تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رمضان.. نحو ثقافة أوسع ( منقول )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    84

    افتراضي رمضان.. نحو ثقافة أوسع ( منقول )

    إن الله تعالى كتب الصيام وبيّن حكمته فقال: (لعلكم تتقون)، ولكننا سنقف كثيرًا في محاولة لفهم التقوى كمدلولات وسلوكيات ومناهج وتغيّرات.
    ليست التقوى وصفة جاهزة للاستخدام؛ فالناس مختلفون في أزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم، وليست هي معادلة صعبة لا يفهمها إلاّ الذين أوتوا العلم.
    إن التقوى قوة تتكون في النفس البشرية. قوة في الشعور والإحساس، وقوة في العلم والمعرفة والإدراك، وقوة في الفاعلية والتطبيق، وقوة في التغيّر والتغيير.
    حينما ننظر إلى التقوى على أنها قوة، فسوف تتبدل مفاهيمنا السلبية حول (الإنسان التقيّ) هذا المصطلح الذي يُنعت به أصحاب الدروشة أكثر من غيرهم.
    لقد ظُلمت التقوى عندما فُسّرت ببعض الهمهمات والأذكار أو بعض الألبسة والبذاذات أو بعض السلوكيات والزهديات، وعلى النقيض جُرّد منها العاملون الكادحون في الاقتصاد والاجتماع والسياسة و..
    إن التقوى ليست إلاّ مُخرجات المعرفة بالله تعالى وبشرعه في حكمة عقلية ورؤية أخروية أيّاً كان موقع الإنسان في المحراب أو في المتجر والمصنع أو في المدرسة، في البر أو في البحر.
    وباعتبار التقوى قوة فإن الصيام أحد أهم مصادر تلك الطاقة العظيمة (لعلكم تتقون).
    إن الصائم القوي في نفسه وأخلاقه وعمله.. وفي دعائه وقيامه وصبره.. الصائم الذي يزيده الصيام قوة، ويزيده الصيام قرباً ومعرفة ربانية هو الذي يتناغم مع حكمة الصيام وسرّ تشريعه.
    من هنا كان لابد من توسيع ثقافتنا حول الصيام ورمضان، وأن نعيد النظر فيما نكتبه ونسجله من برامج، وما نقوله من خطب وخطابات، ولتكن تلك المخرجات نابضة والقوة مليئة بالحياة.
    كما أننا ونحن نحاول فهم ثقافة الصيام ورمضان علينا أن نربأ بمجتمعنا عن الإعلام الهابط الذي يحوّل الأجواء الرمضانية إلى مسلسلات وأغنيات تضعف التقوى وتذهب بهجة الصائم.
    ولسنا هنا نقبر المرح ونمنح الفسح بل لا حياة إلاّ بشيء منها ولكنها الوسيلة لا الغاية، -ألا فافهموا رحمكم الله-.
    إن الخصوصية الروحانية الرمضانية قد ذهبت بين رذيلتين:
    1- التشدد والتنطع والفهم الخاطئ للتقوى في دروشة مقيتة تمنع النفس من كل ملذاتها وتمنع العقل من مدركاتها.
    2- التفريط والبعد عن الصيام كشعيرة دينية مقدسة، ورمضان كشهر عظيم نزل فيه القرآن وتدارسه فيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعن القيام والدعاء والابتهالات في قضاء للوقت بين نوم ولهو غير سليم.
    إنني أرى شدة الحاجة إلى تطوير الثقافة الرمضانية، وإعادة النظر في المؤلفات والمواعظ والخطب والفتاوى والبرامج الرمضانية، بعيدًا عن الاجترارات الماضوية التي تلغي خصوصية العصر وطبيعة إنسانه، ولماذا لا تتشكل لجنة علمية اجتماعية لمثل هذا المشروع؟ وهي دعوة موجهة للمؤسسات الرائدة كـ(الإسلام اليوم).
    أما أن تبقى ثقافة جامدة لا يتغير فيها إلاّ وسائل النقل وأغلفة الكتب فليس ذلك من البرّ الدعويّ.
    محمد الدحيم
    موقع الإسلام اليوم
    29/8/1428
    11/09/2007
    وأَحمَدُ سمَّاني كَبِيرِي وقَلَّمَا ** فَعَلْتُ سِوَى ما أَسْتَحِقُ بِهِ الذَمَّا

  2. #2

    افتراضي رد: رمضان.. نحو ثقافة أوسع ( منقول )

    شكرا لك ...أخي أحمد على النقل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •