قال الأصمعي:
بينما أنا أسير في طريق اليمن، وإذا أنا بغلام واقف في الطريق، يمجِّد ربَّه بهذه الأبيات:
يا فاطرَ الخلقِ البديـعِ وكافــلًا....رزقَ الجميعِ، سحابُ جُودكَ هَاطلُ
يا مُسبغَ البرِّ الجزيلِ ومسبلَ السِّـ...ترِ الجميـلِ، عميمُ طَولِكَ طـائلُ
عظُمَتْ صفاتُـك يا عظيمُ! فجلَّ أنْ...يُحصِي الثنـاءَ عليكَ فيها قـائلُ
الذَّنـبُ أنتَ لـهُ بمنِّـك غـافرٌ...ولتوبـة العَاصِى بحلْمِكَ قابــلُ
رَبٌّ يربِّـي العـالـمينَ ببـرِّهِ...ونَـو الُـه أبـدًا إليـهِم واصِـلُ
تَعْصيهِ وهْوَ يسوقُ نَحوكَ دائمًا...مَـا لـا تكـونُ لبعضِـهِ تستاهِـلُ
مُتفضِّلٌ أبدًا، وأنـتَ لجـودِهِ...بقَبـ ئِـحِ العِصيـانِ منكَ تُقـابِـلُ
وإذَا دجَا ليـلُ الخُطـوبِ وأظْلمتْ...سُبُل الخلاصِ، وخابَ فيها الآمِـلُ
وَأَيسْتَ مـنْ وَجهِ النَّجاةِ، فمـالـهَا...سبـب ، ولـا يَدنو لها مُتنـاوِلُ
يَأتيكَ مِـنْ ألطافِـهِ الفـرجُ الـذي...لمْ تحتسبْهُ، وأنـتَ عنهُ غافِـلُ
يَا مُوجِدَ الأشياءِ، مَنْ ألـقى إلـى...أَبـوابِ غَيركَ فهْو غـرٌّ جَاهِـلُ
ومَنِ استراحَ بغَيرِ ذِكـرِكَ أَوْ رجَا...أحـدًا سِواكَ فَـذاكَ ظِلٌّ زائِـلُ
رأيٌ يُلِمُّ - إذا عَـرَتْـهُ مُلمَّـةٌ - ...بسِوَى جَنَابِكَ فهْوَ رأيٌ مَائِـلُ
عَمَـلٌ أُرِيــدَ بهِ سِـوَاكَ فَإِنَّـه...عَمَ ٌ - وإنْ زَعَمَ المُرائِي - بَاطِلُ
وَإذا رَضِيـتَ؛ فكلُّ شَيءٌ هَيِّـنٌ...وَإِذ حَصَلَتَ فكلُّ شـيءٌ حَاصِلُ
أَنَا عبدُ سُـوءٍ آبِـقٌ كَـلٌّ عَـلَى...مَوْلـا أَوزارَ الكَبائِـرِ حاَمِـلُ
قَد أثقَلَتْ ظَهرِي الذُّنوبُ، وسَوَّدَتْ...صُح فِي العُيُوبُ، وسِترُ عفوِكَ شَامِلُ
هَـاقَدْ أَتَيْتُ..وحُسْن ُ ظَنِّي شَافِعِي...ووَسا ِلِي: نَـدَمٌ، ودَمْـعٌ سَـائِلُ
فَاغْفِرْ لعَبْدِكَ ما مضَى، وَارْزُقْهُ تَـوْ...فِيقًا لما تَرْضَى؛ ففضْلُكَ كامِـلُ
وَافْعَلْ بهِ مَـا أَنْـتَ أَهْـلُ جميلِهِ...والظَّ نُّ كُلُّ الظَّنِّ أنَّـك فَاعِـلُ
"حياة الحيوان الكبرى" للدميري (2/145-155)، بواسطة "شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول" للجعيثن