (منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات) جمع فيه بين كتاب (المقنِع) لموفق الدين ابن قدامة المقدسي (ت620هـ)، و(التنقيح المشبِع في تحرير أحكام المقنِع) للقاضي علاء الدين علي بن سليمان الْمَرْداوي ثم الدمشقي (ت885هـ).

    الأديب المشهور ابن شُهَيد الأندلسي أحمد بن عبد الملك (ت426هـ) ألف: (التهذيب بمحكم الترتيب لما نثره الزُّبَيدي في كلا وضعَيه في لحن العامَّة) جمع فيه بين كتابَي (لحن العامَّة) لأبي بكر الزُّبَيدي (ت379هـ)، وقد كان أبو بكر ألف كتابه (لحن العامَّة) مرتين، قال ابن شُهَيد في المقدمة: ((وجمعنا في هذا التأليف تأليفَي أبي بكر، رحمه الله تعالى، معًا؛ لئلا تفترق الفائدة.. وأوردنا خُطبتَيه اللتين في صدرَي كتابَيه على نصَّيهما...)).

    صلاح الدين الزَّعْبَلاوي (ت1422هـ): له (معجم أخطاء الكتَّاب) جمع فيه بين كتابيه (أخطاؤنا في الصحف والدواوين)، و(لغة العرب)، مع زيادات كثيرة عليهما من حَلَقات لغوية كان نشرها في صحيفة (الثورة) السورية. ولم يقُم الأستاذ بنفسه بهذا العمل، إذ أقعدته الشيخوخة والأمراض عنه، فتولى ذلك ونهض به بعد وفاته الأستاذان الفاضلان: د. مكي الحسني، ومروان البواب.

    الفقرة الثالثة (من نُسب إلى كتبه):
    كان الأولى أن يعنون لها بـ: (كتب نُسبت إلى كتَّابها، أو نُسب الكاتب إليها)؛ لأن جميع الكتب التي أوردها في هذه الفقرة إنما نُسبت هي إلى كتَّابها فقيل: (المفضليات، والأصمعيات، والمظفريات، والبصاميات، والقدوري)، ولم يورد سوى كتاب واحد نُسب إليه مؤلفه، وهو كتاب (المحبَّر) لمحمد بن حبيب، وقد نسب إليه فقيل له: المحبَّري.

    وقد يدخل في هذا الباب: الأربعون النووية، والأربعون العجلونية، ونحوها.

    الفقرة الرابعة (من ألفت كتابًا عن زوجها):
    ذكر عائدة راغب الجراح زوجة الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني، وعفاف عزيز أباظة زوجة ثروت أباظة. ويضاف: كريمة شاهين زوجة الروائي الدكتور نجيب الكِيلاني (ت1415هـ)، ألَّفَت (نجيب الكيلاني كما عرفته).

    الفقرة الخامسة (من ذيَّل على كتاب فكان الذيل أكبر من المذيَّل عليه):
    يضاف: (التذييل والتكميل) لأبي حيَّان الأندلسي النَّحْوي محمد بن يوسف (ت745هـ)، ذيَّل فيه على شرح ابن مالك (ت671هـ) (تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) المشهور بالتسهيل، وقد صدر من التذييل سبعة مجلدات حتى سنة 2008م بتحقيق د. حسن هنداوي.

    وأخيرًا ألفت النظر إلى أن المجلة زينت البحث بصور خمسة أغلفة من أغلفة الكتب المذكورة فيه، بيد أنها أثبتت صورَتي غلافين منها لا ذكر لكتابيهما في البحث، وهما غلاف (مختار الصَّحاح)، وغلاف (النحو الواضح)!

    ولم يبقَ إلا أن أشكرَ الأخ الباحث الأستاذ العلاونة على جهوده ونتاجه الطيب، ومثل ذلك للمجلة العربية التي تحلق باستمرار في سماء التجويد والتجديد والإتقان.

    تذييل على البحث:
    كتب نُسبت إلى من أُهديَت لهم:
    (المنثور البهائي): تأليف النَّيرَماني أبو أسعد علي بن محمد (ت414هـ)، ألفه لبهاء الدولة، وهو نثر كتاب الحماسة لأبي تمام.

    (اللامع العزيزي): لأبي العلاء المعرِّي (ت449هـ)، شرح فيه أبياتًا مختارة من شعر أبي الطيب المتنبي، وقدمه هدية للأمير عزيز الدولة أبي الدوام ثابت بن ثمال الكلابي. [انظر: مقدمة الكتاب بتحقيق الأستاذ محمد سعيد المولوي].

    كتب نُسبت إلى غير مصنِّفيها:
    (نقد النثر) لقدامة بن جعفر: الصواب أنه (البرهان في وجوه البيان) لابن وَهْب.
    وكان نشره بالاسم الخاطئ والنسبة الخاطئة د. طه حسين، والأستاذ عبد الحميد العبادي سنة 1356هـ/ 1937م. [انظر: مقالات العلامة محمود الطناحي 1/ 146].

    (إعراب القرآن) المنسوب للزجَّاج: الصواب أنه (جواهر القرآن ونتائج الصنعة) لجامع العلوم الأصبهاني الباقولي (ت543هـ)، وقد أعاد تحقيقه أستاذنا د. محمد أحمد الدالي بالعنوان الصحيح والنسبة الصحيحة، وسيخرج قريبًا إن شاء الله تعالى.

