الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ..
تأملتُ حالَ سلفنا الصالح في شهر الخير و البركات .. " رمضان الكريم " ، حيث كان أحدهم يفرُّ من مجالس أهل العلم و الحديث لقراءة كتاب الله و تدبّره ..
إنها الخلوة بالنفس و العزلة لطلب الزاد .. للاستكثار من الخيرات في أيامٍ معدودات .. قد لا تعود عليك بعد عامك هذا ..
و رغم فضل طلب العلم و شرف مجالسة أهله إلا أنهم كانوا يفرون .. ! أَ لأنهم أدركوا عظمة وقته و ساعاته ؟ .. إنه شرف الزمان .. فلا الأيام كالأيام ، و لا الليالي كغيرها ..
فالبدار .. البدار .. فكل ما حولك مختلف ، أفلا تختلف .. فترتقي في مسالك الطاعة و العبادة و التقرب من ربّ العباد .. ؟ فشمّر و نافس بل زاحم .. و انظر في دينك إلى من يعلوك ..
قال تعالى " .. فاستبقوا الخيرات " .
قال التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني : (( أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لنزاحمنّهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً )) .
و لعلك تقول : إنها الدعوة .. و لا ضير عليّ إن تصفّحتُ _ المنتديات _ و خالطتُ .. و لكني أقول : المخالطة تُشغل الذهن و القلب ، و قد تُغيّر بعض ما في النفس .. فمتى ستصفو ؟! إن لم يكن في رمضان فمتى ذلك ؟! ( باستثناء من يحتاجهم الناس بعد الله _ سبحانه و تعالى _ من العلماء .. )
فاحرص على ما ينفعك ، و استعن بالله .. " ، ألم تسمع بـ: " ألا كل شيء ما خلا الله باطل " ؟
بلّغكم الله رمضان بالتقوى و الغفران ، و ختم لكم بالعتق من النيران ..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أختكم : إيمان .