بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
(التذكير بفوائد التطهير):
نَحْمَدُ رَبَّ الأرضِ والسماء * وَبَارئ النَّسْمَةِ وَالهَوَاءِ
على جزيل النعمة الموْفورَهْ * بها نفوس ذا الورى مسرورهْ
على النبي المصطفى المجتاب * صلاتنا والآل والأصحاب
بهم يتم العز للإسلام * دين الصفا والعفو والسلام
وبعد هذي تحفة منظومهْ *برقة ودقة موسومهْ
أسميتها يا صاح بالتذكير * مفيدة لطالب التطهير
السؤر في لسان العرب:
بقية الشَــيء تسمَّى السُّؤْرَا * فهَذّبِ العقْلَ وأغْنِ الفِكْرا
لكنْ يُرادُ بِهْ فُضُولَ الماء * من بعد شُرْب المرء في الإناء
أنواَعُهُ كُثْرٌ نَسُوقُ البَعْضَا * منها تُؤَدِّي يا أخِيَّ الغَرَضَا
سؤر ابنِ آدمْ طاهر ميْتاً وَحَيْ * لا يُؤْثِرَنْ حيض بها أو أي شَيْ
وَسُؤْرُ ما يُؤْكَلْ ألاَ اعْلمْ لحــْمُهُ * طاهِرْ لرأيٍ واحد ذا فَهْمُهُ
قال ابن مُنْذِرْ اجْمَع العِلمُ عَلَى * جَوَازِ شُرْبِه والوضوء بِه بلى
لعاب ذا المأكول قد تَوَلَّدَا * من طاهر اللحم بحكم حُدِّدَا
سُؤر الحِمار الأهْلِ والبِغَال * وجَارِحُ الطيْرِ فَبَلِّغْ سُؤْلِي
كالصقر والحدْأَهْ –كذا- سِبَاعِ * بهائِم كَالذّئبِ والضِّبَاعِ
والليثُ والنمر وكل ما انطوى * تحتهما آسَارُهَا احتما سَوَا[1]
لِكَون ذا التحرزمنها يُشَقْ * حَسْبُ امرئٍ من التُّقى ما يَستَحِقّْ
في شأنِ سُؤر الكلب والخنزير * فَهْوَ نَجِسْ قَوْلاً بلاَ تَحْوير
وذا خِلاَفاً لشذوذٍ قد أتى * لوهمهمْ عن مالكٍ قد ثبَتا
لقوله صلى عليه اللهُ * وسَلّمَا فيما جَرَى مَعْناهُ
إن كان في الإناء كلبٌ ولَغَا * فَليُغْسلَنْ سبعاً كَمَا قَدْ بَلَغَا
أُولاَهُ بالتُّرْبِ كَذَا بالرَّمْلِ * فََذا طَهورٌ للإنَا يَا خِلِّي
وجاءَ كَلب الصيد في استثناء * ماشِيَّةٍ حَرَاسَة يا رَائِي
لكنَّ في استثنائهم من أجْلِ * لعابهم نَظَرْ لِرَبِّ العقْلِ
حيث يصح في اقتنا وتربيَهْ * لا في سواهما فكن ذا ترويهْ
وسؤر هِرَّهْ ليس ذا نجاسهْ * فهي من الطّوّاف بالفراسَهْ
ورَغْمَ ذَا قَدْ صَحَّ أن الهِرَّهْ * إذا ولغْ فِي الصحْنِ يُغْسلْ مَرَّهْ
فصل في معنى النجاسات:
تعني النجاسَةُ القذَراهْ فاعْلمِ * يَاصَاحِبَ العَقْلِ النَّبِيهِ وافْهَمِ
إذ ينبغي للمسلم التّنَزُّهُ * عنها وغَسْلُ ما منها مَسَّهُ
أنواعها كثيرةٌ خُذْ بعضها * ولا تَرمْ في ذا الأمور نقضَهَا
وسائلُ البولِ خليلي دَنَسُ * كذا بِرازٌ ذاك أمر يُحدسُ
تطهيره يكون ذا بالغسلِ * وذلكم يَتِمُّ ذا كما يلى:
يُنْضَحُ من بَوْلِ الغلامِ الذَكرِ * من بولِ الأنْثَى يُغْسَلنْ في الأثَرِ
والنضح ما دام الغلام يَقتصِرْ * فيه على الرضاع يُجزى فادَّكِرْ
أما إذا أكَلْ بقصد التغذية * فَوَاجِبُ الغُسْل كما في الصَّبِيَهْ
واللهَ أدرى وحده بالحكمة * من ذاك وهو كاشف للغُمَّةِ
تطهير نَعْلٍ يقتضيهِ الدَّلْك * في الأرض بالتُّرْبِ الطهور يزكُو
تطهيرُ أرضٍ والفراشِ من غئطْ * صب المياه بمكانهْ مُرتَبِطْ
والبَوْلُ سَجْلٌ مُفعَمٌ بالماء * يُسْكَبْ عليه دونما إبطَاءِ
ألم تر إلى الكِلاَب والقطط * زمانَ طَه بالمَسَاجِدْ تَطَّلِطْ
تَبُول مُقْبِلَهْ ومُدْبرهْ بِهَا * فلا يرشون ندىً عليها
والمذيُ ماءٌ أبيضٌ قد سَلسَا * لزجْ ويَخْرجْ بالتفكرْ في النِّسَا
كذا مُلاعبَهْ لهنَّ أو: مرض * كذاك بردٌ لا يكون ذا فَيَضْ
وليس يَعْقُبُهْ فتُورٌ رُبَّما * ليس يُحِسْ خُروجَهُ فتى الحمَى
الودي حقيقته وحكمه:
ماءٌ ثَخينٌ لونُه بياضُ * يَخرج بعد البول ذا امتِعاضُ
وهْوَ نَجِسْ بلى لدى الجمهورِ * وليس ذا يَحتاجُ للتذكيرِ
المني حقيقته وحكمه:
ماءٌ يَسِحُّ دافِقاً بِلذَّةِ * ويوجِب الغسلَ، فكن ذا فِطنةِ
وهْوَ على الصحيح فاعلم، طاهرُ * ويُستحبُّ غسلُه ذا ظاهِرُ
دم الحيض حكمه:
نَجِسْ إذا أصاب ثوباً وَجبا * غسلُْهْ على الفور فأَجْلِ الرّيّبَا
لعاب الكلب حكمه:
نَجِسْ على المَشْهُرْ سواءٌ ما أُذِنْ * في كَسْبِه أو: غيرِه عن ذا أَبِنْ
أو: بين كلب البدو أيْ والحَضَرِ * ذا لِعموم اللفظ فلتَعتبِرِ
الميتة حقيقتها وحكمها:
ما مات حتفَ الأنفِ من غيرِ ذَكَهْ * نَجِسْ عَدا جَرادَةٍ أو: سَمَكَهْ
ما ليس لهْ دمٌ جَرى كالنحلِ * والبَقِّ والذباب بعد النملِ
كذا البراغِثْ عظْمُ مَيْتَهْ قرنُها * وظَفْرُها وشَعْرها وريشُها
الفأرة والجَلاَّلَة، حقيقتها وحكمها:
وفــارةٍ جلاَّلةٍ تلك التي * تأكلُ عِذْرَهْ عُدَّها في النجسةِ
سِوى إذا ما حُبِسَتْ حتى يَزُلْ * عنها اسم جلاَّلَهْ على هذا تَحِلْ
ولحمُ، وخمرٌ يُختلَفْ * في نَجْسِهَا فعنهما فلتنْصَرِفْ
نجاسةُ العينِ بها جمهورنا * فقد وردْ في شأنها مشهورنا
والقيءُ والصديدُ بعد القيح * ودم كلبٍ خِنزِرٍ ومُسْفَحِ
[1] طهارة تحدوهما حقا سَوا