    (شرح الفصيح) للزمخشري (ت538هـ): نشره منسوبًا إليه د. إبراهيم بن عبدالله الغامدي، والصواب أنه لأبي علي الحسن بن أحمد الإستراباذي، ترجيحًا، وقد نُشر في بيان ذلك عدد من البحوث بمجلة عالم الكتب.

    (التبيان في شرح الديوان) لأبي البقاء العُكْبَري الضرير: والمقصود بالديوان ديوان المتنبي، وهذا الكتاب لا تصح نسبته للعُكْبَري البتَّة، وهو على التحقيق لتلميذه علي بن عَدْلان النحوي (ت666هـ)، وأول من كشف هذه الحقيقة وأماط اللثام عنها، وأشبع القول فيها معزَّزًا بالأدلة العلامة د. مصطفى جواد. [انظر: العُكْبَري سيرته ومصنَّفاته، للدكتور يحيى مير علم ص113].

    كتب غُيِّر ترتيبها عما وضعها عليه مصنِّفوها:
    (معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع) لأبي عُبَيد البكري الأندلسي (ت487هـ): رتَّبه مصنفه على الأبجدية المغربية المخالفة لترتيب الحروف عند المشارقة.

    وقد نشره المستشرق الألماني (وستنفلد) عام 1876م في (جوتنجن) بألمانيا، فحافظ فيه على ترتيب المصنِّف، وذيَّله بفهرس على ترتيب أهل المشرق للحروف.

    ثم نشره الأستاذ مصطفى السقَّا عام 1945م فأعاد ترتيبه على الأبجدية المشرقية، وقد أدى ذلك إلى اختلال في إحالات المؤلف تقديمًا وتأخيرًا، فأوقع القارئ -الذي لم يقرأ المقدمة وينتبه للأمر- في إرباك! [انظر: مقالات العلامة الطناحي 1/ 185].

    (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) لابن عبد البر القرطبي (ت463هـ): رتَّبه مصنفه أيضًا على ترتيب الأبجدية المغربية المخالفة لترتيب الحروف عند المشارقة.

    وقد نشره الأستاذ علي محمد البَجاوي وقلب ترتيبه إلى الترتيب المشرقي، وأدى ذلك إلى سقوط بعض التراجم استدركها الناشر في آخر طبعته. [انظر: مقالات العلامة الطناحي 1/ 185].

    (مختار الصَّحاح) لمحمد بن أبي بكر الرازي (ت666هـ): وضعه مصنِّفه على ترتيب أصله (الصَّحاح) للجوهري على أواخر الحروف، وفي مطلع القرن العشرين الميلادي وكلت وزارة المعارف المصرية إلى الأستاذ محمود خاطر أن يغير ترتيبه ليكون موافقًا ترتيب (أساس البلاغة) و(المصباح المنير)، أي: مقدمًا أوائل الحروف. وكان ذلك بين عامَي 1323 و1325هـ.

    وقد أدى هذا إلى حصول خلل في إحالات المؤلف، من ذلك: ما وقع في مادة (ع ب د) عند ذكر العبادلة قال: فسَّر رحمه الله [أي الجوهري] العبادلة في باب الألف اللينة عند ذكر أقسام الهاء بخلاف ما فسَّر به هنا اهـ.

    وطبعًا كلامه هذا جار على الترتيب الأصلي للكتاب، أما على ترتيب محمود خاطر على الأوائل فتفسير العبادلة يقع في حرف الهاء في أوله. وفات مرتب النسخة محمود خاطر التنبيه على ذلك، وكذلك لم يفعل حمزة فتح الله ضابط النسخة!

    وغفل عن الأمر أيضًا د. مصطفى البغا في نشرته لمختار الصَّحاح.

    ومن ذلك أيضًا: في مادة (ق س ر) تكلم المصنِّف على بلدة (قِنَّسْرُون) وأنها بالشام، وذكر أن النسبة إليها سبقت في (ن ص ب).

    وطبعًا هذا على ترتيب الكتاب الأصلي، أما على ترتيب الأوائل فإن مادة (ن ص ب) ستأتي بعد (ق س ر) ومن هنا أن نبَّه حمزة فتح الله على ذلك.

    في حين علَّق د. مصطفى البغا على هذا الموضع بقوله: (بل ستأتي في المادة المذكورة). ويُفهَم من عبارته أن المصنِّف وَهَمَ في قوله: (سبقت)، وهذا دليل على جهل د.البغا بأن الكتاب في أصله مرتَّب على الأواخر!

    (لسان العرب) لابن منظور (ت711هـ): رتَّب معجمه على الأواخر، وأصدرته دار المعارف مرتَّبًا على الأوائل.

    (القاموس المحيط) للفيروز أبادي (ت817هـ): رتَّبه مصنفه على الأواخر، وأخرجه الطاهر أحمد الزاوي مرتبًا على الأوائل، لكن مع النصِّ على ذلك فأسمى كتابه (ترتيب القاموس المحيط).

    تمت
    والحمد لله أولاً وآخرًا
    المصدر: نشرت في المجلة العربية، العدد (408)، السنة (35)، شهر المحرَّم 1432هـ/ كانون الأول (ديسمبر) 2010م.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,336

    افتراضي رد: من طرائف التأليف (تعقيب وتصحيح وإضافة)

    جزاك الله خيرًا
    موضوع طريف

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •