تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: من يريد الأجر فليتفضل

  1. #1

    Lightbulb من يريد الأجر فليتفضل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحم الله و بركاته
    أخواني الأفاضل
    كما تعلمون أن الأثنين القادم توجد صلاة استسقاء و أنا أريد خطبة مدة خمسة دقائق تقريباً تحتوي على أجود و أعذب كلام يجذب المستمع لأنك لا تعروفون من سيحضر لهذه الخطبة و عدد الناس أيضاً و هذه أول مرة لي , و لا تنسون أن الذي يعطني الخطبة له أجرٌ كبير و أيضاً من فرج عن أخيه كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و أيضاً لا تنسون أن الأخ دائماً يحب لأخيه ما يحبه لنفسه .
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    اللهم يا مالك الملك يا من بيدك كل شئ يا قاهر السموا و الأرض يا أرحم الأرحمين أسالك أن توسع على من يساعدني في ماله و غلمانه و بساتينه و تدخله أعلى الجنان و تعزه يوم يذل فيه الأقوياء و دمه بعزة و عافية إلى ما شئت و صلى الله على نبيك

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: من يريد الأجر فليتفضل

    وفقكم الله تعالى وأيدكم
    لماذا تأخر نزول المطر؟ خطبة الاستسقاء في 28/12/1428هـ

    الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله والله أكبر، الله أكبر لا نعبد إلا إياه، ولاندعو سواه، آمنا به مدبرًا للكون في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، ملاذنا عند الخطب الجلل، وملجؤنا في الأزمات والعلل، العبودية له شرف، والذل له عز، والافتقار إليه غنى  أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 45)"، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وبارك عليه، وعلى صحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد: عباد الله! إن في تأخر المطر خطرًا على العباد والبلاد، والبهائم والاقتصاد، قال مجاهد: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم". وقال أبو هريرة رضي الله عنه : "إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم".وفي سنن ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ". إذاً فلتأخر المطر أسباب من أهمها: ما نص عليه الحديث: من منع الزكاة ، فقد ابتلي كثير من الناس اليوم بتضخم الأموال في أيديهم، وصاروا يتساهلون في إخراج الزكاة، إما بخلاً بها إذا نظروا إلى كثرتها، وإما تكاسلاً عن إحصائها وصرفها في مصارفها، ألم يسمع هؤلاء لقول الله تعالى:  وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ () يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ( التوبة 34،35)، ألم يسمع هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَع -وهي:الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها- لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْه ِ -يَعْنِي: بِشِدْقَيْهِ- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا : وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. [آل عمران:180]. ومن أسباب منع القطر أيضاً: نقص المكيال؛ فقد أخرج الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما طفف قوم كيلاً ولا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله القطر"، وعن ابن مسعود قال: "إذا بُخِسَ المكيال حُبس القطر"، والبعض من الناس حملهم الطمع والجشع على الغش في المعاملات، ونقص الموازين، وبخس الناس أشياءهم، وبعض الباعة يغررون بالمشترين الذين لا يعرفون أقيام السلع، ويثقون بهم فيرفعون عليهم القيمة ويغبنونهم غبناً فاحشاً، وما أكثر النجش في بيع السيارات والأغنام وغيرها،كل هذا وغيره مما يجري في أسواق المسلمين تُسبب العقوبات الخاصة والعامة، ومن أسباب منع القطر: الربا؛ روى الإمام أحمد عن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مقوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنين، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب))، والسنين: القحط وقلة الأمطار والنبات، وكم هي البطون الحبلى بأكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل والرشاوي، والحيل من معاملات ومساهمات مشبوهة عمت وطمت. ومن الأسباب أيضاً: المكاسب غير الطيبة؛ فإن خبث المطعم سبب لعدم قبول الدعاء، ويُروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد بن أبي وقاص لما سأله أن يدعو الله أن يجعله مستجاب الدعوة قال: (( أطب مطعمك يا سعد تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف بلقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به))(رواه الطبراني في الصغير وأشار المنذري في الترغيب والترهيب 3/207 إلى ضعفه) وله شواهد في أصله، ومن أسباب منع القطر: الزنا فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا ظهر الزنا والربا في قرية أحلوا بأنفسهم عذاب الله)) (حاكم وقال: صحيح الإسناد )، والزنا من الكبائر، قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا، فنهى الله عن مجرد قربه وقرب أسبابه، وقد أصبحنا نسمع عن انتهاك الأعراض، وأولاد الحرام، وحالات قتل الأجنة، وكثرة خروج النساء متبرجات متعطرات بلا ضوابط ولا حدود. وأيضاً من أعظم أسباب منع القطر: ترك النهي والأمر، لماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ ونستسقي ولا نُسقى؟ ونستغيث ولا نغاث؟ لقد أخبرنا حُذَيْفةُ بن الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ))(ت 2095)........ يا الله !ماذا بقي للناس إن تخلى الله عنهم؟ أحقًّا يبقى الإنسان في العراء، وقد تخلى عنه رب الأرض والسماء، المخلوق بدون الخالق يهوي في الدركات، ويتقلب في الظلمات،  فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ  ذلك هو المخلوق الذي يدعو الله فلا يجيبه، ويسأله فلا يعطيه، ويستنصره فلا ينصره، سبحان الله! ألم يقل الله:  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، بلى!! ولكن يحل غضبه، ولا يستجيب الدعاء، حينما يُجهر بالمنكرات وهم قاعدون، لا ينهون ولا يأمرون، لا يغارون ولا يتمعرون، ولو بأضعف الإيمان: الإنكار في القلب. وكم نلقى من أصحاب المعاصي والمنكرات، ونقابلهم بالابتسامات والضحكات، مداهنات ومجاملات قال مالك بن دينار: "من كان له جار يعمل في المعاصي فلم ينهه فهو شريكه"(المقدسي ص233/ح72). عباد الله! ألا هل من عين تدمع غيرة من أجل الله؟ ألا هل من قلب يهتم من أجل الله؟ ليس بالنهر والشدة، وإنما باللين والحكمة. معاشر المؤمنين والمؤمنات! ما هذه الغفلة عن سنن الله في الإهلاك والتدمير ؟ أين حياة القلوب وهي ترى المصائب تحل ذات اليمين وذات الشمال، ثم لا تلين للموعظة والتذكر؟ ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوا أمره، واستطعموا رزقه، ولم يشكروا نعمته، ومتعهم بالصحة والأمن ورغد العيش، فلم يكترثوا بأمره ونهيه، فإن الله يمهل ولا يهمل، ويري الناس من آياته وعجائب قدرته ما تشهد به قلوب المؤمنين، ويغفل عنه المستكبرون وتحيط القوارع والنذر بالناس أجمعين  (وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)[يونس].....وتتوالى الفتن وتعصف بالناس عواصف المحن، والقلة القليلة منهم هي التي تتذكر وتستغفر  أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126التوبة).عباد الله! إن للمعاصي آثاراً على القلب والبدن، وعلى الفرد والمجتمع، أحداث تهز القلوب، وعبر توقظ الضمائر، ومخاوف تحيط بالجميع، وقوارع تنذر الناس أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا مفر لنا إلا بالرجوع إليه. روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج" ثم تلا قول الله:  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ . أخشى أن نُمنع القطر بسبب جشع منع الزكاة، أو معاند من العصاة، أو مراب حارب رب الأرض والسماوات، أو بسبب عدم إنكار المنكرات، ومع هذا اعلموا أنه ما منا أحد إلا ويقع في معصية، يقول صلى الله عليه وسلم : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُو نَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))........ لكن الإيمان والتقى يذكر صاحبه بعظمة من عصى، فيرعوي ويستغفر ولا يصر على الخطأ:  وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 135] .......................... معاشر المسلمين! تأملوا أحوالكم مع خالقكم، وفتشوا عن أنفسكم، ففرق بين من يقترف المعصية وهو لها كاره، وهو من ربه خائف مشفق، ينظر إلى ذنوبه كأصل جبل يخاف أن يقع عليه، وبين من يمارس الذنب إثر الذنب، ولا يتمعر وجهه خشية من الله، بل يرى ذنوبه أشبه بذباب وقع على أنفه فقال بيده يهشه!! إن الله شديد العقاب،كما أنه غفور رحيم، بل هو يفرح بتوبة عبده، وهو غني عنه، فاعتبروا واتعظوا، وتوبوا إلى الله بقلوب صادقة، وعيون دامعة، فإن الله غفور رحيم (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 165] .....
    عباد الله.............! أظهروا في هذا الموضع رقة القلوب، وافتقار النفوس، استكينوا لربكم، وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وتضرعوا وأكثروا من الاستغفار،  قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . اللهم إنك أنت الغني ونحن الفقراء، نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا: يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ  اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً طبقاً مجللاً عاماً نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم إنا ندعوك راغبين في رحمتك، راجين فضل نعمتك فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، اللهم إنا نسألك ألا تردنا خائبين، ولا تقلبنا واجمين، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد، اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا فإننا نعترف بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا يا ربنا، اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا. اللهم ارحم ببهائم رتع، وبأطفال رضع، وبعجائز ركع، اللهم رحماك بنا أجمعين، فقد جفت الآبار، وغلت الأسعار، فارحمنا اللهم وأغثنا برحمتك ولا تكلنا إلى أنفسنا الضعيفة، اللهم اجمع شمل الأمة، واكشف الغمة، اللهم اصلح القلوب، واغفر الذنوب، واستر العيوب، واقبل توبة من يتوب، اللهم أصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم ألف بين قلوبهم وقلوب رعيتهم، واجمع كلمتهم على التوحيد يارب العالمين. عباد الله: ادعوا ربكم وأنتم موقنون بالإجابة، وصلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين .......








  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: من يريد الأجر فليتفضل

    خطبة استسقاء 8/1/1426هـ
    الرقاق والأخلاق والآداب
    آثار الذنوب والمعاصي

    صالح بن محمد آل طالب
    مكة المكرمة
    8/1/1426
    المسجد الحرام


    ملخص الخطبة

    1- استسقاء النبي . 2- أهمية الماء. 3- فضل الإيمان والتقوى. 4- شؤم المعاصي. 5- استعاذة النبي من زمان ظهور الفاحشة. 6- لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. 7- دعاء.


    الخطبة الأولى


    البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بنِ مالك رضي الله عنه قال: أصابتِ الناسَ سَنةٌ على عهد رسول الله ، فبينا رسول الله يخطب على المنبرِ يومَ الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلَك المال وجاعَ العيال، فادعُ اللهَ لنا أن يسقيَنا، قال: فرفَع رسول الله يدَيه، وما في السماءِ قزَعة، قال: فثارَ سَحابٌ أمثالُ الجبال، ثم لم ينزل عن منبرِه حتى رأيت المطرَ يتحادر على لحيته، قال: فمطِرنا يومَنا ذلك وفي الغدِ ومِن بعد الغدِ والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، إلى آخر الحديث، وهذا لفظ البخاري[1].

    أيّها المسلمون، الماء أصلُ الحياة، وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]، ولو اجتمع الإنسُ والجن على أن يؤتوا به لم يستطيعوا إلاّ بإذن الله، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ [الملك:30]، أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ [الواقعة:68-70]. وهو نعمةُ عظيمة أنعَمَ الله تعالى بهِ علَى عِبادِه، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل:18]. وحين يغفَل الناس عن ربِّهم تنقُص الأرزاق وتمسِك السماء قطرَها بأمر ربِّها؛ ليعودَ الناس لربهم، وليتذكَّروا حاجتهم إليه، وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ [الشورى:27].

    أيّها المسلِمون، الإيمانُ والتّقوى سببُ النعم والخيراتِ، وبهما تفتَح بركات الأرض والسماء ويتحقَّق الأمن والرخاء، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]. والتّقوى هي الخوف من الجليلِ والعمَلُ بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل. نعم، الاستعداد للحياةِ الآخرة، والتي نسيها كثير من الناس في غمرةِ السعي اللاهِث وراءَ حُطام الدنيا والتنافس في زخرُفها الزائل، غافِلين عن الاستعداد ليومٍ لا ريبَ فيه، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا [آل عمران:30]، يومٌ لا بيع فيه ولا خُلَةٌ ولا شفاعَة، يومٌ تشخَص فيه الأبصار، يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ [إبراهيم:48]، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ [النحل:111]، يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُون َ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء:52]، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2]، فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا [سبأ:42]، يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16]، الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر:17] يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا [الطور:9، 10]، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18]، يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الانفطار:18].

    أيّها المؤمِنون، ولأجلِ ذِكرِ ذلك اليومِ والعَمل له فإنَّ الله تعالى يذكِّر عبادَه إذا غفلوا، وينذرهم إذا عصَوا، وقد أخبر سبحانَه أنّ ما يحلُّ بالبشر إنما هو من أنفسهم، أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165]، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. فاتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، وتوبوا إليه واستغفروه.

    ألا وإنَّ شؤم المعاصي وبيل، وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41]، قال مجاهد: "إنَّ البهائم لتلعَن عصاةَ بَني آدم إذا اشتدَّت السَّنة وأمسك المطر، وتقول: هذا بشؤمِ معصيةِ ابن آدم"[2]، وعَن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنّه قال: (إنَّ الحبارَى لتموت في وكرِها من ظلمِ الظالم)[3]. كما أنَّ الشركَ مِن أعظمِ أبوابِ الفّقر واندثارِ الخيرات ومحق البركات، يليه سفكُ الدمِ الحرام كما في آية الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [الفرقان:68].

    وقد استعاذ النبيُّ بالله أن يدركَ أصحابُه زمانَ ظهور الفاحشةِ والإعلان بها ونقصِ المكيال والموازين ومنعِ الزكاة، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أقبَل علينا رسول الله فقال: ((يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنّ وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحِشة في قومٍ قطّ حتى يعلِنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون والأوجاعُ التي لم تكن مضَت في أسلافهم الذين مضَوا، ولم ينقُصوا المكيالَ والميزان إلاّ أخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونةِ وجَور السلطان عليهم، ولم يمنَعوا زكاة أموالهم إلاّ منِعوا القطرَ من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقُضوا عهدَ الله وعهد رسولِه إلاّ سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذَ بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمّتهم بكتابِ الله ويتخيَّروا ممّا أنزل الله إلا جعَل بأسَهم بينهم)) رواه ابن ماجه وصححه الحاكم[4].

    وسنّةُ الله في العصاةِ لا تتخلِّف، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الأنفال:52، 53].

    إنَّ الله لا يبدِّل أمنَ الأمم قلَقًا ولا رخاءَها شِدّةً ولا عافيتَها سَقامًا لأنه راغبٌ أن يذيقَ الناسَ المتاعبَ ويرميهم بالآلام. كلا، إنّه بَرٌّ بعبادِه، يغدِق عليهم فضلَه وسِتره، ويحيطهم بحفظِه، ويصبِّحهم ويُمَسّيهم برزقه، ولكنّ الناسَ يأخذون ولا يحسِنون الشكرَ، ويمرحون من النِّعَم ولا يقدِّرون ولِيَّها ومُسديها سبحانه. وعندما يبلغ هذا الجحودُ مداه وعندما ينعقِد الإصرارُ عليه فلا ينحلّ بندمٍ، عندئذٍ تدقُّ قوارعُ الغضبِ أبوابَ الأمم، وتسودّ الوجوهُ بمصائبِ الدنيا قبل نكالِ الآخرة، وما المصائب التي أحاطَت بالأمّة إلاّ سياطٌ تسوقها إلى العودةِ لباريها والبراءةِ من الذنوب ومخازيها والتنادي بالرجوعِ إلى الله بالتزامِ أمره واجتناب نهيِه وإقامِ الصلاة وإيتاءِ الزكاةِ وحربِ الربا ونبذِ الظّلم وإيقافِ وسائلِ الرّذيلة ودُعاتها والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر؛ لتسلَمَ سفينةُ المجتمَع وتُرَمَّم خروقُها وتسَدَّ ثقوبها، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، وإلاّ فإنّ فشوَّ المنكراتِ وإعلانَها مؤذنٌ بسيلِ عذابٍ قد انعقَد غَمامُه ومُؤذنٌ بليلِ بلاءٍ قد ادلهمَّ ظلامه، فبادِروا بتوبةٍ نصوح ما دام في العُمر فسحة والباب مفتوح، وأكثِروا من الاستغفار فبِه تُستَجلَب رحمة الله، لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل:46]، وقد قال نوح عليه السلام لقومه: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10-12]، وقال هودٌ عليه السلام: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [هود:52].

    عبادَ الله، أما وقد خَرجتُم تستغيثونَ وتستَسقون فأظهِروا الحاجةَ والافتقارَ، واعقِدوا العزم والإصرار على اجتنابِ المآثِم والأوزارِ، وقد روَى أهل السنَن وأحمد عن ابن عباسٍ رضي الله عنه أنَّ النبي خرج للاستسقاءِ متذلِّلاً متواضِعًا متخشِّعًا متضرِّعًا[5]، والله تعالى أمر بالدعاءِ ووعَد بالإجابة وهو غنيٌّ كريم سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].

    فاستغفِروا وادعوا، وأبشِروا وأمِّلوا، وارفعوا أكفَّ الضّراعة إلى الله مبتهلين.

    الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمنِ الرحيم، ملِك يوم الدّين، لا إله إلاّ الله يفعل ما يرِيد، لا إلهَ إلا الله الوليّ الحميد، لا إله إلا الله غِياثُ المستغيثين وراحِم المستضعفين، نستغفِر الله، نستغفِرُ الله، نستغفِر الله الذي لا إلهَ إلاّ هو الحيّ القيوم ونتوب إليه.

    اللّهمّ أنت ربّنا، لا إلهَ إلا أنت، خلقتَنا ونحن عبيدك، ونحن على عَهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شرِّ ما صنعنا، نَبوء لك بنعمتِك علينا ونبوء بذنوبنا، فاغفر لنا فإنّه لا يغفِر الذنوب إلا أنت.

    لا إلهَ إلاّ أنت سبحانك إنّا كنا من الظالمين، لئن لم يَرحمنا ربُّنا ويغفِر لنا لنكوننّ من الخاسرين، ربّنا ظلَمنا أنفسنا وإن لم تغفِر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين، ربنا لا تؤاخِذنا إن نَسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملتَه على الذين من قبلنا، ربَّنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به، واعفُ عنا واغفِر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

    اللّهمّ اغفر لنا ما قدّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وأعلنّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت. نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفِر الله.

    اللّهمّ أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهمّ أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغثنا، غثيًا هنيئًا مَريئًا غَدَقًا طبَقًا مجلِّلاً سحًّا عامًّا دائمًا نافعًا غيرَ ضار عاجلاً غير آجل، اللّهمّ تحيي به البلادَ وتسقِي به العبادَ وتجعله بلاغًا للحاضِر والباد، اللهم اسقِ عبادك وبهائمَك وأحيِ بلدَك الميت، اللهمّ سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، اللهمّ سقيا رحمة، لا سقيا عذابٍ ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللّهمّ إنَّ بالعباد والبلادِ مِنَ اللواء والجَهد والضّنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبِت لنا الزرع وأدِرَّ لنا الضّرع وأنزِل علينا من بركاتك، اللّهمّ ارفَع عنا الجهدَ والجوعَ والعُري، واكشِف عنا من البلاءِ ما لا يكشفه غيرك.

    اللّهمّ إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا. اللّهمّ إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنّا بذنوبِنا فضلك. اللهم أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوّةً لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين. اللّهمّ أسقِنا الغيثَ وآمِنّا من الخوف ولا تجعلنا آيسين ولا تهلِكنا بالسنين واغفِر لنا أجمعين واكشِف ما بالمسلمين من بلايا يا أرحم الراحمين.

    ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار.

    هذا وصلّوا وسلِّموا على الرحمةِ المهداة محمّدِ بن عبد الله، فقد أمركم الله تعالى بذلك فقال جلّ من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

    اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزد وبارك على عبدِك ورسولك محمّد وعلى آلِه وصحبه أجمعين.

    عبادَ الله، اقتَدوا بسنّةِ النبيِّ ، فقد كان يقلِب رداءه حين يستسقي[6]، وتفاؤلاً بقَلب حالِ الشّدّةِ إلى الرخاء والقحط إلى الغيث، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابةِ.

    ربَّنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.


    ---------------------------------------------------

    [1] صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء (933، 1033)، صحيح مسلم: كتاب الاستسقاء (897).

    [2] أخرجه سعيد بن منصور (236)، وابن جرير في جامع البيان (2/54، 55) بنحوه.

    [3] أخرجه ابن جرير في جامع البيان (14/126)، والبيهقي في الشعب (7479).

    [4] سنن ابن ماجه: كتاب الفتن، باب: العقوبات (4019)، مستدرك الحاكم (4/540)، وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير (12/446) والأوسط (5/62)، والبيهقي في الشعب (3/197)، قال الهيثمي في المجمع (5/318): "رجاله ثقات"، وصححه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (106).

    [5] مسند أحمد (2039)، سنن أبي داود: كتاب الصلاة (1165)، سنن الترمذي: كتاب الجمعة (559)، سنن النسائي: كتاب الاستسقاء (1489)، سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة (1266) نحوه، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححـه ابن خزيمة (1408)، وابن حبان (2862)، وابن الجارود (253)، والضياء في المختارة (9/501)، والنووي في المجموع (5/67)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1032).

    [6] سنة قلب الرداء أخرجها البخاري في الاستسقاء (969)، ومسلم في الاستسقاء (1489) من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.
    __________________
    ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128].منقول

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: من يريد الأجر فليتفضل

    خطبة الاستسقاء ليوم 29/8/1423هـ - الشيخ عبدالرزاق العباد












    الحمد لله العزيز الغفار يبسط يده بالنهار ليتوب مسيءُ الليل ويبسطُ يده بالليل ليتوب مسيء النهار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار خير من دعا الله وخير من أمر بالاستغفار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار ومن اتبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار
    أما بعد: أيها المؤمنون عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى اتقوا الله جل وعلا وراقبوه وتعرَّفوا إليه سبحانه وتعالى في الشّدة والرّخاء و في السراء والضراء واعلموا رحمكم الله أنكم محتاجون إلى الله جلّ وعلا من كل وجه لا غنى لكم عنه سبحانه طرفة عين يقول الله جل وعلا: ﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز﴾ فاطر: ١٥ – ١٧

    عبادَ الله إن حاجة الناس إلى الله وافتقارَهم إليه واضطرارهم إليه سبحانه هو في كل أحوالهم وجميع شؤونهم لا غنى لهم عن ربهم ومولاهم أمَّا الله جل وعلا فهو الغني الحميد لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ولا ينفعه استغفار من استغفر ولا شُكْرُ من شَكَر ولا يضره إعراض من أعرض ولا كفر من كفر فهو الغني الحميد سبحانه فتذلَّلوا إلى الله وأظهِروا فقركم إليه سبحانه واعرضوا عليه فاقتكم وألِحُّوا عليه بالدعاء والسؤال فإن الخلق كلَّهم لا غنى لهم عن الله جلَّ وعلا.

    عبادَ الله إنكم لتعلمون ما يحصل من الضرر بتأخر الأمطار وقِلَّةِ نزولها وما يترتَّب على ذلك من نقص في الثِّمار والزّروع والماشية فإن الماء هو مادة حياتها كما قال الله جل وعلا: ﴿وجعلنا من الماء كلَّ شيء حي﴾ الأنبياء: ٣٠ فالمخلوقات بحاجة إلى الماء وبحاجة إلى المطر وضرورتها إلى المطر ونزول الغيث أعظم الضرورة وأشد الحاجة.

    عباد الله وقد ندب الله عز وجل عباده إذا قلَّتْ فيهم الأمطار وحصل عندهم الجدب والقحط أن يفزعوا إلى الله جل وعلا بالصلاة والصّدقة والنّدم والتوبة والاستغفار وأخبر جل وعلا أن خزائنه ملأى لا يغيضُها نفقة فهو سبحانه بيده أزِمَّة الأمور لا مُعقِّب لحكمه ولا راد لقضائه: ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾ فاطر: ٢ وقد بين الله جل وعلا في كتابه العزيز عظم شأن الاستغفار والتوبة إلى الله وأنه سبب لنـزول الخيرات وتوالي البركات ونزول العطايا والهبات من الله تبارك وتعالى قال جل وعلا عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ نوح: ١٠ – ١٢

    عباد الله إن شأن الاستغفار عظيمٌ وبركاته على الخلق لا تعد ولا تحصى خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالناس للاستسقاء فلم يزد في استسقائه على الاستغفار فقيل له في ذلك قال لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر وجاء رجلٌ إلى الحسن البصري رحمه الله يشكو إليه الفقر فقال استغفر الله وجاءه آخر يشكو إليه جفاف بستانه فقال له استغفر الله وجاءه ثالثٌ يشكو إليه عدم الإنجاب فقال له استغفر الله فقيل له في ذلك فقال لم أزد على ما جاء في كتاب الله ثم تلا قول الله جل وعلا: ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفَّارًا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾نوح: ١٠ – ١٢

    عباد الله إن احتباس المطر وقلّة الماء وقلّة نزول الغيث وغير ذلك مما قد يَحلُّ بالناس من مصائب ومؤلمات سبب ذلك هو الذنوب والمعاصي وكل بني آدم خطّاء وخير الخطَّائين التوابون فلنتذلَّل بين يد الله جل وعلا ولنلازم التوبة والاستغفار والندم على التفريط والتقصير ولنكثر من الاستغفار فإنه سبب لنـزول الخيرات وتوالي البركات وتعدد الهبات اللهم اغفر لنا ذنوبنا يا حي يا قيوم اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت اللهم اغفر لنا ذنبنا كلَّه دِقَّه وجِلَّه أوله وآخر سرّه وعلنه اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين اللهم اغفر لنا يا حيُّ يا قيوم اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ونسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت يا من وسعت كلَّ شيء رحمة وعلما يا من يجيب دعوة المضطر إذا دعاه يا مغيث الملهوفين ويا جابر الكسير ويا من بيده أزمة الأمور اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا اللهم أعطنا ولا تحرمنا اللهم زدنا ولا تنقصنا اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا هنيئًا مريئًا سحّا طبقا نافعا غير ضار عاجل غير آجل اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم انشر رحمتك في البلاد والعباد يا رب العالمين اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا عبادَ الله اقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم بقلب الرداء تفاؤلا بتغير الأحوال وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.منقول

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •