تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 12 من 16 الأولىالأولى ... 2345678910111213141516 الأخيرةالأخيرة
النتائج 221 إلى 240 من 313

الموضوع: طرف ، وملح ، وفوائد

  1. #221
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الإمام الدارمي في سننه 1/100: أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول: من أوتي من العلم مالا يبكيه = لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ـ إلى قوله ـ يَبْكُونَ }.

  2. #222
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الصفدي في الوافي 2/82:
    أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال : ترافق القرطبي المفسر ، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث ، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان ، فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان !
    فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان : أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان ، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان ، ثم عادا ، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان ! وكرر ذلك الصياح !!
    فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت !
    ثم أن الباب فتح !
    وخرج منه رأس تيس !
    وجعل يصيح !
    فذاب القرافي خوفا ، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه ، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} ، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين ، وقال: يا سيدي تنح عنه ، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه !
    فقالا له: ما هذا ؟!
    فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد ، فاسترخصته ، واشتريته لنذبحه ، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان !
    فأفاق القرافي من حاله ، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا ، وإلا طارت عقولنا . أو كما قال .

  3. #223
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه رقم (3849) : باب القسامة في الجاهلية
    حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
    قال ابن حجر 7/156 : .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه؛ لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث.
    و قال ابن حجر 7/160 :
    وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: " كنت في اليمن في غنم لأهلي ، وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا ، وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق ، فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود ، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده ، فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه ، فحفروا لهما حفرة فرجموهما ، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم.

    وانظر القصة في : تاريخ دمشق 46 / 415 -416 وتهذيب الكمال 22/256 وسير أعلام النبلاء 4/159.

    ويشبه هذه القصة ما حكاه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 15/147:

    وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ الصَّادِقِينَ أَنَّهُ رَأَى فِي جَامِعٍ نَوْعًا مِنْ الطَّيْرِ قَدْ بَاضَ فَأَخَذَ النَّاسُ بَيْضَه وَجَاءَ بِبَيْضِ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ الطَّيْرِ فَلَمَّا انْفَقَسَ الْبَيْضُ خَرَجَتْ الْفِرَاخُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ فَجَعَلَ الذَّكَرُ يَطْلُبُ جِنْسَهُ حَتَّى اجْتَمَعَ مِنْهُنَّ عَدَدٌ فَمَا زَالُوا بِالْأُنْثَى حَتَّى قَتَلُوهَا وَمِثْلُ هَذَا مَعْرُوفٌ فِي عَادَةِ الْبَهَائِمِ .

    وأشار إليها في 11/545 .

    ويصحح من الموضع الأول إسناده القصة لأبي رجاء العطاردي ، ومن الثاني لأبي عمران ، والصواب في الموضعين : عمرو بن ميمون .

  4. #224
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/89:
    وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ :
    أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا !
    وَقَالَ : « إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ » .
    وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ :
    إحْدَاهُمَا : طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ .
    وَالثَّانِيَةُ : أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ .

  5. #225
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/99:
    وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا ، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا .

  6. #226
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
    [عند ذكر مجلس لهم في قرية « النعمة » مع بعض الأدباء قال: ]
    وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون ، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه : إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف ؟
    قلنا له : وما ذاك الموضع الشريف ؟
    قال : الخرطوم .
    قلنا : وأي شرف للخرطوم ؟
    قال : لأنه مذكور في القرآن ( سنسمه على الخرطوم ) فقلنا له : ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين .
    واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له ، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه] : هذا مغني اللصوص ، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص ، وهي قصة مشهورة حاصلها :
    أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق ، فقدمهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا ، فقال : لا تقتلوني ، فإني لست من اللصوص ، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد .
    فقالوا له : بم كنت تغنيهم ؟
    فقال : بقول الشاعر :
    عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
    فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي .
    [فقيل له: صدقت ! وأمر بقتله .]
    ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/131 للراغب .

  7. #227
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/481:
    [في ذكر معرض ذكره لفوائد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }]
    الرَّابِعُ : أَلَّا يعْتَدِى عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي بِزِيَادَةِ عَلَى الْمَشْرُوعِ فِي بُغْضِهِمْ أَوْ ذَمِّهِمْ أَوْ نَهْيِهِمْ أَوْ هَجْرِهِمْ أَوْ عُقُوبَتِهِمْ ؛ بَلْ يُقَالُ لِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ : عَلَيْك نَفْسَك لَا يَضُرُّك مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْت كَمَا قَالَ : { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ } الْآيَةَ . وَقَالَ : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وَقَالَ : { فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ } فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْآمِرِينَ النَّاهِينَ قَدْ يَعْتَدِي حُدُودَ اللَّهِ إمَّا بِجَهْلِ ، وَإِمَّا بِظُلْمِ ، وَهَذَا بَابٌ يَجِبُ التَّثَبُّتُ فِيهِ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِي نَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْعَاصِينَ .
    الْخَامِسُ : أَنْ يَقُومَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ مِنْ الْعِلْمِ وَالرِّفْقِ وَالصَّبْرِ وَحُسْنِ الْقَصْدِ وَسُلُوكِ السَّبِيلِ الْقَصْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ : { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } وَفِي قَوْلِهِ : { إذَا اهْتَدَيْتُمْ } .
    فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ تُسْتَفَادُ مِنْ الْآيَةِ لِمَنْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَفِيهَا الْمَعْنَى الْآخَرُ .
    وَهُوَ إقْبَالُ الْمَرْءِ عَلَى مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَإِعْرَاضُهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ كَمَا قَالَ صَاحِبُ الشَّرِيعَةِ : { مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ }
    وَلَا سِيَّمَا كَثْرَةُ الْفُضُولِ فِيمَا لَيْسَ بِالْمَرْءِ إلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِ غَيْرِهِ وَدُنْيَاهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ التَّكَلُّمُ لِحَسَدِ أَوْ رِئَاسَةٍ .
    وَكَذَلِكَ الْعَمَلُ فَصَاحِبُهُ إمَّا مُعْتَدٍ ظَالِمٌ ، وَإِمَّا سَفِيهٌ عَابِثٌ ، وَمَا أَكْثَرُ مَا يُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ .
    فَتَأَمَّلْ الْآيَةَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ ، وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا = وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ ، كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ ، وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً ، وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ ، وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ ، وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا } .
    وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ ، أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا فَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرِ إلَّا اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِأَمْرَيْنِ - لَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ - غُلُوٍّ أَوْ تَقْصِيرٍ .
    فَالْمُعِينُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَفَاعِلُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَزِيَادَةٍ مَنْهِيٍّ عَنْهَا بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَبَعْضِ الْمَأْمُورِ بِهِ ، وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ .

  8. #228
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    ذكر الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:
    تحت مبحث : التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم .
    قال الشيخ بكر حفظه الله :
    وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس : النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
    فقال الشيخ : « الناس مؤتمنون على أنسابهم » كما قال مالك رحمه الله تعالى .
    فأبنتُ له أن المراد فيه : اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه ، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة ؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما ؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن « البينة على المدعي » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ .
    فشكر ذلك وقد بينته في كتاب « فقه النوازل » المواضعة في الاصطلاح . والله أعلم . اهـ
    فائدة : قال الحجاوي في « منظومة الكبائر »:
    ومن يدعي أصلا وليس بأصله * يقول أنا ابنُ الفاضلِ المتَمَجِّدَ
    فيرغبُ عن آبائه وجدودِه * ولا سيما أنْ ينتسبْ لمحمدِ

  9. #229
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الخطيب البغدادي تاريخ بغداد 10/120:
    أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ، ويتقوت كل يوم بخمس حبات ، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة ؟
    ثم قال: أنا هو ، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن ! أيش أقول لمن زوجني ؟!
    ثم قال في أثر هذا : ما أريد إلا الخير.

  10. #230
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال في السخاوي « الضوء اللامع » 4/18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
    ... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ : لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً !
    وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له : « إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل » . رويناه في « معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي .

  11. #231
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج المزي 32/332:
    وقال محمد بن يزيد العطار: سمعت يقعوب بن سفيان يقول: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخا، احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قَلَّت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلا وأقرأ عليه نهارا، فلما كان ذات ليلة، كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا الكتب ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه، فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم أنت كئيب ؟ فقلت يا رسول الله ! ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك ، وعلى الانقطاع عن بلدي.
    فقال لي: أدن مني.
    فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب.

  12. #232
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/1060:
    فائدة نافعة
    كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها ، فينتقض ما بينهما من المودة ، وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة ، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي ، وذلك غلط فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد ، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية ، فسكرتها فوق سكرة القهوة [الخمر] بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه ، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط [فرعون] بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا ، ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه ، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل. وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون ( هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ) فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر ، وقال ( إلى أن تزكى ) ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو ، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ، ثم قال ( وأهديك إلى ربك ) أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك ، وقال ( إلى ربك ) استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا.
    وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ) فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ، ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال ( لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ) ولم يقل: لا تعبد ، ثم قال ( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك ) فلم يقل له: جاهل لا علم عندك ، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال : (جاءني من العلم ما لم يأتك ) ثم قال : (فاتبعني أهدك صراطا سويا ) .
    هذا مثل قول موسى لفرعون ( وأهديك إلى ربك ) ، ثم قال ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ) فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه . وقال : ( يمسك ) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ، ثم نَكَّر العذاب ، ثم ذكَر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار ، فأي خطاب ألطف وألين من هذا ؟
    ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: ( يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ) .
    ونظير ذلك قول نوح لقومه : ( يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) .
    وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأممهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده هو ألطف خطاب وألينه كقوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) الآيات ، وقوله تعالى ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ) وقوله ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) وتأمل ما في قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) من اللطف الذي سلب العقول
    وقوله تعالى ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ) على أحد التأويلين أي : نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذ أعرضتم أنتم وأسرفتم.
    وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) .اهـ

    وفي كتاب « الصداقة الصديق » لأبي حيان التوحيدي ص47:
    وقال المدائني : إذا ولي الصديق ، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء .

  13. #233
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/876:
    ... وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه ، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما ، فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن ، فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة ، ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق ، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره ، وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ ( والأرحامِ إن الله كان عليكم رقيبا ) بالجر أنه قسم .
    ومثل قول بعضهم في قوله تعالى ( وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام ) إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به .
    ومثل قول بعضهم في قوله تعالى ( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة ) إن ( المقيمين ) مجرور بواو القسم .
    ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير ، بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها ، ولا يجوز تفسيره بغير عرفه والمعهود من معانية ، فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ ، بل أعظم ، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين = فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها ، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم ، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي ، فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها ، وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه ، وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير ، فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله .

  14. #234
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/877:
    ... فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه !
    قلتُ: فهل يرتضي محصل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين ؟!
    هذه طريقة الخفافيش ، فأما أهل البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا ، وقليل ما هم
    ، ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى وأحرز من قصبات سبقه واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره ، فهو المصلي في هذا المضمار ، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب ، وإن لا حق إلا ما قاله وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه والمبرزون منهم ، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به .

  15. #235
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/1119:
    فائدة
    تأمل سر ( الم )كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر ، واللام من وسط مخارج الرحوف ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان ، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم ، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين ، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
    فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
    وهو : أن الألف البداية ، واللام التوسط ، والميم النهاية ، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما ، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة ، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته ، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر ، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
    وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي : الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق ، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف ، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ، فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ، وذكر الخلق ، وتكرير القول، ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين ، وقول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق ، والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب، والقرون ، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين ، وتشقق الأرض ، وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل ، والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق الوعيد ، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة ، وسر آخر وهو : أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
    وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم : أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم ، وهو: الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم ، فليتأمل اللبيب الفطن : هل يليق بهذه السورة غير ص ؟ وسورة ق غير حرفها ؟ وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف ، والله أعلم .

  16. #236
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الصفدي في الغيث المسجم 1/36:
    ويقال : إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة ، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله ، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية ، فرفعت إليه رقعة فيها :
    ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا ؟
    فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده ، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا !
    فعجب الحاضرون من سرعة جوابه .

  17. #237
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الصفدي في الغيث المسجم 1/67:
    ملحة
    إذا عجر الفقيه عن تعليل الحكم في المسالة قال : هذا تعبد ... وإذا عجر النحوي عن تعليل الحكم ـ أيضا ـ قال: العامل هنا معنوي ، كما تقدم ، وإذا عجر الحكيم عن تعليل شيء قال هذا بالخاصية ...

  18. #238
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    - في معجم الأدباء لياقوت 2/335:
    وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة ، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه ، وعنده بكر بن حبيب السهمي ، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه .
    فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز .
    فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني !
    فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب ؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة ، يريدون الحرة .
    قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود ، وهي اللابة ، وجمعها لابات ، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب ، وللمدينة لابتان من جانبيها ، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
    قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء ، والمحبنطيء بالهمز : العظيم البطن المنتفخ .

  19. #239
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    قال الشيخ علي الطنطاوي :
    ومما حدث لي أنني :
    لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس .
    فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و(نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا ؟ وقال لي وقلت له ...
    وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين ، وصورة من تهذيب الأخلاق .
    ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره ، فاستقال و(طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
    وصلت البصرة فدخلت المدرسة ، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي .
    فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس ، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد ، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي ، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
    فقلت : إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه ، ونسيت أني حاسر الرأس ، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي ، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا ، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت ؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل ؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح .
    وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه ، وأنا أسمع مبتسما .
    ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري ، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ ؟
    فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا ، بلهجة حلوة ، ولغة فصيحة . وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها ، وقابلت بينه وبين أبي تمام ، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي...
    والطلاب ينظرون مشدودين ، ممتدة أعناقهم ، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق ، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت ؟ ما اسمك ؟ قلت : علي الطنطاوي!
    وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه !
    روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه « من حديث النفس» ص118 .

  20. #240
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: طرف ، وملح ، وفوائد

    في سير أعلام النبلاء 8/289: (في ترجمة الإمام الحافظ هشيم بن بشير الواسطي )
    قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناء وكامخ(2)، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه في الفقه.
    قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره!
    فقال: متى أَمَّلت أنا هذا؟! قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.

    --------------
    (2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •