سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> الذَّبَائِحِ >> أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابٌ : وَمِنْ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ >>
203 حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى البَغْدَادِيُّ ، وَالفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو نُوحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي ، وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " " يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا ، لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الفَضْلُ " " . قَالَ : فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ الآيَةَ " " . فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَهُمْ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ : " " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ " " وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ ، هَذَا الحَدِيثَ *

رواه أحمد في المسند و الخرائطي في مساوء الأخلاق و قال عبد الرحمان ثقت و الطبري في تهذيب الآثار و بن الأعرابي في معجمه و تمام في فوائده

قراد (خ ، د ، س ، ت)

الحافظ الإمام الصدوق ، أبو نوح ، عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي ، ويقال : الضبي ، مولاهم ، الملقب بقراد ، نزيل بغداد ، كان من علماء الحديث ، وله ما ينكر .

قال مجاهد بن موسى : ما كتبت عن شيخ أحر رأسا من أبي نوح ، إنما كان يهدر : حدثنا شعبة ، حدثنا شعبة .

وقال علي بن المديني وابن نمير : ثقة .

وقال يحيى بن معين : ليس به بأس .

وقال أحمد بن حنبل : كان عاقلا من الرجال .

وقال ابن حبان كان يخطئ يتخالج في القلب منه ، لروايته عن الليث ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قصة المماليك وضربهم .

قلت : له حديث لا يحتمل في قصة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبحيرا بالشام .

مات سنة سبع ومائتين .

احتج به البخاري .


قال الشيخ محمد عوامة في تعليقه على تهذيب الكمال :
عن كلام بن حبان . و يايده ما قاله الدوري عن ابن معين و ذكره حديث ليث بن سعد الحديث الطويل أن رجلا كان له مملوكان الذي يرويه قراد قال أبو الفضل ( عباس الدوري ) : و قد سمعته أنا من قراد بطوله فوهن أمره جدا ( تاريخ الدوري ) و قال ابن حجر : و يأيده ما ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى أخبرني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمان قال قرأت على أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين سألت أحمد بن صالح عن حديث قراد عن الليث عن مالك عن الزهري ......فذكر الحديث بنحوه
فقال أحمد هذا باطل مما وضع الناس و ليس كل الناس يضبط هذه الأشياء إنما روى هذا الليث أظنه قال عن زياد بن العجلان منقطع
قيل لأحمد روى ذلك الرجل يعني أحمد بن حنبل عن قراد فقال( أي : ابن صالح ): لم يكن يعرف حديث الليث و إن كان له فضل و علم . بتصرف .



شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ >> التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ >> الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمَالِيكِ >>
8340 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِمْ ، أَنَّ زِيَادًا مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدَّثَهُمْ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلِيسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونَنِي وَيَعْصُونَنِي ، فَأَضْرِبُهُمْ وَأَسُبُّهُمْ ، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِحَسْبِ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ اقْتَصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلَ الَّذِي يَبْقَى قِبَلَكَ " ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَهْتِفُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا لَهُ ؟ أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَجِدُ شَيْئًا خَيْرًا لِي مِنْ فِرَاقِ هَؤُلَاءِ ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ " ، هَذَا الْمَتْنُ شَبِيهٌ بِالْإِسْنَادِ الثَّانِي غَيْرُ شَبِيهٍ بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ ، تَفَرَّدَ بِهِ قُرَادٌ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا مِنْ بَعْضِ الْكُتَّابِ *