تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    عمان-الأردن
    المشاركات
    497

    افتراضي أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

    مغالطات علمية في طريق الدعوة الإسلامية
    ....أي أنواع أهل السنة أنت؟!

    الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
    أما بعد......
    إن عوامل التغيير المعتبرة التي طرأت على الأمة يجب أخذها بالحسبان فأهل السنة اليوم فئات متناحرة، تتصارع على حق الانتساب لهذا الاسم كأنه قلعة جامدة.
    بينما السنة أصول ثابتة في العقائد، تتضمن أصول علمية منهجية في نظرية المعرفة، و ما يتعلق بها من قطعية النص ودلالاته و مرتبته، وقواعد علمية مرنة في غير ذلك.
    فاليوم إذا كتبت أو تكلمت أول ما يبحث عنه القارئ أو المستمع هو أي أصناف أهل السنة أنت ؟!
    يريد أن يصنفك أولا حتى يهيمن هذا التصنيف على كل وجدانه، ويشعل في عقله أضواء التحذير و التوجس و التوقف: الحمراء و الصفراء و البرتقالية!
    فيقرأ لك أو يستمع إليك بحكم مسبق يقطع الطريق لأي تواصل معه مثمر.
    لا يهم ما تقول، إن كان نصا قاطعا،أو إجماعا صحيحا،أو فهما ثاقبا،المهم عنده:إلى أي صنف تنتمي!
    إننا نلاحظ في المحصلة العلمية الفكرية لدى فئة من أهل السنة تمجيدا مفرطا للتقليد الجديد(تأصيل أخطاء المشائخ)، قد يصل إلى حد التبجيل و التبرير العقيم لأخطاء المشائخ العلمية، أصبحت تسيء إلى الإسلام أكثر مما تفيده.
    فلم تقم هذه الفئة، على دراسة هذا التراث السني دراسة علمية نقدية موضوعية مستبصرة، تفرق بين محل الاتفاق وموارد الاجتهاد.
    و بين الأصول الثابتة المستدامة، و بين القواعد الاستثنائية الاحتياطية، بحيث تكشف جوانب منهج أهل السنة ، و تبين قيمته الحقيقية كمنهج علمي رصين و صارم يشكل لسان الميزان في الأمة.
    يحافظ عليها من خلال حفاظه على جوهر الدين الإسلامي، وروحه الحقة ، ومقاصده في كل باب.
    هذا الدور الذي يمكن له أن يمارسه بكفاءة عالية إذا أتيح له من يزيل عنه وصمة الغلو و التشدد و الانغلاق داخل الألفاظ المجردة عن معانيها عند بعض الدعاة إليه.
    بحيث يفتح مثل هذا الاستيعاب لطريقة السلف في العلم الطريق أمام بقية المسلمين لتجاوز سلبيات التقليد الفاسد و العصبية المذهبية التي لا تزال تعيق نهضة الأمة الإسلامية نهضة علمية حقيقية ،وتغرقها في روح بعيدة عن روح الإسلام الحقة.
    إن الأسلوب العنيف و الملتهب لهذه الفئة من المسلمين، وهي موجودة في بعض طوائف أهل السنة، وبحكم غياب منهج علمي متكامل يقوم على الاتباع بعلم الذي يقوم في جوهره على روح النقد العلمي البناء ، لا يزال ينخر الجماعة خصوصا و الأمة إسلامية عموما ،من خلال تلك المعارك المذهبية الوهمية التي يحييها في وسط أهل السنة، في زمن زالت موجباتها وظروفها.
    هذا المنهج لدى هذه الفئة يولد لديها سياجا يزيد من حبسها داخل دائرة التقليد الفاسد بكل سلبياته.
    يخلع بعض أهل العلم على بعض اختياراتهم العلمية التي يتبعون فيها شيخا يعظمونه رداء اليقين الشرعي، فتصبح مذهب سنيا قطعيا، من يخرج عنه يعتبر خارجا عن السنة!
    فإذا ما دققنا النظر في هذه الأشياء، وعرفنا منشأها تبيّن لنا أنها مذهب لأحدهم، أو من قبيل المشهورات التي لا ترتكز على أساس علمي شرعي يدل على أنها مذهب السلف قاطبة.
    و لكنها بالنسبة للشاب الذي لا يستطيع التفريق بين ما هو متفق عليه و بين ما هو مختلف فيه ، يصبح التعظيم لها عاما شاملا ،و تغطى بلباس السنة ثم يستتبع ذلك بالدفاع و الحماية، و ما ينتج عنه من مصادمات و طعونات.
    فبعض مواقف طلبة العلم قد تكون نفسية أو شخصية، ولكن صدورها منهم، وقد اعتاد الناس منهم التعميم يجعلها سنية في عرف هؤلاء الناس.
    إن طلبة العلم الذين يرفضون الانخراط في عملية الإصلاح العلمي للسواد الأعظم من هذه الأمة بحجة هجر المبتدع، أو خوفا من الشبه! لا يميزون تمييزا واضحا بين هجر الرؤوس ودعوة الأتباع ، ولذلك يعجزون عن تربية المقلد(العوام) على آداب التقليد و شروطه و ضوابطه.
    و عليه، فالتنديد بهذه العينة المتغافلة عن متطلبات الإصلاح العلمي للسواد الأعظم، و التنديد بموقفها السلبي من عملية الإصلاح هذه، صار من المتطلبات الشرعية ،لأن تخلف قسم كبير من أهل السنة في المدة الأخيرة خلف الخطوط الخلفية للدعوة الإسلامية خطر على المسلمين عموما.
    إن مشاكل أهل السنة قد تعقدت و تكاثرت كلما ألحقت هذه الفئة المشاكل ذات البعد النفسي الشخصي من الصراع حول الرئاسة و المشيخة و التحكم في الجماعة بالأصول العلمية السنية،فيستتبعه التراشق بالتبديع و التضليل.
    فهذا الخلط الخطير بين الأصول العلمية و الزعامة الدينية أدى إلى تشكيل تصور لدى الشباب الصاعد ألغى كل دور للعلم في تعيين المصيب من المخطئ ، بل و راح ينتقد المخالفة المبنية على العلم، و يعتبرها من وسائل التشبيه، وشق الصفوف!
    فصار الحث على الاتباع بعلم شبهة و شقا للصفوف!
    و صار التقليد الفاسد يقينا و جمعا للصفوف!
    فسيطرت ظاهرة التزكيات على ضمير ووعي هذا الشباب حتى إنهم ليرجحون قول شيخ تجاوز الثمانين بالتزكيات ، كأنه مبتدئ ،و بذلك صار التقليد بغير حجة وسيلة للسطو على الأحقية العلمية .
    إن هذه الفئة من أهل السنة التي راحت تطالب كافة أهل السنة بالخضوع لتصوراتها الخاطئة على تفهم مواقفها المتخاذلة في الصراع القائم بين الإيمان و الكفر، بين السنة و البدع الظاهرة ،ووضعيتها الضعيفة في الدفاع عن الأمة ،بل و تخاذلها أحيانا في الدفاع عن القضايا الإسلامية لم تثقف الفرد المنتمي إليها، وتزوده بالمعارف الدينية اللازمة، و الأدوات الثقافية المعاصرة، و الكشف الإعلامي ليتفهم موقفها السلبي أو الضعيف المنحاز على حساب مصالح الأمة الإسلامية.
    بل كانت دائما تتبع معه سياسة أو إستراتيجية التعتيم و التجهيل و التكذيب و إخفاء الحقائق، وهي اليوم تقطف ثمار هذه السياسة بالإنفجارات الداخلية الشديدة ،و بحراك علمي داخلها معارض و قوي ينمو ويقوى كل يوم.
    إن هذه الفئة التي راحت تضخ منهج الهجر و التجريح في وعي أفرادها إرضاء لمطالب نفسيته، أو لجهات ما، دون أن تفرق بين حالة القوة و حالة الضعف،ودون أن تحاول التأليف أولا، تقف أو وقفت حاجزا أما الدعوة الإسلامية، أضاعت عليها سنين مهمة.
    إن تعليم الأصول الثابتة و المتفق عليها لا يتعارض و تعليم فقه الأولويات و فقه الموازنة و الضرورات.
    عدم جدية الحل الذي تقترحه هذه الفئة:
    إنه من خلال تفحص منهج هذه الفئة من المسلمين نجده يطرح حلولا لبعض المشاكل التي تعاني منها الأمة معرفيا و اجتماعيا، و لكنها حلول تبقى غير عملية، ونظرية بحته، ثبت عدم نجاعها في الماضي أيام كانت الوسائل و الشروط متوفرة لها لتنفيذها.
    و عليه، و جب تجاوز هذه الحلول التي تبقى في جوهرها معتمدة على السيطرة بالقوة، و تحييد الأفكار المخالفة و المعارضة عن طريق بسط سلطة مادية أو معنوية تقهر كل مخالف، و تحد من فعاليته و نشاطه المعارض لها.
    فهذا حل بغض النظر عن شرعيته يبقى حلا نظريا لا يتسم بالعملية، و لا بالإيجابية، ولم يظهر إلا مزيدا من التشتت و التفرق و الضعف داخل أهل السنة.
    الخاتمة:
    كذلك يجب أن نقول: إذا كان تصور هذه الفئة للأمة الإسلامية القرآنية العصرية تمثله الأوضاع الراهنة فعليهم مراجعة أصولهم خاصة ما يتعلق بالعودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه.
    لأنه حينئذ ستكون هذه الأمة ومقومات وجودها و أهدافها محط سخط كبير ومحاربة شديدة من أهل العلم، فهي لن تقارب حتى من بعيد أي مرحلة تمثلها الدولة الأموية أو العباسية، بل ستكون أشبه بأمة عصر المماليك في أحلك عصورهم و أسوئها.
    وعليه، فعليهم العمل بجد ليعودوا بهذه الأمة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه تنظيما ووجودا كأفراد و ككيان.
    وبالعودة معرفيا إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه نعلم أن القيادة الراشدة هي التي أوجدت تلك الأمة التي لا مثيل لها، وتلك الأمة صارت فيما بعد تنجب القيادات الراشدة.
    ففساد الناس بسبب وجود من يغطي على هذا الفساد بتأويل ما، أو رخصة ما، أو بالسكوت السلبي عنه،أو يؤصل له،و الله المستعان.
    أرزيو/ الجزائر في 10/04/2010م
    مختار الأخضر الطيـباوي
    رباه إني قد وهبت حياتي ... ومنحت عمري للهدى ومماتي
    فاقبل إله العرش مني دعوتي ... يا من إليك أبوح بالعبراتِ

  2. #2

    افتراضي رد: أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن الرفاتي مشاهدة المشاركة
    مغالطات علمية في طريق الدعوة الإسلامية


    ....أي أنواع أهل السنة أنت؟!


    الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
    أما بعد......
    إن عوامل التغيير المعتبرة التي طرأت على الأمة يجب أخذها بالحسبان فأهل السنة اليوم فئات متناحرة، تتصارع على حق الانتساب لهذا الاسم كأنه قلعة جامدة.
    بينما السنة أصول ثابتة في العقائد، تتضمن أصول علمية منهجية في نظرية المعرفة، و ما يتعلق بها من قطعية النص ودلالاته و مرتبته، وقواعد علمية مرنة في غير ذلك.
    فاليوم إذا كتبت أو تكلمت أول ما يبحث عنه القارئ أو المستمع هو أي أصناف أهل السنة أنت ؟!
    يريد أن يصنفك أولا حتى يهيمن هذا التصنيف على كل وجدانه، ويشعل في عقله أضواء التحذير و التوجس و التوقف: الحمراء و الصفراء و البرتقالية!
    فيقرأ لك أو يستمع إليك بحكم مسبق يقطع الطريق لأي تواصل معه مثمر.
    لا يهم ما تقول، إن كان نصا قاطعا،أو إجماعا صحيحا،أو فهما ثاقبا،المهم عنده:إلى أي صنف تنتمي!
    إننا نلاحظ في المحصلة العلمية الفكرية لدى فئة من أهل السنة تمجيدا مفرطا للتقليد الجديد(تأصيل أخطاء المشائخ)، قد يصل إلى حد التبجيل و التبرير العقيم لأخطاء المشائخ العلمية، أصبحت تسيء إلى الإسلام أكثر مما تفيده.
    فلم تقم هذه الفئة، على دراسة هذا التراث السني دراسة علمية نقدية موضوعية مستبصرة، تفرق بين محل الاتفاق وموارد الاجتهاد.
    و بين الأصول الثابتة المستدامة، و بين القواعد الاستثنائية الاحتياطية، بحيث تكشف جوانب منهج أهل السنة ، و تبين قيمته الحقيقية كمنهج علمي رصين و صارم يشكل لسان الميزان في الأمة.
    يحافظ عليها من خلال حفاظه على جوهر الدين الإسلامي، وروحه الحقة ، ومقاصده في كل باب.
    هذا الدور الذي يمكن له أن يمارسه بكفاءة عالية إذا أتيح له من يزيل عنه وصمة الغلو و التشدد و الانغلاق داخل الألفاظ المجردة عن معانيها عند بعض الدعاة إليه.
    بحيث يفتح مثل هذا الاستيعاب لطريقة السلف في العلم الطريق أمام بقية المسلمين لتجاوز سلبيات التقليد الفاسد و العصبية المذهبية التي لا تزال تعيق نهضة الأمة الإسلامية نهضة علمية حقيقية ،وتغرقها في روح بعيدة عن روح الإسلام الحقة.
    إن الأسلوب العنيف و الملتهب لهذه الفئة من المسلمين، وهي موجودة في بعض طوائف أهل السنة، وبحكم غياب منهج علمي متكامل يقوم على الاتباع بعلم الذي يقوم في جوهره على روح النقد العلمي البناء ، لا يزال ينخر الجماعة خصوصا و الأمة إسلامية عموما ،من خلال تلك المعارك المذهبية الوهمية التي يحييها في وسط أهل السنة، في زمن زالت موجباتها وظروفها.
    هذا المنهج لدى هذه الفئة يولد لديها سياجا يزيد من حبسها داخل دائرة التقليد الفاسد بكل سلبياته.
    يخلع بعض أهل العلم على بعض اختياراتهم العلمية التي يتبعون فيها شيخا يعظمونه رداء اليقين الشرعي، فتصبح مذهب سنيا قطعيا، من يخرج عنه يعتبر خارجا عن السنة!
    فإذا ما دققنا النظر في هذه الأشياء، وعرفنا منشأها تبيّن لنا أنها مذهب لأحدهم، أو من قبيل المشهورات التي لا ترتكز على أساس علمي شرعي يدل على أنها مذهب السلف قاطبة.
    و لكنها بالنسبة للشاب الذي لا يستطيع التفريق بين ما هو متفق عليه و بين ما هو مختلف فيه ، يصبح التعظيم لها عاما شاملا ،و تغطى بلباس السنة ثم يستتبع ذلك بالدفاع و الحماية، و ما ينتج عنه من مصادمات و طعونات.
    فبعض مواقف طلبة العلم قد تكون نفسية أو شخصية، ولكن صدورها منهم، وقد اعتاد الناس منهم التعميم يجعلها سنية في عرف هؤلاء الناس.
    إن طلبة العلم الذين يرفضون الانخراط في عملية الإصلاح العلمي للسواد الأعظم من هذه الأمة بحجة هجر المبتدع، أو خوفا من الشبه! لا يميزون تمييزا واضحا بين هجر الرؤوس ودعوة الأتباع ، ولذلك يعجزون عن تربية المقلد(العوام) على آداب التقليد و شروطه و ضوابطه.
    و عليه، فالتنديد بهذه العينة المتغافلة عن متطلبات الإصلاح العلمي للسواد الأعظم، و التنديد بموقفها السلبي من عملية الإصلاح هذه، صار من المتطلبات الشرعية ،لأن تخلف قسم كبير من أهل السنة في المدة الأخيرة خلف الخطوط الخلفية للدعوة الإسلامية خطر على المسلمين عموما.
    إن مشاكل أهل السنة قد تعقدت و تكاثرت كلما ألحقت هذه الفئة المشاكل ذات البعد النفسي الشخصي من الصراع حول الرئاسة و المشيخة و التحكم في الجماعة بالأصول العلمية السنية،فيستتبعه التراشق بالتبديع و التضليل.
    فهذا الخلط الخطير بين الأصول العلمية و الزعامة الدينية أدى إلى تشكيل تصور لدى الشباب الصاعد ألغى كل دور للعلم في تعيين المصيب من المخطئ ، بل و راح ينتقد المخالفة المبنية على العلم، و يعتبرها من وسائل التشبيه، وشق الصفوف!
    فصار الحث على الاتباع بعلم شبهة و شقا للصفوف!
    و صار التقليد الفاسد يقينا و جمعا للصفوف!
    فسيطرت ظاهرة التزكيات على ضمير ووعي هذا الشباب حتى إنهم ليرجحون قول شيخ تجاوز الثمانين بالتزكيات ، كأنه مبتدئ ،و بذلك صار التقليد بغير حجة وسيلة للسطو على الأحقية العلمية .
    إن هذه الفئة من أهل السنة التي راحت تطالب كافة أهل السنة بالخضوع لتصوراتها الخاطئة على تفهم مواقفها المتخاذلة في الصراع القائم بين الإيمان و الكفر، بين السنة و البدع الظاهرة ،ووضعيتها الضعيفة في الدفاع عن الأمة ،بل و تخاذلها أحيانا في الدفاع عن القضايا الإسلامية لم تثقف الفرد المنتمي إليها، وتزوده بالمعارف الدينية اللازمة، و الأدوات الثقافية المعاصرة، و الكشف الإعلامي ليتفهم موقفها السلبي أو الضعيف المنحاز على حساب مصالح الأمة الإسلامية.
    بل كانت دائما تتبع معه سياسة أو إستراتيجية التعتيم و التجهيل و التكذيب و إخفاء الحقائق، وهي اليوم تقطف ثمار هذه السياسة بالإنفجارات الداخلية الشديدة ،و بحراك علمي داخلها معارض و قوي ينمو ويقوى كل يوم.
    إن هذه الفئة التي راحت تضخ منهج الهجر و التجريح في وعي أفرادها إرضاء لمطالب نفسيته، أو لجهات ما، دون أن تفرق بين حالة القوة و حالة الضعف،ودون أن تحاول التأليف أولا، تقف أو وقفت حاجزا أما الدعوة الإسلامية، أضاعت عليها سنين مهمة.
    إن تعليم الأصول الثابتة و المتفق عليها لا يتعارض و تعليم فقه الأولويات و فقه الموازنة و الضرورات.
    عدم جدية الحل الذي تقترحه هذه الفئة:
    إنه من خلال تفحص منهج هذه الفئة من المسلمين نجده يطرح حلولا لبعض المشاكل التي تعاني منها الأمة معرفيا و اجتماعيا، و لكنها حلول تبقى غير عملية، ونظرية بحته، ثبت عدم نجاعها في الماضي أيام كانت الوسائل و الشروط متوفرة لها لتنفيذها.
    و عليه، و جب تجاوز هذه الحلول التي تبقى في جوهرها معتمدة على السيطرة بالقوة، و تحييد الأفكار المخالفة و المعارضة عن طريق بسط سلطة مادية أو معنوية تقهر كل مخالف، و تحد من فعاليته و نشاطه المعارض لها.
    فهذا حل بغض النظر عن شرعيته يبقى حلا نظريا لا يتسم بالعملية، و لا بالإيجابية، ولم يظهر إلا مزيدا من التشتت و التفرق و الضعف داخل أهل السنة.
    الخاتمة:
    كذلك يجب أن نقول: إذا كان تصور هذه الفئة للأمة الإسلامية القرآنية العصرية تمثله الأوضاع الراهنة فعليهم مراجعة أصولهم خاصة ما يتعلق بالعودة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه.
    لأنه حينئذ ستكون هذه الأمة ومقومات وجودها و أهدافها محط سخط كبير ومحاربة شديدة من أهل العلم، فهي لن تقارب حتى من بعيد أي مرحلة تمثلها الدولة الأموية أو العباسية، بل ستكون أشبه بأمة عصر المماليك في أحلك عصورهم و أسوئها.
    وعليه، فعليهم العمل بجد ليعودوا بهذه الأمة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه تنظيما ووجودا كأفراد و ككيان.
    وبالعودة معرفيا إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه نعلم أن القيادة الراشدة هي التي أوجدت تلك الأمة التي لا مثيل لها، وتلك الأمة صارت فيما بعد تنجب القيادات الراشدة.
    ففساد الناس بسبب وجود من يغطي على هذا الفساد بتأويل ما، أو رخصة ما، أو بالسكوت السلبي عنه،أو يؤصل له،و الله المستعان.

    أرزيو/ الجزائر في 10/04/2010م


    مختار الأخضر الطيـباوي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عنوان المشاركة يخالف مضمونها, فالمضمون يقول طوائف أهل السنة المتناحرة ويقول لماذا تسأل عمن تأخذ منه العلم أليس هذا تناقض, أليس من يسأل عمن يأخذ قد تبع هدي النبي الذي قال( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا آباؤكم فإياكم و إياهم لا يضلونكم و لا يفتنونكم) .
    وذكر عن السلف المقولة المشهورة (ان هذا العلم دين, فانظروا عمن تأخذون دينكم). المسلم عليه أن يتبع كلام ربه حيث قال (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون), فيجب على المسلم أن يعرف من هم أهل الذكر حتى يسألهم عن عقيدته عن دينه عن منهجه وأهل العلم بفضل الله معروفون لأن الله لابد أن يجعل في كل زمان من يقيم الحجة على الناس بتوضيح كتاب الله وسنة نبيه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

    شكرا يا أيها المحقق المختار وسدد الله خطاك فيما قلت وأنذرت، في الحقيقة اشكالية التصنيف والتنقيب عن الآخرين والحذر المفرط من مخالطة الشبه، تحول في الآونة الأخيرة الى عداء شخصي و تضييع لمباديء قيمية، لأجل الحفاظ عليها ظهر هذا المنهج، و ربما كثير من المشاكل الإجتماعية والأحوال النفسية كان لها كبير الأثر في تكوين شخصية تتحلى بالعزلة الفكرية وتبرر واقعها النفسي بحجة الدفاع عن السنة والسلف وابتغاء الأثر ونحو ذلك من السلسة البراقة. و لقد جلست فترة طويلة أفكر في سبب تكاثره مع تشتته فظهر لي أن كثيرا ممن تحلوا بهذا المنهج يعانون من عزلة اجتماعية ربما لظروف المجتمع الذي عاشوا فيه أو اسباب أخر قريبة منها، مع حصولهم على شخصية مربين قريبة من نفسياتهم، يضاف الى ذلك الجهل بحقيقة العلم المتلقاة وواقع اصحاب المصادر التي يعتمدون عليها مع الغفلة عن واقع متغير متجدد في كل لحظة، أدى كل ذلك الى تحويل جزئيات شرعية الى كليات قطعية يعقد الموالاة عليها و يصنف الدعاة بحسبها وأحيانا تعدى الأمر الى التشكيك في مقاصد مخالفيهم. وربما وقف تجريح كثير منهم عند اشخاص معينين في الزمن الغابر، مع موالاتهم لآخرين هم في الحقيقة أبعد عن أصولهم من الأولين المنتقدين، وهذه الإزدواجية طبعية لكل من انتهج تعاملا ظنه خيرا بحكم أسسه من عند نفسه دون الرجوع لشرع ربه المحكم، الذي من أصوله الثابتة التي لا تقبل التغيير ابدا خفض الجناح للمؤمنين و اشاعة الرحمة بينهم و حبهم والدعاء لهم لصالحهم وفاجرهم ومن هنا كانت أمة مرحومة لأنها ترحم غيرها فرحمها ربها، ومن لم يرحم لا يرحم، وأخيرا فإن علاج هذا الصنف من الناس أن يرحم حالهم بدعوتهم بالحسنة وبيان أن ما يسعون اليه من دفاع عن السنة والخشية من الوقوع في الفتنة هو أمر محمود و هو مراد كل من يخالفهم، لكن الكلام في كيفية تفعيل هذا المنهج بحيث لا يتصادم مع النصوص العامة في التعامل مع الأمة فإن نصوص الشارع الحكيم لا تتعارض والموفق مع جمع بينهما في واقعه لا في الجلوس على كرسيه او جهازه، والمسؤلية كبيرة جدا على اصحاب المنتديات ولا سيما هذا المنتدى المبارك بأن يكونوا خير دليل للشباب على دلالتهم على المنهج القويم القائم على العلم والعدل وان لا يسمحوا في الطعن او التجريح لأهل العلم والدعاة ومن عرف بفضل في الأمة، وقد قرأت قبل فترة في احدى المنتديات يسأل عن شيخ معين فيرد عليه أحدهم أن بو فلان يقول فيه كيت وكيت فهل هذا الذي أمرنا به، أنا لا أقول ان يترك التحذير من أهل البدع الذين عرفوا بالدعوة الى بدعهم فإن التحذير منهم واجب ومن الدين لكن:من يحذر؟ ومتى؟ و كيف؟ وهل الظن كاف؟ وهل هناك تفريق بين المبتدع حقيقة والعالم الواقع فيها اجتهادا منه؟ هذه اسئلة لم يتم الجواب عليها واقعا لا كتابة بالتسديد والصواب في عالم المنهج التصنيفي، ولقد وسعت الدائرة بحيث تربى الطالب ان لم تكون له كلمة حول فلان بالتجريح والا عد نفسه مقصرا في الدفاع عن السنة، فيا إخوان كفى والله تجريحا وبلاء، اقبلوا على اصول دينكم و معالم أخلاقه وسير علمائه لتجدوا أن شعب الإيمان بينهم متناثرة والرب يجازيهم بالحسنى بحسب درجاتهم التي تتوافق مع استكمال شعب الايمان في واقع حياتهم. ربي يجمعنا مع كل صاحب سنة ولا يجعل في قلوبنا غلا لكل منتسب صادق لهذه الأمة.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    133

    افتراضي رد: أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

    جزاك الله خير .............. لكن
    وأنا أقرأ الموضوع تبادر إلى ذهني أننا في السعودية المعنيون بمقالك
    كوننا نقف عند أقوال علمائنا مثل إبن باز وإبن عثيمين وإذا إختلف معهم أي
    عالم آخر خاصة من خارج السعودية فإننا نبحث .. هل هو سني أم لا ........؟!
    أتمنى التوضيح ....... ولك الشكر .


    ..........
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    عمان-الأردن
    المشاركات
    497

    افتراضي رد: أي أنواع أهل السنة أنت؟!.. للشيخ المحقق مختار الطيباوي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير .............. لكن
    وأنا أقرأ الموضوع تبادر إلى ذهني أننا في السعودية المعنيون بمقالك
    كوننا نقف عند أقوال علمائنا مثل إبن باز وإبن عثيمين وإذا إختلف معهم أي
    عالم آخر خاصة من خارج السعودية فإننا نبحث .. هل هو سني أم لا ........؟!
    أتمنى التوضيح ....... ولك الشكر .
    لا فالشيخ يقدس المشايخ المذكورين رحمهم الله رحمة واسعة وجمعنا بهم !
    لكن الشيخ يتكلم عن طائفة همها تجريح الناس وتصنيفهم وحمل الناس على اقوالهم.
    هذه الطائفة غلت في تبديع وتفسيق أهل السنة وأهل الحق.
    والأسماء معروفة معلومة لا داعي لذكرها فما أن تطوف ببصرك قريباً من بيت الله الحرام تجدهم هنالك !!
    واللبيب تكفيه اشارة !!!
    رباه إني قد وهبت حياتي ... ومنحت عمري للهدى ومماتي
    فاقبل إله العرش مني دعوتي ... يا من إليك أبوح بالعبراتِ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •