تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شرح المنظومة البيقونية -مقدمات و تمهيد-

  1. #1

    افتراضي شرح المنظومة البيقونية -مقدمات و تمهيد-

    بسم الله الرحمان الرحيم
    تمهيد
    الحمد لله رب العالمين و به تستعين و نصلي و نسلم على نبيه الكريم و على أله وصحبه و سلم تسليما كثيرا, وبعد
    فهذه دراسة حديثية في مصطلح الحديث ,أقدمها للطلبة المبتدئين لمن اراد ان يضع قدمه الأولى في هذا العلم الشريف قد كتبتها منذ فترة , و من المعلوم ان جل أعمالنا و أقوالنا في الدعوة الى الله تعالى و الوعظ و الإرشاد مبنية على نصوص الوحيين, ولهذا من الضروري معرفة مبادئهما العامة, لأن الجهل بهما يوقع صاحبه في أخطاء و زلات قد تصل الى الحرمة , و دراسة علوم الحديث بأقسامه الثلاثة, مصطلح الحديث و دراسة الأسانيد و معرفة العلل تعد حصنا منيعا لعدم الوقوع في الزلل و ينير معالم الحديث رواية و دراية لطالب العلم او للمتعامل مع الأحاديث عموما , و قد اخترت منظومة البيقوني فهي مع قصرها إذ لا تتعدى أبياتها الأربع و ثلاثين بيتا الا أنها بديعة النظم سهلة الاستعاب فهي تحمل في طياتها من مصطلحات الحديث التي يحتاجها المبتدي و لا يستغني عنها المنتهي , وان كنت قد أعلنت في ما سبق أني اخترت الموقظة الا أني بعد تفكير و استشارة احد طلبة العلم من الأحباب له أسبقية عني في هذا العلم , اتضح ان الموقظة و ان ألمت بجل انواع المصطلح على خلاف البيقونية الا أنها صعبة الحفظ وشرحها يحتاج الى بسط موسع و في المقابل البيقونية سهلة الحفظ عذبة السياق كما سنرى أثناء شرحنا لها
    إلا انه ما قد يعاب عليها ان صاحبها أهمل كثيرا من انواع علوم الحديث فانه لم يزد على الأربع و ثلاثين نوعا و هذا مقارنة مع ما ذكر في كتب المصطلح قليلة فقد ذكر السيوطي ان أنواعه كثيرة وان ابن الصلاح ذكر منها خمسة و ستين نوعا واتبعه في ذلك النووي في التقريب([1])وحتى المنظومات الأخرى كألفية العراقي او ألفية السيوطي ذكروا جل انواع المصطلح و مما يعاب عليه ايضا عدم الترتيب بين انواع المصطلح الذي قد يشوش على الطالب التلفيق بين بعض الأنواع التي لها تلازم فيما بينها مما اضطرني الى زيادة تلك الأنواع في أماكنها التي تناسبها
    وقد اخترت في شرحها منهجية تجمع بين الأسلوب التقليدي و الأسلوب الأكاديمي بدون الإخلال بأصول المنهجين فرأيته الأوضح و الأسهل للمبتدئ وسأذكر في الحواشي تأصيل المصادر و بعض الفوائد و الفرائد للتخفيف على جفاف المادة , فلا نطيل عليكم في تذييل المقدمة فقد أردت من خلالها فتح الباب على هذا العلم فقط و الله اسأل ان تكون خالصة لوجهه الكريم انه قريب مجيب و صلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
    مقدمات لابد منها :
    نصيحة
    نصيحتي لي و للأحباب، أن يخلصوا لله النية، ويتضرعوا إلى الله تعالى دائما دون انقطاع، ويرجوا منه الصحة والعافية والسلامة والتوفيق وسداد الخطوات ونجاح الجهود، ويحاولوا بقدر الإمكان أن يهيئوا أنفسهم من خلال طلبهم لعلم الحديث، كخطوة أولى في مجال التكوين، وحفظ المتن وما فيه من المصطلحات أو القواعد، ومن لم يفهم شيئا ما فيعلمني به ؛ إذ الهدف من هذه الحلقات هو تهيئة النفس لدراسة علوم الحديث مؤصلة
    قال الكتاني([2])أما بعد .. فإن العلم الذي لا بد منه لكل قاصد، ولا يستغني عن طلبه عالم ولا عابد، علم الحديث، والسنة، وشرعه الرسول صلى الله عليه و سلم لأمته، وسنته:

    ديـــن النبي وشرعه أخباره وأجـــل عــلـــم يقـــتفى آثــاره

    من كان مشتغلا بها وبنشرها بــيـــن الـــبرية لا عـفت آثاره

    يقول أبو يوسف القاضي: "العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك وأنت إذا أعطيته كلك من إعطائه البعض على غرر" ([3]).
    هنا أمر آخر مهم للغاية، وهو ما يتصل بسلوك الطالب؛ فمثلا؛ لما تتبين له الإجابة ويتم حل الإشكال، سواء عن طريق هذا الشرح أو بناء على جهده الشخصي، وأصاب الحق في ذلك، فعليه أن يحمد الله تعالى ويشكره فهو ولي الإنعام و الا فضال سبحانه و تعالى
    وما أجمل وصية خالد بن يحيى بن برمك لابنه، عندما قال له: (يا بني، خذ من كل علم بحظ، فإنك إن لم تفعل جهلت، وإن جهلت شيئاً من العلم عاديته، وعزيز علي أن تعادي شيئاً من العلم) ([4]).
    وأريد ان أنبه نفسي و إياكم بأمر مهم و هي ان لا يكون العلم عموما عبارة عن معلومات مبتورة من روح الأعمال و الاستقامة على أمر الله قال سفيان الثوري: (العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل) ([5]).
    اغتنام الأوقات المناسبة في اليوم للحفظ والمذاكرة وهذا أمر يختلف فيه الأشخاص، باختلاف أحوالهم وظروف طلبهم للمعاش وغير ذلك. غير أن الذي يذكره أهل التجربة، هو أن أفضل الأوقات للحفظ و المطالعة: الليل عموماً، والفجر ، ويخصون من الليل آخره وهو وقت السحر، بشرط أن يكون طالب العلم قد نام من أول الليل، وأخذ حاجته من النوم.

    ومن جميل الوصايا في ذلك، ما ذكر من أن المنذر قال للنعمان ابنه "يا بني، أحب لك النظر في الأدب بالليل، فإن القلب بالنهار طائر، وبالليل ساكن، وكلما أوعيت فيه شيئاً علقه" ([6]).
    فتعقب الخطيب البغدادي هذه الوصية بقوله "إنما اختاروا المطالعة بالليل لخلو القلب، فإن خلوه يسرع إليه الحفظ، ولهذا لما قيل لحماد بن زيد: ما أعون الأشياء على الحفظ ؟ قال: قلة الغم. (قال الخطيب( وليس تكون قلة الغم إلا مع خلو السر وفراغ القلب، والليل أقرب الأوقات إلى ذلك" ([7]) .
    وقال إسماعيل بن أبي أويس: "إذا هممت أن تحفظ شيئاً، فنم، ثم قم عند السحر، فأسرج، وانظر فيه، فإنك لا تنساه – بعد إن شاء الله") [8]( .
    وانظروا يرحمكم الله الى ماذكره علي بن المديني حيث قال: ستة كادت تذهب عقولهم عند المذاكرة: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، و وكيع، وابن عيينة، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق ؛ من شدة شهوتهم له. وتذاكر وكيع وعبد الرحمن ليلة في المسجد الحرام، فلم يزالا حتى أذن المؤذن أذان الصبح " ([9]).
    ومن فوائد المذاكرة أيضاً ومن آدابها: إفادة طلبة العلم بعضهم بعضا، وفي ذلك استعجال لأجر وثواب التعليم، قبل بلوغ الدرجة التي يحق فيها لطالب العلم جلوس مجالس المعلمين. وما أدرى طالب العلم ؟ لعله يموت قبل أن يصل إلى أن تتحلق حوله الطلبة!!.
    يقول عبدالله بن المبارك: "إن أول منفعة الحديث: أن يفيد بعضكم بعضاً" ([10]).
    ويقول الإمام مالك: "بركة الحديث: إفادة بعضهم بعضاً" ([11]).

    و من الفوائد يقول الأستاذ حمزة المليباري حفظه الله تعالى : وعلى كل فإن الطالب المبتدئ ينبغي أن يكون همه عند دراسة أي كتاب ابتداء هو التمهيد، أكثر من هدف التحصيل والمعرفة المباشرة. ولذا فإنه ينبغي أن يختار أولا كتابا مختصرا وبذلك يتحقق غرضه، ألا وهو تمهيده إلى التحصيل وإعداده للمعرفة، وتهيئته للتفكير. وكلما يكون الكتاب الذي يبتدئ به أسهل وأوجز يكون أفضل.
    ومن المعلوم أن جميع الكتب في علوم الحديث تدور حول فلك واحد، وأي كتاب قرأته وجدت فيه التعريفات والأساليب نفسها عموما. ولا يفوتك شيء من الأساسيات والمصطلحات والتعريفات باختيارك هذا دون ذاك.
    ولذلك لا أريد أن أعين لك كتابا دون آخر. والغرض الذي نريد تحقيقه في مرحلة الابتداء هو التمهيد إلى التحصيل العلمي، وليس التحصيل العلمي مباشرة.
    وبعد ذلك يخطو الطالب خطوة خطوة نحو التحصيل العلمي، وذلك من خلال مقارنة بين أكثر من كتاب ثم يقوم بعرض ما فهمه من ذلك على الكتب التي تشكل تطبيقا عمليا لنقاد الحديث. وينبغي أن يكون ذلك على سبيل التدرج([12])
    هذه هي أهم وسائل حفظ العلم و الانتفاع منه، وأظهر أسباب تثبيته وعدم نسيانه و الله اعلم.

    شرف الحديث و أهله
    قال عبد الله بن المبارك ، ويزيد بن هارون ، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل ، والبخاري رحمة الله عليهم جميعا؛ قال هؤلاء الأئمة كلهم في بيان الطائفة المنصورة: (هم أصحاب الحديث) ([13]). بل عبارة الإمام أحمد، وقبله يزيد بن هارون: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم).
    و لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) ([14])، وذكر أهل العلم أن أسعد الناس بهذا الحديث هم المحدثون!
    قال ابن حبان بعد إخراجه هذا الحديث في صحيحه: (في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسوله صلى الله عليه وسلم في القيامة أصحاب الحديث، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه وسلم منهم) ([15]).

    ولله در القائل: ديـن النبي محـمد أخبــار نعم المطية للفتى الآثــار
    لا تخـدعن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهـار
    ولربما غلط الفتى سـبل الهدى والشمس بازغة لها أنـوار ([16]
    روى القاضي عياض([17])هذه الأبيات عن عبد الله بن المبارك :

    ما لذتي إلا روايـــــة مســــــــــند قـــــــد قيدت بفصاحة الألفــــاظِ
    ومجـــالس فيها عـــلـــى سكينة ومـــذكـــــــر ات معاشر الحـــفاظِ
    نالوا الفضيلة والكرامة والنهى مــــــن ربـهــــم برعاية وحــفاظِ
    علوم الحديث ثلاثة:
    1. مصطلح الحديث
    2. دراسة الأسانيد
    3. علم العلل
    و هي بالتسلسل, فلا يمكن للطالب ان يقدم على دراسة علم علل الحديث مع جهله لمعرفة الأسانيد ,فالنظر الى رجال السند و معرفة طبقاتهم و تراجمهم يسبق معرفة الخلل في مروياتهم و لا يمكن للطالب ان يقدم على دراسة الأسانيد وهو يجهل المصطلحات المبدئية التي يستخدمها الحفاظ و المحدثون في كلامهم عن الراوي او المروي , فدراسة مصطلح الحديث هي القاعدة الأولى التي لابد منها قبل النظر الى الأسانيد و الرواة
    معنى كلمة المصطلح .
    كلمة مصطلح مأخوذة من الصلح بمعنى ان أناسا إذا ما اتفقوا على شيء أي أقاموا الصلح فيما بينهم عليه فيتفقوا على عدم الإخلال به و مخالفته فسار ميثاقا عندهم وقد غاير بعضهم و بينه و بين علم الحديث فعلم الحديث اشمل واعم فمصطلح الحديث فرع من علم الحديث وقد يطلق عليه علم الحديث تجاوزا كما هو ظاهر في عناوين كتب صنفت في المصطلح فمصطلح الحديث هو العلم بالتعريفات العامة التي اتفق أهل الحديث على تحديدها في عمومها أما علم الحديث فهو أوسع و اعم فاذا أتينا الى أي كتاب في مصطلح الحديث و أخذنا نوعا من أنواعه لا نكاد نجد خلافا مع مصنف أخر الا في النزر اليسير فمصطلح الحديث اذا هو القواعد التي اتفق علماء الحديث على ضبط تعريفها و تحديدها عموما
    علم الحديث
    أفضل تعريفاته و أيسرها ما ذكره النووي في التقريب عن عزا لدين بن جماعة انه قال ))علم الحديث هو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند و المتن(( وهو بهذا يشمل المصطلح و دراسة الأسانيد و معرفة العلل
    إذا هو من علوم الآلة فلا يقصد لذاته انما وسيلة للتمييز بين الصحيح و غيره و هو خادم للعلوم كلها فإنما دخل الخلل على بعض أهل العلم في مؤلفاتهم عند استغنائهم عن علم الحديث او جهلهم له فالمخدوم دائما في حاجة الى الخادم و إذا استغنى عنه فسد أمره
    و كان الزهري رحمه الله يقول كما في حلية الأولياء 365/3 ))الحديث ذكر يحبه ذكور الرجال و يكرهه مؤنثوهم (( فالعبرة من كلام الزهري انه ينتفع به العقل الفحل و لو كانت أنثى و لا ينفع معه العقل الضعيف و لو كان ذكرا
    الا انه فيه نوع من الجمود في مادته لهذا المداومة في طلبه عزيزة حتى قال شعيب بن حرب ))كنا نطلب الحديث أربعة آلاف فما أنجب منا الا أربعة(( ذكره الخطيب في الجامع فلنصبر و نصابر في طلبه لأنه من رحمة الله تعالى ربط صعوبة طلبه بلذة يجدها الطالب عندما تطول دراسته له قال الثوري ان فتنة الحديث اشد من فتنة الذهب و الفضة ذكره الخطيب في شرف أهل الحديث
    وعلم الحديث ينقسم الى قسمين
    · علم الحديث رواية هو مجرد رواية الحديث كقولهم حدثنا فلان عن فلان
    · علم الحديث دراية هو البحث في السند و المتن من حيث القبول و الرد
    تنبيه : قد يظن البعض ان علم الحديث رواية اختص بها أصحاب زمن التدوين أي زمن الزهري و مالك و طبقته و ان علم الحديث دراية اختص بها النقاد الذين أتوا في ما بعد كالإمام احمد و علي بن المديني و ابي زرعة و طبقتهم و هذا خطأ فعلم الحديث رواية و علم الحديث دراية وجدا في زمن واحد فكان الأولون قد اعتنوا برواية الحديث كما اعتنوا بدرايته بل كان ذالك في زمن الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا رواة للحديث و كانوا في نفس الوقت يسألون عن الراوي عمن أخذه وهكذا كان شعبة و غيره ايضا في الزمن الأول ويقبلون الحديث و يردونه على قواعدهم و حتى في زمننا هذا في دراسة الحديث ندرس المصطلح و كل ما يتعلق بقواعد الحديث ثم أو في نفس الوقت ندرس كتب الحديث رواية كالصحيحين و الأربعة و هكذا و الا فما الفائدة من دراستنا للمصطلح و دراسة الأسانيد و معرفة العلل ?
    البيقوني صاحب المنظومة
    هو الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن فتوح البيقوني نسبة الى بيقون قيل أنها من قرى أذربيجان الدمشقي الشافعي المتوفي في 1080هج الموافق ل 1669م و لا اثر على تاريخ ولادته هذا على الصحيح الذي جزم به الشيخ عطية الأجهوري (ت:1190هـ) حيث قال في حاشيته على شرح الزرقاني على البيقونية ص(6) ما نصه: ( وجد بهامش نسخة عليها خط الناظم ما نصه: [واسمه الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن فتوح الدمشقي الشافعي).
    ففي عموم كلام من شرحوا هذه المنظومة عرجوا على ترجمة صاحبها بأنها مبهمة و لم يقفوا على تفاصيل ترجمته فاختلفوا في اسمه اهو طه ام عمر و لم يقفوا على أسماء شيوخه و لا تلامذته وهذه عادة جنح إليها بعض أهل العلم في نوع من المبالغة في الإخلاص على غرار ابن الاجروم صاحب الاجرومية في النحو فبرغم شهرتها الا انه لا يعرفه احد فعلى العموم اشتهر البيقوني بمنظومته واشتهرت منظومته باسمه و تداولها الطلبة بالحفظ و الفهم و أهل العلم بالشرح و العناية
    معنى المنظومة
    الكلام عند العرب إما ان يكون نظما او نثرا فالنظم ان كان الكلام شعرا و النثر ان كان كلاما عاديا الذي يتداوله الناس فيما بينهم و كلاهما يسمى متنا و هذا المتن الذي نحن بصدد شرحه ألفه صاحبه علي طريقة النظم أي الشعر وهي من بحر الرجزووزنه
    مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
    وهو بحر كثيرة أوزانه ، متعددة ضروبه وهو عَذب الوزن ؛ إذ هو من البحور ذات التفعيلة الواحدة ، مكررُها كما أن في كثرة زحافاته مجالاً لإرادة التصرف في الكلام ، وسعةً في إقامة الجمل وهذا من غير شكّ تارك للناظم الفرصة واسعة في النَّظْم والتصرف في التعبير بحسب متطلبات المعنى ، ولَمَّا كان النظم في المتون العلمية في مسيس الحاجة لهكذا سعة في الجوازات, فلا نطيل الكلام في جزئياته فسنذكر بعض مسائله عند الحاجة في الشرح ففي مقامه تتضح معالمه ان شاء الله
    شروح البيقونية
    للبيقونية شروح عدة منها المخطوط والمطبوع و المسموع و أفضلها على ما قرأته من المطبوع و الله اعلم شرح النبهاني و حاشية الأجهوري على شرح الزرقاني
    و لهذه المنظومة مميزات منها سهولة العبارة و قلة الأبيات مما يسهل على الطالب حفظها واحتوائها الكثير من انواع علوم الحديث و كما قيل من حفظ المتون فقد جمع الفنون
    نكتفي بهذا القدر انما أردت من هذه المقدمات تهيئة النفوس قبل البدء في شرح هذه المنظومة فاطلب من الطلبة استحضار نفسيا لهذه المبادئ و الآداب مع كل شرح حتى تعم الفائدة كما كان سلفنا علم عمل دعوة نسأل الله العلي القدير رب العرش المجيد بأسمائه الحسنى و صفاته العلى ان ينفعنا بما تلقينا و يرزقنا الاستقامة على أمره و الدعوة الى دينه على نهج نبيه أينما كنا انه اكرم الأكرمين
    بداية الشرح ستكون الأحد القادم ان شاء الله تعالى بعد العصر بتوقيت مكة المكرمة

    ([1]) تدريب الراوي للسيوطي1/53 دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1979

    ([2]) الرسالة المستطرفة للكتاني ص 21-

    ([3]) انظر: شرف أصحاب الحديث، للخطيب ، الطبعة الأولى، نشر دار إحياء السنة النبوية (رقم 1570).

    ([4]) جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 853).

    ([5]) جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 1274).

    ([6]) الجامع للخطيب (رقم 1872).

    ([7]) المصدر السابق (رقم 1872).

    ([8]) المصدر السابق (رقم 1873).

    ([9]) المصدر السابق (رقم 1899)، بتصرف يسير.

    ([10]) المصدر السابق (رقم 885).

    ([11]) المدخل إلى السنن للبيهقي (رقم 1493)، ولابن معين عبارة نحوها في الجامع للخطيب (رقم 1494).

    ([12]) من ملتقى أهل الحديث مع الدكتور المليباري التي بدأت في ديسمبر 2002م و انتهت في يونيو 2003م

    ([13])الجامع للخطيب (رقم 46 – 51).

    ([14]) أخرجه الترمذي وحسنه (رقم 484)، وابن حبان في صحيحه (رقم 911) ؛ وحسنه وصححه غير ما واحد من الأئمة، كما في تخريج الإحسان، والمعجم الكبير للطبراني (10/21 رقم 9800)

    ([15]) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (رقم 911)

    ([16]) شرف أصحاب الحديث للخطيب (رقم 163).

    ([17])الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص 41، 42

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: شرح المنظومة البيقونية -مقدمات و تمهيد-

    جزاك الله كل خير ..،،،
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •