أتباع المدرسة التفكيكية للنص والمؤمنون بنسبية اللغة من العرب يخضعون تفسير لغة القرآن لمتغيرات العقل وتحولات اللغة لا ثوابت الوضع العربي، ويبدو أن الشاطبي قد وضع يده على مكمن المشكلة عند نشء ما بعد الحداثة اليوم، من كتّاب الصحف والأعمدة، وأسيادهم من أمثال الجابري وأركون.
قال رحمه الله:
"...وهي أن القرآن الكريم ليس فيه من طرائق العجم شيء ، وكذلك السنة ، وأن القرآن عربي ، والسنة عربية ، لا بمعنى أن القرآن يشتمل على ألفاظ أعجمية في الأصل أو لا يشتمل ; لأن هذا من علم النحو واللغة ، بل بمعنى أنه في ألفاظه ومعانيه وأساليبه عربي ، بحيث إذا حقق هذا التحقيق سلك به في الاستنباط منه والاستدلال به مسلك كلام العرب في تقرير معانيها ومنازعها في أنواع مخاطباتها خاصة ; فإن كثيرا من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها ، لا بحسب ما يفهم من طريق الوضع ، وفي ذلك فساد كبير وخروج عن مقصود الشارع".
(الموافقات: جـ1 ، ص 39)