رأيت كثيرا من المشتركين في المنتديات بعضهم يصف نفسه بعاشق الرسول وبعضهم بعاشق الكتاب والسنة وبعضهم بعاشق السنة ؛ ولم أر من وصف نفسه بعاشق الله ؛ فأحببت أن أنقل لهؤلاء فتوى شيخ الإسلام ومفتي الإنام وشامة الشام العلامة الهمام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - كما في ( الفتاوى ) ( 10 / 131 ) :
( والناس في العشق على قولين :
قيل : إنه من باب الإرادات، وهذا هو المشهور .
وقيل : من باب التصورات، وإنه فساد في التخييل، حيث يتصور المعشوق على ما هو به، قال هؤلاء : ولهذا لا يوصف اللّه بالعشق، ولا أنه يعشق؛ لأنه منزه عن ذلك، ولا يحمد من يتخيل فيه خيالًا فاسدًا .
وأما الأولون فمنهم من قال : يوصف بالعشق فإنه المحبة التامة، واللّه يحب ويحب، وروى في أثر عن عبد الواحد بن زيد أنه قال : لا يزال عبدي يتقرب إليَ يعشقني وأعشقه . وهذا قول بعض الصوفية .
والجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق اللّه؛ لأن العشق هو المحبة المفرطة الزائدة على الحد الذي ينبغي، واللّه تعالى محبته لا نهاية لها، فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي مجاوزته .
قال هؤلاء : والعشق مذموم مطلقًا لا يمدح لا في محبة الخالق، ولا المخلوق؛ لأنه المحبة المفرطة الزائدة على الحد المحمود، وأيضًا فإن لفظ العشق إنما يستعمل في العرف في محبة الإنسان لامرأة أو صبي، لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه، ومحبة الأنبياء والصالحين، وهو مقرون كثيرًا بالفعل المحرم : إما بمحبة امرأة أجنبية أو صبي، يقترن به النظر المحرم، واللمس المحرم، وغير ذلك من الأفعال المحرمة . ) .