تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    عقيدة الرسول والصحابة والأئمة والعامة والأطفال والعجائز
    من أخص خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة أنها –كالقرآن-ميسرة للفهم سلسة للذكر
    لا تكلفَ فيها ولا إغماض ,مسلّمةٌ من التناقض.. لا شوبَ فيها يعكر على صفاء رونقها , ولا شيةَ تعتريها تكدر على نقاء مشربها..وها هنا عرض مقتضب في بيان ذلك :
    1-هي باختصار مستفادة من نصوص القرآن والسنة وظواهرهما رأساً, وملخص هذه العقيدة في قاعدة عريضة:تصديق ما أخبر به الله ورسله وتطبيق ما أمروا به "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلا" وإذن أخبار الله
    كلها صدق وأحكامه كلها عدل. فيستوي ما ينسبه الله تعالى لنفسه من العلم والقدرة ونحوهما مع ما ينسبه لنفسه من العين واليد ونحوهما من جهة وجوب الإيمان بأن هذه صفات وصف الله بها نفسه بنفسه أو عن طريق رسوله وهي ذات معان وكيفيات , بمثل ما يستوي أمر الله إيانا بالصلاة مع أمره بالزكاة من حيث إن العمل بالجميع واجب "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
    2-ومن طريقة الله تعالى في التعريف بنفسه المقدسة: التفصيل في مقام الإثبات والإجمال في مقام النفي ,ومهما قلبت في صفحات الكتاب العزيز فلن تخلو من ذكر صفةٍ لله إما بكونها متضمَّنة في اسم له- تقدس وتبارك -وإما بورودها صفة مجردة على هيئة المصدر أو في فعل من أفعاله
    بخلاف معرض النفي فقد جاء مجملاً كما في قوله تعالى "ولم يكن له كفوا أحد" وقوله "ليس كمثله شيء " وهذه هي الطريقة المتناسبة عقلاً وفطرةً وعُرفاً عند الناس كافة فإنك لو قصدت إلى معظّم في قومه وأردت مدحه فقلت :لستَ بحقير ولا شرير ولا أبله ولا معتوه ولا كافر ولا فاجر ..إلخ ..فلا ترتقب أن يشكرك على ثنائك هذا بل تربص داهية تحل بك..وهذا النفي المفصل المذموم هو من قبيل ما يصنعه المتكلمون مع ملك الملوك سبحانه وتعالى! والله المستعان
    ولهذا حين أراد الحافظ الذهبي وغيره مدح الإمام ابن تيمية بكلمة موجزة بأسلوب النفي عمد إلى الإجمال فقال:ما رأت عيناي مثله ..
    3-وليس للعقل في استمداد المعارف الشرعية من سلطانٍ على النقل لاسيما في باب الغيبيات وأخصّها ما كان متعلقا بالرب العظيم سبحانه وتعالى"أم تقولون على الله ما لا تعلمون"؟.. لا لأن العقول تتفاوت في مدركاتها وتقديراتها فحسب
    بل لأن وظيفة العقل التي أرادها الله منه = كونه أداة ًللفهم ووسيلةً للتدبر ,ولأن العقل يمتنع أن يكون قاضياً على ما غُيّب عنه تغييبا خرج به عن دائرة فلكه بحيث لم يكن للبحث التجريبي فيه مدخل"ولا تقف ماليس لك به علم".. كما العين سواء بسواء, لا ترى ما دق ولا ما بعد فضلاً عما توارى بالحجاب, فإن أبت :عمِيت
    4-وإنما ادعينا أنها عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله اختاره جامعاً بين أوصاف الأمانة والصدق والفصاحة والبيان والحرص على هداية الناس والرأفة بالمؤمنين وغير ذلك مما يمتنع معه أن يستعمل عبارات موهمة غير مرادة الظاهر على ما يزعمه المتكلمون من أشعرية وغيرهم (ماتركت من خير يقربكم من اللهويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه) أخرجه الشافعي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم
    ثم مع تقرير هذا الأصل العظيم وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر عامة ما نسميه اعتقاد السلف ,من ذلك مثلا إقراره الجارية على إشارتها للرب العلي سبحانه وأنه في السماء حين سألها "أين الله؟" كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي الذي أخرجه الإمام مسلم .وهو ما يستقبحه المتكلمون جداً لحد الحكم بتكفير هذا القول ..!!
    5-وأما كونها عقيدة الصحابة فلِما استفاض عنهم من سؤالهم الرسول عما أشكل عليهم من ذلك مثلا ,ما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" "ولو كانت هذه الألفاظ توهم التشبيه لألفيت البِدار منهم لسؤال نبيهم كما هو ديدنهم في كل شؤون دينهم بل لكانت هذه فرصة ثمينة للمشركين للتشكيك في رسالة محمد –صلى الله عليه وسلم-كما هي عادتهم
    فلما لم يستشكل أحد ورود هذه الصفات في حق الله جل ثناؤه علمنا أن ما ننسبه لهم من عقيدة السلف صحيح بلا إشكال ,فإن قيل إنما لم يستشكلوه لعلمهم أن اليد تعني القدرة وأن الحب يعني إرادة الثواب..إلخ على ما يقتضيه اللسان العربي..؟
    فالجواب من وجوه :
    أ-منها أنه تقرر في العربية أن اليد ليست هي القدرة وهذا من الوضوح بمكان عتيد بحيث لا يتطلب فيه نقل إجماع
    ب-فإذا استعملت اليد في سياق الدلالة على النعمة أو القدرة فهذا الذي فهم من السياق الدلالي لا يعود بالنقض على صحة إثبات اليد ونحوها وإنما عبرت عنها العرب في هذه الدلالات لأن اليد بها تؤدى النعمة وبها يبطش ويقتَدر فهو من باب التعبير عن المسبب بالسبب كتسميتهم المطر سماء ومنه قول الشاعر:

    إذا نزل السماء بأرض قوم*** رعيناه وإن كانوا غضابا


    جـ-ثم في نفي حقيقة اليد جراءة على الله تعالى شنيعة بغير مسوغ سوى التحكم العقلي المبني على الذائقة الخاصة بمن نفاها وليعتبر الأشعرية الموقف بين يدي الله تعالى فإنه سبحانه إذا سأل السلفي:لم نسبت اليد إلي؟
    فجوابه حاضر:وجدت ذلك في كتابك يارب فأثبتها..فإن سئل الأشعري:لماذا نفيت عني اليد؟
    فما عساه أن يقول؟! أنزهك يارب؟ أم عقلي قضى به؟ إن قال شيئا من ذلك فقد اعتذر بما هو أقبح من الذنب لأن مقتضاه أنه أغير على الله تبارك اسمه من الله نفسه صاحب الشأن.
    على أن هذا قول يناقض ما قعدوه في مسألة التحسين والتقبيح
    د-فإن سلمنا تنزلاً بصحة ما ادعاه المتكلمون في بعض المواضع فما هم قائلون في مثل قول الله تعالى"ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي"
    حيث قطعت تثنية اليد ها هنا مضافةً للرب سيحانه الطريق عليهم لأنه على تحريفهم يكون لله قدرتان أو قوتان! ولا يقول به عاقل
    ووجه آخر لدعوانا نسبة ذلك للصحابة أنه إجماع منقول عن القرون الفاضلة الممدوحة وهم حدثاء عهد بالرعيل الأول نقله غير واحد كالإمام الترمذي والحافظ ابن عبد البر وابن خزيمة وغيرهم .. قال الإمام الحافظ الترمذي في جامعه (وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده. وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.)فتأمل كيف مايز بين أهل العلم والجهمية وقابلوا بينهما مقابلة الحق للباطل
    ,ولم ينقل عن كبار مفسري الصحابة كابن عباس وابن مسعود وغيرهما حرفٌ واحد في تحريف صفة من صفات الله تعالى
    6-على ان فريقا من المتكلمين يتكايس فيقول:قد فهمنا أن الاستواء على العرش معناه العلو والارتفاع وأن الكلام بصوت وحرف فما المعنى المفهوم من اليد لله عز وجل وأمثالها؟
    وبعض إخواننا من أهل السنة ممن لم يحقق المسألة جيداً قد يضطرب عند هذه الشبهة والجواب عنها ميسور ولله الحمد فلو قيل للسائل : صف لنا زيداً من الناس (وهو لم يره قط) فما الجواب؟
    سيقول لا أعلم صفته ,فهذا لا يعني إنكار وجوده ..هذا حال المخلوق القابل أن يقاس عليه بأن يقال: فلان يشبه فلاناً ,فما ظنك بخالق السماوات والأرض الغائب عن أعيننا الممتنع أن يقاس عليه؟!..فالمعنى المفهوم من صفة اليد =أنها صفة ذات تليق بكمال الله جل ثناؤه يخلق بها ويكتب ويبسط ويقبض , وقد جهلنا صفتها لأننا لم نرها ولم نر ما يصح أن تقاس عليه فنشبهها به "ليس كمثله شيء "..هكذا.. وبهذا اليسر!
    7-وأما نسبة الاعتقاد السني للأطفال والعجائز فلأنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهو مشهور مشاهد كما في الداعي الفطري للتوجه نحو العلو حال الدعاء و أقر به
    بعض كبار المتكلمين لدى أوبته لعقيدة السلف كقول أبي المعالي الجويني" وإنى أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور" وليس معنى هذا التسوية بين إيمان الأئمة وإيمان العجائز والسذج فقد جمع العلماء إلى نور الفطرة نور العلم "نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    نفع الله بكم الإسلام والمسلمين ، وجزاك الله خير الجزاء.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    بوركتم أخي الفاضل ...
    أسأل الله أن يزيدكم علما ..
    * رب اجعلني من الراسخين في العلم ولا تحرمني العلم بالذنوب أصيبُها*

  4. #4

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم مشاهدة المشاركة
    عقيدة الرسول والصحابة والأئمة والعامة والأطفال والعجائز
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا على هذا البيان,ذكرت أخي الكريم (وقد جهلنا صفتها) لوقلت وقد جهلنا كيفيتها وكمالها أليس أصح لأننا نعلم أصل الصفة أي أصل المعنى ولانعلم الكيفية وكمال المعنى والله أعلم وجزاك الله خيرا".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    شكر الله لكم جميعا..ولكم بمثل ما دعوتم
    أخي التميمي وفقه الله وسدده:الصفة هي الكيفية, فلو قلت :صف لي جلوس فلان ,كان مكافئا لقولك:كيف يجلس فلان
    إلا ان "الكيفية" مصدر مبتدع مولد على طريقة المصادر الصناعية بإضافة ياء النسب والتاء
    ولم تستعمله العرب, فكلمة صفة أصح لساناً..وبكلٍ يحصل المقصود
    فالمعنى غير الصفة..والله الموفق
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  6. #6

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم أبوالقاسم جزاك الله خيرا, أهل العلم عندما يتكلمون عن صفات الله تكون فيه ثلاثة مباحث:
    1: أصل الصفة.
    2: كيفية الصفة.
    3: كمال معنى الصفة.
    المؤمنون لايجهلون أصل الصفة فعندما تقول عن الله أنه سميع فنحن نفهم أصل معنى سميع أما كيفية السمع وكمال السمع فعلمها لله سبحانه وتعالى, وقولك أن لفظة الكيفية مبتدعة فأذكرك بكلام الأمام مالك رحمه عندما سأل عن الأستواء فقال (الأستواء غيرمجهول والكيف غير معلوم والأيمان به واجب والسؤال عنه بدعة), والله أعلم وبارك الله فيك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: عقيدة الرسول.. والصحابة.. والأئمة.. والعامة.. والأطفال ..والعجائز

    أخي الحبيب ..لم أعن بالمبتدع المعنى الشرعي..والأمر يسير,فقد استعملت كلمة كيفية في مقالي لو تأملت
    والصفة أردت بها الكيفية..وما بنا حاجة للخلاف في أمر كهذا بارك الله فيك, إن هي إلا اصطلاحات
    كلها تؤدي لنفس المطلوب
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •