كان هناك يوما
رجلا أسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب
فأستشعر الرجل عظمة ما أرتكبه من جرم في حق الله
فقرر أن يذهب إلى حكيم القرية ودار الحوار بينهما
الرجل : استحلفك بالله أيها الحكيم أن تغيثني مما أنا فيه
الحكيم : تماسك أيها الرجل وقص لي قصتك
الرجل : أسرفت على نفسي من المعاصي والذنوب وكلما أردت إن أتوب أعود للمعاصي مرة أخرى فما السبيل أيها الحكيم
الحكيم : أممم..... أن إيمانك ضعيف أيها الرجل وأنت بحاجة لتقويته.
الرجل : أقوى ايمانى كيف أيها الحكيم ...بالله عليك أخبرني
الحكيم : ألم تعلم يا أخي إن الإيمان يزيد وينقص... يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
الرجل : أعلم أيها الحكيم ولكن..
.
الحكيم : اصبر أيها الرجل ألا تريد الشفاء
الرجل : بلى
الحكيم : خذ هذه الرسالة وأقرأها جيدا وبعد ذلك عد إلى.
الرجل : إذا هات الرسالة
الحكيم : الرسالة هي .............................. .................... .
(( المشكلة ))
أن الشباب كل الشباب يحبون الله و الرسول و يحبون التوبة و لكن كلما أعلن أحدهم التوبة لله عز وجل عاد للمعصية و يرجع ذلك لعظم داعي الشهوة في نفسه و ضعف داعي الإيمان في قلبه
جائتنى فكرة حل المشكلة من أن الإيمان يزيد و ينقص و أنه يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي
(( فكانت الفكرة )) :
( أن الشاب يحرص على عمل الطاعات السهلة و الإكثار منها و يحرص على ترك المعاصي السهلة و البعد عنها و يحاول في الصعب.)
لو مشى الشباب على هذه الخطة لوجدوا أن طاعاتهم زادت و معاصيهم قلت و بذلك يزيد الإيمان في قلوبهم و لو زاد الإيمان في قلوبهم و كبر فلن تستطيع فتن الشهوات أن تنال منهم و تأخذهم ولأستقامو على أمر الله يفعلون كل أمر و يتركون كل نهى
الطاعات السهلة كثيرة مثل ذكر الله عز و جل و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الخلق :
لو حرص الشاب على ذكر الله مع كل نفس فذكر الله سهل على اللسان و ثقيل فى الميزان فليس أثقل في الميزان من لا إله إلا الله و حسن الخلق و بحث عن الطاعات السهلة و أكثر منها لكان نتيجة لذلك أن يزيد إيمانه
مثلا من يصلى فى البيت ممكن يصلى في المسجد و يا خد سبعة و عشرون ضعف الأجر و أجر المشي للمسجد
و من يصلى فى المسجد و لكنه يأتي فى الركعة الثانية لو بكر و دخل المسجد مع الأذان لأدرك السنة القبلية و الصف الأول و تكبيرة الإحرام و لا يخفى ما فى هذه الثلاثة من الثواب العظيم يحصل عليه بمجرد التبكير خمس دقائق فقط للمسجد .
و هكذا لو بحث الشاب عن الطاعات السهلة لوجد منها الكثير
كذلك المعاصي السهل تركها لو تركها الشاب لن يجد مشقة فى تركها و لكن ذلك سيكون له تأثير كبير على إيمانه
و مثال المعاصي السهل تركها الكذب و الغيبة و الشتم و السب و سوء الخلق و النميمة والوقيعة بين المسلمين
و عقوق الوالدين و قطيعة الرحم كلها كبائر يفعلها الشباب ببساطه و دون النظر لأثرها الهدام على الإيمان فى قلوبهم
فالشاب مطلوب منه عدم اليأس من المعصية الصعب تركها قط بل يحرص على ترك المعاصي السهل تركها و يحاول فى الصعب و عدم اليأس من عجزه عن الطاعات الصعب فعلها قط بل يحرص على فعل الطاعات السهل فعلها و الإكثار منها و البحث عنها و يحاول فى الصعب و فى وقت بسيط جدا سيجد إيمانه قد كبر و أصبح يفعل من الطاعات ما كان يظن أنه مستحيل عمله و يترك من المعاصي ما كان يظن أنه من المستحيل تركه
كذلك يجب ان يحب الشباب ربهم و يعبدونه عبادة المحب فيذكرونه و يسبحونه مهما كان حالهم مع المعصية
فالمحب لو أخطأ فى حبيبه يعود إليه فورا و يعتذر و يبدى الأسف و الندم على ما كان منه من إرسائه أما ما يفعله الشباب الآن فهي معامله الشريك الذى إذا أخطأ يقول هذا ماعندى و أنا أحسن من غيري و قد قدمت لك كذا و كذا من الطاعات و فى هذا كفاية.. انتهت الرسالة
وبعد مرور يومين
جاء الرجل للحكيم قائلا :
جزاك الله خيرا أيها الحكيم فإني ألاحظ أن مستوى ايمانى ارتفع مرة واحدة وأنى أشهد الله اننى بدأت فى عمل :
دراسة جدوى للتخلص من الذنوب التي امتلاء قلبي بها حتى أعزز العلاقات بيني وبين الله
وسأحرص دائما على ذكر الله مادمت حيا
الحكيم : الحمد لله الذى هداك لهذا الخير العظيم الذى يغفل عنه معظم الناس
الحكيم : وآخر نصيحتي إليك( هذا دواء الداء و لا ينفع الدواء بمجرد العلم به بل يجب تعاطى الدواء والاستمرار عليه حتى يشفيك الله من دائك )
.......