تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه ... وبعد :
    فإن مسالة عذر الجاهل المشرك قد أخذت حيزا كبيرا في النقاشات ،وقبل ذلك أخذت حجما كبيرا في نفوس الكثير من الإخوان ، وأذكر هنا أصلا في هذه المسالة اعتقد أنه يوضح وجهة نظر من يقول بالتفصيل في هذه المسالة خلافا لمن يطلق القول بالعذر بالجهل ...
    وهذا الأصل يرجع إلى أمرين :
    الأول : هو حقيقة الإيمان الكفر..
    والثاني : هو النصوص الواردة في المسالة ..
    -أما الأمر الأول وهو حقيقة الإيمان والكفر...
    -فالإيمان والكفر متقابلان بل إذا زال احدهما خلفه الآخر ، ولا يجتمع أصل الإيمان وأصل الكفرأبدا ، ولكن قد يجتمع شعبة من شعب الكفر مع أصل الإيمان فالكفر أصل ذو شعب ، كما قد يجتمع شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر فالإيمان أيضا أصل ذو شعب كما جائت بذلك الأحاديث لكن لا يجتمع الأصلان قط في قلب رجل كما أنه لا يخلو قلب رجل منها في آن واحد...
    - والكفر في اللغة الستر والتغطية
    - وشرعا أو اصطلاحا هو " ضد الإيمان"
    قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    ( والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء " اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك ) مجموع الفتاوى ( 20 / 86 )
    ومعنى قوله رحمه الله أن الكفر عدم الإيمان ،أن من لم يأت بالإيمان فقد كفر وهو على ضربين :
    - ضرب يأت بما ينقض الإيمان ،وهذا كمن يأتي المكفرات القولية والعملية
    - وضرب آخر لم يحقق الإيمان وإن لم يأت بما ينقضه ...
    فكل من لم يحقق الإيمان فقد لابس الكفر قطعا ..
    ولذا قال ابن القيم رحمه الله : ( والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ، والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به ، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم ، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل ..)
    فما لم يأت العبد بالإيمان فليس بمسلم سواء اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك...
    وكل ما يحيد بالمكلف عن تحقيق الإيمان فليس بعذر في كون صاحبه قد كفر أو أشرك على الحقيقة سواء كان جاهلا أو غير ذلك ، وإن كان قد يعذر في العذاب ...
    - الأمر الأخر وهو النصوص الواردة في المسالة ..
    فليس ثمة نص صريح يدل على عموم العذر بالجهل كما في الخطأ والنسيان والإكراه فالأدلة على ثبوت هذه الأعذار صريحة وقاطعة ومع ذلك فأصحاب هذه الأعذار لم تنتفي عنهم حقيقة الإيمان ولم يلابسوا الكفر بخلاف الجهل ...
    وكل ما يورد في المسالة لا يفيد العموم - وإن ادعوه - وليس فيه سوى نصوص أرجح ما يقال فيها أنها تخص ما جائت فيها ومثيلاتها مما لم يتعرض بنقض حقيقة الإيمان السالف ذكرها ...
    - هذان الأمران هما الأصل الذي ينطلق منه من يقول بالتفصيل في مسالة العذر بالجهل ...
    وعدم التكفير في كلام بعض أهل العلم لا يعني عدم الوقوع في الكفر وملابسته فهذا أمر وذاك آخر وللكلام بقية إن شاء الله
    والله أعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    جزاك الله خيرا" الشيخ السلفي و الذى لم افهمه من كلامك هو قولك:وعدم التكفير في كلام بعض أهل العلم لا يعني عدم الوقوع في الكفر وملابسته فهذا أمر وذاك آخر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    137

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    جزآكم الله خيراً،نرجو مواصلة حديثك بارك الله فيك.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    الحلقة الثانية
    في هذه الحلقة أتكلم عن الطرف الآخر في المسألة الذين يعذرون بالجهل واذكر بعض خصائصهم ومسالكهم وأسال الله التوفيق والسداد ..
    الذين يعذرون بالجهل يمكن أن ينقسموا إلى قسمين :
    الأول : ينطلق في تقرير المسألة من أدلة الشرع ونقولات أهل العلم ...
    الثاني : ينطلق من أصول فاسدة لمحاولة تأصيل المسألة ثم بعد ذلك يحمل الأدلة ونقولات أهل العلم على هذه الأصول ...
    القسم الأول يكاد يكون الخلاف معه قريب لأنه يحصر العذر في الجهل الذي يعجز المكلف عن رفعه وينزل المتمكن من العلم منزلة العالم ويسميه معرضا ويلحقه بالمعاند حكما في استحقاق الوصف والعقوبة ..
    ثم انه يتناول المسالة من الجهة الفقهية ويجعل الخلاف فيها واردا كغيرها من المسائل الاجتهادية...
    - القسم الثاني الخلاف معه ليس حول مسالة العذر بالجهل بقدر ما هو حول الأصول التي ينطلق منها لتقرير المسالة والتي بها تعظم مخالفته ويصعب التوافق معه أو تقريب وجهات النظر مالم يدع هذه الأصول أو على الأقل ( يفك الارتباط ) ..
    ومن هذه الأصول الفاسدة :
    - أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر...
    - أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
    - أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
    - أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
    - أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
    - أن العذر بالجهل عقيدة السلف ، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير...
    وهذا القسم على تفاوت بينهم في التمسك بهذه الأصول عند تقرير المسالة فمنهم من يلتزم جميع هذه الأصول ومنهم من يتمسك ببعضها لكن لا يخلوا احد من هذا القسم من التمسك بواحدة منها على حد علمنا ...
    ولا شك أن هذه الأصول تبعد بالمسالة أن تكون فقهية أو اجتهادية ، فغالب هذه الأصول الواحد منها كفيل بان يتهم المخالف فيه على إتباعه لمنهج أهل ا لسنة ...
    بخلاف القسم الأول الذي لا ينطلق إلا من أدلة الشرع في تقرير المسالة ، ومع ذلك فهو يجيز الاختلاف حول دلالات هذه الأدلة ويجعل للمخالف حظه من النظر والاجتهاد ، ولذا لا تجد شيئا من الشحناء أو الفرقة بينهم وبين من يخالفهم إلا أصحاب التعصب الأعمى للرجال...
    أصحاب القسم الثاني حيث يشعرون بضعف مأخذهم في المسالة أخذوا يحشدون الأدلة حشدا غير مبالين بأصول الاستدلال ولا بدلالات النصوص ، ولا مراتب الأدلة ، فالمفهوم كما المنطوق والنص كالظاهر والقطعي كالظني ، وهكذا حيص بيص الكل يتكلم والكل يستدل ،حتى وصل الأمر ببعضهم أنه اتهم موسى كليم الله بالجهل لأنه ألقى الألواح وعذره الله بالجهل ! ، ومنهم من اتهم إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء الموحدين وقدوة رسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام لما قال عن القمر هذا ربي...
    بل منهم من اتهم إمام العلماء معاذ ابن جبل بجهل التوحيد الذي علمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير واسطة حيث كان رديفه على الحمار،والذي أرسله إلى اليمن داعيا ومعلما ، والذي قال فيه عليه الصلاة والسلام يسبق العلماء يوم القيامة برتوة فلا حفظوا قدر الأنبياء ولا أصحابهم العلماء لأجل تقرير مثل هذه المسالة
    .. فأي غلو هذا ؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون ؟!
    ولكان أغنى من ذلك كله نص واحد صحيح صريح في المسالة لو وجد !
    ألا يرون أن أعظم الأعذار في الشريعة وهو الإكراه لا يذكر عند تقريره إلا آية واحدة أو حديث ؟!
    ومع ذلك فلا يخالف فيه إلا زائغ مبتدع بالاتفاق ، وأن العبرة ليست بكثرة الأدلة بقدر ثبوت الدليل وقطعية دلالته ، بل الغالب أن دليلا واحدا يكفي لتقرير أعظم المسائل إذا كان نصا فيها ...
    أصحاب القسم الثاني يخلطون دائما بين المنهج الدعوي الواجب وبين تقرير مسائل الشرع ...
    فلا شك أن الواجب عند وجود الشرك كظاهرة نظرا لفشو الجهل وقلة العلم هو الانصراف إلى الدعوة إلى توحيد الله وإخراج هؤلاء الجهلة من براثن الشرك إلى نور التوحيد الخالص ،ولا يكون هم أي عالم إلا هذا ، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده كأئمة الهدى الذين شابه عصرهم عصره عليه الصلاة والسلام كشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب ، والذي لا يعرف إلا بدعوة التوحيد وتقرير مسائلة وما يناقضه من الكفر والشرك والقتال على ذلك كله والتأليف في ذلك والتأصيل والتنظير ، رغم فقهه وإلمامه الواسع بشتى فنون العلم ...
    ولكن القوم بدلا من أن يجعلوا التوحيد قضيتهم جعلوه أحد قضاياهم وأخذوا يبررون للناس وقوعهم في الشرك بكثرة التلبيس الواقع ويعتذرون لهم بالجهل ...
    وللحديث بقية إن شاء الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    137

    Post رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    فلا شك أن الواجب عند وجود الشرك كظاهرة نظرا لفشو الجهل وقلة العلم هو الانصراف إلى الدعوة إلى توحيد الله وإخراج هؤلاء الجهلة من براثن الشرك إلى نور التوحيد الخالص ،ولا يكون هم أي عالم إلا هذا ، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده كأئمة الهدى الذين شابه عصرهم عصره عليه الصلاة والسلام كشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب ، والذي لا يعرف إلا بدعوة التوحيد وتقرير مسائلة وما يناقضه من الكفر والشرك والقتال على ذلك كله والتأليف في ذلك والتأصيل والتنظير ، رغم فقهه وإلمامه الواسع بشتى فنون العلم ...
    كلام رائع جداً فلابد من استفراغ الوسع وإستفاضة البلاغ في دعوة الناس للتوحيد وإقامة حياتهم علي قاعدة العبودية بقبول شرع الله ورفض ما سواه بدلاً من أن نجلس ندافع عن جهلهم أو نتلمس لهم المعاذير،نرجو المواصلة بارك الله فيك.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    الأخ المكرم محمد عبد المجيد بارك الله فيك ونفع الله بك وبقلمك وجعله في ميزان حسناتك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    استمر بارك الله فيك..وياحبذا لو تضع كل هذه المقالات في موضوع واحد ورد او بي دي اف

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    أخي ابو منصور وجميع الإخوان بارك الله فيكم وكل عام وانت بخير وعافية وأسال الله أن يتقبل من ومنكم الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك وان يعيننا علي ذلك وأن يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    الحلقة الثالثة :
    الجهل ومعناه والمقصود من قولنا " العذر بالجهل "
    الجهل لغة : ضد العلم وقولهم ضد العلم أي أن للعلم حقيقة ، ما لم يأت بها المرء فهو على ضدها كالكفر تماما فهو ليس له حقيقة إلا أنه ضد الإيمان الذي له حقيقة ، ولعل هذا يقال في كل ما يعرف بأنه ضد مقابله في المعنى
    ولهذا يقال ما هو الإيمان الذي ضده الكفر ؟ وما هو العلم الذي ضده الجهل ؟
    العلم هو موافقة ما في النفس للأمر المعلوم على ما هو عليه في الواقع والحقيقة ، أو بمعنى آخر إدراك الأشياء على ما هي عليه ...
    فإن وافق على ما هو عليه فهو علم ..
    - وعلى هذا فيكون الجهل خلو النفس من العلم أو العلم على خلاف الحقيقة
    فكلا الأمرين يسمى جهلا وإن فرق بينهم أهل العلم ،فاصطلحوا أن يكون اسم الأول جهل بسيط والأخر جهل مركب ...
    وخلو النفس من العلم هو ما أشار إليه قوله تعالى : "هو الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
    والمقصود هنا في مسالة العذر بالجهل كلا المعنيين ...لأنهما في معناه
    والمقصود في كلا المعنيين الجهل بالحكم الشرعي..
    والبحث هو فيما يخص تأثير هذا الجهل على الوصف الشرعي للفعل والفاعل والإثم المترتب على ذلك الوصف ...
    - والجهل قد يكون جهلا بالحكم ، وقد يكون أيضا جهلا بالسبب الموجب للحكم مع العلم بالحكم ...
    ومثال الأول رجل يجهل أن الخمر حرام فشربها جاهلا بحكمها الذي هو التحريم...
    ومثال الثاني رجل يعلم أن الجهل حرام ولكن يجهل أن هذا النبيذ قد تخمر فشربها جاهلا بالسبب الموحب للتحريم والذي هو التخمر...
    والمقصود في العذر بالجهل هو النوع الأول ( الجهل بالحكم ) أما الثاني فيلحق بالخطأ لانتفاء القصد فيه ...
    - الجهل يختلف عن بقية الأعذار في انه لا يغير من حقيقة العمل ...
    - فالجاهل من جهة مباشرة العمل كالعالم تماما بمعنى أنه يقصد العمل ويتعمده ويريده فلو كان عبادة مثلا موجهة لغير الله فتقوم في الجاهل حقائق العبودية لغير الله كما العالم تماما فهو يؤله المعبود ويقصده بالعبادة وتقوم في نفسه كل مقامات العبودية لغير الله من ذل وخضوع واستسلام ومحبة كما العالم تماما ...
    - ولهذا فالجهل لا يغير حقيقة العمل بخلاف الإكراه أو الخطأ مثلا فهما ينفيان إرادة العمل وقصده ،ولهذا لا يثبت وصف العمل ولا إثمه فلا يقال مثلا زان (الوصف )ولا يأثم أو يعاقب (العذاب)...
    - بخلاف الجاهل فيقال عنه زاني(الوصف الشرعي) لمباشرته الوطء عن تعمد وارداه وقصد وإن كان قد لا يعاقب لجهله كما سيأتي..
    - ولنضرب مثالا للشرك الذي يقع من الجاهل ...
    فالشرك هو أعظم ذنب عصي الله به سبحانه وتعالى
    فهو أعظم من السب والشتم والتنقص - بل يتضمنه - والاستحلال والجحود وغيرها من أنواع الكفر ...
    فكما أن التوحيد هو العبادة الدائمة عند الموحدين فالشرك هي العبادة الدائمة عند المشركين ...
    فالمشرك عرف غير الله بصفات الله فعرف الولي بما يكون لله سبحانه وتعالى ،فعرفه بقدرته وكرامته ،وعلمه بالغيب ، وأنه يغضب ويسخط وانه القادر على عقاب من يعصيه وإبرار من يطيعه ويرضيه ،وما أكثر تحذير المشركين للموحدين أن يغضب عليهم الولي إذا تعرضوا له ، وأنه سيفعل بهم وينكل !
    فعرفه بما يعرف به الله سبحانه وتعالى ، فصرف صفاته له قبل أن يصرف عبادته إليه ، فنحن عرفنا الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته ووحدناه في ذاته وأفعاله وهذا عرف الولي بما نعرف به الله واعتقد ما لله لغيره تحت اسم الكرامات والمعجزات فاعتقد أنه يرزق الفقير ويشفي العليل ويهدي الضرير ويهب البنات والبنين وينزل الغيث وبيده مقاليد الخلائق... ولهذا كله دعوه ورجوه خوفا وطمعا ، وقربوا له ما في أيديهم من القليل لينعم عليهم بالعطاء الجزيل أو يدفع عنهم السوء والبلاء العظيم ، ومن عاين هؤلاء علم أن ما ذكرته قليل من كثير ...
    - فكل شرك في الإلوهية سبقه أضعاف هذا الشرك في الأسماء والصفات والربوبية وهذا كله معلوم بالضرورة العقلية قبل أن يعلم بالدلائل الشرعية ...
    ولهذا لو قيل ما الفرق في قيام حقيقة العبودية لغير الله بين الجاهل والعالم لما كان ثمة فرق وهي منازل في الشرك بها يتفاضلون ، وضلال يتبع بعضهم بعضا في دركاته ...
    وهذه حقيقة الرؤساء والمتبوعين والضلال والمضلين كلهم قامت في قلوبهم حقائق العبودية لغير الله
    ولو نعتهم ليل نهار بنعوت الإسلام فلا والله ليس هذا هو الإسلام وليس هؤلاء بالمسلمين...
    - وكل هذا لا يكون مع الإكراه أو الخطأ ، بل شرطه ليكون عذرا أن لا يقوم بقلبه هذا المعنى فلا ينشرح بالكفر صدرا والكفر هنا هو حقيقة الكفر لا اسم الكفر بخلاف الجاهل الذي ملئ الكفر صدره بطنه... والله المستعان
    وللحديث بقية إن شاء الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    137

    Post رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    جزآكم الله خيراً أخي الحبيب .
    ولمزيد بيان هذه المسأله
    1ـ يراجع كتاب المتممة لكلام أئمة الدعوة فى مسألة العذر بالجهل جمع فضيلة الشيخ على بن خضير الخضير وقد تتبع فيها جذور المسألة من الناحية التاريخية وكشف اللثام من خلال كلام الشيخ محمد وأحفاده وتلاميذه وغيرهم من أهل العلم عن هذه المسألة التى طالما سببت إشكالاً للعديد من أبناء الصحوة الإسلامية بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا عذر بالجهل في ارتكاب الشرك الأكبر
    2ـ ولفضيلته أيضا بحث بعنوان قواعد وأصول فى المقلدين والجهال وقيام الحجة فى الشرك الأكبر والكفر الأكبر ملخصا من كلام ابن القيم رحمه الله
    3ـ وتعرض الشيخ أيضا لهذا الموضوع فى كتابه شرح كشف الشبهات
    4ـ وتحت عنوان أكثر شرك العالمين سببه الجهل والتأويل لا العناد يتعرض لتقرير هذه المسألة فى كتاب حقائق التوحيد 0
    5ـ ويراجع أيضا العذر بالجهل تحت المجهر الشرعى تأليف ابى يوسف مدحت بن الحسن آل فراج قدم له فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله وقال عنه هذه الرسالة اوفى ما كتب فى هذا الباب
    6ـ ويراجع أيضاً كتاب عقيدة الموحدين فى الرد على الضلال والمبتدعين وهى مجموعة من الرسائل الرائعة فى هذه المسألة بالإضافة إلى فتاوى للجنة الدائمة فى هذا الموضوع
    7ـ الانتصار للشيخ عبد الله أبا بطين وهو من أهم ما كتب فى ذلك وقد رد فيه على داوود بن جرجيس وأذنابه 0
    8ـ منهاج التأسيس فى الرد على داود بن جرجيس للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
    9ـ يراجع كتاب كشف الشبهتين ـ وكتاب كشف الأوهام والالتباس للشيخ سليمان ابن سحمان
    10ـ كتاب حد الإسلام لفضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلى حفظه الله
    وأظن فى هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 0
    وإذا كنا قد اتفقناعلى ان الحهل بحقيقة الإسلام ونواقضه منتشر ومتفشي فى الأمة بصورة كبيرة ـ وسواء علينا قلنا بعذره أو عدمه ـ المهم هو إنقاذ هذا الغريق وانتشاله مما هو واقع فيه من الجهل بربه وبدينه 0
    فلتكن إذن دعوتنا إلى التوحيد وبيان حقيقة الإسلام هى الغالبة على كلامنا وخطبنا ودروسنا وسرنا وجهرنا حتى يستفيض البلاغ الذى أراده الله من بعثته لأنبيائه وحتى لا يطرح موضوع الجهل بهذه الصورة بعد استفاضة البلاغ ،فليسقط الجهل وليحى العلم الذى أراده الله ، فالتضافر جهودنا ، ولنتعاون فيما بيننا على بيان حقيقة الكلمة السواء متحابين فى الله ، فطريقنا واحد بإذن الله 0

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    31

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الموحد السلفي مشاهدة المشاركة
    ومن هذه الأصول الفاسدة :
    - أن المكفرات العملية لا تخرج من الملة ما لم تقترن باعتقاد مكفر...
    - أن الجاهل المتمكن من العلم لا ينزل منزلة العالم بل عليه أثم التقصير في طلب العلم
    - أن الجاهل يقول لا إله إلا الله ولا يمكن تكفيره حيث لا يقصد الكفر
    - أن الجاهل لديه براءة إجمالية من الشرك
    - أن الأعمال شرط كمال في الإيمان
    - أن العذر بالجهل عقيدة السلف ، والمخالف فيها يعد من الخوارج التكفيريين، أو هو على أحسن الأحوال عنده غلو في التكفير...
    جزاك الله خيرا وأحسن إليك في الدارين
    أليست هذه الأصول التي سميتها فاسدة وهي كذلك قد قال بها بعض علماءنا المعاصرين ؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    الأخ المكرم عابر سبيل وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

    نعم أخي الحبيب وانا هنا أحاول أن ابرز بعض الجوانب التي عادة لا يسلط عليها الضوء في مناقشة المسالة أو تاتي تبعا وهي كما ترى أصول ومنطلقات للمسالة ونسال الله لنا ولكم التوفيق والسداد

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    270

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    أين الأخ الموحد السلفى؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر - محافظة الشرقية - مدينة الإبراهيمية
    المشاركات
    1,463

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    للمتابعة

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    49

    افتراضي رد: الاصل الذي ينطلق منه في مسألة العذر بالجهل

    كل عام وأنتم جميعا بخير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •